المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : وفاة مومن قريش ابوطالب وام المومنين خديجه عليهم السلام


.ابوفاضل.
08-17-2010, 10:51 PM
وفاة ابي طالب وخديجة :

روى العياشي في تفسيره عن سعيد بن المسيب عن علي بن الحسين (ع ) قال : كانت خديجة قد ماتت قبل الهجرة بسنة , ومات ابو طالب بعد موت خديجة بسنة فلما فقدهما رسول اللّه (ص ) سئم المقام بمكة ودخله حزن شديد , واشفق على نفسه من كفار قريش , فشكى الى جبرئيل ذلك ,فاوحى اللّه الـيـه : يـامـحـمـد اخـرج مـن الـقـريـة الـظالم اهلها , وهاجر الى المدينة فليس لك اليوم بمكة ناصر ((1335)) .
وروى الـشـيخ الصدوق بسنده عن الصادق (ع ) قال : ان ابا طالب اظهر الكفر واسر الايمان , فلما حـضـرته الوفـاة اوحى اللّه عزوجل الى رسول الل ه : اخرج منها فليس لك بها ناصر , فهاجر الى المدينة ((1336)) .
ولكن روى الطوسي في اماليه بسنده عن هند بن ابي هالة الاسيدي ربيب رسول اللّه من خديجة قال : كان اللّه عزوجل يمنع عن نبيه بعمه ابي طالب (ع ) , فما كان يخلص اليه من قومه امر يسوؤه مدة حـياته فلما مات ابو طالب نالت قريش من رسول اللّه بغيتها واصابته بعظيم من الاذى حتى تركته لقى فـقـال : لاسـرع ما وجدنا فقدك ياعم , وصلتك رحم , وجزيت خيرا ياعم ثم ماتت خديجة بعد ابي طالب بشهر , واجتمع بذلك على رسول اللّه حزنان حتى عرف ذلك فيه ((1337)) .
وقـال الـشـيـخ الطبرسي في ((اعلام الورى )) : خرج النبى ورهطه من الشعب وخالطوا الناس , ومـات ابـو طـالب بعد ذلك بشهرين , وماتت خديجة بعد ذلك , وورد على رسول اللّه (ص ) امران عـظيمان وجزع جزعا شديدا ,ودخل على ابي طالب وهو يجود بنفسه وقال : يا عم ربيت صغيرا ونـصـرت كـبـيـرا وكـفـلـت يـتـيـما , فجزاك اللّه عني خير الجزا ((1338)) ونقله تلميذه القطب الراوندي في ((قصص الانبيا)) بلا اسناد عنه ((1339)) .
وقال الراوندي في وفاة ابي طالب : توفي ابو طالب عم النبى وله (ص )ست واربعون سنة وثمانية اشـهـر واربعون يوما ثم قال : والصحيح ان اباطالب توفي في آخر السنة العاشرة من مبعث رسول اللّه (ص ) ثـم تـوفـيـت خـديـجـة بـعــد ابـي طـالب بثلاثة ايام , فسمى رسول اللّه ذلك العام : عام الحزن ((1340)) .
وتبعهما ابن شهر آشوب في ان ابا طالب توفي بعد خروجه من الشعب بشهرين , واضاف تعيين السنة فـقـال : بـعـد النبوة بتسع سنين وثمانية اشهر ثم قال : فلم ا توفي ابو طالب خرج النبى (ص ) الى الـطـائف واقـام فـيـه شهرا ,ثم انصرف الى مكة ومكث بها سنة وستة اشهر في جوار المطعم بن عـدي ((1341)) فـالـمـجـموع احدى عشرة سنة وبضعة اشهر , وهو خلاف المشهور في مدة مكث الرسول بمكة قبل الهجرة .
امـا ابن اسحاق فبعد ان ذكر الهجرة الى الحبشة وصحيفة المقاطعة وحصار الشعب وفكه , قال : ثم ان خـديـجـة بـنـت خويلد وابا طالب هلكا في عام واحد , فتتابعت على رسول اللّه المصائب بهلاك خـديـجـة ـ وكـانـت لـه وزيـرصـدق على الاسلام يشكو اليها ـ وبهلاك عمه ابي طالب , وكان له عضداوحرزا في امره ومنعة وناصرا على قومه وذلك قبل مهاجره الى المدينة بثلاث سنين .
فـلـمـا هلك ابو طالب نالت قريش مـن رسول اللّه من الاذى ما لم تكن تطمع به في حياة ابي طالب ـ حتى ـ حدثني هشام بن عروة بن الزبير عن ابيه عن جده قال : اعترضه سفيه من سفها قريش فنثر عـلى راسه ترابا ,فدخل رسول اللّه بيته والتراب على راسه , فقامت اليه احدى بناته فجعلت تغسل عنه التراب وهي تبكي , ورسول اللّه يقول لها : لا تبكي يا بنية , فان اللّه مانع اباك وقال : ما نالت مني قريش شيئا حتى مات ابو طالب ((1342)) .
والـطبرسي في ((اعلام الورى )) نقل صدر مقال ابن اسحاق , ثم نقل عن كتاب ((المعرفة )) لابن مندة قول الواقدي كذلك : انهم خرجوا من الشعب قبل الهجرة بثلاث سنين , وفي هذه السنة توفيت خديجة وابو طالب وبينهما خمس وثلاثون ليلة ((1343)) .
وابن شهر آشوب نقل قول الواقدي كذلك : انهم خرجوا من الشعب قبل الهجرة بثلاث سنين , وفي هذه السنة توفي ابو طالب الا ا نه قال :وتوفيت خديجة بعده بستة اشهر ((1344)) .
ولـم يـستند الواقدي فيما ذهب اليه الى نص خبر , ولكن الظاهر ا نه يستند في وفـاة خديجة الى نص خبر رواه عنه تلميذه وكاتبه ابن سعد بسنده عن حكيم بن حزام بن خويلد بن اسد قال : توفيت خـديـجـة فـي شـهر رمضان سنة عشر من النبوة , فخرجنا بها من منزلها حتى دفناها بالحجون , فـنـزل رســول اللّه في حفرتها قيل : ومتى ذلك يا ابا خالد ؟ قال : بعد خروج بني هاشم من الشعب بـيـسير , وقبل الهجرة بثلاث سنوات او نحوها ((1345)) ونقل سبط ابن الجوزي عن ابن سعد عن الواقدي عن علي (ع ) قال : ((لما توفي ابوطالب اخبرت رسول اللّه (ص ) فبكى بكا شديدا ثم قال : اذهب فغسله وكفنه وواره , غفر اللّه له ورحمه فقال له العباس : يا رسول اللّه , انك لترجوله ؟ فـقـال : اي واللّه انـى لارجـو لـه وجـعـل رسـول اللّه (ص ) يـسـتـغفر له ايامالا يخرج من بيته )) ((1346)) .
وكـذلك قال اليعقوبي : وتوفيت خديجة بنت خويلد في شهر رمضان قبل الهجرة بثلاث سنين , ولها خمس وستون سنة ودخل عليها رسول اللّه وهي تجود بنفسها فقال : بالكره مني ما ارى , ولعل اللّه ان يـجـعـل في الكره خيرا كثيرا , اذا لقيت ضراتك في الجنة ـ يا خديجة ـ فاقرئيهن السلام قالت :ومن هن يا رسول اللّه ؟ قال : ان اللّه زوجنيك في الجنة , وزوجني مريم بنت عمران , وآسيا بنت مزاحم , وكلثوم اخت موسى .
ولـما توفيت خديجة جعلت فاطمة تتعلق برسول اللّه وهي تبكي وتقول : اين امي ؟ اين امي ؟ فنزل جبرئيل فقال : قل لفاطمة : ان اللّه تعالى بنى لامك بيتا في الجنة من قصب , لا نصب فيه ولا صخب .
وتـوفـي ابو طالب بعد خديجة بثلاثة ايام , وله ست وثمانون سنة , وقيل :تسـعون سنة ولما قيل لـرسـول الـل ه : ان ابـا طالب قد مات جـبينه الايمن اربع مرات , وجبينه الايسر ثلاث مرات , ثم قال : يا عم ربيت صغيرا وكفلت يتيما ونصرت كبيرا , فجزاك اللّه عني خيرا.
ومشى بين يدي سريره وجعل يعرض له ويقول : وصلتك رحم وجزيت خيرا.
وقـال : اجـتـمـعت على هذه الامة في هذه الايام مصيبتان لا ادري بايهماانا اشد جزعا يعني مصيبة خديجة وابي طالب .
وروي عـنـه ا نـه قـال : ان اللّه عزوجل وعدني في اربعة : في ابي وامي وعمي واخ كان لي في الجاهلية .
واجترات قريش على رسول اللّه (ص ) بعد موت ابي طالب وطمعت فيه وهموا به مرة بعد اخرى وكان رسول اللّه يعرض نفسه على قبائل العرب لايسـالهم الا ان يؤوه ويمنعوه ويقول : انما اريد ان تـمنعوني مما يراد بي من القتل حتى ابلغ رسالات ربي فكانوا يقولون : قوم الرجل اعلم به ولم يقبله احد منهم ((1347)) .
وقـال الـبلاذري : قالوا : مات ابو طالب في السنة العاشرة من المبعث وهو ابن بضع وثمانين سنة , ودفن بمكة في الحجون ((1348)) .
ثـم روى بـسنده عن ابي صالح مولى ابن عباس قال : لما مرض ابوطالب قيل له : لو ارسلت الى ابن اخـيك فاتاك بعنقود من جنته لعله يشفيك ؟ ان اللّه حـرمـهما على الكافرين ) ((1349)) [ فلما رجع الرسول الى ابي طالب بجواب ابي بكر ] قال : ليس هذا جواب ابن اخي ((1350)) .
وطابق الطبري في تاريخه ابن اسحاق راويا عنه لم يزد عليه شيئا ((1351)) .
وافتقد التوفيق المسعودي بين كتابيه , فقال في :
((مـروج الذهب )) : وفي سنة ست واربعين (من مولده ) كان حصار قريش للنبى وبني هاشم وبني الـمطلب في الشعب وفي سنة خمسين كان خروجه ومن تبعه من الشعب , وفي هذه السنة كانت وفاة خديجة زوجه ((1352)) وقال في :
((الـتـنـبيه والاشراف )) : وتوفي عمه ابو طالب وله بضع وثمانون سنة ,وزوجته خديجة بنت خـويـلد ولها خمس وستون سنة في العاشرة من مبعثه ,بينهما ثلاثة ايام , وقيل اكثر من ذلك وذلك بـعد ابطال الصحيفة وخروج بني هاشم وبني عبد المطلب من الحصار في الشعب بسنة وستة اشهر وكـان مـدة مـقـامهم في الحصار ثلاث سنين وقيل : سنتين ونصفا , وقيل : سنتين على مافي ذلك من التنازع ثم يقول : وفي هذه السنة سنة خمسين من مولده ((1353)) نعم ,انما الخلاف بين الكتابين في مدة الحصار , فاختار في ((مروج الذهب )) انهااربع سنين آخرها الخمسون من عمر الرسول وفـيـهـا وفـاة خديجة وابي طالب , وبينما اختار في ((الاشراف )) انها ثلاث سنين وبعدها بسنة ونصف كانت وفاتهما.
ونـقـل الشـيخ الطوسي في ((المصباح )) عن ابن عياش ان وفاة ابي طالب ـ رحمة اللّه عليه ـ كان في السادس والعشرين من شهر رجب ((1354)) .
ويبدو منا منظر ذو كريهة ـــــ اذا ما تسربلنا الحديد المسردا. فاما تبيدونا واما نبيدكم ـــــ واما تروا سلم العشيرة ارشدا.
والا فان الحي دون محمد ـــــ بنو هاشم خير البرية محتدا.
7/1وان له فيكم من اللّه ناصرا ـــــ ولست بلاق صاحب اللّه اوحدا.
نبي اتى من كل وحي بحظه ـــــ فسماه ربي في الكتاب محمدا.
اغر كضؤ البدر صورة وجهه ـــــ جلا الغيم عنه ضوؤه فتوقدا.
امين على ما استودع اللّه قلبه ـــــ وان كان قولا كان فيه مسددا.

كلمة الامام السجاد:
قـال ابـن ابي الحديد في شرحه ((1636)) (3/312) : روي ان علي بن الحسين (ع ) سئل عن هذا ـ
يـعني عن ايمان ابي طالب فقال : (( واعجبا ان اللّه تعالى نهى رسوله ان يقر مسلمة على نكاح كافر وقد كانت فاطمة بنت اسد من السابقات الى الاسلام ولم تزل تحت ابي طالب حتى مات )).

كلمة الامام الباقر:
سـئل (ع ) عـما يقول الناس ان ابا طالب في ضحضاح من نار فقال : (( لو وضع ايمان ابي طالب في كـفـة مـيـزان وايـمـان هذا الخلق في الكفة الاخرى لرجح ايمانه )) ثم قال : (( الم تعلموا ان امير المؤمنين عليا (ع ) كان يامر ان يحج عن عبداللّه وابنه ((1637)) وابي طالب في حياته ثم اوصى في وصيته بالحج عنهم )).
شرح ابن ابي الحديد ((1638)) (3/311).

كلمة الامام الصادق :
روي عن ابي عبداللّه جعفر بن محمد(ع ) ان رسول اللّه (ص ) قال : (( ان اصحاب الكهف اسروا الايمان واظـهـروا الـكـفر فتاهم اللّه اجرهم مرتين , وان ابا طالب اسر الايمان واظهرالشرك فتاه اللّه اجره مرتين )) شرح ابن ابي الحديد((1639)) (3/312).
قـال الامـيني : هذا الحديث اخرجه ثقة الاسلام الكليني في اصول الكافي ((1640)) (ص 244) عن الامـام الصادق غير مرفوع ولفظه : (( ان مثل ابي طالب مثل اصحاب الكهف اسروا الايمان واظهروا الشرك فتاهم اللّه اجرهم مرتين )).
وبـلـفـظ ابـن ابـي الحديد ذكره السيد ابن معد في كتابه الحجة ((1641)) (ص 17) من7 /1 طريق الـحسين بن احمد المالكي وزاد فيه : (( وما خرج من الدنيا حتى اتته البشارة من اللّه تعالى بالجنة )).

كلمة الامام الرضا:
كـتـب ابـان بـن محمود الى علي بن موسى الرضا (ع ) : جعلت فداك اني قد شككت في اسلام ابي طالب .
فكتب اليه : ( ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين ) ((1642)) الايـة , وبـعـدهـا (( انـك ان لـم تـقـر بـايـمـان ابي طالب كان مصيرك الى النار )) شرح ابن ابي الحديد((1643)) 3/311. رثا امير المؤمنين والده العظيم :
ذكر سبط ابن الجوزي في تذكرته ((1633)) (ص 6) : ان عليا (ع ) قال في رثا ابي طالب :
ابا طالب عصمة المستجير ـــــ وغيث المحول ونور الظلم .
لقد هد فقدك اهل الحفاظ ـــــ فصلى عليك ولي النعم 7/1.
ولقاك ربك رضوانه ـــــ فقد كنت للطهر من خير عم .
هـذه الابـيـات تـوجـد في ديوان ابي طالب ايضا (ص 36) , وذكرها ابو علي الموضح كمافي كتاب الحجة ((1634)) (ص 24) للسيد فخار ابن معد المتوفى (630) , وقال ابن ابي الحديد : قال ايضا :
ارقت لطير آخر الليل غردا ـــــ يذكرني شجوا عظيما مجددا.
ابا طالب ماوى الصعاليك ذا الندى ـــــ جوادا اذا ما اصدر الامر اوردا.
فامست قريش يفرحون بموته ـــــ ولست ارى حيا يكون مخلدا.
ارادوا امورا زينتها حلومهم ـــــ ستوردهم يوما من الغي موردا.
يرجون تكذيب النبي وقتله ـــــ وان يفترى قدما عليه ويجحدا.
كذبتم وبيت اللّه حتى نذيقكم ـــــ صدور العوالي والحسام المهندا.
فاما تبيدونا واما نبيدكم ـــــ واما تروا سلم العشيرة ارشدا.
والا فان الحي دون محمد ـــــ بني هاشم خير البرية محتدا ((1635)) .
هذه الابيات توجد في الديوان المنسوب الى مولانا امير المؤمنين (ع ) مع تغيير يسيروزيادة واليك نصها :
ارقت لنوح آخر الليل غردا ـــــ يذكرني شجوا عظيما مجددا.
ابا طالب ماوى الصعاليك ذا الندى ـــــ وذا الحلم لا خلفا ولم يك قعددا.
اخا الملك خلى ثلمة سيسدها ـــــ بنو هاشم او يستباح فيهمدا.
فامست قريش يفرحون بفقده ـــــ ولست ارى حيا لشي مخلدا.
ارادت امورا زينتها حلومهم ـــــ ستوردهم يوما من الغي موردا.
يرجون تكذيب النبي وقتله ـــــ وان يفتروا بهتا عليه ويجحدا.
كذبتم وبيت اللّه حتى نذيقكم ـــــ صدور العوالي والصفيح المهندا