المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليهما السلام) ودوره القيادي


عراق الحق
07-25-2008, 10:56 AM
الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليهما السلام) ودوره القيادي: http://www.14masom.com/aqeed-imamea/images/top.gif (http://www.14masom.com/aqeed-imamea/04/10/b-10.htm#top)
انتقلت الخلافة الشرعية من الإمام الصادق إلى ابنه الإمام الكاظم(عليهما السلام) بعد استشهاده على يد المنصور العباسي وكانت فترة إمامة الإمام الكاظم خمساً وثلاثين عاماً عاصر بقية عصر المنصور والمهدي والهادي وخمس عشرة سنة من حكم الرشيد واستشهد في سجن الرشيد ببغداد وكانت هذه الفترة ـ عهد الإمام الكاظم ـ تتميز بقوة المؤمنين والموالين لأهل البيت كاستمرار لفترة الإمام الصادق(عليه السلام) لذلك بعد جريمة المنصور في قتل الإمام الصادق(عليه السلام) كان عازماً على تصفية الخلافة الشرعية جسدياً بشكل تام قبل نموها في الوسط الاجتماعي لأن المنصور كان يعرف أن الخلافة الشرعية ليست له وأن أئمة أهل البيت هم المنافسون الحقيقيون لسلطانه لا غيرهم ويعرف أيضاً أنهم يمتازون بقوة الإيمان والشخصية والجماهير فلا تنفع معهم الحلول السياسية والمصالحة أمام صفقات مالية مثلاً ليضمن سكوتهم فقرر التصفية الجسدية لبقية الخلاقة الإسلامية. لكن الإمام الصادق(عليه السلام) فوت عليه الفرصة حيث جاءت وصيته العلنية دقيقة الاختيار وبها ضمن سلامة الخليفة وهو الإمام الكاظم(عليه السلام) من بعده فجعل وصيته لخمسة أشخاص من ضمنهم الإمام الكاظم وكان معه ابنه عبد الله والمنصور نفسه ومحمد بن سليمان وزوجته حميدة فلما طلب المنصور من والي المدينة محمد بن سليمان أن يقتل وصي الصادق فأجابه (إن أوصياءه خمسة فأيهم أقتل) وبذلك فوّت عليه فرصة الغدر المبكر بالقيادة. أما مع الخواص فبّين لهم أن الإمام الكاظم(عليه السلام) هو الإمام الشرعي والخليفة لا غير ففي رواية ابن الحازم عن الصادق أنه قال: (. . . إذا كان ذلك فهذا صاحبكم وضرب بيده على منكب الكاظم الأيمن)(63) (http://www.14masom.com/aqeed-imamea/04/10/b-10.htm#63).
وفي هذه الفترة استطاع الإمام الكاظم(علية السلام) أن يواصل مسيرة الإمام الصادق(عليه السلام) الفكرية والعلمية والجهادية أيضاً.
وكذلك أدخل الإمام جماهيره الواسعة في المعارضة السياسية وكان يطالبهم بمقاطعة السلطة الظالمة وكمثال على ذلك حينما نهى صفوان الجمال أن يكري جماله لهم بقوله(عليه السلام) (يا صفوان أيقع كراك عليهم ؟ أجاب نعم فقال(عليه السلام) من أحب بقاءهم فهو منهم ومن كان منهم كان وارداً النار)، وأكثر من ذلك دخل الإمام بنفسه في المجابهة مع السلطة بشكل علني ومباشر مع الخلافة المتسلطة فقد جاء في بعض المرويات أن المهدي العباسي قد عرض على الإمام الكاظم(عليه السلام) أن يرد عليه فدكاً فرفض قبولها ولما ألح عليه المهدي قال لا أقبلها إلا بحدودها قال: وما حدودها ؟ قال(عليه السلام): (الحد الأول عدن فتغير وجهه والحد الثاني سمرقند فأربد وجهه والحد الثالث أفريقيا فقال له المهدي والحد الرابع قال(عليه السلام) سيف البحر ما يلي الخزر وأرمينيه فقال له: لم يبق لنا شيء فتحول إلى مجلسي فرد عليه الإمام بقوله: لقد أعلمتك بأني إن حددتها لم تردها)(64) (http://www.14masom.com/aqeed-imamea/04/10/b-10.htm#64).
ويروى أيضاً أنه(عليه السلام) حينما أُدخل على الرشيد سأله ما هذه الدار؟ فقال الإمام هذه دار الفاسقين قال تعالى: (سأصرف عن آياتي الذين يتكبرون في الأرض يغير الحق. . . ) فقال هارون فدار من هي؟ قال: هي لشيعتنا فترة ولغيرهم فتنة قال فما بال صاحب الدار قال أخذت منه عامرة ولا يأخذها إلا معمورة قال فأين شيعتك فقرأ أبو الحسن (لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين منفكين حتى تأتيهم البينة) فغضب عند ذلك.
والمسألة المهمة جداً والتي تسجل بوضوح في حياة الإمام الكاظم(عليه السلام) أن الإمام دفع جماعته نحو العمل السياسي وكانوا على درجة من الذكاء الكبير فاستطاعوا أن يواصلوا عملية الاختراق للجهاز الحاكم فسيطروا على بعض مفاصل النظام بخطة حكيمة يرعاه الإمام الكاظم بنفسه سريا. .
فهذا علي بن يقطين الذي كان بمنزلة وزير الدولة لهارون الرشيد هو من رجال الإمام الكاظم وكان الإمام يحرص ببقاء هذا الرجل في هذا الموقع الحساس لإتمام العملية التغيرية ولدينا شواهد على هذا الكلام فمثلاً قصة الدراعة المعروفة هي خير شاهد على ما نذهب إليه حيث أهداها الخليفة لوزيره ابن يقطين حين أعجبته فأوصلها إلى سيدنا الإمام الكاظم(عليه السلام) حباً وكرامة لكن الإمام أعادها بشكل خفي عليه لتنفعه وقت حاجته إليها قائلاً: (يا علي هذا وقت حاجتك إلى الدراعة. . . ) وبالفعل وشى للرشيد الواشون بأنه على غير مذهبكم بدليل الدراعة فقد أهداها لإمامه الكاظم فغضب هارون وأتى به ليلاً بشكل مفاجئ وحاد، سأله عن الدراعة فأحضرها خادم الرشيد مسرور بعد توجيهه له وهو رهين بين يدي هارون فهدأ غضبه وأعاد وزيره إلى مكانه معززاً مكرماً ِ. وقصة أمر الإمام له بتبديل وضوئه معروفة ليماشي الرشيد وليخدم الرسالة الشرعية من موقعه، وكان الرشيد متربصاً به ويراه من وراء حجاب، وان هذه القصص لهي أكبر عبره لنا في اختراق الطغاة والمراقبة الدقيقة للأعداء عبر جهاز دقيق من الأصدقاء والمحبين المحيطين بالعدو. والعبرة في القصة هذه أن الوزير ابن يقطين حينما أرسل الدراعة للإمام تسرب الخبر للسلطة وحينما أعادها الإمام للوزير لم يعرف أحد بذلك مما يدلل على متانة جهاز الإمام(عليه السلام) في تحركة وأعماله.
هذا وبالتالي نلاحظ ان الإمام كان يستهدف الإطاحة بالسلطة العباسية لذلك حينما أراد الحسين بن علي بن الحسين ـ ثائر وقعة فخ ـ الثورة قال له الإمام الكاظم(عليه السلام): إنك مقتول فأحدّ الضراب فإن القوم فسّاق يظهرون إيماناً ويضمرون نفاقاً وشركاً. . ) وحينما قتل وانتهت المجزرة المشهورة بكى(عليه السلام) وقال: (مضى والله مسلماً صالحاً صوّاماً قوّاماً. . . )(65) (http://www.14masom.com/aqeed-imamea/04/10/b-10.htm#65).
وهكذا وصل إلى درجة كبيرة من القوة والتركيز وبالفعل نجح الإمام في زراعة عناصره المؤمنة المتسترة في عمق الخلافة العباسية واستطاع أن يكون جهاز ارتباط مع هذه العناصر من داخل النظام أي جهازاً أمنياً يراقب العناصر المزروعة وما يحيط بها وبشكل مكتوم دقيق هذا مما أدخل الرعب الحقيقي في نفسية هارون الرشيد بالذات وعناصره المتوحشة على المسلمين وكانت بوادر التمرد والثورة تظهر بين آونة وأخرى تربط بالإمام بشكل أو بآخر لذلك ما كانت لهم حيلة أمام هذا الخوف المهدد لوجودهم إلا اعتقال الإمام وبالفعل اعتقل حوالي ستة عشر عاماً باختلاف الروايات مع سجن لسجن وهو في السجن كذلك كانوا يخافون منه فهو يشع نوراً وعلماً وهداية حتى في داخل السجون والطوامير فكانت عناصر النظام تهتدي بهدية فكان النظام يستبدل عناصره بين فترة وأخرى خوفاً من تنفيذهم أوامره بعد دخولهم في حركته المباركة. . حتى قضوا عليه مسموماً في السجن وأكثر من ذلك أنه شهيد بجسمه لكنه يرعبهم بفكره وخطه فعّبروا عن خوفهم هذا بأمرين الأول باستخفاف التشيع والثاني فإن الخلافة العباسية أرادت أن تبين للجماهير المتألمة أن الإمام مات طبيعياً فنودي على جثمانه(هذا موسى بن جعفر قد مات فانظروا إليه فجعل الناس يتفرّسون في وجهه وهو ميت) ليمتصوا غضب الناس. . وهكذا انتهت فترة الإمام الكاظم(عليه السلام) ليستلم الخلافة من بعده الإمام الرضا(عليه السلام) فيدخل في الجهاد والعمل الدؤوب استمراراً للقيادة الشرعية المعصومة

كسلان جدا
07-25-2008, 11:36 AM
صلوات الله وسلامه على مولانا أبي الحسن الإمام موسى بن جعفر الكاظم

السلام عليك أيها المعذب بمطامير السجون

يا باب الحوائج يا موسى بن جعفر

تميزت شخصية الإمام الكاظم بالصبر على الأحداث الجسام، والمحن الشاقة التي لاقاها من طغاة عصره، فقد أمعنوا في اضطهاده، والتنكيل به، وقد أصر طغاة عصره على ظلمه فعمدوا إلى اعتقاله وزجّه في ظلمات السجون، وبقي فيها حفنة من السنين يعاني الآلام والخطوب. ولم يؤثر عنه أنه أبدي أي تذمر أو شكوى أو جزع مما ألم به، وإنما كان على العكس من ذلك يبدي الشكر لله، ويكثر من الحمد له على تفرغه لعبادته، وانقطاعه لطاعته.

فكان على ما ألم به من ظلم واضطهاد من أعظم الناس طاعة، وأكثرهم عبادة لله تعالى، حتى بهر هارون الرشيد بما رآه من تقوى هذا الإمام وكثرة عبادته فراح يبدي إعجابه قائلاً: (إنه من رهبان بني هاشم).

ولما سجن في بيت السندي بن شاهك، كانت عائلة السندي تطل عليه فترى هذه السيرة التي تحاكي سيرة الأنبياء، فاعتنقت شقيقة السندي فكرة الإمامة، وكان من آثار ذلك أن أصبح حفيد السندي من أعلام الشيعة في عصره ؟؟؟!!!!!!!

أبو حيدر
07-25-2008, 11:38 AM
مشكور أخوي عراق الحق على الموضوع الرائع عن الإمام الكاظم سلام الله عليه...,

جزاك الله ألف خير وفي ميزان أعمالك بإذن الله...,