المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ما هو رأي الشيعة


السورية المتشيعة
07-07-2010, 03:31 PM
عثمان بن عفان رضي الله عنه




يكفيه فخرا جمعه للقرآن ، وزواجه من رقية وأم كلثوم أبنتي الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم.

ذكر كتاب ( سيرة عثمان بن عفان شخصيته وعصره ) للدكتور / علي محمد الصلابي بعض مناقبه فقال :

1- افتح له وبشِّره بالجنة على بلوى تصيبه:
عن أبي موسى ? قال: كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في حائط من حيطان المدينة، فجاء رجل فاستفتح، فقال النبي صلّى الله عليه وسلّم «افتح له، وبشره بالجنة» ففتحت له فإذا هو أبو بكر فبشرته بما قال رسول الله، فحمد الله، ثم جاء رجل فاستفتح فقال النبي صلّى الله عليه وسلّم: «افتح له وبشره بالجنة» ففتحت له فإذا هو عمر، فأخبرته بما قال النبي صلّى الله عليه وسلّم فحمد الله، ثم استفتح رجل فقال لي: «افتح له وبشره بالجنة على بلوى تصيبه» فإذا هو عثمان، فأخبرته بما قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فحمد الله، ثم قال: الله المستعان.

2- اسكن أحد فليس عليك إلا نبي وصديق وشهيدان:
عن أنس ? قال: صعد النبي صلّى الله عليه وسلّم أحدا ومعه أبو بكر وعمر وعثمان، فرجف، فقال:
ـ «اسكن أحد -أظنه ضربه برجله- فليس عليك إلا نبي وصديق وشهيدان»

3- اهدأ فما عليك إلا نبي أو صديق أو شهيد:
عن أبي هريرة: أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم كان على حراء، وأبو بكر وعمر وعثمان وعلي وطلحة والزبير، فتحركت الصخرة، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم:
ـ«اهدأ، فما عليك إلا نبي أو صديق أو شهيد»

4- حياء عثمان :
عن يحيى بن سعيد بن العاص أن سعيد بن العاص أخبره أن عائشة زوج النبي صلّى الله عليه وسلّم وآله وعثمان حدثاه أن أبا بكر استأذن على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وهو مضطجع على فراشه لابسٌ مِرْط عائشة فأذن لأبي بكر وهو كذلك، فقضى إليه حاجته ثم انصرف، ثم استأذن عمر فأذن له وهو على تلك الحال، فقضى إليه حاجته ثم انصرف، قال عثمان: ثم استأذنت عليه فجلس، وقال لعائشة: «اجمعي عليك ثيابك»، فقضيت إليه حاجتي ثم انصرفت، فقالت عائشة: يا رسول الله، ما لي لم أرك فزعت لأبي بكر وعمر -رضي الله عنهما- كما فزعت لعثمان؟ قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم:
ـ «إن عثمان رجل حيي، وإني خشيت إن أذنت له على تلك الحال أن لا يبلغ إليَّ في حاجته»

5- استحياء الملائكة من عثمان:
عن أبي سلمة بن عبد الرحمن أن عائشة قالت: كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم مضطجعا في بيتي كاشفا عن فخذيه أو ساقيه، فاستأذن أبو بكر فأذن له وهو على تلك الحال فتحدث، ثم استأذن عمر فأذن له وهو كذلك فتحدث، ثم استأذن عثمان فجلس رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وسوى ثيابه. قال محمد -أحد رواة الحديث، ولا أقول ذلك في يوم واحد- فدخل فتحدث، فلما خرج قالت عائشة: دخل أبو بكر فلم تهتشَّ له ولم تُبَالِه، ثم دخل عمر فلم تهتش له ولم تباله، ثم دخل عثمان فجلست وسويت ثيابك، فقال:
ـ"ألا استحي من رجل تستحي منه الملائكة"

6- أصدقها حياء عثمان:
عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم:
ـ «أرحم أمتي أبو بكر، وأشدها في دين الله عمر، وأصدقها حياء عثمان، وأعلمها بالحلال والحرام معاذ بن جبل، وأقرأها لكتاب الله أُبي، وأعلمها بالفرائض زيد بن ثابت، ولكل أمة أمين، وأمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح».

وذكر الشيخ محمد رضا الأديب المصري في كتابه (عثمان بن عفان) بعض مناقبه فقال:


1 ـ اختصاصه بكتابة الوحي .
عن فاطمة بنت عبد الرحمن عن أمها أنها سألت عائشة وأرسلها عمها فقال‏:‏ إن أحد بنيك يقرئك السلام ويسألك عن عثمان بن عفان فإن الناس قد شتموه فقالت‏:‏ لعن اللَّه من لعنه، فواللَّه لقد كان عند نبي اللَّه ـ صلى اللَّه عليه وسلم ـ وأن رسول اللَّه ـ صلى اللَّه عليه وسلم ـ لمسند ظهره إليَّ، وأن جبريل ليوحي إليه القرآن، وأنه ليقول له‏:‏ اكتب يا عثيم فما كان اللَّه لينزل تلك المنزلة إلا كريمًا على اللَّه ورسوله‏.‏ أخرجه أحمد وأخرجه الحاكم وقال‏:‏ ‏(‏قالت‏:‏ لعن اللَّه من لعنه، لا أحسبها قالت‏:‏ إلا ثلاث مرات، لقد رأيت رسول اللَّه ـ صلى اللَّه عليه وسلم ـ وهو مسند فخذه إلى عثمان، وإني لأمسح العرق عن جبين رسول اللَّه ـ صلى اللَّه عليه وسلم ـ، وأن الوحي لينزل عليه وأنه ليقول‏:‏ ـ "اكتب يا عثيم"
فواللَّه ما كان اللَّه لينزل عبدًا من نبيه تلك المنزلة إلا كان عليه كريمًا‏‏‏.‏
وعن جعفر بن محمد عن أبيه قال‏:‏ كان رسول اللَّه ـ صلى اللَّه عليه وسلم ـ إذا جلس جلس أبو بكر عن يمينه، وعمر عن يساره، وعثمان بين يديه، وكان كَاتبَ سر رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم ‏.‏

2 ـ من كراماته .
‏[‏السيوطي، تاريخ الخلفاء ص 131‏]‏‏.‏
عن نافع‏:‏ أن جهجاهًا الغفاري تناول عصا عثمان وكسرها على ركبته فأخذته الأكلة ‏[‏الأَكَلَة‏:‏ الحكَّة‏]‏ في رجله، وعن أبي قلابة، قال‏:‏ كنت في رفقة بالشام سمعت صوت رجل يقول‏:‏ يا ويلاه النار، وإذا رجل مقطوع اليدين والرجلين من الحقوين، أعمى العينين، منكبًا لوجهه، فسألته عن حاله فقال‏:‏ إني قد كنت ممن دخل على عثمان الدار، فلما دنوت منه صرخت زوجته فلطمتها فقال‏:‏ ‏(‏ما لك قطع اللَّه يديك ورجليك وأعمى عينيك وأدخلك النار‏)‏، فأخذتني رعدة عظيمة وخرجت هاربًا فأصابني ما ترى ولم يبق من دعائه إلا النار، قال‏:‏ فقلت له بعدًا لك وسحقًا، أخرجهما الملأ في سيرته، وعن مالك أنه قال‏:‏ كان عثمان مرَّ بحش كوكب ‏[‏حش كوكب‏:‏ موقع إلى جانب بقيع الغرقد بالمدينة‏]‏ فقال‏:‏ إنه سيدفن هنا رجل صالح فكان أول من دفن فيه‏.‏

3 ـ تجهيزه جيش العسرة.
‏[‏السيوطي، تاريخ الخلفاء ص 121‏]‏
يقال لغزوة تبوك غزوة العُسرة، مأخوذة من قوله تعالى‏:‏ ‏(الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ‏)‏ ‏[‏التوبة‏:‏ 117‏]‏‏.‏
ندب رسول اللَّه ـ صلى اللَّه عليه وسلم ـ الناس إلى الخروج وأعلمهم المكان الذي يريد ليتأهبوا لذلك، وبعث إلى مكة وإلى قبائل العرب يستنفرهم وأمر الناس بالصدقة، وحثهم على النفقة والحملان، فجاءوا بصدقات كثيرة، فكان أول من جاء أبو بكر الصدِّيق ـ رضي اللَّه عنه ـ، فجاء بماله كله 40‏.‏4000 درهم فقال له ـ صلى اللَّه عليه وسلم ـ‏:‏ ‏(‏هل أبقيت لأهلك شيئًا‏؟‏‏)‏ قال‏:‏ أبقيت لهم اللَّه ورسوله‏.‏ وجاء عمر ـ رضي اللَّه عنه ـ بنصف ماله فسأله‏:‏ ‏(‏هل أبقيت لهم شيئًا‏؟‏‏)‏ ‏[‏رواه ابن عساكر في تهذيب تاريخ دمشق ‏(‏1‏:‏ 11‏)‏‏.‏‏]‏‏.‏ قال‏:‏ نعم، نصف مالي‏.‏ وجاء عبد الرحمن بن عوف ـ رضي اللَّه عنه ـ بمائتي أوقية، وتصدق عاصم بن عَدِيّ ‏ بسبعين وسقًا من تمر، وجهَّز عثمان ـ رضي اللَّه عنه ـ ثلث الجيش جهزهم بتسعمائة وخمسين بعيرًا وبخمسين فرسًا‏.‏ قال ابن إسحاق‏:‏ أنفق عثمان ـ رضي اللَّه عنه ـ في ذلك الجيش نفقة عظيمة لم ينفق أحد مثلها‏.‏ وقيل‏:‏ جاء عثمان ـ رضي اللَّه عنه ـ بألف دينار في كمه حين جهز جيش العُسرة فنثرها في حجر رسول اللَّه فقبلها في حجر وهو يقول‏:‏ ‏(‏ما ضرَّ عثمان ما عمل بعد اليوم‏)‏‏.‏ وقال رسول اللَّه‏:‏
ـ "‏‏من جهز جيش العُسرة فله الجنة‏"
‏[‏رواه البخاري في كتاب فضائل الصحابة، باب‏:‏ مناقب عثمان بن عفان أبي عمر القرشي ـ رضي اللَّه عنه ـ‏]‏‏.‏

4 ـ حفره بئر رومة .
‏[‏السيوطي، تاريخ الخلفاء ص 121‏]‏
واشترى بئر رومة من اليهود بعشرين ألف درهم، وسبلها للمسلمين‏.‏ كان رسول اللَّه قد قال‏:‏
ـ "من حفر بئر رومة فله الجنة‏" ‏[‏تذكرة الحفاظ ج 1/ص 9‏]‏ ‏[‏ص 30‏]‏‏.‏
وهذه البئر في عقيق المدينة‏:‏ روي عن النبي ـ صلى اللَّه عليه وسلم ـ أنه قال‏:‏ ‏(‏نعم القليب قليب المُزَني‏)‏، وهي التي اشتراها عثمان بن عفان فتصدق بها‏.‏ وروي عن موسى بن طلحة عن رسول اللَّه ـ صلى اللَّه عليه وسلم ـ أنه قال‏:‏ ‏(‏نعم الحفير حفير المزني‏)‏ ـ يعني رومة ـ، فلما سمع عثمان ذلك ابتاع نصفها بمائة بكرة وتصدق بها على المسلمين فجعل الناس يستقون منها‏.‏ فلما رأى صاحبها أنه امتنع منه ما كان يصيب منها باعها من عثمان بشيء يسير فتصدق بها كلها‏.‏

5 ـ علمه وقراءته القرآن.
‏‏رواه ابن حجر العسقلاني في تغليق التعليق ‏(‏937‏)‏ ‏]‏‏.‏
كان عثمان أعلم الصحابة بالمناسك، وبعده ابن عمر‏.‏
وكان يحيي الليل، فيختم القرآن في ركعة، قالت امرأة عثمان حين قتل‏:‏ لقد قتلتموه وإنه ليحيي الليل كله بالقرآن في ركعة، وعن عطاء ابن أبي رباح‏:‏ ‏(‏إن عثمان بن عفان صلى بالناس، ثم قام خلف المقام، فجمع كتاب اللَّه في ركعة كانت وتره فسميت بالبتيراء‏)‏، وكان يضرب المثل به في التلاوة.

6ـ زيادته في المسجد النبوي .
‏[‏أوردها ابن كثير في عام 26 هـ، والطبري، تاريخ الأمم والملوك ج 2/ص 606‏:‏ ‏(‏في عام 29 هـ، وسَّع عثمان الحرم وبناه بالفضة ـ الكلس ـ‏)‏، وكما ذكر ابن كثير ذلك في البداية والنهاية في الجزء السابع، السيوطي تاريخ الخلفاء ص 124‏]‏ ‏(‏سنة 29 هـ/ 650 م‏)‏‏:‏
كان المسجد النبوي على عهد رسول اللَّه ـ صلى اللَّه عليه وسلم ـ مبنيًَّا باللبن وسقفه الجريد، وعمده خشب النخل، فلم يزد فيه أبو بكر شيئًا وزاد فيه عمرًا وبناه على بنائه في عهد رسول اللَّه ـ صلى اللَّه عليه وسلم ـ باللبن والجريد وأعاد عمده خشبًا، ثم غيَّره عثمان، فزاد فيه زيادة كبيرة، وبنى جداره بالحجارة المنقوشة والفضة، وجعل عمده من حجارة منقوشة وسقفه بالساج، وجعل أبوابه على ما كانت أيام عمر ستة أبواب‏.‏
وروى يحيى عن المطلب بن عبد اللَّه بن حنطب قال‏:‏ لما ولي عثمان بن عفان سنة أربع وعشرين، كلَّمه الناس أن يزيد في مسجدهم، وشكوا إليه ضيقه يوم الجمعة، حتى إنهم ليصلون في الرحاب‏.‏ فشاور فيه عثمان أهل الرأي من أصحاب رسول اللَّه ـ صلى اللَّه عليه وسلم ـ، فأجمعوا على أن يهدمه ‏[‏ص 31‏]‏ ويزيد فيه، فصلَّى الظهر بالناس، ثم صعد المنبر فحمد اللَّه وأثنى عليه، ثم قال‏:‏ ‏(‏أيها الناس إني أردت أن أهدم مسجد رسول اللَّه ـ صلى اللَّه عليه وسلم ـ وأزيد فيه وأشهد أني سمعت رسول اللَّه ـ صلى اللَّه عليه وسلم ـ يقول‏:‏ ‏(‏من بنى مسجدًا بنى اللَّه له بيتًا في الجنة‏)‏ ‏[‏رواه مسلم في كتاب المساجد، باب‏:‏ 24، والترمذي في كتاب الصلاة، باب‏:‏ 120، والبخاري في كتاب الصلاة، باب‏:‏ من بنى مسجدًا، وابن ماجه في كتاب الإقامة، باب‏:‏ من بنى مسجدًا، والدارمي في كتاب الصلاة، باب‏:‏ من بنى مسجدًا، وأحمد في ‏(‏م 1/ص 20‏)‏ ‏]‏، وقد كان لي فيه سلف، وإمام سبقني وتقدمني عمر بن الخطاب، كان قد زاد فيه وبناه، وقد شاورت أهل الرأي من أصحاب رسول اللَّه ـ صلى اللَّه عليه وسلم ـ، فأجمعوا على هدمه وبنائه وتوسيعه‏)‏، فحسن الناس يومئذ ذلك ودعوا له، فأصبح، فدعا العمال وباشر ذلك بنفسه، وكان رجلًا يصوم الدهر ويصلي الليل، وكان لا يخرج من المسجد، وأمر بالفضة المنخولة تعمل ببطن نخل، وكان أول عمله في شهر ربيع الأول من سنة 29 هـ، وفرغ منه حين دخلت السنة لهلال المحرم سنة 30 فكان عمله عشرة أشهر‏.‏
‏ وقد جعل عثمان طول المسجد مائة وستين ذراعًا وعرضه مائة وخمسين‏.‏


7 ـ زيادته في المسجد الحرام.
‏‏الطبري، تاريخ الأمم والملوك ج 2/ص 595، ابن الأثير، الكامل في التاريخ ص 481، السيوطي، تاريخ الخلفاء 123، الذهبي، تاريخ الإسلام ج 3/ص 315‏.‏‏]‏ ‏(‏سنة 26 هـ/ 647 م‏)‏‏:‏ كان المسجد الحرام فناء حول الكعبة، وفناء للطائفين، ولم يكن له على عهد النبي ـ صلى اللَّه عليه وسلم ـ، وأبي بكر ـ رضي اللَّه عنه ـ جدار يحيط به، وكانت الدور محدقة به، وبين الدور أبواب يدخل الناس من كل ناحية، فلما استخلف عمر بن الخطاب ـ رضي اللَّه عنه ـ، وكثر الناس وسع المسجد واشترى دورًا وهدمها وزادها فيه واتخذ للمسجد جدارًا قصيرًا دون القامة، وكانت المصابيح توضع عليه، وكان عمر ـ رضي اللَّه عنه ـ أول من اتخذ الجدار للمسجد الحرام‏.‏
فلما استخلف عثمان ـ رضي اللَّه عنه ـ ابتاع منازل ووسعه بها أيضًا، وبنى المسجد الحرام، والأروقة، فكان عثمان ـ رضي اللَّه عنه ـ أول من اتخذ للمسجد الأروقة ‏[‏ابن الأثير، الكامل في التاريخ ج 3/ص 43‏]‏‏.‏ وكانت كسوة الكعبة في الجاهلية الأنطاع ‏[‏الأنطاع‏:‏ بُسط من الأديم أي الجلد‏]‏ والمغافر، فكساها رسول اللَّه الثياب اليمانية، ثم كساها عمر وعثمان القُباطي ‏[‏القُباطي‏:‏ ثياب من كتان نُسجت في مصر‏.‏ ‏[‏القاموس المحيط، مادة‏:‏ قبط‏]‏‏.‏

8 ـ تحويل الساحل من الشعيبة إلى جدة .
في سنة 26 هـ كلَّم أهل مكة عثمان ـ رضي اللَّه عنه ـ أن يحول الساحل من الشُعَيْبة، وهي ساحل مكة قديمًا في الجاهلية إلى ساحلها اليوم وهي جُدَّة لقربها من مكة‏.‏ فخرج عثمان إلى جدة ورأى موضعها، وأمر بتحويل الساحل إليها ودخل البحر ‏[‏ص 33‏]‏ واغتسل فيه وقال‏:‏ إنه مبارك، وقال لمن معه‏:‏ ادخلوا البحر للاغتسال، ولا يدخل أحد إلا بمئزر، ثم خرج من جدة على طريق عسفان إلى المدينة، وترك الناس ساحل الشعيبة في ذلك الزمان واستمرت جدة بندرًا إلى الآن لمكة المشرفة‏.‏


9 ـ أكل عثمان الليَّن من الطعام.
عن عمرو بن أمية الضُمري، قال‏:‏ إن قريشًا كان من أسن منهم مولعًا بأكل الخزيرة ‏[‏الخزيرة‏:‏ اللحم البائت يقطَّع صغارًا في القدر، ثم يطبخ بالماء الكثير، والملح فإذا أميت طبخًا ذُرَّ عليه الدقيق فعصد به‏.‏ ‏[‏القاموس المحيط، مادة‏:‏ خزر‏]‏، وإني كنت أتعشى مع عثمان خزيرًا من طِبْخ من أجود ما رأيت قط، فيها بطون الغنم وأدمها اللبن والسمن، فقال عثمان‏:‏ كيف ترى الطعام‏؟‏ فقلت‏:‏ هذا أطيب ما أكلت قط، فقال‏:‏ يرحم اللَّه ابن الخطاب، أكلتَ معه هذه الخزيرة قط ‏؟‏ قلت‏:‏ نعم، فكادت اللقمة تفرث ‏[‏تفرث‏:‏ أي تتفتت‏.‏ ‏[‏القاموس المحيط، مادة‏:‏ فرث‏]‏ بين يدي حين أهوي بها إلى فمي وليس فيها لحم، وكان أدمها السمن، ولا لبن فيها، فقال عثمان‏:‏ صدقت، إن عمر ـ رضي اللَّه عنه ـ أتعب واللَّه من تبع أثره، وأنه كان يطلب بثنيه عن هذه الأمور ظَلفًَا ‏[‏الظلف‏:‏ الشدة والغلظ في المعيشة‏.‏ ‏[‏القاموس المحيط، مادة‏:‏ ظلف‏]‏‏.‏ أما واللَّه ما أكله من مال المسلمين ولكني أكله من مالي، أنت تعلم أني كنت أكثر قريش مالًا وأجدَّهم في التجارة، ولم أزل آكل من الطعام ما لان منه وقد بلغت سنًَّا، فأحب الطعام إليًّ ألينه ولا أعلم لأحد عليَّ في ذلك تبعة‏.‏
وعن عبد اللَّه بن عامر قال‏:‏ كنت أفطر مع عثمان في شهر رمضان، فكان يأتينا بطعام هو ألين من طعام عمر، قد رأيت على مائدة عثمان الدَّرَمك ‏[‏الدَّرَمَك‏:‏ هو دقيق الحواري، وهو تحريف الدرمق‏]‏ وصغار الضأن كل ليلة وما رأيت عمر قط أكل من الدقيق منخولًا، ولا أكل من الغنم إلا مسانَّها‏.‏ فقلت لعثمان في ذلك، فقال‏:‏ يرحم اللَّه عمر ومن يطيق ما كان عمر يطيق‏!‏‏.‏

10ـ كرمه ـ رضي اللَّه عنه.
كان لعثمان على طلحة خمسون ألفًا، فخرج عثمان يومًا إلى المسجد فقال له طلحة‏:‏ قد تهيأ مالك فاقبضه‏.‏ قال‏:‏ هو لك يا أبا محمد معونة لك على مروءتك‏.‏
وأخرج أبو نعيم في الحلية عن عبد الرحمن ابن مهدي يقول: كان لعثمان رضي الله عنه شيئان ليس لأبي بكر ولا عمر رضي الله عنهما مثلهما: صبره على نفسه حتى قُتل مظلوماً، وجمعه الناس على المصحف.