المتفهم
10-16-2010, 07:11 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين، ولعنة الله على أعدائهم أجمعين، إلى يوم الدين.
عيد الغدير أعظم الأعياد الإسلامية وأشرفها وأكثرها بركة، إذ فيه أكمل الله دينه الذي ارتضاه لخلقه، وأتمّ نعمته عليهم، بولاية أمير المؤمنين علي (ع)، حيث أقامه النبي (ص) خليفة له على أمته، وإماماً لهم، وحجة عليهم، وذلك بعد رجوعه (ص) من حجة الوداع، فقال (ص) ـ بعد أن خطب خطبة طويلة بليغة ـ: «أيها الناس، ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ فقالوا: اللهم بلى. قال: فمن كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم والِ من والاه، وعادِ من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله».
وكانت تلك الخطبة وهذا الكلام بمرأى ومسمع من عشرات الآلاف من المسلمين الذي كانوا قد حجوا معه (ص) حجة الوداع، ومن مختلف البلاد الإسلامية.
وما أن أتم النبي (ص) كلامه المبارك حتى راح الناس يهنئون أمير المؤمنين (ع)، وكان من ضمن المهنئين هم صحابة النبي (ص)، حتى قال بعضهم لأمير المؤمنين (ع) في تهنئته له: «بخ بخ يا أبا الحسن، لقد أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة».
فـ(حديث الغدير) من أوضح نصوص النبي (ص) على إمامة أمير المؤمنين (ع)، حيث لا يمكن للمنصف إنكاره، كيف؟ وقد رواه الخاصة والعامة بطرق وأسانيد صحيحة ومتواترة، أخذها الخلف عن السلف، وتلقّوها بالقبول والإذعان.
ومع ذلك حاول عدد غير قليل من أهل الشقاق والخلاف.. حاولوا تأويل هذا الحديث الشريف الواضح الدلالة، والتقليل من أهمية هذا الحدث العظيم الذي قارن الله تعالى بينه وبين أصل تبليغ الرسالة فقال: (وإن لم تفعل فما بلّغت رسالته)، بل حاول بعضهم إنكار وجود أمير المؤمنين (ع) في حجة الوداع، إلى غير ذلك من التمحّلات التي يحاول أهل الزيف ـ من خلالها ـ الوصول إلى غاياتهم، (ويأبى الله إلا أن يتم نوره).
هذا، وقد سئل الإمام الصادق (ع): هل للمسلمين عيد أفضل من الفطر والأضحى ويوم الجمعة؟ قال (ع): نعم، أفضلها وأعظمها وأشرفها عند الله منزلة، وهو اليوم الذي أكمل الله فيه الدين، وأنزل على نبيه محمد (ص) (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً). فسأله السائل: وأيّ يوم هو؟ فقال (ع): إن أنبياء بني إسرائيل كانوا إذا أراد أحدهم أن يعقد الوصية والإمامة من بعده وفعل ذلك جعلوا ذلك اليوم عيداً، وإنه اليوم الذي نصب فيه رسول الله (ص) علياً للناس علماً، وأُنزل فيه ما أُنزل، وكمل فيه الدين، وتمّت فيه النعمة على المؤمنين.
وتسمية هذا اليوم العظيم عيداً ليس من مختصات الشيعة الإمامية، بل هناك جماعة من علماء الجمهور يعبّرون عنه بالعيد أيضاً.
فهذا ابن خلكان يؤرخ بيعة المستعلي أحد ملوك الدولة الفاطمية بمصر، يقول: «بويع في يوم عيد غدير خم وهو الثامن عشر من ذي الحجة سنة سبع وثمانين وأربعمائة».
ويقول عند ذكر ترجمة المستنصر: «وتوفي ليلة الخميس لاثنتي عشرة ليلة بقيت من ذي الحجة... قلت: وهذه الليلة هي ليلة عيد الغدير، أعني ليلة الثامن عشر من ذي الحجة»، ثم يذكر السبب في تسمية الموضع بالغدير وسبب جعله عيداً.
وكذلك الصفدي يعبر عنه بعيد غدير خم.
ولا يفوتني أن أذكر أن نص النبي (ص) على إمامة أمير المؤمنين (ع) في يوم الغدير لم يكن النص الوحيد على إمامته (ع)، بل قد نص عليه في مواطن كثيرة، وشهد تلك النصوص عدد كبير من المسلمين لو لم يكن كلهم شهدوها ووعوها، وفهموا ما يريده النبي (ص) من التأكيد على كون أمير المؤمنين (ع) هو الأحق بالإمامة، وأنه أهل لها، وألقى عليهم الحجج (لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل).
وبعد ذلك فلا معنى لدعوى أن النبي (ص) نص على أمير المؤمنين (ع) نصاً غامضاً خفي معناه على المهاجرين والأنصار، كما قد يحلو للبعض أن يدّعي، ذلك لأنه (ص) لما كان في مقام البيان والإرشاد فلابدّ أن يكون بيانه واضحاً، وإذا لم يكن واضحاً فلابد له ـ نظراً لمسؤوليته التبليغية ـ أن يوضحه، وفي حال عدم توضيحه يكون هو المسؤول والمحاسَب. نعوذ بالله من مضلات الفتن.
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين، ولعنة الله على أعدائهم أجمعين، إلى يوم الدين.
عيد الغدير أعظم الأعياد الإسلامية وأشرفها وأكثرها بركة، إذ فيه أكمل الله دينه الذي ارتضاه لخلقه، وأتمّ نعمته عليهم، بولاية أمير المؤمنين علي (ع)، حيث أقامه النبي (ص) خليفة له على أمته، وإماماً لهم، وحجة عليهم، وذلك بعد رجوعه (ص) من حجة الوداع، فقال (ص) ـ بعد أن خطب خطبة طويلة بليغة ـ: «أيها الناس، ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ فقالوا: اللهم بلى. قال: فمن كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم والِ من والاه، وعادِ من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله».
وكانت تلك الخطبة وهذا الكلام بمرأى ومسمع من عشرات الآلاف من المسلمين الذي كانوا قد حجوا معه (ص) حجة الوداع، ومن مختلف البلاد الإسلامية.
وما أن أتم النبي (ص) كلامه المبارك حتى راح الناس يهنئون أمير المؤمنين (ع)، وكان من ضمن المهنئين هم صحابة النبي (ص)، حتى قال بعضهم لأمير المؤمنين (ع) في تهنئته له: «بخ بخ يا أبا الحسن، لقد أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة».
فـ(حديث الغدير) من أوضح نصوص النبي (ص) على إمامة أمير المؤمنين (ع)، حيث لا يمكن للمنصف إنكاره، كيف؟ وقد رواه الخاصة والعامة بطرق وأسانيد صحيحة ومتواترة، أخذها الخلف عن السلف، وتلقّوها بالقبول والإذعان.
ومع ذلك حاول عدد غير قليل من أهل الشقاق والخلاف.. حاولوا تأويل هذا الحديث الشريف الواضح الدلالة، والتقليل من أهمية هذا الحدث العظيم الذي قارن الله تعالى بينه وبين أصل تبليغ الرسالة فقال: (وإن لم تفعل فما بلّغت رسالته)، بل حاول بعضهم إنكار وجود أمير المؤمنين (ع) في حجة الوداع، إلى غير ذلك من التمحّلات التي يحاول أهل الزيف ـ من خلالها ـ الوصول إلى غاياتهم، (ويأبى الله إلا أن يتم نوره).
هذا، وقد سئل الإمام الصادق (ع): هل للمسلمين عيد أفضل من الفطر والأضحى ويوم الجمعة؟ قال (ع): نعم، أفضلها وأعظمها وأشرفها عند الله منزلة، وهو اليوم الذي أكمل الله فيه الدين، وأنزل على نبيه محمد (ص) (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً). فسأله السائل: وأيّ يوم هو؟ فقال (ع): إن أنبياء بني إسرائيل كانوا إذا أراد أحدهم أن يعقد الوصية والإمامة من بعده وفعل ذلك جعلوا ذلك اليوم عيداً، وإنه اليوم الذي نصب فيه رسول الله (ص) علياً للناس علماً، وأُنزل فيه ما أُنزل، وكمل فيه الدين، وتمّت فيه النعمة على المؤمنين.
وتسمية هذا اليوم العظيم عيداً ليس من مختصات الشيعة الإمامية، بل هناك جماعة من علماء الجمهور يعبّرون عنه بالعيد أيضاً.
فهذا ابن خلكان يؤرخ بيعة المستعلي أحد ملوك الدولة الفاطمية بمصر، يقول: «بويع في يوم عيد غدير خم وهو الثامن عشر من ذي الحجة سنة سبع وثمانين وأربعمائة».
ويقول عند ذكر ترجمة المستنصر: «وتوفي ليلة الخميس لاثنتي عشرة ليلة بقيت من ذي الحجة... قلت: وهذه الليلة هي ليلة عيد الغدير، أعني ليلة الثامن عشر من ذي الحجة»، ثم يذكر السبب في تسمية الموضع بالغدير وسبب جعله عيداً.
وكذلك الصفدي يعبر عنه بعيد غدير خم.
ولا يفوتني أن أذكر أن نص النبي (ص) على إمامة أمير المؤمنين (ع) في يوم الغدير لم يكن النص الوحيد على إمامته (ع)، بل قد نص عليه في مواطن كثيرة، وشهد تلك النصوص عدد كبير من المسلمين لو لم يكن كلهم شهدوها ووعوها، وفهموا ما يريده النبي (ص) من التأكيد على كون أمير المؤمنين (ع) هو الأحق بالإمامة، وأنه أهل لها، وألقى عليهم الحجج (لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل).
وبعد ذلك فلا معنى لدعوى أن النبي (ص) نص على أمير المؤمنين (ع) نصاً غامضاً خفي معناه على المهاجرين والأنصار، كما قد يحلو للبعض أن يدّعي، ذلك لأنه (ص) لما كان في مقام البيان والإرشاد فلابدّ أن يكون بيانه واضحاً، وإذا لم يكن واضحاً فلابد له ـ نظراً لمسؤوليته التبليغية ـ أن يوضحه، وفي حال عدم توضيحه يكون هو المسؤول والمحاسَب. نعوذ بالله من مضلات الفتن.