المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ::: _ الصحابة في حجمهم الحقيقي _ :::


..
08-19-2010, 03:13 PM
::: _ الصحابة في حجمهم الحقيقي _ :::



كلمة الصحبة ومشتقاتها في القرآن :-


وقبل الخوض في هذا الموضوع بتفاصيله وأبعاده نرى لزاماً علينا أن نأتي على كلمة الصحبة ومشتقاتها من القرآن الكريم، لنرى أنّها استعملت في معان عديدة مختلفة.
يقول تعالى في كتابه المجيد مخاطباً مشركي قريش: (مَا بِصَاحِبِكُمْ مِنْ جِنَّة)() ، فأنت ترى أن الله جعل عتاة قريش الذين اتهموا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)بالجنون، تراه يخاطبهم بأنهم أصحابه، وهذا المعنى لا يخفى على كل فطن، إذ معناه رسولكم الذي أُرسل إليكم.
نفس هذا المعنى تجده في قوله تعالى: (مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى)(2) .
ويتكرّر هذا المعنى في قوله تعالى: (وَمَا صَاحِبُكُمْ بِمَجْنُون)(3) .




كذلك يطلق لفظ الصاحب أو الصحابي في القرآن على النسبة إلى مكان، كقوله تعالى: (يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ)() ، فبالرغم من أنّ رفيقي يوسف (عليه السلام)كانا كافرين بدليل قوله تعالى: (أَ أَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللهُ الوَاحِدُ القَهَّارُ)(2) .
لكن لانّه جمعهما مكان واحد مع يوسف، صارا صاحبين له نسبة إلى المكان الذي اجتمعوا فيه.
هذا المعنى موجود أيضاً في قوله تعالى: (وَمَنْ عَادَ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ)(3) ، وأصحاب النار كما هو معلوم بالبداهة أهلها وساكنوها.
ونفس المعنى أيضاً موجود في الايات التالية:
(أَصْحَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَئِذ خَيْرٌ مُسْتَقَرّاً وَأَحْسَنُ مَقِيلاً)(4) .
(أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا



عَجَباً)(1) .
(وَقَوْمِ إِبْرَاهِيمَ وَأَصْحَابِ مَدْيَنَ)(2) .
(وَنَادَى أَصْحَابُ الاَعْرَافِ)(3) .
(وَإِنْ كَانَ أَصْحَابُ الاَيْكَةِ لَظَالِمِينَ)(4) .
(وَلَقَدْ كَذَّبَ أَصْحَابُ الحِجْرِ المُرْسَلِينَ)(5) .
(وَأَصْحَابَ مَدْيَنَ)(6) .
(أَصْحَابَ القَرْيَةِ)(7) .
(أَصْحَابِ القُبُورِ)(8) .




(أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُنْ لَهُ صَاحِبَةٌ)(1) ، و: (وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلا وَلَداً)(2) ، و: (يَوَدُّ المُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذَابِ يَوْمَئِذ بِبَنِيهِ وَصَاحِبَتِهِ وَأَخِيِهِ)(3) .
وقد يطلق معنى الصحبة على رجل يحاور آخر بغض النظر عن كفر أو إيمان الصاحب كقوله تعالى: (قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالَّذي خَلَقَكَ مِنْ تُرَاب ثُمَّ مِنْ نُطْفَة ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلاً)(4) .
كذلك يُطلق لفظ الصحبة نسبة إلى الحق أو الباطل كقوله تعالى:
(فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ أَصْحَابُ الصِّرَاطِ السَّوِيِّ وَمَنْ اهْتَدَى)(5) .




(فَأَصْحَابُ المَيْمَنَةِ)(1) .
(وَأَصْحَابُ المَشْئَمَةِ)(2) .
(وَأَصْحَابُ الشِّمَالِ)(3) .
ويطلق لفظ الصحبة كذلك نسبة إلى شخص كقوله تعالى:
(قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى)(4) .
(فَنَادَوْا صَاحِبَهُمْ فَتَعَاطى فَعَقَرَ)(5) .
وهكذا ترى أن لفظ الصحبة ومشتقاتها ليس له أىّ فضل في ذاته ولا أىّ مزيّة، بل نستطيع أن نقول إنّه لفظ محايد.
بعد هذا الاستعراض لهذه الايات القرآنية نأتي إلى تعريف الصحابي لغة:
يقول الخليل بن أحمد الفراهيدي في مادة «صحب»: «الصحاب يُجمع بالصَّحب والصحبان والصحبة والصحاب. والاصحاب: جماعة الصحب والصحابة مصدر قولك: صاحبك الله وأحسن صِحابتك. ويقال عند الوداع: مصاحباً معافى... إلى أن يقول: «وكلّ شيء لاءم شيئاً فقد استصحبه»() .








الصحابي اصطلاحاً




يقول ابن حجر العسقلاني في كتابه الاصابة في تمييز الصحابة: «الصحابي من لقي النبىّ (صلى الله عليه وسلم) مؤمناً به ومات على الاسلام، فيدخل فيمن لقيه من طالت مجالسته له أو قصرت، ومن روى عنه أو لم يرو، ومن غزا معه أو لم يغز، ومن رآه رؤية ولم يجالسه، ومن لم يره لعارض كالعُمي، ويخرج بقيد الايمان من لقيه كافراً ولو أسلم بعد ذلك إذا لم يجتمع به مرة أُخرى...»(2) .
وقال الامام البخاري في تعريف الصحابي مايلي: «ومن صحب النبي (صلى الله عليه وسلم) أو رآه من المسلمين فهو من أصحابه»(3) .



وعلى هذين التعريفين يكون كلّ شعب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) صحابة من الطفل الصغير إلى الشيخ الكبير إلى المرأة.
وياليت الامر وقف عند هذا الحدّ، بل إنّ علماء السنّة أجمعوا على أن كل الصحابة عدول ثقات!!



رأي الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) في الصحابة



بعد استعراضنا لكثير من الايات الموضحة والمبيّنة لرأي القرآن في الصحابة، نأتي الان لنرى رأي الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) في أصحابه.
نفتح صحيح البخاري ونقرأ: عن عقبة (رضي الله عنه) أنّ النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) خرج يوماً فصلّى على أهل أُحد صلاته على الميّت ثم انصرف على المنبر فقال: «إنّي فرط لكم وأنا شهيد عليكم وإنّي والله لانظر إلى حوضي الان، وإنّي أُعطيتُ مفاتيح خزائن الارض أو مفاتيح الارض، وإنّي والله ما أخاف عليكم أن تشركوا بعدي، ولكن أخاف عليكم أن تنافسوا فيها».
وجاء هذا الحديث بألفاظ أُخرى منها هذا الحديث التالي: عن أبي هريرة عن النبي (صلى الله عليه وسلم)قال: «بينا أنا قائم إذا زمرة حتّى إذا عرفتهم خرج رجل من بيني وبينهم فقال هلمّ، فقلت: أين؟ قال: إلى النار والله، قلت وما شأنهم؟ قال: إنهم ارتدّوا بعدك على أدبارهم القهقرى، ثم إذا زمرة حتّى إذا عرفتهم خرج رجل من بيني وبينهم فقال: هلمّ، قلت: أين؟ قال: إلى النار والله، قلت ما شأنهم؟ قال: إنّهم ارتدّوا بعدك على أدبارهم القهقرى، فلا أراه يخلص منهم إلاّ مثل هَمَلِ النَّعم»



فإذا نظرت إلى الحديث الاوّل ترى أنّ الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: «وأنا شهيد عليكم» أي على أفعال أصحابه، وهذا يذكرنا بقول عيسى بن مريم (عليه السلام)حيث قال: (... وكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً مَا دُمْتُ فِيهِمْ)(2) .





فالرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) ليس مسؤولاً عن أفعال أصحابه بعد حياته.
ثم انظر إلى قوله (صلى الله عليه وآله وسلم): «لكن أخاف عليكم أن تنافسوا فيها».
نعم هكذا كان، حيث صار الصحابة بعد فتح البلدان من أغنى الناس كطلحة والزبير وغيرهما، ولهذا حاربوا علىّ بن أبي طالب (عليه السلام) لانّه كان أشد الناس في الحق بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم).
وتأمّل هذه المفردة في الحديث (حتّى إذا عرفتهم) وهذا يعني أنهم عاشوا مع الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) وليسوا أفراداً من أُمّته متأخرين أو المنافقين كما يدّعى البعض.
ثم تأمّل هذه المفردة (إنهم ارتدوا بعدك على أدبارهم القهقرى).



نعم هكذا كان، وانظروا كتب التواريخ وما فعله كثير من الصحابة من كنز الاموال وقتل النفوس وتعطيل حدود الله وتغيير سنّة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) لترى عجباً!!



مخالفات الصحابة للرسول (صلى الله عليه وآله وسلم)


إنّ الباحث المتجرّد سيكتشف أنّ الصحابة هم أوّل من خالف الله ورسوله ولم يكونوا جميعاً مطيعين متهالكين في طاعته (صلى الله عليه وآله وسلم) كما يدّعي البعض، وإليك غيض من فيض من هذه المخالفات:
عن البراء بن عازب (رضي الله عنه) قال: «جعل النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) على الرجّالة يوم أُحد ـ وكانوا خمسين رجلاً ـ عبدالله بن جبير فقال: إن رأيتمونا تخطفنا الطير فلا تبرحوا مكانكم هذا حتّى أرسل إليكم، وإن رأيتمونا هَزمنا القوم وأوطأناهم فلا تبرحوا حتّى أرسل إليكم، فهزموهم (هزيمة المشركين)، قال فأنا والله رأيت النساء يشتددن قد بدت خلاخلهنّ وأسوُقُهنّ رافعات ثيابهنّ، فقال أصحاب عبدالله بن جبير: الغنيمة أىْ قوم الغنيمة، ظَهرَ أصحابكم فماتنتظرون، فقال عبدالله بن جبير: أنسيتم ماقال لكم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)؟ قالوا: والله لنأتيّن الناس فلنصيبنّ من الغنيمة، فلمّا أتوهم صرفت وجوههم فأقبلوا منهزمين، فذاك إذ يدعوهم الرسول في أُخراهم، فلم يبق مع النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) غير اثني عشر رجلاً فأصابوا منّا سبعين»(1) .
أُنظر إلى هؤلاء الصحابة يخالفون أوامر الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) علانية حتّىتسببوا في هزيمة المسلمين وشهادة خيار الصحابة كمصعب بن عمير وحمزة وغيرهما، ولو لم ينزلوا من الجبل لكانت معركة أُحد الضربة القاضية للمشركين، ولما تجّرأوا بعدها على خوض حروب أُخرى ضد الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم)كغزوة الخندق وغيرها.
ويا ليته كان فرارهم الاوّل بعد هزيمتهم، لكن أعادوا نفس الفعلة في غزوة حنين.





وإليك حادثة أُخرى وقعت قبل أربعة أيام من وفاة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم)، وهي المعروفة برزيّة يوم الخميس:
عن ابن عباس قال: «يومُ الخميس وما يوم الخميس، ثم بكى حتّى خضب دمعه الحَصْبَاء، فقال: اشتدّ برسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وجعه يوم الخميس فقال: ائتوني بكتاب أكتب لكم كتاباً لن تضلّوا بعده أبدا، فتنازعوا ـ ولا ينبغي عند نبيّ تنازع ـ فقالوا: هَجَر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، قال: دعوني فالذي أنا فيه خير ممّا تدعوني إليه، وأوصى عند موته بثلاث: أخرجوا المشركين من جزيرة العرب، وأجيزوا الوفد بنحو ما كنت أجيزهم ونسيت الثالثة»(1) .
مرحى لهؤلاء الصحابة يأمرهم الرسول فيقولون إنّ النبيّ يهجر (يخرّف)!! ولا يطيعونه حتّى يُعرض عنهم.




ويا حسرة على ذلك الكتاب الذي لم يُكتَب والذي قال عنه الرسول (لَنْ تضلّوا بعده) ولو فعل الصحابه ما أُمروا به لما اختلف مسلمان إلى يوم القيامة، فانظر إلى ما جناه علينا الصحابة من الضلال وما حرمونا منه.
حديث آخر فخذه:
«عن علىّ (رضي الله عنه) قال: بعث النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) سريّة وأمّر عليهم رجلاً من الانصار وأمرهم أن يُطيعوه، فغضب عليهم وقال: أليس قد أمر النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم)أن تطيعوني؟ قالوا: بلى، قال: عزمتُ عليكم لما جمعتم حطباً وأوقدتم ناراً ثم دخلتم فيها، فجمعوا حطباً فأوقدوا، فلمّا همّوا بالدخول نظر بعضهم إلى بعض قال بعضهم: إنمّا تبعنا النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فراراً من النار أفندخلها؟ فبينما هم كذلك إذ خمدت النار وسكن غضبه، فذكر للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال: لو دخلوها ما خرجوا منها أبداً إنّما الطاعة في المعروف»(1) .
انظر إلى هذا الامير المتلاعب كيف يأمر الصحابة بالهلاك وسوء العاقبة في الدنيا والاخرة، وانظر استنكار الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) لذلك الفعل وما قاله.
والاعجب من هذا كلّه أنك تجد في كتب وصحاح أهل السنّة أحاديث في الطاعة ما أنزل الله بها من سلطان، بل مخالفة لصريح القرآن والفطرة الانسانيّة مثل هذا الحديث الاتي:



عن أنس بن مالك (رضي الله عنه) قال: «قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): اسمعوا وأطيعوا وإن أستُعمِل عليكم عبد حبشي كأنّ رأسه زبيبة»(1) .
نقول: أوّلاً: حاشى لرسول الله أن تصدر منه هكذا أوصاف في حقّ عباد الله، وهو الذي وصفه الله تعالى بالخُلق العظيم ولا يعيّر الرسول أحداً من الخلق ولا يقول رأس فلان ككذا ولا غيرها.
وثانياً: أليس الله تعالى يقول: (وَلاَ تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمْ النَّارُ...)(2) .
فالله ينهي عن طاعة الظالمين فكيف يأمر بها نبيّه؟!
نعم، إن معاوية وملوك بني أُمية وبني العباس وضعوا هذه الاحاديث حتّى لا يخرج عليهم أحد ولا ينهاهم مسلم، وهل يريد الحكّام الظالمون أكثر من ذلك؟!
وتعالَ إلى حديث آخر شبيه بالسابق:
قال (صلى الله عليه وآله وسلم): «من رأى من أميره شيئاً فكرهه فليصبر، فإنّه ليس أحد يفارق الجماعة شبراً فيموت إلاّ مات ميتة جاهليّة»(3) .
إنّ هذا الحديث كذب صريح، وإلاّ لو كان صحيحاً فلماذا خالفه الصحابة

أنفسهم، أليس قد فارق علي بن أبي طالب جماعة المسلمين ولم يبايع أبا بكر إلاّ بعد ستة أشهر ؟ أليس قد خالفت عائشة هذا الحديث وخرجت على عليّ في حرب الجمل مع طلحة والزبير؟! أليس قد فارق عبدالله بن عمر الجماعة ولم يبايع عليّاً طيلة خلافته ثم بايع بعد ذلك يزيد وعبد الملك بن مروان؟!
وهناك حديث آخر يعارض هذه الاحاديث، يقول: عن عبدالله عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: «السمع والطاعة على المرء المسلم فيما أحبّ أو كره مالم يُؤمَر بمعصية، فإن أُمر بعصية فلا سمع ولا طاعة».




وإليك فعلة شنيعة أُخرى اقترفها صحابي ابن صحابي:


عن أسامة بن زيد بن حارثة قال: «بعثنا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى الحُرقة (قبيلة) من جُهينة، قال فصبّحنا القوم فهزمناهم، قال ولحقتُ أنا ورجل من الانصار رجلاً منهم، قال: فلمّا غشيناه قال لا إله إلاّ الله، قال: فكفّ عنه الانصاري فطعنتُهُ برمحي حتّى قتلتُه، قال: فلمّا قدمنا بلغ ذلك النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، قال: فقال لي: يا أُسامة أقتلْتَهُ بعدما قال لا إله إلا الله، قال: قلتُ: يا رسول الله إنّما كان متعوّذاً (أي قالها خوفاً من القتل لا إيماناً) قال: أقتلته بعد أن قال لا إله إلا الله؟ قال: فما زال يكرّرها علىّ حتّى تمنّيتُ أني لم أكن أسلمتُ قبل ذلك اليوم».




والواقع أنّ الانسان لا يجد ما يعلق عليه في هذه الحادثة، لذا نتركها للقارئ.
وإليك حادثة أُخرى:
عن أبي هريرة قال: «شهدنا مع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال لرجل ممّن يدّعي الاسلام: هذا من أهل النار، فلمّا حضر القتال قاتل الرجل قتالاً شديداً فأصابته جراحة، فقيل: يا رسول الله الذي قلت إنّه من أهل النار فإنّه قد قاتل اليوم قتالاً شديداً وقد مات، فقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): إلى النار، قال: فكاد بعض الناس أن يرتاب، فبينما هم على ذلك إذ قيل: إنّه لم يمت ولكن به جراحاً شديداً، فلمّاكان من اللّيل لم يصبر على الجراح فقَتل نفسه، فأخبر النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم)بذلك فقال: الله أكبر إني عبد الله ورسوله، ثم أمر بلالاً فنادى بالناس...»(1) .
هذا رجل مسلم، صحب النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وغزا معه، والله أعلم كم غزوة شارك فيها، ولم يكفر بالله ولم يرتدّ لكنّه من أهل النار لانّه انتحر ولم يصبر على الجراح، فكيف يقال: إنّ جميع الصحابة عدول؟!
نكتفي بهذا القدر اليسير من مخالفات الصحابة لله ولرسوله وننتقل إلى بحث آخر وهو: رأي الصحابة في بعضهم البعض.




رأي الصحابة في بعضهم البعض



إنّ الذي يمنعنا اليوم من مجرّد ذكر حقائق وأفعال بعض الصحابة ـ التي أثبتها الله ورسوله ويدّعي أنّ ذلك طعن بالصحابة ويتهمنا بسب وشتم جميع الصحابة ـ لا يدري أنّ الصحابة أنفسهم شتم بعضهم بعضاً ولعن بعضهم بعضاً وقاتل بعضهم بعضاً، فهل «حلال عليهم، حرام علينا؟!»(1) .
وإليك بعض الامثلة على ذلك:
عن عامر بن سعد بن أبي وقّاص عن أبيه قال: «أمر معاوية بن أبي سفيان سعداً فقال: ما منعك أن تسب أبا التراب؟! فقال: أمّا ما ذكرتُ ثلاثاً قالهنّ له رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فلن أسبّه لان تكون لي واحدة منهنّ أَحبّ إلىَّ من حُمر النِّعم. سمعتُ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول له وقد خلّفه في بعض مغازيه فقال له علىّ: يا رسول الله خلّفتني مع النساء والصبيان فقال له رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): أما ترضى أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنه لا نبوّة بعدي، وسمعته يقول يوم خيبر: لاعطينّ الراية رجلاً يُحبّ اللهَ ورسولَه ويحبّه اللهُ



ورسولُه، قال فتطاولنا لها فقال: ادعوا لي عليّاً، فأُتي به أرمد فبصق في عينه ودفع الراية إليه ففتح الله عليه، ولمّا نزلت هذه الاية: (فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ)(1) دعا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عليّاً وفاطمة وحسناً وحسيناً فقال: اللّهم هؤلاء أهلي»(2) .
ونحن نستخلص من شهادة سعد بن أبي وقاص هذه أشياء:
أولاً: لو كان سبّ الصحابي كفراً فما بال معاوية بن هند يأمر الصحابة ومن ضمنهم سعداً بسبّ علي بن أبي طالب؟! وما بال بني أُميّة اتخذوا سبّ علي بن أبي طالب سنّة، حتّى كانوا يلعنونه على المنابر طيلة سبعين سنة.
ثانياً: ثبت عن الصحابة أنّ المقصود من أهل البيت النبوىّ ليس زوجات الرسول بل هم: علي وفاطمة وحسن وحسين وفيهم نزلت آية التطهير حيث يقول تعالى: (إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ البَيْتِ وُيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً)(3) فالقرآن نزل بين الصحابة وما كانت لتخفى عليهم مقاصد هذه الاية.
وثالثاً: يتبيّن كذب أحاديث قيلت على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ومنها هذا

الحديث التالي:
عن محمد بن إسحاق عن يونس بن محمد عن إبراهيم بن سعد عن عبيدة بن أبي رائطة عن عبد الرحمان عن عبد الله بن مغفّل قال: «قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): الله الله في أصحابي لا تتخذوهم غرضاً بعدي، فمن أحبّهم فبحبّي أحبّهم ومن أبغضهم فببغضي أبغضهم، ومن آذاهم فقد آذاني ومن آذاني فقد آذى الله ومن آذى الله فيوشك أن يأخذه»(1) .
فإذا صحّ الحديث فمعاوية ـ وهو صحابي درجة مائة ـ كان يسبّ عليّاً وما أدراك ما علي ويأمر بسبّه; وعليّ (عليه السلام) قال فيه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): «لا يحبّك إلاّ مؤمن ولا يبغضك إلاّ منافق»(2) .







ما لاقاه الصحابة بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)

1_ عمّار بن ياسر:
عمّار بن ياسر أبو اليقظان وهو صحابي جليل وقد استشهد أبواه ياسر وسميّة ـ أوّل شهيدة في الاسلام ـ بعد أن عُذِّبا وعمّار عذاباً شديداً من مشركي قريش.
وعمّار هو الذي نزل فيه قوله تعالى: (إلاَّ مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالاِيمَانِ)(1) بعدما نال من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وذكر آلهة المشركين على رواية لشدة ما ناله من العذاب، وقد قال فيه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): «عمّار تقتله الفئة الباغية»(2) وفعلاً استشهد عمّار يوم حرب صفّين بين علي بن أبي طالب (عليه السلام)ورئيس الفرقة الباغية معاوية بن هند.
وقبل أن يقتل «الصحابي» معاوية عمّاراً كما قتل غيره،تعرّض عمّار






والان هل كل الصحابة عدول لا والله ليس كلهم عدول ونترك للقارء والباحث القراءة


أنتضروني الحلقة القادمه

مع تحيات داعس النواصب

بنت الهدى
08-19-2010, 03:24 PM
اقتبس :-
إنّ الباحث المتجرّد سيكتشف أنّ الصحابة هم أوّل من خالف الله ورسوله ولم يكونوا جميعاً مطيعين متهالكين في طاعته (صلى الله عليه وآله وسلم) كما يدّعي البعض،

بحث في غاية الاهمية والدقة ...
شكرا ً لداعس النواصب ...
بارك الله بك َ ..وجزاك َ الله خيرا ً ...
انصح اولئك الذين اتبعوا مدارس السلفية والصحابة لقراءة هذا البحث النافع ...

..
08-19-2010, 03:47 PM
تسلميلي بنت الهدى على ردك الاكثر من رائع نورتي الموضوع ^_^

ثائر الكربلائي
08-19-2010, 08:54 PM
أحسنت ياداعس النواصب دعس الله أعدائك في الدنيا والأخرة
بارك الله فيك على هذا البحث في غاية الدقة والحيادية والانصاف بارك الله فيك
ننتضر الحلقة الثانية

..
08-21-2010, 04:07 PM
تسلملي على المرور حبيب قلبي

السوسن
08-21-2010, 09:09 PM
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل الله فرجهم الشريف
شكرا للبحث القيم وجزاك الله خيرا