المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أسرار سورة الجمعة


خدام أهل البيت(ع)
07-20-2008, 03:03 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى
أنقل لكم من أسرار آل محمد (ع) في حلقات من سورة الجمعة ( الباطن ) لأن هناك ظاهر وتأويل الباطن
يسبح لله ما في السموات وما في الأرض الملك القدوس العزيز الحكيم (1)
اعلم ان الله سبحانه اقام محمدا و آل‌محمد (ع) مقامه في ساير عوالمه اي جميعها فان السائر يأتي بمعنى البعض و الكل في الاداء اذ كان لاتدركه الابصار و لاتحويه خواطر الافكار و لاتمثله غوامض الظنون في الاسرار لا اله الا الله الملك الجبار و استخلصهم في القدم على ساير الامم على علم منه انفردوا عن التماثل و التشاكل من ابناء الجنس فجعلهم آمرين و ناهين عن الله و جعلهم مقاماته و علاماته التى لا تعطيل لها في كل مكان يعرفه بها من عرفه لا فرق بينه و بينها الا انهم عباده و خلقه فتقها و رتقها بيده بدؤها منه و عودها اليه و جعلهم معاني اسمائه و مواقع صفاته التي من عرفهم فقد عرف الله و من جهلهم فقد جهل الله و من اعتصم بهم فقد اعتصم بالله و من احبهم فقد احب الله و من ابغضهم فقد ابغض الله و هكذا في جميع المعاملات
من يطع الرسول فقد اطاع الله
و ان الذين يبايعونك انما يبايعون الله يد الله فوق ايديهم
و مارميت اذ رميت و لكن الله رمي
و قال ابوجعفر (ع) بعبادتنا عبد الله و لولانا ماعرف الله و ايم الله لولا وصية سبقت و عهد اخذ علينا لقلت قولا يعجب منه او يذهل منه الاولون و الآخرون و قال بنا عبد الله و بنا عرف الله و بنا وحد الله تبارك و تعالى و محمد حجاب الله تبارك و تعالى و قال نحن حجة الله و نحن باب الله و نحن لسان الله و نحن وجه الله و نحن عين الله في خلقه و نحن ولاة امر الله في عباده
و عن ابي‌عبدالله (ع) بعبادتنا عبد الله و لولانا ماعبد الله و قال في قول الله عز و جل و لله الاسماء الحسني فادعوه بها قال نحن والله الاسماء الحسني التي لايقبل الله من العباد عملا الا بمعرفتنا ، إلى غير ذلك من الاخبار التي لاتحصى كثرة و اعلم ان سبيل تسبيح الله تعالى اسماؤه و صفاته و معانيه قال الله تعالي فسبح باسم ربك العظيم و سبح اسم ربك الاعلى
و في الزيارة الجامعة الصغيرة يسبح الله باسمائه جميع خلقه و قد عرفت انهم اسماؤه الحسنى و صفاته العليا فتسبيحه تعالى لايقع الا بهم و من سبيلهم و لاينافي ذلك ما مر من الخبر
ثم خلق الله الملائكة فلما شاهدوا ارواحنا نورا واحدا استعظموا امرنا فسبحنا لتعلم الملائكة انا خلق مخلوقون و انه منزه عن صفاتنا فسبحت الملائكة بتسبيحنا و نزهته عن صفاتنا الخبر ،
فان لهم (ع) مقامات و المقام المشار اليه هو رابع مقاماتهم او خامسها حيث شاهدهم الملائكة و زعموا انهم هو و لم‌يكن الامر كذلك و لايكون و لهم مقام فوق ذلك هم فيه باب الله الذي لايؤتي الا منه و سبيله الذي من قصده توجه اليه و مقام فوق ذلك هم فيه اسماؤه و معانيه و السلام على اسم الله الرضي و وجهه المضي‌ء و مقام فوق ذلك هم فيه مقاماته و علاماته التي لا تعطيل لها في كل مكان و قد اشاروا (ع) الى اختلاف هذه المراتب في الاحكام بقولهم عليهم السلام لنا مع الله حالات هو فيها نحن و نحن فيها هو و هو هو و نحن نحن ، بالجملة و الغرض ان تسبيحه تعالى لايقع الا على اسمائه و لايصعد اليه الا من سبيلها و هم اسماؤه و معانيه و اعلم ان مراتب الخلق مختلفة
فقد يفسر الآية في مقام آل ‌محمد (ع) ف يسبح لله و محل ظهور هذا الاسم الشريف رسول الله (ص) قال الصادق (ع) في قوله ( و يحذركم الله نفسه) ان تجعلوا الميم مصنوعا و قيل لعلي بن موسى الرضا (ع) يا ابن رسول الله ما تقول في الحديث الذي يرويه اهل الحديث ان المؤمنين يزورون ربهم من منازلهم في الجنة فقال (ع):
يا فلان ان الله تبارك و تعالى فضـّل نبيه محمدا (ع) على جميع خلقه من النبيين و الملائكة و جعل طاعته طاعته و مبايعته مبايعته و زيارته في الدنيا و الآخرة زيارته فقال الله عز و جل:
من يطع الرسول فقد اطاع الله و قال:؛ ان الذين يبايعونك انما يبايعون الله يد الله فوق ايديهم
و قال النبي (ص) :
من زارني في حيوتي او بعد موتي فقد زار الله جل جلاله
و درجة النبي (ص) في الجنة ارفع الدرجات فمن زاره الى درجته في الجنة من منزله فقد زار الله تبارك و تعالي ( الحديث) ، و السموات هنا مقام آل ‌محمد (ع) و آل‌محمد (ع) هم فيها و الاختلاف في عالمهم يسير فان سميتهم سماءا فلك و ان قلت انهم في السماء فلك قال علي (ع) في حديث طارق بن شهاب :
الامام هو الشمس الطالعة على العباد بالانوار فلاتناله الايدي و الابصار و اليه الاشارة بقوله تعالى :
فلله العزة و لرسوله و للمؤمنين
و المؤمنون علي و عترته فالعزة للنبي و للعترة و النبي و العترة لايفترقان في العزة الى آخر الدهر فهم رأس دائرة الايمان و قطب الوجود و سماء الجود و شرف الموجود و ضوء شمس الشرف و نور قمره الى ان قال (ع) :
و البدر المشرق الى ان قال : و السحاب الهاطل و الغيث الهامل و البدر الكامل و الدليل الفاضل و السماء الظليلة و النعمة الجليلة .
و في حديث عبدالعزيز بن مسلم عن الرضا (ع) :
الامام السحاب الماطر و الغيث الهاطل و الشمس المضيئة و السماء الظليلة و الارض البسيطة و العين الغزيرة ،
اقول اذا كان السماء رسول الله (ص) كما روي في قوله : ( و السماء رفعها و وضع الميزان ) ان السماء رسول الله (ص) فالامام ارض بسيطة و اذا كان الامام سماءا فالارض مقام فاطمة عليها السلام و لك اذا نظرت في مجموع المؤمنين ان تقول ان مقام محمد و آل‌محمد (ع) مقام مثال الله الملقي في هوية الخلق و الانبياء صلوات الله عليهم سموات ذلك العالم و ساير الشيعة ارضه و لك ان تقول في مقام الانبياء خاصة ان اولي العزم منهم مقام المثال و الرسل سموات هذا العالم و الانبياء ارضه او الانبياء كلية مقام المثال فان وجه الله انبياؤه و اولياؤه كما في اخبار و كملوا الشيعة السموات و سائرهم الارض و كذلك يجري في مقام الشيعة في اقطابهم و في النقباء و النجباء و في ضعفائهم و كل ذلك من بواطن هذه الآية المباركة و لايصعبن عليك انه كيف يقال ان بواطن هذه الكلمات المباركة هذه المقامات و فيها اسم الجلالة و شأنه معلوم فان هذه الالفاظ من عرصة الدنيا و عالم الاجسام و بواطنها ما عرفت بشهادة اخبار آل‌محمد (ع) و نحن لو اردنا ان نذكر شواهد كل كلمة كلمة لطال بنا المقال
نكمل تفسير الآية الأولى لاحقا
تحياتي