المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : العصمه وشروطها


خادم الامير
10-14-2010, 06:28 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم
العصمة
من أهمّ الشروط والمميّزات التي يلزم وجودها في الإمام والخليفة ، كما كان يلزم توفّرها في النبي والرسول ، هي ملكة العصمة .
وهي الصفة الأساسيّة الضرورية التي يحكم بلزومها البرهان ، ويؤكّدها الوجدان ..
فلنذكر دليل إعتبارها كبرويّاً ، ثمّ دليل وجودها في أئمّتنا الهداة (عليهم السلام)صغرويّاً بعد بيان معناها وحقيقتها تفصيلا ، فنقول :
العصمة في أصل اللغة بمعنى الوقاية والمنع والدفع والحفظ والحماية .
قال في العين : « العصمة : أن يعصمك الله من الشرّ ، أي يدفع عنك » (1).
وقال في المجمع : « عصمة الله للعبد ، منعه عن المعصية ، وعَصَمه الله من المكروه : حفظه ووقاه .. والمعصوم : الممتنع عن محارم الله » (2).
وقال في المفردات : « عصمة الأنبياء : حفظه ـ أي حفظ الله ـ إيّاهم بما خصّهم به » (3).
وقال في اللسان : « العصمة في كلام العرب : المنع ، وعصمة الله عبده : أن
--------------------------------------------------------------------------------
(1) العين : (ج1 ص313) .
(2) مجمع البحرين : (مادّة ـ عصم ـ ) .
(3) المفردات للراغب : (ص337) .


--------------------------------------------------------------------------------

338
يعصمه ممّا يوبقه .. عصمه يعصمه عصماً : منعه ووقاه » (1).
وقال في النهاية : « العصمة : المَنْعَة ، والعاصِم : المانع الحامي » (2).
وقال في القاموس : « عَصَم يَعْصِمُ : مَنَع ووقى » (3).
وقال في التاج : « العصمة بالكسر : المنع .. وقال الزجّاج : أصل العصمة الحبل ، وكلّ ما أمسك شيئاً فقد عصمه .. وقال المناوي : العصمة ملكة اجتناب المعاصي مع التمكّن منها » (4).
وقال في المصباح : « عصمه الله من المكروه يعصمه من باب ضرب : حفظه ووقاه ، واعتصمت بالله : امتنعت به » (5).
والعصمة في الإصطلاح العلمي هي : « قوّة العقل بحيث لا يُغلب مع كونه قادراً على المعاصي كلّها » .
وليس معنى العصمة أنّ الله تعالى يجبره على ترك المعصية ، بل يفعل به ألطافاً يترك المعصوم معها المعصية باختياره .. بواسطة قوّة عقله وكمال فطنته وذكائه ونهاية صفاء نفسه ، وشدّة اعتنائه بطاعة الله تعالى كما أفاده السيّد الشبّر (قدس سره) (6).
وبتعبير آخر في تعريف العصمة أنّها هي : « روحية قدسيّة مانعة عن مخالفة
--------------------------------------------------------------------------------
(1) لسان العرب : (ج12 ص403) .
(2) النهاية الأثيرية : (ج3 ص249) .
(3) القاموس المحيط : (ج4 ص151) .
(4) تاج العروس : (ج8 ص399) .
(5) المصباح المنير : (مادّة ـ عصم ـ ) .
(6) حقّ اليقين : (ج1 ص90) .


--------------------------------------------------------------------------------

339
التكاليف اللزومية شرعية وعقليّة مع القدرة عليها » (1).
وبالتعبير المنصوص عليه في حديث هشام قال : قلت لأبي عبدالله (عليه السلام) : ما معنى قولكم إنّ الإمام لا يكون إلاّ معصوماً ؟ فقال (عليه السلام) :
« المعصوم هو الممتنع بالله عن جميع محارم الله » (2).
هذا معنى العصمة .. وأمّا برهان إشتراطها في الإمامة وإعتبارها في الأئمّة فهو ما يأتي في الدليل العقلي .
فانّ العقل حاكم بأنّ أهل البيت (عليهم السلام) معصومون مطهّرون ، وقد ثبتت عصمتهم الكبرى بالأدلّة الأربعة : الكتاب والسنّة والإجماع والعقل .
ولعلّ من المستحسن أن نقول بدواً أنّ العصمة ملكة لها مراتبها العالية الثلاثة كما يستفاد من مجموع أدلّة العصمة والمعصومين وهي :
1 ـ العصمة الثبوتية : وهي ترك المعاصي وفعل الواجبات إستمراراً وعدم مفارقة طريق العدل والطاعة أبداً ، وعدم السلوك في طريق القبيح والمعصية إطلاقاً ، كما هي موجودة في الذرّية الخاصّة للمعصومين (عليهم السلام) .. ويأتي ذكرها في آخر البحث .
2 ـ العصمة الإثباتية : وهي الروحية القدسية الموجودة في الممتنع بالله عن جميع محارم الله .. مع إمكان ترك الأولى في غير اُولي العزم منهم ، لعدم منافاته للعصمة ، وتكون هذه العصمة في الأنبياء الكرام ، وقد مرّ بحثها في النبوّة .
3 ـ العصمة الكبرى : وهي نفس العصمة الإثباتية .. مضافاً إلى عدم ترك الأولى وعدم السهو ، وعدم الخطأ فيها .. وتكون في المعصومين الأربعة
--------------------------------------------------------------------------------
(1) أنوار الهداية : (ص56) .
(2) معاني الأخبار : (ص132 ح2) ، ومشكاة الأنوار : (ص163) .


--------------------------------------------------------------------------------

340
عشر (عليهم السلام) ..
وهذه العصمة هي عنوان بحثنا هنا في مبحث الإمامة ..
وعصمتهم كما قلنا ثابتة بدليل الكتاب والسنّة والإجماع والعقل بالبيان التالي :
دليل الكتاب :
أمّا دليل الكتاب على عصمة أهل البيت (عليهم السلام) ، فآيات كثيرة نختار منها آية واحدة وهي آية التطهير أي قوله تعالى :
( إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ) (1).
ولا شبهة في نزول هذه الآية الكريمة في أهل بيت النبي الخمسة الطيّبين باتّفاق جميع الاُمّة المسلمين كما في مجمع البيان (2).
وقد أجمع عليه المفسّرون ، كما في دلائل الصدق (3).
وأمّا نزولها وإختصاصها بأهل البيت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب والصدّيقة الزهراء والإمامين الحسن والحسين (عليهم السلام) ، فقد نقله من علماء العامّة فقط تسعون عالماً في مئة كتاب ، كما تلاحظ التفصيل في إحقاق الحقّ (4).
وقد تواترت فيها روايات الفريقين بطرق عديدة في أحاديث كثيرة ، فمن الخاصّة بأربعة وثلاثين طريقاً ، ومن العامّة بواحد وأربعين طريقاً تلاحظها في
--------------------------------------------------------------------------------
(1) سورة الأحزاب : (الآية 33) .
(2) مجمع البيان : (ج8 ص356) .
(3) دلائل الصدق : (ج2 ص94) .
(4) إحقاق الحقّ : (ج2 ص502) ، ثمّ أفاد المحشّي أنّ الأحاديث في ذلك تربو على الألف .
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم
منقول للفائدة جزيتم خيرا

z زهـٌِـرّةِ آلــيــآسٍــٌمِـيـ،ـنـِْﮯ
10-15-2010, 07:32 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وعلى آل وصحبه أجمعين

http://www.zowgh.com/upload/pfiles/235/1251243usliwo1a2n.gif
z زهـٌِـرّةِ آلــيــآسٍــٌمِـيـ،ـنـِْﮯ

حنين الروح
10-18-2010, 10:07 AM
http://files.fatakat.com/2009/7/1246522563.gif