المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : نظرة خاطفة إلى صلح الأمام الحسن المجتبى عليه السلام


ابو محمد تقي
10-06-2010, 07:15 PM
أكبر حدث سياسي وقع في حياة الأمام الحسن عليه السلام هو صلحه مع معاوية بن أبي سفيان عام 41 هجرية وهو العام الذي أُطلق عليه عام الجماعة وهذا الحدث التاريخي قدّر له أن يكون موضع النقاش من ذلك العام الى يومنا هذا، كما أصبح الموقف الاستشهادي لأخيه الحسين عليه السلام محل النزاع من منطلق آخر. وخلاصة الكلام أن لكل من الإمامين ظروفا خاصا تختلف عن ظروف الآخر، واختلاف نوعية الظروف هو الذي سبب اختلاف المواقف ظاهرا وان كان الموقفان يرجعان الى نبع واحد وهو التكليف الإلهي الملقى على عاتقهما وقد أشار الرسول صلى الله عليه وآله وسلم الى هذين الحدثين وانطباقهما على رسالة الإمامة الإلهية قبل عشرات السنين بقوله مشيرا الى الحسين عليه السلام (ابناي هذان إمامان إن قاما أو قعدا) والظروف التي فرضت قبول الصلح على الإمام الحسن عليه السلام يمكن تقسيمها الى قسمين:
الظروف الداخلية
أما الظروف الداخلية فهي ما تتعلق بتركيبة جيشه وخيانة جُلّ قادته، وجيشه عليه السلام يتركب من خمسة شرائح مختلفة من حيث الدوافع والاتجاهات السياسية والعقيدية وفاقدة لأي انسجام ووئام، وهى:
الأولى
المخلصون من شيعته وشيعة أبيه أمثال قيس بن سعد بن عبادة، وعدي بن حاتم، وهؤلاء كانوا بالنسبة اليه كل جيشه ويشكلون عددا ضئيلا
الثانية
بقية الخوارج والمارقين الذين كانوا بصدد مقاتلة معاوية بكل حيلة أتيحت لهم ولم يخرجوا في جيش الأمام عليه السلام اعتقادا به وحبا له، بل كرها لمعاوية، وكانوا يقومون بأعمال الشغب وخلق أجواء الافتراء والتكفير ضد الأمام عليه السلام، وقد شدّوا على فسطاطه وانتهبوه وأخذوا مصلاّه من تحته وطعنه أحدهم بسيفه قائلا: الله أكبر! أشركت يا حسن كما أشرك أبوك
الثالثة
أصحاب الفتن والطمع بالغنائم فانهم لم يخرجوا مع الحسن عليه السلام الا طلبا للدنيا فلما رأوا الدنيا في جانب معاوية لأنه كان يبذل الآلاف المؤلفة للخائنين للحسن عليه السلام، ولذلك خانوا به
الرابعة
الشكّاكون والمرتابون الذين لم يطمئنوا بأحقية الحسن عليه السلام بالنسبة الى معاوية
الخامسة
أهل العصبية من العشائر التابعين لأسيادهم ورؤساء قبائلهم فانهم لم يجنحوا الى دين ولم يلتزموا الا بأعرافهم وأوامر قادتهم أيا كانوا وأينما اتجهوا، فلما أشترى معاوية معظم رؤساء القبائل مال معظمهم الى معاوية
أما قضية خيانة قادة جيش الأمام الحسن عليه السلام فهي من مسلمات التاريخ، قال المفيد: كتب جماعة من رؤساء القبائل الى معاوية بالسمع والطاعة بالسر واستحثّوه على المسير نحوهم وضمنوا أن تسليم الحسن عليه السلام اليه عند دُنوّهِم من عسكره الى الفتك به، وبلغ الحسن عليه السلام ذلك ورد عليه كتاب قيس بن سعد رضي الله عنه يخبره أنهم نازلوا معاوية بقرية يقال لها الحبوبيه بإزاء مسكن ، وان معاوية أرسل الى عبدا لله بن العباس يرغبه في المسير اليه وضمن له ألف ألف درهم يعجل له منها النصف ويعطيه النصف الآخر عند دخوله الى الكوفة، فانسل اليه عبيد الله في الليل الى معسكر معاوية وخاصته وصبح الناس قد فقدوا أميرهم فصّلى بهم قيس بن سعد ونظر في أمورهم فازدادت بصيرة الحسن عليه السلام، حيث لان القوم له وفساد نيّات الخوارج المحكمة فيه بما أظهروا له من السبّ والتكفير واحتلال ونهب أمواله ولم يبق معه من يأمن غوائله الا خاصته من شيعة أبيه وشيعته وهم جماعة لا تقوم جنود الشام وروى الصدوق في العلل : أن معاوية دس الى عمرو بن جريث والأشعث بن قيس وحجار بن أبجر وشبث بن ربعي دسيسا أفرد لكل واحد منهم بعين من عيونه: أنك اذا قتلت الحسن عليه السلام فلك مائة ألف درهم وجند من جنود الشام وبنت من بناتي، فبلغ الحسن عليه السلام ذلك فاستسلم ولبس درعا وسترها وكان يحترز ولا يتقدم الى الصلاة الا كذلك، فرماه أحدهم في الصلاة بسهم فلم يثبت فيه لما عليه من اللامة هذا كلّه بالنسبة الى ظروفه الداخلية
الظروف الخارجية
وأما ظروفه الخارجية ففي الوقت الذي اصطفّ الجيشان أي جيش الأمام الحسن عليه السلام وجيش معاوية في ميدان الحرب، وصلت الأنباء إلى الإمام الحسن عليه السلام كما جاء في تاريخ اليعقوبي في أن قيصر الروم استغلّ الفرصة وجهّز الجيوش لشن حرب شعواء على الإسلام لهدمه من الأساس لأن جيش الروم قد فشل في حربه ضد الإسلام زمن الرسول صلى الله عليه وآله، وكان يترصد الفرص لشن الغارة على كل الإسلام مما يشمل الحسن عليه السلام ومعاوية، ففي تلك الظروف لو فرض أن الحسن عله السلام لم يقبل الصلح مع معاوية لكان أصل الإسلام مهددا بالخطر الواقعي مضافا إلى أوضاع جيش الإمام الحسن عليه السلام بما ذكرت إجمالا ، فإنها ما كانت تتيح للأمام الحسن عليه السلام في حرب مصيرية مع معاوية فيا ترى هل يمكن للأمام عليه السلام الذي كانت رسالته من السماء عبارة عن الحفاظ على أصل الدين، استمرار الحرب التي لا ينتج منها إلا قتل الحسن عليه السلام وأهل بيته وخلّص شيعته، وبالتالي فناء الإسلام من الأساس ؟؟ إذاً فالإبقاء على الإسلام ولو مع قبول حاكميه معاوية اضطرارا شيء لا بد منه، فكان الإمام الحسن عليه السلام مخيرا بين اختيار أحد الشرين، أحدهما قبول خلافة معاوية مع بقاء الإسلام والثاني رفض معاوية لقيمة فناء أساس الإسلام، ولا شك أن الأول أهون الشرين فلذلك أضطر الإمام الحسن عليه السلام على قبول الصلح هذه نظرية إجمالية إلى قضية صلح الإمام الحسن المجتبى عليه السلام
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

z زهـٌِـرّةِ آلــيــآسٍــٌمِـيـ،ـنـِْﮯ
10-20-2010, 05:39 PM
http://www.m5znk.com/up2/uploads/images/m5znk-de90dd7d9b.gif (http://www.m5znk.com/)
z زهـٌِـرّةِ آلــيــآسٍــٌمِـيـ،ـنـِْﮯ

حنان الربيعي
10-23-2010, 06:06 AM
http://alfatimi.org/php/images/picsh/22.gif

بحر الجود
11-01-2010, 11:21 AM
يع ـــــــطيكـ الع ـــــافيهـ
على الطرح المفيد
باركـ الله فيكـ
وجعلهـ في ميزان حسناتكـ
تح ـــــــــــيآآآآآتيـ

احرار الزهراء
11-10-2010, 11:46 AM
http://4upz.almsloob.com/uploads/images/www.almsloob.com-b5ee4467d5.gif (http://www.wrod-mjroha.com/vb/)

عاشقة نحر الحسين
11-17-2010, 09:11 AM
جزيتم خير الجزاء وجعلتم مع الصديقين والشهداء

*ميثم*
12-21-2010, 01:19 PM
مشكورين على الموضوع بارك الله فيكم
ماجورين على مصاب الحسين ابن علي
وعلى الارواح التي حلت بفنائك سيدي يا حسين
هيهات منّا الذلة
لبيك يا حسين
لبيك يا حسين