المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ابن تيمية وعلماء الإسلام


خادم الامير
10-09-2010, 04:02 PM
ابن تيمية وعلماء الإسلام
من السمات المميزة لشخصية ابن تيمية: حدته، وهجنةأسلوبه في الجدل..
وقال يصف حوارا له مع بعض الفقهاء في مجلس أميردمشق:
قلت: كان الناس في قديم الزمان قد اختلفوا في الفاسقالملي، وهو أول اختلاف حدث في الملة.. فقال الشيخالكبير: ليس كما قلت، ولكن أول مسألة اختلف فيهاالمسلمون مسألة الكلام... قال ابن تيمية فغضبت عليهوقلت: أخطأت، وهذا كذب مخالف للإجماع، وقلت له:
لا أدب ولا فضيلة، لا تأدبت معي في الخطاب، ولا أصبتفي الجواب! (العقود الدرية في مناقب ابن تيمية: 235)
فهذا هو أدب الخطاب عند الشيخ: " أخطأت، هذاكذب، لا أدب، لا فضيلة، لا تأدبت، لا أصبت " كلها فيجملة من سطر واحد!

</span>الصفحة 42 أفتى ابن تيمية في مسألة، وأفتى فقيه آخر بخلافه،فرد عليه ابن تيمية قائلا: من قال هذا فهو كالحمار الذي فيداره! (الفقيه المعذب ابن تيمية: 152)

كان كثير السب لابن عربي والعفيف التلمساني والإمامالغزالي والفخر الرازي، وكثير النيل منهم والتهكم عليهمويصفهم بأنهم فراخ الهنود واليونان..
وإذا ذكر العلامة ابن المطهر الحلي، يقول: ابنالمنجس!!
وإذا ذكر دبيران صاحب المنطق، ولا يقول إلا " دبيران "بضم الدال. (أنظر الوافي بالوفيات للصفدي 7: 18 - 19 وقد دون ذلكمن سماعه المباشر عن ابن تيمية في دروسه)
هذا كل ما تحلى به ابن تيمية من أدب الخطاب!!

</span>الصفحة 43
5 - مع اليزيدية
إن لابن تيمية مع هذا الطائفة من الغلاة كلاما يثير الكثير منالشكوك، ويضع العديد من علامات الاستفهام حولعقيدته..
من هذه الطائفة قوم غلوا بيزيد بن معاوية وبالشيخعدي بن مسافر الأموي، فانضافوا إلى فرق الغلاة التيأجمع المسلمون على كفرها وخروجها من الإسلام لأنهاأضافت إلى البشر صفات الإله جل جلاله،، وهذه الفرقةالتي غلت بيزيد وعدي بن مسافر عرفت بالعدوية، نسبةإلى عدي بن مسافر..
لقد عاصر ابن تيمية هذه الطائفة فكتب إليهم كتابااستهله بكلام لا يشبه شيئا من كلامه في مخالفيه وخاصةمن أصحاب الفرق الأخرى وأهل البدع الظاهرة، أو حتىالذين عدهم هو من أهل البدع..
لقد استهل كتابه بقوله:

</span>الصفحة 44 " من أحمد بن تيمية إلى من يصل إليه هذا الكتاب منالمسلمين المنتسبين إلى السنة والجماعة، والمنتمين إلىجماعة الشيخ العارف القدوة أبي البركات عدي بن مسافرالأموي، ومن نحى نحوهم، وفقهم الله لسلوك سبيله...

سلام عليكم ورحمة الله وبركاته "!! (الوصية الكبرى لابن تيمية: 5)
هكذا مع علمه بأنهم من الغلاة، جعلهم من المسلمينالمنتسبين إلى السنة والجماعة.. ودعا لهم بالتوفيق إلىسلوك السبيل. ورفع إليهم تحية الإسلام.. وليس ذلك لهموحدهم، بل لمن نحى نحوهم أيضا وسلك طريقتهم فيالغلو!!
هذا الرجل هو الذي سلط لسانه الجارح على أهل البيتكما رأينا سابقا..
وهو الذي عد الرازي والغزالي وابن سينا من فراخ الهنودواليونان، وأنهم أضل من اليهود والنصارى..
وهو صاحب ذلك الكلام الجارح مع العلماء..
فلأي شئ خاطب هذه الطائفة من الغلاة بهذا الخطابالعذب الذي لم يخاطب به أيا من فرق المسلمين؟!

لعل السر في ذلك أن غلو هؤلاء كان في يزيد بن</span> الصفحة 45 معاوية، وتعظيم يزيد عنده هو علامة الانتماء إلى أهلالسنة والجماعة، وإن بلغ التعظيم حد الغلو..

فهل ينتهي العجب لهذا الرجل الذي يروي بنفسهحديث الإمام أحمد بن حنبل الذي قال فيه: " وهل يحبيزيد أحد يؤمن بالله واليوم الآخر؟! "!
بل لعله لأجل هذا ونحوه لم يتقد بمذهب أحمد بنحنبل!!

</span>الصفحة 46 </span>الصفحة 47
6 - أقوال العلماء فيه
بعد ما رأيت من عقائده لم يعد غريبا عليك ما ستراه منفتاوى علماء المسلمين فيه بناء على تلك الأقوالوالعقائد..
ولقد صنف الحافظ ابن حجر العسقلاني هذه الفتاوى،فقال:
افترق الناس فيه شيعا:

فمنهم من نسبه إلى التجسيم لما ذكر في العقيدةالحموية والواسطية وغيرهما من ذلك، كقوله: إن اليدوالقدم والساق والوجه صفات حقيقية، وإنه مستو علىالعرش بذاته.

ومنهم من ينسبه إلى الزندقة لقوله: إن النبي (ص)لا يستغاث به.

ومنهم من ينسبه إلى النفاق لقوله في علي: إنه كانمخذولا حيثما توجه، وإنه حاول الخلافة مرارا فلم ينلها،</span> الصفحة 48 وإنه قاتل للرئاسة لا للديانة. ولقوله: إنه كان يحب الرئاسةوإن عثمان كان يحب المال. ولقوله: علي أسلم صبياوالصبي لا يصح إسلامه، وبكلامه في خطبة بنت أبي جهلفإنه شنع في ذلك فألزموه بالنفاق لقوله (ص): " ولا يبغضكإلا منافق ".

ونسبه قوم إلى أنه كان يسعى في الإمامة الكبرى، فإنهكان يلهج بذكر ابن تومرت ويطريه. (الدرر الكامنة 1: 155)
وهذه أقوال متعددة بتعدد آرائه..
وأجمل القول فيه ابن حجر في " الفتاوى الحديثية "فقال:
ابن تيمية عبد خذله الله وأضله وأعماه وأصمه وأذله..
وبذلك صرح الأئمة الذين بينوا فساد أحواله وكذبأقواله.. ومن أراد ذلك فعليه بمطالعة كلام الإمام المجتهدالمتفق على إمامته وبلوغه مرتبة الاجتهاد أبي الحسنالسبكي، وولده التاج، والشيخ الإمام العز بن جماعة،وأهل عصره وغيرهم من الشافعية والمالكية والحنفية..
قال: والحاصل أن لا يقام لكلامه وزن، وأن يرمى في كلوعر وحزن.. ويعتقد فيه أنه مبتدع ضال مضل غال، عامله</span>
الصفحة 49 الله بعدله، وأجارنا من مثل طريقته وعقيدته وفعله، آمين. (الفتاوى الحديثية: 86)

رسالة الحافظ الذهبي إلى ابن تيمية:
من أحسن ما قيل في ابن تيمية ذلك الخطاب الذي وجههإليه الذهبي في رسالة شخصية ينصحه فيها ويعظه ويؤنبهويوبخه، ويكشف فيها عن كثير من سجاياه وأخلاقه..
وهذا هو النص الكامل لتلك الرسالة:
الحمد لله على ذلتي، يا رب ارحمني وأقلني عثرتي،واحفظ علي إيماني، واحزناه على قلة حزني، ووا أسفاهعلى السنة وأهلها، واشوقاه إلى إخوان مؤمنين يعاونوننيعلى البكاء، واحزناه على فقد أناس كانوا مصابيح العلموأهل التقوى كنوز الخيرات، آه على وجود درهم حلالوأخ مونس، طوبى لمن شغله عيبه عن عيوب الناس، وتبالمن شغله عيوب الناس عن عيبه، إلى كم ترى القذاة فيعين أخيك وتنسى الجذع في عينيك؟ إلى كم تمدحنفسك وشقاشقك وعباراتك وتذم العلماء وتتبع عوراتالناس؟ مع علمك بنهي الرسول (ص): " لا تذكروا موتاكم</span>
الصفحة 50 إلا بخير فإنهم قد أفضوا إلى ما قدموا " بل أعرف أنك تقوللي لتنصر نفسك: إنما الوقيعة في هؤلاء الذين ما شموارائحة الإسلام، ولا عرفوا ما جاء به محمد (ص) وهوجهاد، بل والله عرفوا خيرا كثيرا مما إذا عمل به فقد فاز،وجهلوا شيئا كثيرا مما لا يعنيهم ومن حسن إسلام المرءتركه ما لا يعنيه، يا رجل! بالله عليك كف عنا، فإنكمحجاج عليم اللسان لا تقر ولا تنام، إياكم والغلوطات فيالدين، كره نبيك (ص) المسائل وعابها ونهى عن كثرةالسؤال وقال: " إن أخوف ما أخاف على أمتي كل منافقعليم اللسان " وكثرة الكلام بغير زلل تقسي القلب إذا كانفي الحلال والحرام، فكيف إذا كان في عبارات اليونسيةوالفلاسفة وتلك الكفريات التي تعمي القلوب، والله قدصرنا ضحكة في الوجود، فإلى كم تنبش دقائق الكفرياتالفلسفية؟ لنرد عليها بعقولنا، يا رجل! قد بلعت " سموم "الفلاسفة وتصنيفاتهم مرات، وكثرة استعمال السموم يدمنعليه الجسم وتكمن والله في البدن، واشوقاه إلى مجلسيذكر فيه الأبرار فعند ذكر الصالحين تنزل الرحمة، بل عندذكر الصالحين يذكرون بالازدراء واللعنة، كان سيف</span> الصفحة 51 الحجاج ولسان ابن حزم شقيقين فواخيتهما، بالله خلونا منذكر بدعة الخميس وأكل الحبوب، وجدوا في ذكر بدع كنانعدها من أساس الضلال، قد صارت هي محض السنةوأساس التوحيد، ومن لم يعرفها فهو كافر أو حمار، ومن لميكفره فهو أكفر من فرعون وتعد النصارى مثلنا، والله فيالقلوب شكوك، إن سلم لك إيمانك بالشهادتين فأنتسعيد، يا خيبة من اتبعك فإنه معرض للزندقة والانحلال،لا سيماإذا كان قليل العلم والدين باطوليا شهوانيا، لكنهينفعك ويجاهد عندك بيده ولسانه وفي الباطن عدو لكبحاله وقلبه، فهل معظم أتباعك إلا قعيد مربوط خفيفالعقل، أو عامي كذاب بليد الذهن، أو غريب واجم قويالمكر، أو ناشف صالح عديم الفهم؟ فإن لم تصدقنيففتشهم وزنهم بالعدل، يا مسلم! أقدم حمار شهوتك لمدحنفسك، إلى كم تصادقها وتعادي الأخيار؟! إلى كم تصدقهاوتزدري الأبرار؟! إلى كم تعظمها وتصعر العباد؟! إلى متىتخاللها وتمقت الزهاد؟! إلى متى تمدح كلامك بكيفية لاتمدح - والله - بها أحاديث الصحيحين؟ يا ليت أحاديثالصحيحين تسلم منك، بل في كل وقت تغير عليها</span> الصفحة 52 بالتضعيف والإهدار، أو بالتأويل والإنكار، أما آن لك أنترعوي؟! أما حان لك أن تتوب وتنيب؟! أما أنت في عشرالسبعين وقد قرب الرحيل؟! بلى - والله - ما أدكر أنك تذكرالموت، بل تزدري بمن يذكر الموت، فما أضنك تقبل علىقولي ولا تصغي إلى وعظي، بل لك همة كبيرة في نقضهذه الورقة بمجلدات، وتقطع لي أذناب الكلام، ولا تزالتنتصر حتى أقول: البتة سكت. فإذا كان هذا حالك عنديوأنا الشفوق المحب الواد فكيف حالك عند أعدائك؟!
وأعداؤك - والله - فيهم صلحاء وعقلاء وفضلاء، كما أنأولياءك فيهم فجرة وكذبة وجهلة وبطلة وعور وبقر، قدرضيت منك بأن تسبني علانية وتنتفع بمقالتي سرا (فرحمالله امرءا أهدى إلي عيوبي) فإني كثير العيوب غزيرالذنوب، الويل لي إن أنا لا أتوب، ووافضيحتي من علامالغيوب، ودوائي عفو الله ومسامحته وتوفيقه وهدايته،والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على سيدنا محمدخاتم النبيين وعلى آله وصحبه أجمعين. (تكملة السيف الصقيل للكوثري: 190)
هذه هي خلاصة القول في هذا الرجل الذي وجدت فيه</span>
الصفحة 53 البدعة الوهابية خير قدوة لها، فتمسكت بكل ما شذوانحرف من أفكاره، ثم زادت فوق ذلك شذوذا وانحرافا..
الرجل الذي أخذ يروج له بعض دعاة السلفية، فاحتالوالذلك بأن ستروا قبائح أفكاره وعقائده الضالة وانحرافاتهفهم لا يعرجون على شئ منها بذكر رغم أنها تشغل أكثر منثلاثة أرباع ما كتبه من كتب ورسائل، (يخادعون الله والذينآمنوا وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون).

عنزي موالي
10-10-2010, 05:14 AM
احسنتم وبارك الله فيكم