المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حوار مع فتاة ألمانية اسلمت على يد الإمام الشيرازي


الشهيد الحي
10-05-2010, 10:30 PM
في ظهر يوم من أيام شهر رمضان المبارك ، رجع الإمام الشيرازي «رحمه الله» بعد صلاة الجماعة إلى الدار وقد كان في غاية الرهق والعنت ، وحيث كان قد جلس في الصحن المقدس بعد صلاة الظهر ما يقارب الساعة يجيب على الأسئلة ، ويتكلم مع الناس في مختلف الشؤون ، وحاول أن يأخذ قسطـًا من الراحة ، فإذا بطارق يطرق الباب ، ولم يكن أحد حاضرًا هناك.

ففكر الإمام الشيرازي ألا يجيب الطارق ، ثم قال في نفسه لعل للطارق حاجة أثاب في قضائها ، وتردد ثانياً ، ثم تذكر أنه على موعد مع أحد المسؤولين من بغداد للبحث حول طلب كان قد تقدم به لاستيراد إذاعة محلية ، وفتح كلية باسم كلية القرآن الحكيم ، إلى سبع مواد أخر ، والساعة كانت تشير إلى قرب الموعد.
وكان لا يريد أن يقابله إلا بعد أن يأخذ قسطًا من الراحة ، بالإضافة إلى أنه لم يأت بعد أحد من زملاء الإمام الشيرازي الذي يقابل معه المسؤولين عادةً ، لأنه لا يحب أن يجتمع بمسؤول رسمي إلا مع جماعة من الأصدقاء ، لئلا يكون المجلس سريـًا ، بل علنيـًا ، وقد جرت عادته غالبـًا أن لا يجتمع بمسؤول كبير إلا مع صديق أو أصدقاء.

على كل حال قام الإمام الشيرازي «رحمه الله» متثاقلا وفتح الباب فإذا برجل عمره يناهز الستون ، سلّم وقال: أنا وعائلتي قصدناك من الكاظمية ، فهل لك أن تستقبلني في هذا الوقت؟
قال «الإمام الراحل» : خيرًا
قال: إن لي ابنـًا درس في ألمانيا ، ومنذ مدة رجع ومعه زوجة مسيحية ألمانية ، وقد تكلمنا نحن – أنا ووالدته – معها لتسلم ، لكنها تقول: أقنعوني بأن الإسلام حق ، وكلما نحاول إقناعها لا تقبل ، ولا تناقش.
وأخيرًا اتفقنا عليك ، وقصدناك من الكاظمية ، حيث أن اليوم جمعة وعندنا عطلة ، فرحّب الإمام الشيرازي به وقال لهم: تفضلوا
فذهب غير بعيد – حيث كان قد أوقف سيارته في الشارع – وجاء هو وزوجته الألمانية إلى الدار.
ثم قال الإمام الشيرازي لها: تفضلي ، فقدّم الشاب نفسه كمترجم.

قالت: إن زوجي وأباه وأمه يدعونني إلى الإسلام وأنا لم أر شرًا من المسيحية حتى أبدل ديني ، وأنا إمراة محافظة متدينة ، قرأت الكتاب المقدس ، وأحضر الكنيسة ، عائلتي كلهم متدينون محافظون ، فهل ترى أنت أن أترك ديني وأدخل الإسلام؟ ولِم؟
ثم أردفت قائلة: هل أنت تبدل دارك إلى دار أخرى إذا كانت دارك جميلة لا عيب فيها؟

قال الإمام الشيرازي لها – وهو يتحرى الكلام حسب مدركها وبمنهاج مقنع لها – أنا لا أدعوكِ أن تتركي دينك ، بل أدعوكِ إلى أن تضيفي إلى جمال دينك جمالاً آخر ، وهو جمال الإسلام ، كما لا أدعوكِ إلى أن تبدلي دارك إلى دار أخرى ، بل أدعوكِ لتضيفي إلى دارك طابقـًا أعلى وأقرب إلى الهواء والدفء والضوء.

قالت – وهي مستغربة – أليس الإسلام والمسيحية عدوين لا يجتمعان؟

قال «الإمام الشيرازي»: لا ، بل مثال الدينين مثال الابتدائية والثانوية ، فأنا أدعوكِ إلى إكمال دراستك الثانوية بعد أن أكملتِ دراستك الإبتدائية.

قالت: كيف أصدق كلامك ، وقد تعلمت منذ صغري في البيت وفي المدرسة وفي كل المجتمع أن الإسلام عدو المسيحية ، وأن محمدًا عدو المسيح ، وأن المسلمين أعداء المسيحيين؟

قال الإمام الشيرازي: إن كل ما سمعتِ بالعكس ، فالإسلام صديق المسيحية ، بدليل قول القرآن الحكيم: {قولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا وما أنزل إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط وما أوتي موسى وعيسى} (سورة البقرة/ آية 136) ومحمد صلى الله عليه وآله صديق المسيح ؛ لأن القرآن الحكيم يقول: {ما المسيح ابن مريم إلا رسول قد خلت من قبله الرسل} (سورة المائدة/آية 75). والمسلمون أصدقاء المسيحيين ، بدليل قوله تعالى: {ولتجدن أقربهم مودةً للذين آمنوا الذين قالوا إنـّا نصارى} (سورة المائدة/آية 82). فهل بعد هذه الآيات الواردة في نص القرآن الحكيم يصح كلامك الذي سمعتيه أم كلامي الذي تسمعينه الآن؟
فاستغربت الفتاة الألمانية كلام الإمام الشيرازي استغرابـًا شديدًا ، والطريف أن عائلة الزوج أيضـًا استغربوا كلام الإمام الراحل. وقالوا: إنـّا لم نسمع بمثل كلامك إلا الآن ، بل كنا نظن كما تقول هي.

قال الإمام الشيرازي: هذا من ضعف تبليغنا نحن المسلمون في الداخل والخارج ، والله المستعان.

قالت: الآن صدّقت كلامك ، حيث جئت بالشاهد من القرآن نفسه ، ولولا ذلك لكنت أقول: إن قولك لأجل دفعي إلى الإسلام وليس له أساس من الواقع ، الآن بيّن لي كيف أن الإسلام بعد المسيحية كالثانوية بعد الإبتدائية؟

قال الإمام الشيرازي: أنتِ مسيحية ، وتعلمين أنتِ أن المسيحية عبارة عن مجموعة من الأخلاقيات فقط.

قالت: نعم.

قال الإمام الشيرازي: لكن الإسلام أضاف إلى الأخلاقيات شؤوناً أخرى ، كما أن الثانوية تزيد على الإبتدائية بعلوم أخرى.

قالت: مثلاً؟

قال الإمام الشيرازي: السياسة ، الاقتصاد ، التربية ، الجيش ، المال ، وغيرها.

قالت – وهي مستغربة – هل في الإسلام هذه الأمور؟

قال الإمام الشيرازي: نعم ، ولِم لا؟

قالت: لأني كنت أسمع أن الإسلام مجموعة خرافات وتحريفات لليهودية والنصرانية.

قال الإمام الشيرازي: كلا بالعكس ، فإن الإسلام هذب المسيحية واليهودية عن الخرافات ؛ ولذا ورد في القرآن الحكيم {ومهيمناً عليه} (سورة المائدة/آية 48) أي حافظـًا من التحريف والزيادة والنقيصة.

قالت: الآن حدث لي سؤالان:

قال الإمام الشيرازي: وما هما؟

قالت: السؤال الأول: ما هي الخرافات اليهودية والمسيحية؟ وهل في المسيحية خرافات؟

قال الإمام الشيرازي: أنا لا أحب أن أخوض في هذا المجال ؛ لأني لا أريد أن أجرح عاطفتك فلا نصل إلى نتيجة ، لكن أذكر لك – من باب المثال – أن المسيحيين يقولون بالتثليث ، ويقولون: إن الثلاثة واحد ، فهو ثلاثة وهو واحد في عين الحال فهل هذا يمكن؟!

قالت: ما المانع منه؟

قال الإمام الراحل – وقد أخذ ثلاثة كتب – هذه ثلاثة أم واحد؟

قالت: ثلاثة.

قال الإمام الشيرازي: إذا جاءك إنسان وقال: ثلاثة وواحد فما موقفك منه؟ ألا تقولين له: كلا لا يمكن أن يكون الواحد ثلاثة.
فتهللت أسارير الفتاة الألمانية ، وكأنها تسمع هذا الكلام لأول مرة.

قالت: وكيف يعتقد بهذا المسيحيون؟

قال الإمام الشيرازي: سليهم ، وأنا لا أعلم ، وإنما أعلم أن هذا الكلام غير صحيح.

قالت: أما السؤال الثاني: فقد ذكرت أن في الإسلام كل شيء أليس الإسلام دينـًا ؟ وأي ربط بين الدين وبين السياسة والاقتصاد؟

قال الإمام الشيرازي: الدين كل شيء ، وإنما المسيحية حيث حرفت لم يبق منه إلا مجموعة تعاليم أخلاقية فقط.

قالت: فهل بإمكانك أن تمثل لي مثالاً واحدًا فقط حول أن الإسلام يشتمل على الاقتصاد مثلاً ، ولو كان لآمن بالإسلام كل الألمان؟

قال الإمام الشيرازي: خذي من القرآن الحكيم: {واعلموا أنما غنمتم من شيء فأن لله خمسه} (سورة الأنفال/آية 41).
{وأحل الله البيع وحرّم الربا} (سورة التوبة/آية 60).
{يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود} (سورة البقرة/آية 275).
ثم أخذ يشرح هذه الآيات شرحًا يلائم مستواها مما يرتبط بكلامهم حول الاقتصاد.

قالت: إني اقتنعت بالإسلام، ولكن بقيت لي مسألة واحدة إن أجبت عليها أسلمت ، وإلا لا أسلم مهما ظهر لي صدق الإسلام ، وقد سألت زوجي وغيره عن هذه المسألة فلم يقنعني أحد بجوابه.

قال الإمام الشيرازي: وما هي؟ وحبس أنفاسه خوفـًا من أن تكون مسألتها للتهرب وإضاعة الوقت.

قالت: أنا منذ دخولي العراق يأمرونني اهله بالعباءة ، فإذا كانت العباءة من الإسلام فأنا غير مستعدة لأن أسلم.

قال الإمام الشيرازي: أرأيتِ بائع المجوهرات كيف يحفظ مجوهراته في الصناديق والقاصات؟

قالت: نعم.

قال الإمام الشيرازي: ولم ذا؟

قالت: خوفـًا من اللصوص.

قال الإمام الشيرازي: وهنا سر الحجاب عندنا نحن المسلمون ، إنك فتاة ، وتعلمين أن في كل مجتمع لصوصـًا للأعراض مثل اللصوص للمجوهرات ، فالإسلام يأمرك بالحجاب لأجلك ولعفتك وشرفك.

قالت: هذا جواب مقنع ، ولكن إذا كان كذلك فلماذا أرى في التلفاز نساء سافرات ، أليس هذا البلد بلد الإسلام؟

قال الإمام الشيرازي: ألمانيا بلدكم مستقلة أو تحت الاستعمار؟

قالت: بعد الحرب العالمية الثانية وقعنا تحت نير الإستعمار.

قال الإمام الشيرازي: فالمستعمرون يتركونكم وما تشاؤون من تقديم بلادكم وتطبيق أنظمتكم؟

قالت: كلا وألف كلا.

قال الإمام الشيرازي: ونحن منذ خمسين سنة واقعون تحت نير الاستعمار ، ومناهجنا بأيديهم دون اختيار منـّا.

قالت: كلام صحيح.
ثم أظهرت الإسلام ، وتشهدت الشهادات الثلاث ، واستبشر أفراد عائلتها لإسلامها ، وأرادوا أن يقدموا للإمام الشيرازي نقودًا لا يُعلم كم كانت لكنه أبى القبول ، وقد استغرقت المقابلة ساعتين ونصف الساعة تقريبـًا.

جبروت ملاك
10-06-2010, 01:50 AM
http://www.alhsa.com/forum/imgcache/242436.imgcache

فدوه لعيونك أني ياعمي
10-11-2010, 03:07 PM
اللَّهُمَّے صَلِّے عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلے آلِے مُحَمَّدٍ و عَـــــــجِّــــــلْــــے فَــــــــرَجَـــــــهُـــــمْے و سَــــــهِّــــلْــــے مَـــــخْــــرَجَـــهُـــمْے

جـزاك الله الف خيراً

القلب الأبيض
10-11-2010, 03:54 PM
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف
يامقلب القلوب ثبت قلبي على دينك الف شكر اخي الفاضل
جعله الله في ميزان اعمالك وانار الله دروبك

اللهم صل على محمد وال محمد
10-12-2010, 06:57 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم وأهلك أعداءهم ياالله
رحم الله كل علماءنا الماضين وحفظ لنا الباقين
جزيتم خيرا