اريج الورد
01-28-2008, 09:38 AM
الصداقة
======
ينجح المرء عادة في الشفاء من الحزن الناتج عن خسارة حبيب بفضل مساعدة الأصدقاء والأهل المحيطين به.
ليست خسارة الصديق أقلّ وطأة على القلب لا سيما أن الاعتقاد السائد في المجتمع هو وجوب دوام الصداقة طول العمر، بالتالي ان انتهاء مثل هذه العلاقة يكون له وقع الصدمة على صاحب العلاقة. إليكم بعض النصائح والايضاحات في حال تعرّض أي شخص من محيطكم لمشكلة من هذا النوع.
قلّما تتناول الأحاديث هذا الموضوع لأنّ استمرارية الصداقات تعتبر تحصيلاً حاصلاً، رغم ذلك تتفشى ظاهرة انفصال الأصدقاء في المجتمع بقدر ظاهرة انفصال الأحباء.
يعتبر التغيير عدو الصداقة اللدود، فالانتقال من الدراسة الجامعية إلى الحياة المهنية ومن حياة العزوبية إلى الحياة الزوجية بالإضافة إلى استبدال الوظيفة كلها من التغيرات التي تهدّد الصداقة المبنية عادة على التشابه.
منافسة وخيانة
تنشأ الصداقة بين شخصين متشابهين يتقاسمان النشاطات والأهواء نفسها، من هنا يمكن أن تزعزع التغيرات الجذرية الطارئة على الحياة اليومية الأسس التي تقوم عليها هذه العلاقة لاسيما عندما تكون هذه الصداقة المتينة مدعّمة بعناصر مهمة أخرى كالتعاون وتبادل الأسرار والمرور بتجارب مشتركة.
إنطلاقاً من هذا الكلام تعدّ الصداقات المقاومة للانقلابات الجذرية كتبديل المنزل أو الوظيفة على أصابع اليد.
يشكل التنافس عدواً لدوداً للصداقة التي يفترض أن تؤسس منذ البداية على المحبة والتعاون وتمني الأفضل للآخر، فيتضح مع الوقت أن هذه العلاقة غير مثالية بقدر ما كانت تبدو عليه في البداية بل تشوبها بعض الشوائب، لا سيما في الحالات التي يسعى فيها الصديقان إلى بلوغ الهدف نفسه كمنصب أو زوج أو مكانة في القلوب. تماماً كما يحصل بين الأشقاء، يأتي يوم يواجه فيه الأصدقاء مشكلة تنافسية لا يخرج منها سليماً إلا من يتحلى بثقة كبيرة في النفس ولا تتآكله الغيرة تجاه صديقه.
يبقى العدو الأكبر للصداقة متمثلاً بالخيانة التي تأتي غالباً نتيجة تنافس أو خيار استراتيجي اتخذه أحدهما بعد التساؤل: «ما الأهم بالنسبة إليّ هل هو المحافظة على هذه الصداقة أم تبوؤ هذا المنصب أو التقرّب من هذا الرجل أو بلوغ لحظة المجد التي باتت في متناول يدي؟».
قبول الواقع
انتهت العلاقة بالفعل وآل الأمر إلى الانفصال. هنا ينبغي مواجهة الأمور على حقيقتها، ذلك أن التنكر للواقع والتوهم بأن الآخر مخطئ في حقك ولا بدّ من أن يعود عن خطئه وبأنّ حل المسألة يحتاج إلى بعض الوقت، كلّها مسائل تزيد «الطين بلة» وتؤدي إلى تعميق الجرح وتأخير عملية الشفاء.
إذا كنت تجد في الأمر صعوبة امنح نفسك بعض الوقت لتقبّل الوضع الجديد وحاول إعادة الاتصال بالصديق عبر الهاتف أو أية وسيلة أخرى للحصول على شرح منه.
لا ضرر في أن تبذل قصارى جهدك لاستعادة هذا الصديق كي لا يتآكلك الندم في ما بعد. فامنح نفسك مهلةً لا تتخطى الأسبوع أو الشهر متعهدًا أنّ بعد انقضائها ستتقبل بكل طيبة خاطر الانتقال إلى مرحلة أخرى وترضخ إلى الأمر الواقع.
تعبير عن الغضب
لا تستسلم لرغبة تحقير صديقك السابق وذمّه أمام الآخرين، لن يؤدي هذا التصرف إلا إلى ايقاع الحيرة في نفوس أهلك وأصحابك الشهود على العلاقة المتينة التي كانت تربطك به، فهم يعلمون أنك كنت دائماً في موقع المدافع عنه وسيشعرون بالانزعاج أو يشككون في صدقك أمام هذا التحوّل الجذري في الموقف. من غير المناسب أيضاً أن تصبّ جام غضبك على الآخرين إذ لا دخل لهم في انتهاء هذه العلاقة. حاول بدلاً من ذلك توجيه طاقتك نحو نشاطات مفيدة والتنفيس عن غضبك من خلال ممارسة نشاط رياضي أو ترفيهي وحوّله إلى طاقة ابداعية كالرسم أو النحت أو صناعة الفخار.
تقبل الوحدة
لا تحاول أن تثبت لنفسك أنه من السهل استبدال الصديق بسرعة، الوقت غير مناسب وما زلت غير مستعدّ للارتباط بصداقة جديدة، يجدر بك الإنتظار بعض الوقت ريثما تتخطى الحقد الذي يستأثر بك.
لا يعني هذا أنه عليك الانطواء على نفسك مسترسلاً في الكآبة والحزن بل أن تخرج وترى الناس وترفه عن نفسك. لذا حاول القيام ببعض المبادرات مثل تنظيم الحفلات والسهرات واخرج مع بعض الأصدقاء ضمن مجموعة. الأهم هو أن تلتهي من دون السعي إلى البحث عن صديق واحد يسدّ لك هذا النقص.
ذكريات جميلة
تفترض الصداقة تقاسم بعض الأوقات الثمينة والذكريات السارة والتعيسة في آن فلا تحاول طردها من ذهنك أو تجاهلها لأنها الرابط الوحيد الذي ما زال يجمعك بهذا الصديق. حاول الاحتفاظ بالذكريات التي تستحق هذا العناء أي الذكريات السعيدة في معظم الأحيان.
استعرض الأسباب التي أدت إلى وضع حد لهذه العلاقة وتساءل: هل كنت متمسكاً باستمرارها أو أن الانفصال كان لديه ما يبرره؟ تجمع الصداقة بين شخصين وليست بمنأى تماماً عن الانفصال. حاول التفكير ملياً بما حصل بعد استعادة هدوئك قبل الغوص في الأسباب الدفينة متخطياً الأسباب السطحية، عندما تدرك تمام الإدراك ما حصل يسهل عليك تقبّل النهاية التي آلت إليها العلاقة.
انطلاقة جديدة
من المستحب أن تعاود شحن طاقتك وتنجز الاستعدادات اللازمة لبناء صداقة جديدة تقوم على الثقة والمحبة، لا بدّ أن تكون أحرزت بعض التقدم في هذا المجال، فقد تعلّمت الاكتفاء الذاتي وأدركت أن النصف الآخر الذي يسعى المرء دوماً إلى إيجاده يكمن في داخلنا لأننا نشكل كياناً متكاملاً. يسمح لك إدراك هذه الحقيقة بالتعاطي مع الآخر ببعض التحفظ والاتجاه نحو بناء علاقات تتسم بنضوج أكبر وتكون أقلّ تماهياً بالآخر وأكثر حرية.
ألم الانفصال
يصبح الصديق مع الأيام جزءاً لا يتجزأ منا ويكون التخلي عنه شبيهاً بالتخلي عن جزء من ذاتنا. كيف يمكن أن يتقبّل أي منا تحول الشخص الذي كان يشكل امتداداً لنا إلى شخص مستقل؟ الأسوأ أن يدير هذا الشخص ظهره إليك ويتجاهلك كأن شيئاً لم يكن.
يحاكي هذا الانفصال العنيف في بعض جوانبه الألم الذي يشعر به الطفل عندما يدرك أن والدته ليست جزءاً منه. يشعر الانسان في هذه الحالة أنه مجرد ووحيد في هذا العالم الموحش والقاسي. ما يعزّز هذا الشعور هو أننا غالباً ما نعتبر الصداقة المتينة التي تربطنا بالآخر بمثابة الدرع الواقية ضد أي خطر يمكن أن يطرأ علينا، لا سيما خطر الحب. الصديق هو حليف أساسي وخسارته تحتّم علينا مواجهة المخاطر بمفردنا، بفقدانه سنخسر لا محال سنداً أكيداً يصعب استبداله في أيّ وقت من الأوقات.
يشبه الجرح الذي يحدثه فقدان الصديق الجرح الناتج عن فقدان الحبيب، فالشخص المعني قد جرح في الصميم ومن الصعب الشفاء منه، بالتالي يستحوذ الشعور بالوحدة عليه بعد تعرّضه للخيانة من الشخص الذي كان يحتل المكانة الأكبر في قلبه. يكمن الحل الوحيد في السير خطوة خطوة على طريق الشفاء واعادة الأمور إلى مجراها الطبيعي.
======
ينجح المرء عادة في الشفاء من الحزن الناتج عن خسارة حبيب بفضل مساعدة الأصدقاء والأهل المحيطين به.
ليست خسارة الصديق أقلّ وطأة على القلب لا سيما أن الاعتقاد السائد في المجتمع هو وجوب دوام الصداقة طول العمر، بالتالي ان انتهاء مثل هذه العلاقة يكون له وقع الصدمة على صاحب العلاقة. إليكم بعض النصائح والايضاحات في حال تعرّض أي شخص من محيطكم لمشكلة من هذا النوع.
قلّما تتناول الأحاديث هذا الموضوع لأنّ استمرارية الصداقات تعتبر تحصيلاً حاصلاً، رغم ذلك تتفشى ظاهرة انفصال الأصدقاء في المجتمع بقدر ظاهرة انفصال الأحباء.
يعتبر التغيير عدو الصداقة اللدود، فالانتقال من الدراسة الجامعية إلى الحياة المهنية ومن حياة العزوبية إلى الحياة الزوجية بالإضافة إلى استبدال الوظيفة كلها من التغيرات التي تهدّد الصداقة المبنية عادة على التشابه.
منافسة وخيانة
تنشأ الصداقة بين شخصين متشابهين يتقاسمان النشاطات والأهواء نفسها، من هنا يمكن أن تزعزع التغيرات الجذرية الطارئة على الحياة اليومية الأسس التي تقوم عليها هذه العلاقة لاسيما عندما تكون هذه الصداقة المتينة مدعّمة بعناصر مهمة أخرى كالتعاون وتبادل الأسرار والمرور بتجارب مشتركة.
إنطلاقاً من هذا الكلام تعدّ الصداقات المقاومة للانقلابات الجذرية كتبديل المنزل أو الوظيفة على أصابع اليد.
يشكل التنافس عدواً لدوداً للصداقة التي يفترض أن تؤسس منذ البداية على المحبة والتعاون وتمني الأفضل للآخر، فيتضح مع الوقت أن هذه العلاقة غير مثالية بقدر ما كانت تبدو عليه في البداية بل تشوبها بعض الشوائب، لا سيما في الحالات التي يسعى فيها الصديقان إلى بلوغ الهدف نفسه كمنصب أو زوج أو مكانة في القلوب. تماماً كما يحصل بين الأشقاء، يأتي يوم يواجه فيه الأصدقاء مشكلة تنافسية لا يخرج منها سليماً إلا من يتحلى بثقة كبيرة في النفس ولا تتآكله الغيرة تجاه صديقه.
يبقى العدو الأكبر للصداقة متمثلاً بالخيانة التي تأتي غالباً نتيجة تنافس أو خيار استراتيجي اتخذه أحدهما بعد التساؤل: «ما الأهم بالنسبة إليّ هل هو المحافظة على هذه الصداقة أم تبوؤ هذا المنصب أو التقرّب من هذا الرجل أو بلوغ لحظة المجد التي باتت في متناول يدي؟».
قبول الواقع
انتهت العلاقة بالفعل وآل الأمر إلى الانفصال. هنا ينبغي مواجهة الأمور على حقيقتها، ذلك أن التنكر للواقع والتوهم بأن الآخر مخطئ في حقك ولا بدّ من أن يعود عن خطئه وبأنّ حل المسألة يحتاج إلى بعض الوقت، كلّها مسائل تزيد «الطين بلة» وتؤدي إلى تعميق الجرح وتأخير عملية الشفاء.
إذا كنت تجد في الأمر صعوبة امنح نفسك بعض الوقت لتقبّل الوضع الجديد وحاول إعادة الاتصال بالصديق عبر الهاتف أو أية وسيلة أخرى للحصول على شرح منه.
لا ضرر في أن تبذل قصارى جهدك لاستعادة هذا الصديق كي لا يتآكلك الندم في ما بعد. فامنح نفسك مهلةً لا تتخطى الأسبوع أو الشهر متعهدًا أنّ بعد انقضائها ستتقبل بكل طيبة خاطر الانتقال إلى مرحلة أخرى وترضخ إلى الأمر الواقع.
تعبير عن الغضب
لا تستسلم لرغبة تحقير صديقك السابق وذمّه أمام الآخرين، لن يؤدي هذا التصرف إلا إلى ايقاع الحيرة في نفوس أهلك وأصحابك الشهود على العلاقة المتينة التي كانت تربطك به، فهم يعلمون أنك كنت دائماً في موقع المدافع عنه وسيشعرون بالانزعاج أو يشككون في صدقك أمام هذا التحوّل الجذري في الموقف. من غير المناسب أيضاً أن تصبّ جام غضبك على الآخرين إذ لا دخل لهم في انتهاء هذه العلاقة. حاول بدلاً من ذلك توجيه طاقتك نحو نشاطات مفيدة والتنفيس عن غضبك من خلال ممارسة نشاط رياضي أو ترفيهي وحوّله إلى طاقة ابداعية كالرسم أو النحت أو صناعة الفخار.
تقبل الوحدة
لا تحاول أن تثبت لنفسك أنه من السهل استبدال الصديق بسرعة، الوقت غير مناسب وما زلت غير مستعدّ للارتباط بصداقة جديدة، يجدر بك الإنتظار بعض الوقت ريثما تتخطى الحقد الذي يستأثر بك.
لا يعني هذا أنه عليك الانطواء على نفسك مسترسلاً في الكآبة والحزن بل أن تخرج وترى الناس وترفه عن نفسك. لذا حاول القيام ببعض المبادرات مثل تنظيم الحفلات والسهرات واخرج مع بعض الأصدقاء ضمن مجموعة. الأهم هو أن تلتهي من دون السعي إلى البحث عن صديق واحد يسدّ لك هذا النقص.
ذكريات جميلة
تفترض الصداقة تقاسم بعض الأوقات الثمينة والذكريات السارة والتعيسة في آن فلا تحاول طردها من ذهنك أو تجاهلها لأنها الرابط الوحيد الذي ما زال يجمعك بهذا الصديق. حاول الاحتفاظ بالذكريات التي تستحق هذا العناء أي الذكريات السعيدة في معظم الأحيان.
استعرض الأسباب التي أدت إلى وضع حد لهذه العلاقة وتساءل: هل كنت متمسكاً باستمرارها أو أن الانفصال كان لديه ما يبرره؟ تجمع الصداقة بين شخصين وليست بمنأى تماماً عن الانفصال. حاول التفكير ملياً بما حصل بعد استعادة هدوئك قبل الغوص في الأسباب الدفينة متخطياً الأسباب السطحية، عندما تدرك تمام الإدراك ما حصل يسهل عليك تقبّل النهاية التي آلت إليها العلاقة.
انطلاقة جديدة
من المستحب أن تعاود شحن طاقتك وتنجز الاستعدادات اللازمة لبناء صداقة جديدة تقوم على الثقة والمحبة، لا بدّ أن تكون أحرزت بعض التقدم في هذا المجال، فقد تعلّمت الاكتفاء الذاتي وأدركت أن النصف الآخر الذي يسعى المرء دوماً إلى إيجاده يكمن في داخلنا لأننا نشكل كياناً متكاملاً. يسمح لك إدراك هذه الحقيقة بالتعاطي مع الآخر ببعض التحفظ والاتجاه نحو بناء علاقات تتسم بنضوج أكبر وتكون أقلّ تماهياً بالآخر وأكثر حرية.
ألم الانفصال
يصبح الصديق مع الأيام جزءاً لا يتجزأ منا ويكون التخلي عنه شبيهاً بالتخلي عن جزء من ذاتنا. كيف يمكن أن يتقبّل أي منا تحول الشخص الذي كان يشكل امتداداً لنا إلى شخص مستقل؟ الأسوأ أن يدير هذا الشخص ظهره إليك ويتجاهلك كأن شيئاً لم يكن.
يحاكي هذا الانفصال العنيف في بعض جوانبه الألم الذي يشعر به الطفل عندما يدرك أن والدته ليست جزءاً منه. يشعر الانسان في هذه الحالة أنه مجرد ووحيد في هذا العالم الموحش والقاسي. ما يعزّز هذا الشعور هو أننا غالباً ما نعتبر الصداقة المتينة التي تربطنا بالآخر بمثابة الدرع الواقية ضد أي خطر يمكن أن يطرأ علينا، لا سيما خطر الحب. الصديق هو حليف أساسي وخسارته تحتّم علينا مواجهة المخاطر بمفردنا، بفقدانه سنخسر لا محال سنداً أكيداً يصعب استبداله في أيّ وقت من الأوقات.
يشبه الجرح الذي يحدثه فقدان الصديق الجرح الناتج عن فقدان الحبيب، فالشخص المعني قد جرح في الصميم ومن الصعب الشفاء منه، بالتالي يستحوذ الشعور بالوحدة عليه بعد تعرّضه للخيانة من الشخص الذي كان يحتل المكانة الأكبر في قلبه. يكمن الحل الوحيد في السير خطوة خطوة على طريق الشفاء واعادة الأمور إلى مجراها الطبيعي.