المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ما بين الظلم والكبرياء ضاعت الحقيقة .. !


الملاك الصامت
11-14-2010, 03:46 PM
صديقان هما روحين في جسد واحدة خالد وعلي جمعتهما
الصداقة منذ الصغر وعلاقتهما ببعضهما البعض
لاتقتصر على الصداقة بل تجاوزتها بكثير..

الثقة والوفاء والحب والتضحيات والمشاركة المادية
والمعنوية وأكثر من ذلك كانت حياتهما ..

شاءت الأقدار أن يكون هناك يوم في حياتهما ينهي كل ذلك ..
قام خالد بزيارة بيت علي في وقت كان علي خارج
البيت فتح اخو علي الصغير الباب وادخله للديوانيه
وغادر ودخل خالد الى الديوانية المنعزلة عن البيت
بانتظار ان ينادي الصغير صديقه علي وما ان جلس شعر
بوجود اخت علي في الديوانية(الديوانية أكثر من
قسم ) فقام مسرعا وخرج وخرجت الفتاة خلفه وتصادف
مع خروجهما دخول علي فشاهد صديقه خالد خارج من
الديوانيه تتبعه أخته, هنا صُعق علي حاول أن يستوعب
ما رأى لكنه وقف دون حراك...

توجه إليه خالد ليشرح له ماحدث لكن صاحبه
كان الغضب والاندهاش يسيطر على ملامحه!

خالد وبتوتر شديد حاول أن يخبره بأن ماحدث كان
صدفة فتلقى من علي صفعة قوية وقال له:
سأتحقق من الأمر و سيكون لي تصرف آخر معك وطرده
من البيت وبعد ساعات اتصل خالد بعلي لكنه لم
يجيب فبعث له برسالة كذلك لم يرد عليها وفي اليوم
التالي ذهب خالد لبيت صديقه علي لكنه رفض ان
يستقبله وبعد إصرار من خالد خرج علي لمقابلته
يرافقه اخيه الصغير وعندما وقف بوجه صديقه خالد
سأل علي الطفل يافلان ماذا كان يفعل خالد في
الديوانية فأجاب الطفل / كان يجلس مع فلانه
هنا صُدم خالد ولم يستطع التركيز فسأل خالد علي:
هل تصدق طفل وتكذبني..؟!
فقال له علي: الصغار لايكذبون..
فغضب خالد. , وشعر بالألم وهم بالمغادرة فأمسك علي
بيده وقال ستدفع ثمن خيانتك...
كانت عيناه تنطقان لكن خالد لم يتمكن من تفسير معناها
ألتزم الصمت وغادر منزل صديقه رغم تثاقل خطواته
كانت تلك هي آخر مرة يتقابلان فيها..

مضت الأيام والسنين وهما منفصلان
علي المجروح والمتألم والذي ظن بأنه قد تعرض
للخيانة من اعز الأصدقاء و أخته التي يعتقد بأنها
خانت ثقته بها مع اعز صديق له..

الفتاة تم فصلها من مدرستها وتم سجنها في البيت
علي كان متألما وخالد كان متألماً أيضا كيف
لصديقه ان يكذبه ويهينه ويصدق طفل..!!

علي لم يحاول التأكد من الأمر واكتفى بشهادة طفل
وخالد شعر بالظلم ومنعه كبريائه واعتزازه بنفسه
ان يضع نفسه مكان صديقه او يفكر بالعودة لعلي
ومحاولة الإصلاح بينهم..

بعد مرور ثلاث سنوات وقع لعلي حادث سير ودخل
في غيبوبة وعندما علم خالد بذلك حزن كثيراً وبعد
أيام ذهب للمستشفى ليطمئن على صديقه لكنه كان
غائباً عن الوعي كانت رؤيته له في هذا الوضع مؤلمة

هنا فقط قرر خالد أن يصالحه ويحاول أن يتحدث معه
في هذا الموضوع لكن كيف..؟

فعلي لازال غائباً عن الوعي قرر أن يعتذر ليس لأنه
مخطئ ولكن لشعور صديقه بالحزن بسببه ولعدم
محاولته ومبادرته للمصالحة وأراد ان يقسم له بأن
ما اخبره به هو الحقيقه وظل ينتظره شهراً كاملا
ًليسمعه لكن هيهات فالموت كان اسرع منه توفي علي
وهو يظن انه طعن من اقرب اخ له توفي دون أن
يحاول ذلك الصديق أن يثبت براءته ..

هنا انتهت حياة خالد باللحظة التي انتهت بها حياة
علي وقضى حياته متألماً تائهاً ونادماً ولايزال يدفع
ثمن غروره وكبريائه وعدم محاولته الاعتذار لعلي ..


هل الاعتذار للصديق في حال أخطأت أو لم تخطئ
ٌيُقلل من قدرك ؟
وهل تفضل الاعتذار وطلب الصفح على ذنب لم ترتكبه
حتى لاتخسر صديق عزيز اوعلى الأقل تخفف عنه حزنه؟
كيف تتصرف لو كنت مكان علي وتعارض قول صديقك
مع شهادة طفل ؟
ماذا تفعل لو كنت مكان خالد ومررت في مثل هذاالموقف..؟
هل ستستمر بالدفاع عن نفسك عندما تشعر بالظلم
حتى تثبت البراءة أم تلتزم الصمت وتكتفي بالدعاء
دون ان تتحرك للإصلاح ؟
هل موقف خالد من علي طوال تلك السنوات
كان منصفاً في حق نفسه وفي حق صديقه..؟

همسه / هذه القصة لصديق عزيز وهو احد ابطالها
(خالد) وأنا على ثقة بأنه سيتابع بكل اهتمام
حروفكم فآمل ان تكون مشاركاتكم عقلية فعاله
بعيداعن العاطفة ..



تحياتي ..