بحر الجود
11-13-2010, 08:40 AM
الخواطر النفسانية و الوساوس الشيطانية
اعلم ان الخاطر ما يعرض في القلب من الافكار فان كان مذموما داعيا الى الشر سمي (وسوسة) ، و ان كان محمودا داعيا الى الخير سمي (الهاما) .
و توضيح ذلك: ان مثل القلب بالنسبة الى ما يرد عليه من الخواطر مثل هدف تتوارد عليه السهام من الجوانب، او حوض تنصب اليه مياه مختلفة من الجداول، او قبة ذات ابواب يدخل منها اشخاص متخالفة، او مرآة منصوبة تجتاز اليها صور متباينة. فكما ان هذه الامور لا تنفك عن تلك السوانح، فكذا القلب لا ينفك عن واردات الخواطر. فلا تزال هذه اللطيفة الالهية مضمارا لتطاردها و معركة لجولانها و تزاحمها، الى ان يقطع ربطها عن البدن و لذاته، و يتخلص عن لدغ عقارب الطبع و حياته.
ثم لما كان الخاطر امرا حادثا فلا بد له من سبب، فان كان سببه شيطانا فهو الوسوسة، و ان كان ملكا فهو الالهام. و ما يستعد به القلوب لقبول الوسوسة يسمى اغواءا و خذلانا، و ما يتهيا به لقبول الالهام يسمى لطفا و توفيقا. و الى ذلك اشار سيد الرسل-صلى الله عليه و آله و سلم-بقوله: «في القلب لمتان (40) : لمة من الملك ايعاد بالخير و تصديق بالحق، و لمة من الشيطان ايعاد بالشر و تكذيب بالحق» . و بقوله-صلى الله عليه و آله و سلم-: «قلب المؤمن بين اصبعين من اصابع الرحمن»
اعلم ان الخاطر ما يعرض في القلب من الافكار فان كان مذموما داعيا الى الشر سمي (وسوسة) ، و ان كان محمودا داعيا الى الخير سمي (الهاما) .
و توضيح ذلك: ان مثل القلب بالنسبة الى ما يرد عليه من الخواطر مثل هدف تتوارد عليه السهام من الجوانب، او حوض تنصب اليه مياه مختلفة من الجداول، او قبة ذات ابواب يدخل منها اشخاص متخالفة، او مرآة منصوبة تجتاز اليها صور متباينة. فكما ان هذه الامور لا تنفك عن تلك السوانح، فكذا القلب لا ينفك عن واردات الخواطر. فلا تزال هذه اللطيفة الالهية مضمارا لتطاردها و معركة لجولانها و تزاحمها، الى ان يقطع ربطها عن البدن و لذاته، و يتخلص عن لدغ عقارب الطبع و حياته.
ثم لما كان الخاطر امرا حادثا فلا بد له من سبب، فان كان سببه شيطانا فهو الوسوسة، و ان كان ملكا فهو الالهام. و ما يستعد به القلوب لقبول الوسوسة يسمى اغواءا و خذلانا، و ما يتهيا به لقبول الالهام يسمى لطفا و توفيقا. و الى ذلك اشار سيد الرسل-صلى الله عليه و آله و سلم-بقوله: «في القلب لمتان (40) : لمة من الملك ايعاد بالخير و تصديق بالحق، و لمة من الشيطان ايعاد بالشر و تكذيب بالحق» . و بقوله-صلى الله عليه و آله و سلم-: «قلب المؤمن بين اصبعين من اصابع الرحمن»