المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : في الطواف حول الكعبة والالتفاف حول الأئمة والمراجع


فدوه لا ابا الفضل
10-21-2010, 11:11 PM
الطواف حول الكعبة
والالتفاف حول أئمتنا ومراجعنا
في عهد الغيبة الكبرى
******** ******************
من المعروف إن الطواف حول الكعبة المشرفة أمر تعبدي يرمز إلى سر عظيم من أسرار الكون، يقوم على شهادة التوحيد الخالص تلبية للنداء الإلهي الذي أمر إبراهيم الخليل أن يؤذن للناس بالحج مصداقاً لقوله تعالى: “وإذ بوأنا لإبراهيم مكان البيت ألا تشرك بي شيئاً وطهر بيتي للطائفين والقائمين والركع السجود. وأذّن في الناس بالحج يأتوك رجالاً وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق”
فالكعبة مركز للجاذبية الروحية التي ينبغي أن تكون بين العبد وربه وبيت الله العتيق، وهذه الجاذبية الروحية هي القوة الخفية التي تجعل كل قادم يطوف حول الكعبة بمجرد الوصول إليها، وتدل هذه الرؤية الإيمانية الشاملة على أن الطواف سلوك كوني يشير إلى مظاهر الوحدة والتماثل بين التكاليف الشرعية والظواهر الكونية
والذي أفكر به الآن عزيزي القارئ المؤمن ماهي مسؤوليتنا نحن في غيبة إمامنا المنتظر ع ؟وكيف نستفيد من فلسفة الطواف في التفافنا حول أئمتنا ومراجعنا وعلمائنا؟

روي عن الإمام الصادق ( ع ) انه قال

( إذا خرج القائم خرج من هذا الأمر من كان يرى انه من أهله )

فعلى المؤمنين الالتفاف حول العلماء العاملين السائرين على نهج الأنبياء والمرسلين والأئمة (عليهم السلام)

وعن أبي عبد الله (ع)

(( كيف انتم إذا بقيتم بلا إمام هدى ولا علم يرى ، يبرأ بعضكم من بعض فعند ذلك تميزون وتمحصون وتغربلون و عند ذلك اختلاف السنين ,,
أي جدب وقحط ,, وأمارة من أول النهار وقتل وقطع في آخر النهار))
وكذلك
العتبات المقدسة ، فهي قبور وأضرحة أئمتنا (عليهم السلام) وأماكن للعبادة والمشاهد المقدسة التي تقوم بتصفية النفوس من شوائبها و علائقها و تمنحها الآمل وتبث فيها الطمأنينة ، فتتوافد عليها جموع الزائرين القادمين إليها من كل بقاع الأرض أملين في نيل البركة و الشفاعة، فهم في هذه الأماكن المقدسة يلتمسون الرحمة والنصر والعون وقضاء الحوائج من الله سبحانه وتعالى ويجعلون من الأئمة الأطهار شفعاء عند ربهم، فهم عباده الصالحون وأولياؤه المقربون ، وكل من يدخل هذه العتبات المقدسة يشعر في نفسه بنوع من التجاذب الروحي إلى أصحاب هذه الأضرحة وينسى همومه ومشاكله اليومية ويتجه بكل تفكيره نحو الضريح أملاً في نيل البركة والشفاعة منه فيخرج وقد امتلأ أملاً ورجاءً .
، ولم ولن تثنينا عن التمسك الشديد بمقدساتنا الإسلامية و الالتفاف حول مرجعيتنا العليا ، و الدفاع عنها حتى أخر الرمق الأخير في حياتنا .
بل على العكس لقد أشعلت هذه الحادثة مشاعر البشرية جمعاء نحو قدسية هذه الأماكن الشريفة التي لن تندثر وستبقى باقية شامخة في قلوب محبيها و عشاقها إجلالاً و تقديراً .
إذن هذا مشهد من مشاهد الطواف التي ترسخ فلسفة الطواف وتسمو بها على عكس ما يتهمنا البعض من إن طوافنا حول مراقد أئمتنا هي إشراك بالله بينما هي مظهر من مظاهر التمسك بالله عز وجلّ

وبالنسبة للمرجعية الدينية وعلمائنا ، في أمور الدين فهي أصل ثابت وهام جداً بالنسبة لنا ، ذلك أن من الفرض علينا التقليد في مسائلنا الشرعية وأحكام ديننا ، وكما يقول الإمام علي الهادي (ع) بخصوص المرجعية : لولا من يبقى بعد غيبة قائمنا من العلماء الداعين إلى الله والدالين عليه والذابيّن عن دينه بحجج الله والمنقذين لضعفاء عباد الله من شباك إبليس ومردته ومن فخاخ النواصب لما بقى أحد إلا ارتد عن دين الله .
ولذا يتحتم على عامة الناس الرجوع إلى عالم روحي ملمّ بأصول وفروع الدين ويمتلك المقدرة الكاملة والسليقة الذاتية في الربط بين الأحكام والتفريغ فيها وصولاً إلى استنباط الأحكام المحددة بشأن المسائل المستحدثة في العصر الذي هو فيه، لكون هذا العالم الروحي قد وصل في دراسته المتعمقة وبحوثه المتواصلة للفقه وعلوم الشريعة إلى مرحلة الاجتهاد. أي إلى تلك المرحلة التي تمكنه من الاجتهاد في الأحكام وإصدار الفتاوى عن جدارة وقابلية تامتين.
و المرجعية بالمفهوم اللغوي هي محل الرجوع ، وعلى هذا فإن المرجعية الدينية هي رجوع عامة الناس الذين يجدون صعوبة في الرجوع إلى المنابع الفقهية الأربعة من الكتاب والسنة والعقل والإجماع لاستنباط الأحكام الشرعية في أمور العبادات والمعاملات إلى الاختصاصي في هذا العلم ومن له قوة النظر واستنباط الأحكام الشرعية لاسيما في الحوادث الواقعة وهي ما يبتلى بها الناس مستحدثات الأمور والتي لم تكن معهودة في زمن المشرّع الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم والأئمة المعصومين عليهم السلام ، ومثل هؤلاء العلماء يُعرف بالمرجع الديني .
وهكذا الالتفاف حول المراجع العظام صورة من صور الطواف الذي تحدثنا عنه بإذن الله
.
وكان نظام المرجعية الدينية قد تطور وتبلور عبر العصور ، من دور الإفتاء في المسائل الحادثة في القرون الأولى ، إلى القيام بمهمة القضاء وتنفيذ بعض الأحكام الشرعية كإقامة الحدود أو جمع الخمس والزكاة في العصور المتأخرة ، إلى التصدي للقيادة العسكرية والسياسية في القرن الأخير
أن رئاسة الدولة الإسلامية بيد الفقهاء العدول المطلعين على مجاري الأمور الدنيوية ، وان الفقهاء معينون من قبل النبي الأكرم والأئمة المعصومين كخلفاء ونواب في أمور الدين والدنيا. وان نظام المرجعية الدينية هو نظام مجعول لقيادة الشيعة وملء الفراغ الذي تركه "الإمام المهدي" بغيبته الكبرى الطويلة الممتدة منذ أكثر من ألف عام.
و الحاكم الشرعي هو من اجتمعت فيه شروط العدالة والفقاهة في أمور الدين والدنيا والكفاءة، وان الفقهاء هم الحكام الشرعيون في (عصر غيبة الإمام المهدي) وهم وحدهم لهم صلاحية الحكم بعد النبي والأئمة الذين عينهم الله . " فإذا عينت الأمة من فيه تلك المواصفات والمؤهلات فقد اقتنع الإمام (ع) ويكون ذلك رئيسا من قبل الإمام".

إن وظيفة الأمة تجاه المراجع تحددها جملة من الأمور :
أهمها تقليدهم في الأحكام الشرعية وامتثال أوامرهم وإيصال الحقوق إليهم ، ومعاضدتهم في الأمور ، والالتفاف حولهم ، ومراجعتهم في القضاء ، وطلب الوكلاء منهم ، وإعلامهم بما يقع في المجتمع ، والدفاع عنهم وتهيئة الجو لهم ، فالمرجع بمنزلة القائد والأمة بمنزلة الجيش ، فإذا أمر بشيء أو نهى عن شيء على الأمة الإتباع وإطاعة أوامره.
وعلى الأمة إيصال الحقوق إليه لئلا تقف في طريقه مشكلة المال ويتجمد نشاطه وتخمد جذوة الإسلام.
ويجب على الناس مراجعة المراجع بشأن مشاكلهم حتى يحكموا بما أنزل الله ، لأن الرجوع إلى من يحكم بغير ما أنزل الله حرام ، معاقب فاعله ، قال سبحانه: ( ومن لم يحكم بما انزل الله فأولئك هم الكافرون).
ونسبة الوكيل إلى المرجع نسبة المتصرف إلى الرئيس الأعلى ، فإذا خلت منطقة عن الوكيل لزم على أهل تلك المنطقة طلب الوكيل من المرجع ومساعدته بالإيواء والمشاهرة والمعاضدة والالتفاف ليتمكن من نشر الإسلام وإقامة الدين وإدارة البلاد ".
نخلص من ذلك إننا نمارس من خلال التفافنا حول أئمتنا ومراجعنا في عهد الغيبة نوعا من الطواف تقربا لله تعالى من دون أن يكون ذلك بديلا عن الطواف في الكعبة الشريفة

</i>
</b></i>

السوسن
10-22-2010, 04:02 PM
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل الله فرجهم الشريف
اللهم عجل لوليك الفرج
http://img203.imageshack.us/img203/8807/17ap.gif

شكرا لك

فدوه لا ابا الفضل
10-22-2010, 10:56 PM
شكرا لمرورك على موضوعي وهذا شرف لي ووسام على صدري