المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : افتتاحية جريدة صوت العراق(الموقف الصدري.. ودعاة التضليل)


مڷٱگ ٱڷرِۈح
10-07-2010, 06:23 PM
اللهم صلِ على محمد وآل محمد
وعجل فرجهم والعن عدوهم


http://www.alsadronline.net/lib/thumbs/thumb_news.19212.jpg

الموقف الصدري.. ودعاة التضليل
لقد أثار موقف التيار الصدري الأخير المتمثل بإعلان التحالف وترشيح السيد نوري المالكي لرئاسة الوزراء لغطاً كثيراً ومواقف وردود أفعال مختلفة. ونحن هنا لانريد الخوض في خلفيات هذا الموقف انطلاقاً من رغبة في دفع شبهات الخصوم المتربصين، والمستعدين دوماً للطعن واللعن والتسقيط والإقصاء، فدفع شبهات هؤلاء بالعقل غير مجدية، لأنهم يعرفون وينكرون، وكذلك ليس انطلاقاً من رغبة في دفع شبهات المختلفين والمنافسين أيضاً، لأن هؤلاء يعرفون إن الاختلاف والتمايز أمر طبيعي وهم يمارسون السياسة انطلاقاً من إدراك لذلك، وفهم لمقتضيات المصالح المشروعة. وإنما انطلاقاً من رغبة ملازمة لسلوكنا وموقفنا، تمثلت في (الصدقية) و(الوضوح) مع جماهيرنا، وخاصة أولئك الذين مازالت جراحاتهم نازفة وأبناؤهم قابعين في المعتقلات والسجون، وكذلك الذين يعيشون شظف العيش والفاقة والبطالة والقمع يومياً.
لهؤلاء نقول: إن مواقف التيار الصدري دائماً نابعة من الأفكار التي يؤمن بها بعيداً عن الذات الضيقة والأنانية المفرطة، وهذه الأفكار ليست وليدة تفكير معزول خلف الجدران، بل هي ثمرة للعلاقات الإنسانية والسياسية والاقتصادية والفكرية، وانعكاس لواقع الظروف والصراع المحتدم وموازين القوى السائدة.
إن المواقف والأفكار هي ثمرة بحث وتقصٍّ ومتابعة لحاجات ومتطلبات أهلنا وشعبنا الذي عرف ألواناً من العذاب ومعاناة القهر والقمع والفقر في أزمان الاستبداد وزمن التكفير، وثمرة لرصد واعٍ لأساليب الغدر ومحاولة العودة للتسيُّد والاستعباد من أولئك الذين مروا إلى رغيد العيش عبر أجساد وأرواح الأبرياء، وباسم (مقدسات كاذبة) و(شعارات شيطانية) أشعلت النار في بلدنا وجعلته حقل تدريب وتجارب لكل مأجور ومعتوه باع نفسه للشيطان.
لذا كان على (دعاة النقاء)، (دعاة المنهج الصدري)، أن يتابعوا جهودهم بلغةٍ تناسب المرحلة، وبإدراك عميق لخطورة الاستشراس المريض الذي جعل عقول الانحطاط تلغي كل مبادرة ايجابية وموقف حكيم، وأن يتابعوا جهودهم بحيوية و(واقعية مبدئية) تضع مصالح الفقراء والمضطهدين نصب أعينهم، فقد اعتاد الصدريون على (الإيثار) و(التضحيات) مثلما اعتادوا على تقديم (الأنموذج الحي) المليء بالنبل في الممارسة السياسية.
لقد كان للتيار الصدري دور يتسع ويضيق وفقاً للظروف والعوامل الذاتية والموضوعية، فقد نشأ هذا التيار كما يعرف الجميع في كنف (المرجعية الحركية) التي رفضت السائد والمألوف في مواجهة الاستبداد والظلم والفقر والقهر، كما رفضت الوقوع في فخ (الاحتواء) أو (التطرف)، فصار الاعتدال والإيثار والشجاعة من سمات أبناء هذا الخط، مثلما كانت (الناطقية) خصيصة من خصائصه، ومثلما كانت (المبادرة) و(الأثرة) ميزة من مميزاته، وكان إحياء (صلاة الجمعة) واحدة من مدركاته.
لانريد أن نؤرخ ولانُوصف للنشأة والخصائص، وإنما نريد أن نذكر بأن (الفكر) و(الموقف) الصدري، ليسا معزولين عن سياق النشأة وأصول البناء وليسا معزولين عن حاجات المجتمع ومصالح الشعب.
لقد اعتاد أبناء (النهج القويم) على عدم الدخول في مناكفات سياسية ورفضوا حتى الرد على محاولات التضليل الجديدة والقديمة والاتهامات الساذجة ترفعاً وتأدباً. ولأن الوقائع تتكفل في كثير من الأحيان بالرد المناسب.
كما اعتاد الصدريون على مواجهة التضليل ومحاولات الاختراق كلما تقدموا بمبادرة كريمة أو موقف نبيل. إلا إننا نريد هنا فقط أن نقول ونؤكد لجماهيرنا التي حمت بغداد من السقوط بأيدي التكفيريين عندما كانت الحكومة عاجزة عن القبض على مجرم واحد.
نريد أن نؤكد لهؤلاء الشجعان: إنكم اليوم في مقدمة الركب السائر لبناء دولة نأمل أن نساهم في رسم صورتها بما يتناسب ومبادئ العدل والحرية والمساواة - نريد ونحن أصحاب منهج (الإصلاح والتغيير) - أن نساهم في تصحيح المسارات الخاطئة وتغيير الممارسات غير الصائبة وغير المسؤولة عن قرب وبفاعلية أكبر وبدفع من (عقل جمعي) و(إرادة مدركة واعية) لمخاطر التحشيد المضاد، ولدفع الضرر وتقويض الفساد وتحصيل (الحقوق المشروعة) وتحرير الأبرياء من أقبية السجون والمعتقلات.
نريد أن نقرر مصيرنا بإرادتنا الحرة وبتمسكنا بمنهجنا الصدري المحمدي العلوي، فلا داع للقلق والتشاؤم والتردد، فلدينا القدرة والرغبة على تضميد الجراح وإشفاء الحروق ببلسم الإيمان، كما نملك القدرة والقوة على تغيير المسار والمسير حيثما يشاء الحق وتتطلب العدالة والمصالح المشروعة.
نريد التأكيد على أن طريق الانجاز وتحقيق المصالح العادلة لايتم بغير الممارسة والنضال السياسي المتعاطي مع الواقع وموازين القوى وعوامل وممكنات الحركة، فالأماني والتمنيات والتحليق في آفاق السماء بعيداً عن الأرض وما تتيحه المعطيات والعلاقات، ليس سوى حركة حول الذات.
لقد أثبتنا حرصنا على ثوابت الخط واستعدادنا للانخراط لأية مساع تصب في مصلحة شعبنا وجماهيرنا، ليس انطلاقاً من تقاليد نهجنا وتراث كياننا الذي تشهد عليه مآذن المساجد وساحات النضال ودماء الشهداء وباحات الدرس والبحث، بل لأننا فوق هذا آثرنا تخطي الأذى وجراحات الأيام العصيبة وتناسينا المواجع وآثرنا على أنفسنا إلا أن نكون كما كان المولى المقدس، نذهب حيثما كانت مصالح الفقراء والمحرومين، نكابد الظلم ولانتمناه لأحد. وهكذا إذا غاب فعل الشرط، فهل علينا أن نقدم جوابه بما يرضي الآخرين دون حساب لرضا أهلنا وطموحات جماهيرنا؟
لقد دخلوا مزاد التسوية أو التضحية وهم بكامل قواهم، فلابد من (خيمة التوحّد) ونبذ التنازع المعطل للحركة.
ولنقول أخيراً: (إن المشكلة ليست في السارق، بل في الحارس النعسان(