المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : |..|[ صــــلاة الــــلــــيــــل ]|..|


‏الْحَمْدُلِلَّهِ
11-16-2010, 02:18 AM
... اتمنى من الجميع قراءة الموضوع من البداية الى النهاية لانك انت المستفيد من هذا الموضوع و لك الاجر و الثواب باذن الله ...

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
اللهم صل و سلم على محمد و آل محمد و عجل فرجهم الشريف

صلاة الليل أو نافلة الليل هي صلاة مستحبة ، لكنها تحظى بمكانة خاصة من بين النوافل و الصلوات المستحبة في الشريعة الإسلامية المباركة ، حيث أن هذه الصلاة توصل الإنسان المواظب عليها إلى ينابيع النور الإلهي ، و هي العبادة المميزة التي تُكسب المصلِّي جلالاً و نوراً و بصيرة و إيمانا و تقوى و فهما و شرفاً و كرامة ، و تفتح عليه أبواب الرزق ، بل هي الصلاة التي ينال المصلي من خلالها كل خير .
كما و تُعتبر هذه الصلاة من أهم الوسائل و الأسباب الموصلة إلى الكمال و الدرجات الرفيعة ، و المقام المحمود ، و لها الأثر الكبير في دفع الهم و الغم و البلايا و المكروهات ، إلى جانب ما لها من عظيم الثواب و جزيل الأجر .
لكن جَني ثمار هذه الصلاة يختلف من شخص للآخر ، و ذلك بمقدار اهتمامه به ، و بحسب كيفية أدائه لهذه الصلاة ، و بقدر خشوعه و توجهه حال أدائها إلى الله عَزَّ و جَلَّ .
و لقد أكَّدَت الآيات القرآنية و الأحاديث و الروايات المتواترة على أهميتها و ضرورة المواظبة عليها و عدم التفريط بها في أي حال من الأحوال .

صلاة الليل في القرآن الكريم :
تطرق القرآن الكريم لصلاة الليل من جوانب متعددة في عدد من الآيات ، و ها نحن نشير إلى أهمها :
قال الله عز و جل مخاطباً حبيبه المصطفى ( صلى الله عليه و آله ) : ﴿ وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ عَسَى أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَّحْمُودًا ﴾ [1]
و قال عَزَّ مِنْ قائل ممتدحاً القائمين آناء الليل لعبادة الله جَلَّ جَلالُه : ﴿ تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ * فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاء بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [2]
و ذكر جَلَّ جَلالُه أن من صفات عباد الرحمن قيامهم بالليل ، حيث قال : ﴿ وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا * وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا ﴾ [3]
كما و بين الله عَزَّ و جَلَّ جانباً من الثواب الأخروي العظيم الذي ينتظر المستغفرين بالأسحار حيث قال : ﴿ قُلْ أَؤُنَبِّئُكُم بِخَيْرٍ مِّن ذَلِكُمْ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِندَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَأَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللّهِ وَاللّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ * الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا إِنَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ * الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالْقَانِتِينَ وَالْمُنفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالأَسْحَارِ ﴾ [4]
و قال جَلَّ جَلالُه و هو يصف المتقين بأنهم يقومون الليل و يحيون قسماً منه بالصلاة و العبادة ، و يبين ما أعدَّ لهم من النعيم : ﴿ إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ * آخِذِينَ مَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ * كَانُوا قَلِيلًا مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ * وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ * وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِّلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ ﴾ [5]
و قال عَزَّ مِنْ قائل ممتدحاً القائمين بالليل : ﴿ لَيْسُواْ سَوَاء مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَآئِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللّهِ آنَاء اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ ﴾ [6]
و قال الله تعالى ممتدحاً المصلين بالليل : ﴿ أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاء اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ ﴾ [7]
عَنْ زُرَارَةَ ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ [8] ( عليه السَّلام ) ، قَالَ قُلْتُ لَهُ ـ أي سألته عن معنى قول الله ـ : ﴿ ... آنَاء اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ ... ﴾ [9] ؟
قَالَ : " يَعْنِي صَلَاةَ اللَّيْلِ " [10] .
صلاة الليل في الأحاديث الشريفة :
اهتم النبي الكريم محمد ( صلى الله عليه و آله ) و الأئمة المعصومون من أهل البيت ( عليهم السلام ) ـ تبعاً للقرآن الكريم ـ بصلاة الليل ، و أولوا هذه العبادة المتميزة اهتماماً كبيراً ، و حرصوا على بيان أهمية هذه الصلاة و ما تنطوي عليه من آثار مادية و معنوية ، و حثوا المؤمنين على المواظبة عليها و الاهتمام بها و عدم التفريط بها ، و يظهر هذا الاهتمام جلياً لمن نظر في أحاديثهم الشريفة ، و إليك عدداً من تلك الاحاديث .
قالَ النَّبِيُّ ( صلى الله عليه و آله ) فِي وَصِيَّتِهِ لِعَلِيٍّ ( عليه السَّلام ) : " يَا عَلِيُّ عَلَيْكَ بِصَلَاةِ اللَّيْلِ ، وَ عَلَيْكَ بِصَلَاةِ اللَّيْلِ ، وَ عَلَيْكَ بِصَلَاةِ اللَّيْلِ " [11] .
و رُوِيَ أَنَّ عِيسَى ( عليه السَّلام ) نَادَى أُمَّهُ مَرْيَمَ بَعْدَ وَفَاتِهَا ، فَقَالَ : " يَا أُمَّاهُ كَلِّمِينِي ، هَلْ تُرِيدِينَ أَنْ تَرْجِعِي إِلَى الدُّنْيَا " ؟
قَالَتْ : نَعَمْ ، لِأُصَلِّيَ لِلَّهِ فِي لَيْلَةٍ شَدِيدَةِ الْبَرْدِ ، وَ أَصُومَ يَوْماً شَدِيدَ الْحَرِّ يَا بُنَيَّ ، فَإِنَّ الطَّرِيقَ مَخُوفٌ .
وَ قَالَ ( عليه السَّلام ) : " إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى أَوْصَانِي بِخَمْسَةِ أَشْيَاءَ ـ إِلَى أَنْ قَالَ ـ دَاوِمْ عَلَى التَّهَجُّدِ بِاللَّيْلِ ، فَإِنَّ أُمُورَ الْمُؤْمِنِ تَسْتَقِيمُ فِي قِيَامِ اللَّيْلِ " [12] .
و عَنِ الإمام جعفر بن محمد الصادق ( عليه السَّلام ) أنهُ قَالَ : " كَانَ فِيمَا نَاجَى اللَّهُ بِهِ مُوسَى بْنَ عِمْرَانَ ( عليه السَّلام ) أَنْ قَالَ لَهُ :
يَا ابْنَ عِمْرَانَ : كَذَبَ مَنْ زَعَمَ أَنَّهُ يُحِبُّنِي فَإِذَا جَنَّهُ اللَّيْلُ نَامَ عَنِّي ، أَ لَيْسَ كُلُّ مُحِبٍّ يُحِبُّ خَلْوَةَ حَبِيبِهِ ، هَا أَنَا يَا ابْنَ عِمْرَانَ مُطَّلِعٌ عَلَى أَحِبَّائِي إِذَا جَنَّهُمُ اللَّيْلُ حَوَّلْتُ أَبْصَارَهُمْ فِي قُلُوبِهِمْ ، وَ مَثَّلْتُ عُقُوبَتِي بَيْنَ أَعْيُنِهِمْ يُخَاطِبُونِّي عَنِ الْمُشَاهَدَةِ ، وَ يُكَلِّمُونِّي عَنِ الْحُضُورِ .
يَا ابْنَ عِمْرَانَ : هَبْ لِي مِنْ قَلْبِكَ الْخُشُوعَ ، وَ مِنْ بَدَنِكَ الْخُضُوعَ ، وَ مِنْ عَيْنَيْكَ الدُّمُوعَ ، وَ ادْعُنِي فِي ظُلَمِ اللَّيْلِ ، فَإِنَّكَ تَجِدُنِي قَرِيباً مُجِيباً " [13] .
و عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ [14] ( عليه السَّلام ) ، قَالَ : " شَرَفُ الْمُؤْمِنِ صَلَاةُ اللَّيْلِ ، وَ عِزُّ الْمُؤْمِنِ كَفُّهُ عَنْ أَعْرَاضِ النَّاسِ " [15] .
من أسباب حرمان الإنسان من صلاة الليل :
رُوِيَ أنهُ جَاءَ رَجُلٌ إِلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ( صلوات الله عليه ) .
فَقَالَ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، إِنِّي قَدْ حُرِمْتُ الصَّلَاةَ بِاللَّيْلِ ؟
فَقَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ( عليه السَّلام ) : " أَنْتَ رَجُلٌ قَدْ قَيَّدَتْكَ ذُنُوبُكَ " [16] .
و رُوِيَ عن الإمام جعفر بن محمد الصادق ( عليه السَّلام ) أنهُ قَالَ : " إِنَّ الرَّجُلَ لَيَكْذِبُ الْكَذِبَةَ فَيُحْرَمُ بِهَا صَلَاةَ اللَّيْلِ ، فَإِذَا حُرِمَ صَلَاةَ اللَّيْلِ حُرِمَ بِهَا الرِّزْقَ " [17] .
و عَنِ ابْنِ بُكَيْرٍ ، عَنْ الإمام جعفر بن محمد الصادق ( عليه السَّلام ) أنهُ قَالَ : " إِنَّ الرَّجُلَ يُذْنِبُ الذَّنْبَ فَيُحْرَمُ صَلَاةَ اللَّيْلِ ، وَ إِنَّ الْعَمَلَ السَّيِّئَ أَسْرَعُ فِي صَاحِبِهِ مِنَ السِّكِّينِ فِي اللَّحْمِ " [18] .
ثواب صلاة الليل :
رَوَى جَابِرُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ أَبِيهِ ( عليهم السلام ) أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ ( عليه السلام ) عَنْ قِيَامِ اللَّيْلِ بِالْقِرَاءَةِ ؟
فَقَالَ لَهُ : " أَبْشِرْ ، مَنْ صَلَّى مِنَ اللَّيْلِ عُشْرَ لَيْلَةٍ لِلَّهِ مُخْلِصاً ابْتِغَاءَ ثَوَابِ اللَّهِ قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى لِمَلَائِكَتِهِ اكْتُبُوا لِعَبْدِي هَذَا مِنَ الْحَسَنَاتِ عَدَدَ مَا أَنْبَتَ فِي اللَّيْلِ مِنْ حَبَّةٍ وَ وَرَقَةٍ وَ شَجَرَةٍ ، وَ عَدَدَ كُلِّ قَصَبَةٍ وَ خُوصٍ وَ مَرْعًى .
وَ مَنْ صَلَّى تُسُعَ لَيْلَةٍ أَعْطَاهُ اللَّهُ عَشْرَ دَعَوَاتٍ مُسْتَجَابَاتٍ ، وَ أَعْطَاهُ اللَّهُ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ .

وَ مَنْ صَلَّى ثُمُنَ لَيْلَةٍ أَعْطَاهُ اللَّهُ أَجْرَ شَهِيدٍ صَابِرٍ صَادِقِ النِّيَّةِ ، وَ شُفِّعَ فِي أَهْلِ بَيْتِهِ .

وَ مَنْ صَلَّى سُبُعَ لَيْلَةٍ خَرَجَ مِنْ قَبْرِهِ يَوْمَ يُبْعَثُ وَ وَجْهُهُ كَالْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ حَتَّى يَمُرَّ عَلَى الصِّرَاطِ مَعَ الْآمِنِينَ .

وَ مَنْ صَلَّى سُدُسَ لَيْلَةٍ كُتِبَ فِي الْأَوَّابِينَ ، وَ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ .

وَ مَنْ صَلَّى خُمُسَ لَيْلَةٍ زَاحَمَ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلَ الرَّحْمَنِ فِي قُبَّتِهِ .

وَ مَنْ صَلَّى رُبُعَ لَيْلَةٍ كَانَ فِي أَوَّلِ الْفَائِزِينَ حَتَّى يَمُرَّ عَلَى الصِّرَاطِ كَالرِّيحِ الْعَاصِفِ ، وَ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ .

وَ مَنْ صَلَّى ثُلُثَ لَيْلَةٍ لَمْ يَبْقَ مَلَكٌ إِلَّا غَبَطَهُ بِمَنْزِلَتِهِ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ ، وَ قِيلَ لَهُ ادْخُلْ مِنْ أَيِّ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ الثَّمَانِيَةِ شِئْتَ .

وَ مَنْ صَلَّى نِصْفَ لَيْلَةٍ فَلَوْ أُعْطِيَ مِلْ‏ءَ الْأَرْضِ ذَهَباً سَبْعِينَ أَلْفَ مَرَّةٍ لَمْ يَعْدِلْ جَزَاءَهُ ، وَ كَانَ لَهُ بِذَلِكَ عِنْدَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ أَفْضَلُ مِنْ سَبْعِينَ رَقَبَةً يُعْتِقُهَا مِنْ وُلْدِ إِسْمَاعِيلَ .

وَ مَنْ صَلَّى ثُلُثَيْ لَيْلَةٍ كَانَ لَهُ مِنَ الْحَسَنَاتِ قَدْرُ رَمْلِ عَالِجٍ ، أَدْنَاهَا حَسَنَةٌ أَثْقَلُ مِنْ جَبَلِ أُحُدٍ عَشْرَ مَرَّاتٍ .

وَ مَنْ صَلَّى لَيْلَةً تَامَّةً تَالِياً لِكِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ رَاكِعاً وَ سَاجِداً وَ ذَاكِراً أُعْطِيَ مِنَ الثَّوَابِ مَا أَدْنَاهُ يَخْرُجُ مِنَ الذُّنُوبِ كَمَا وَلَدَتْهُ أُمُّهُ ، وَ يُكْتَبُ لَهُ عَدَدُ مَا خَلَقَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ مِنَ الْحَسَنَاتِ وَ مِثْلَهَا دَرَجَاتٌ ، وَ يَثْبُتُ النُّورُ فِي قَبْرِهِ ، وَ يُنْزَعُ الْإِثْمُ وَ الْحَسَدُ مِنْ قَلْبِهِ ، وَ يُجَارُ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ ، وَ يُعْطَى بَرَاءَةً مِنَ النَّارِ ، وَ يُبْعَثُ مِنَ الْآمِنِينَ ، وَ يَقُولُ الرَّبُّ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى لِمَلَائِكَتِهِ : يَا مَلَائِكَتِي انْظُرُوا إِلَى عَبْدِي أَحْيَا لَيْلَةً ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِي ، أَسْكِنُوهُ الْفِرْدَوْسَ وَ لَهُ فِيهَا مِائَةُ أَلْفِ مَدِينَةٍ فِي كُلِّ مَدِينَةٍ جَمِيعُ مَا تَشْتَهِي الْأَنْفُسُ وَ تَلَذُّ الْأَعْيُنُ وَ لَمْ يَخْطُرْ عَلَى بَالٍ سِوَى مَا أَعْدَدْتُ لَهُ مِنَ الْكَرَامَةِ وَ الْمَزِيدِ وَ الْقُرْبَةِ " [19] .
من آثار صلاة الليل :

رَوَى أَنَسٌ عَنِ النَّبِيِّ ( صلى الله عليه و آله ) أَنَّهُ قَالَ : " إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَقُولُ : إِنِّي لَأَهُمُّ بِأَهْلِ الْأَرْضِ عَذَاباً فَإِذَا نَظَرْتُ إِلَى عُمَّارِ بُيُوتِي وَ إِلَى الْمُتَهَجِّدِينَ وَ إِلَى الْمُتَحَابِّينَ فِي اللَّهِ وَ إِلَى الْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ صَرَفْتُهُ عَنْهُمْ " [20] .
و عَنِ النَّبِيِّ ( صلى الله عليه و آله ) أنهُ قال : " عَلَيْكُمْ بِقِيَامِ اللَّيْلِ ، فَإِنَّهُ دَأْبُ الصَّالِحِينَ قَبْلَكُمْ ، وَ إِنَّ قِيَامَ اللَّيْلِ قُرْبَةٌ إِلَى اللَّهِ ، وَ تَكْفِيرُ السَّيِّئَاتِ ، وَ مَنْهَاةٌ عَنِ الْإِثْمِ ، وَ مَطْرَدَةُ الدَّاءِ عَنْ أَجْسَادِكُمْ " [21] .
و قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ( عليه السلام ) : " إِنَّ فِي الْجَنَّةِ لَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِنْ أَعْلَاهَا الْحُلَلُ وَ مِنْ أَسْفَلِهَا خَيْلٌ بُلْقٌ مُسْرَجَةٌ مُلْجَمَةٌ ذَوَاتُ أَجْنِحَةٍ لَا تَرُوثُ وَ لَا تَبُولُ ، فَيَرْكَبُهَا أَوْلِيَاءُ اللَّهِ ، فَتَطِيرُ بِهِمْ فِي الْجَنَّةِ حَيْثُ شَاءُوا ، فَيَقُولُ الَّذِينَ أَسْفَلُ مِنْهُمْ : يَا رَبَّنَا مَا بَلَغَ بِعِبَادِكَ هَذِهِ الْكَرَامَةَ ؟
فَيَقُولُ اللَّهُ جَلَّ جَلَالُهُ : إِنَّهُمْ كَانُوا يَقُومُونَ اللَّيْلَ وَ لَا يَنَامُونَ ، وَ يَصُومُونَ النَّهَارَ وَ لَا يَأْكُلُونَ ، وَ يُجَاهِدُونَ الْعَدُوَّ وَ لَا يَجْبُنُونَ ، وَ يَتَصَدَّقُونَ وَ لَا يَبْخَلُونَ " [22] .

وَ يُرْوَى : " أَنَّ الرَّجُلَ إِذَا قَامَ يُصَلِّي ، أَصْبَحَ طَيِّبَ النَّفْسِ ، وَ إِذَا نَامَ حَتَّى يُصْبِحَ ، يُصْبِحُ ثَقِيلًا مُوصِماً " [23] .
وَ أَوْحَى اللَّهُ إِلَى مُوسَى ( عليه السَّلام ) : " قُمْ فِي ظُلْمَةِ اللَّيْلِ اجْعَلْ قَبْرَكَ رَوْضَةً مِنْ رِيَاضِ الْجَنَّةِ " [24] .

و رُوِيَ عن الإمام جعفر بن محمد الصادق ( عليه السَّلام ) أنهُ قَالَ : " صَلَاةُ اللَّيْلِ تُبَيِّضُ الْوَجْهَ ، وَ صَلَاةُ اللَّيْلِ تُطَيِّبُ الرِّيحَ ، وَ صَلَاةُ اللَّيْلِ تَجْلِبُ الرِّزْقَ " [25] .
وَ عن الإمام جعفر بن محمد الصادق ( عليه السَّلام ) أنهُ قَالَ : " صَلَاةُ اللَّيْلِ تُحَسِّنُ الْوَجْهَ ، وَ تُذْهِبُ الْهَمَّ ، وَ تَجْلُو الْبَصَرَ " [26] .

و جَاءَ رَجُلٌ إِلَى الإمام جعفر بن محمد الصادق ( عليه السَّلام ) فَشَكَا إِلَيْهِ الْحَاجَةَ ، فَأَفْرَطَ فِي الشِّكَايَةِ حَتَّى كَادَ أَنْ يَشْكُوَ الْجُوعَ .
فَقَالَ لَهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ( عليه السَّلام ) : " يَا هَذَا ، أَ تُصَلِّي بِاللَّيْلِ " ؟
فَقَالَ الرَّجُلُ : نَعَمْ .
فَالْتَفَتَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ( عليه السَّلام ) إِلَى أَصْحَابِهِ فَقَالَ : " كَذَبَ مَنْ زَعَمَ أَنَّهُ يُصَلِّي بِاللَّيْلِ وَ يَجُوعُ بِالنَّهَارِ ، إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى ضَمَّنَ صَلَاةَ اللَّيْلِ قُوتَ النَّهَارِ " [27] .

و رُوِيَ عَنْ أَبِي بَصِيرٍ أنهُ قَالَ : شَكَوْتُ إِلَى أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ـ أي الإمام جعفر بن محمد الصَّادق ( عليه السَّلام ) ، سادس أئمة أهل البيت ( عليهم السلام ) . ـ ( عليه السَّلام ) الْحَاجَةَ ، وَ سَأَلْتُهُ أَنْ يُعَلِّمَنِي دُعَاءً فِي طَلَبِ الرِّزْقِ ، فَعَلَّمَنِي دُعَاءً مَا احْتَجْتُ مُنْذُ دَعَوْتُ بِهِ .
قَالَ : " قُلْ فِي دُبُر صَلَاةِ اللَّيْلِ وَ أَنْتَ سَاجِدٌ ، يَا خَيْرَ مَدْعُوٍّ ، وَ يَا خَيْرَ مَسْئُولٍ ، وَ يَا أَوْسَعَ مَنْ أَعْطَى ، وَ يَا خَيْرَ مُرْتَجًى ، ارْزُقْنِي ، وَ أَوْسِعْ عَلَيَّ مِنْ رِزْقِكَ ، وَ سَبِّبْ لِي رِزْقاً مِنْ قِبَلِكَ ، إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْ‏ءٍ قَدِيرٌ " [28] .

و رُوِيَ عَنْ الإمام عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ( عليه السَّلام ) أنهُ قَالَ : " قِيَامُ اللَّيْلِ مَصَحَّةُ الْبَدَنِ ، وَ رِضَا الرَّبِّ ، وَ تَمَسُّكٌ بِأَخْلَاقِ النَّبِيِّينَ ، وَ تَعَرُّضٌ لِرَحْمَتِهِ " [29] .
و قال الإمام جعفر بن محمد الصادق ( عليه السَّلام ) : " عَلَيْكُمْ بِصَلَاةِ اللَّيْلِ فَإِنَّهَا سُنَّةُ نَبِيِّكُمْ ، وَ أَدَبُ الصَّالِحِينَ قَبْلَكُمْ ، وَ مَطْرَدَةُ الدَّاءِ عَنْ أَجْسَادِكُمْ " [30] .
التارك لصلاة الليل :

لا شك في أن ترك صلاة الليل من غير عذر يُعدُّ من الجفاء بحق هذه النافلة العظيمة ذات الآثار الطيبة الكثيرة ، و لقد ذمت الأحاديث الشريفة المتهاونين بصلاة الليل المتكاسلين عنها بكل قوة .
فقد رُوِيَ عَنْ الإمام عَلِيٍّ ( عليه السَّلام ) أَنَّهُ قَالَ : " نَهَى رَسُولُ اللَّهِ ( صلى الله عليه و آله ) أَنْ يَكُونَ الرَّجُلُ طُولَ اللَّيْلِ كَالْجِيفَةِ الْمُلْقَاةِ ، وَ أَمَرَ بِالْقِيَامِ مِنَ اللَّيْلِ ، وَ التَّهَجُّدِ بِالصَّلَاةِ " [31] .

و عَنِ الإمام جعفر بن محمد الصادق ( عليه السَّلام ) أنهُ قَالَ : " كَانَ فِيمَا نَاجَى اللَّهُ بِهِ مُوسَى بْنَ عِمْرَانَ ( عليه السَّلام ) أَنْ قَالَ لَهُ :
يَا ابْنَ عِمْرَانَ : كَذَبَ مَنْ زَعَمَ أَنَّهُ يُحِبُّنِي فَإِذَا جَنَّهُ اللَّيْلُ نَامَ عَنِّي ، أَ لَيْسَ كُلُّ مُحِبٍّ يُحِبُّ خَلْوَةَ حَبِيبِهِ ، هَا أَنَا يَا ابْنَ عِمْرَانَ مُطَّلِعٌ عَلَى أَحِبَّائِي إِذَا جَنَّهُمُ اللَّيْلُ حَوَّلْتُ أَبْصَارَهُمْ فِي قُلُوبِهِمْ ، وَ مَثَّلْتُ عُقُوبَتِي بَيْنَ أَعْيُنِهِمْ يُخَاطِبُونِّي عَنِ الْمُشَاهَدَةِ ، وَ يُكَلِّمُونِّي عَنِ الْحُضُورِ " [32] .
و رُوِيَ عن الإمام جعفر بن محمد الصادق ( عليه السلام ) أنه قَالَ : " لَيْسَ مِنْ شِيعَتِنَا مَنْ لَمْ يُصَلِّ صَلَاةَ اللَّيْلِ " [33] .

قَالَ الشيخ الْمُفِيدُ ( رحمه الله ) في معنى هذا الحديث : يُرِيدُ أَنَّهُ لَيْسَ مِنْ شِيعَتِهِمُ الْمُخْلَصِينَ ، وَ لَيْسَ مِنْ شِيعَتِهِمْ أَيْضاً مَنْ لَمْ يَعْتَقِدْ فَضْلَ صَلَاةِ اللَّيْلِ ،

- - - - - - - - - -


تعرف على صلاة الليل المختصرة والمبسطة




تعرف على صلاة الليل المختصرة والمبسطة ومتى تصلى ؟؟؟



لصلاة الليل أربع طرق :

1- الطريقة المطولة
2- الطريقة المختصرة
3- قضاء صلاة الليل
4- صلاة الليل البسيطة جداً

ملحوظة قبل أن نشرع في أحكامها لابد أن نشير وقت صلاة الليل :
وقتها : تُصلّى صلاة الليل بعد مُنتصف الليـل وهذا رأي السيد الخوئي .
أما السيد السيستاني فيقول أن صلاة الليل تبدأ بعد صلاة المغرب والعشاء
فمبدأ صلاة الليل عند السيد السيستاني بعد صلاة المغرب والعشاء إلى أذان
الفجر ويكتب للمؤمن أنه صلى صلاة الليل شرعاً

1- صلاة الليل المطولة (الكاملة) :

كيفيتها / عبارة عن (13) ركعة .
1- ثمان ركعات كصلاة الصبح تصلي ركعتين ثم تسلم وهكذا .
2- ركعتي الشفع وتقرأ في الركعة الأولى بعد سورة الحمد سورة الفلق
وفي الثانية بعد سورة الحمد سورة الناس .
3 - تقوم وتصلي ركعة الوتر حيث تقرأ فيها بعد سورة الحمد
سورة الإخلاص ) قل هو الله أحد (ثلاثاً ثم سورة الفلق فالناس مرة واحدة ،
ثم تقنت اوتنشر وتـقول أثناءالقنوت :

أ - (هذا مقام العائذ بك من النار) سبع مرات .
ب- الاستغفار لأربعين مؤمناً بأن تقول : (اللهم اغفر لفلان وفلان .. إلى آخرهم)
طبعاً تذكر أسماءهم واحداً تلوَ الآخر .
ج - الاستغفار سبعين مرة بأن تقول : (أستغفر الله ربي وأتوب إليه)
د – قول : (العفو) 300 مرة .
و - قول : (ربِ اغفر لي وارحمني وتب عليّ إنك أنت التواب الرحيم) .
هـ – ثم تركع وتسجد السجدتين ثم تتشهد وتسلم ، وبـذلك انتهت ركعة الوتر.
ي – ثم تقوم وتأتي بركعتي نافلة الفجر مباشرةً ، وكل ذلك يكون قبل أذان الفجر .

2- الصلاة المختصرة :

- صلاة الليل المختصرة :

كيفيتها / هي عبارة عن ثلاث ركعات وهي على التالي :
1) أن ينوي الإنسان ركعة الوتر ( بنية صلاة الليل، ومحلها في القلب ) .
2) يكبّر تكبيرة الإحرام.
3) يقرأ الفاتحة وسورة) قل هو الله أحد (مرة واحدة .
4) يقنت ويقول في القنوت : (اللهم صل على محمد وآل محمد).
5) يركع ثم يسجد ثم يتشهد ويسلّم ، وبذلك انتهت الركعة الأولى .
6- يقوم ويأتي بركعتي نافلة الفجر . وهذا يكون قبل أذان الفجر ،
وبذلك انتهت صلاة الليل أداء .
7- يستطيع أن يضم لها ركعتي الشفع قبل الوتر

3- صلاة القضاء :
وكيفيتها /
1- أن يُصلي الإنسان ركعتين بنية الشفع ، ويستحب أن يقرأ فيهما في
الركعة الأولى بعد الحمد سورة الفلق ، وفي الثانية بعـد سورة الحمد
سورة الناس ، أو أي سورة غيرهما .
2- بعد الركعتين يقوم ويأتي بركعة الوتر التي سبق ذكرها ،
وبذلك انتهت صلاة الليل قضاء .
ملحوظة :إذا حب المؤمن أن يزيد في الذكر في قنوت الوتر فالأفضل له
بعد الصلاة على محمد وآل محمد أن يستغفر الله سبعين مرة .

الطريقة الرابعة :
أن يصلى صلاة الوتر ركعة واحدة فقط
بنية صلاة الليل على تفصيل ركعة الوتر
فقط في الصلاة المختصرة وتعطى

ثواب صلاة الليل .

أما تسبيح الزهراء سلام الله عليها ومن سجود الشكر
هذاه الأعمال صحيحة ومستحبة ولك ثواب عظيم عند الله
ولا يجب عليك ذلك .فيجوز أن تصلي ركعتين ركعتين من دون
سجود شكر أوتسبيح الزهراء وصلاتك صحيحة بلا أشكال


نسألكمـ خالص الدعاء ولا تنسوا ذكرنآ من الاربعين مؤمناً في صلاة الليل ,,

- -

استغفر الله الذي لا اله الا هو الحي القيوم و اتوب اليه
سبحان الله و الحمدلله و لا اله الا الله و الله اكبر
سبحان الله و بحمده سبحان الله العظيم
اللهم صل على محمد و آل محمد
شكراً لله

و الحمدلله رب العالمين

‏الْحَمْدُلِلَّهِ
11-16-2010, 02:26 AM
اللهم صل و سلم على محمد و آل محمد و عجل فرجهم و سهل مخرجهم و العن اعداءهم

سبحانك يا لا اله الا انت الغوث الغوث خلصنا من النار يارب

روح الشريعه
11-16-2010, 08:31 AM
http://im1.gulfup.com/2010-11/12898831854.gif

أغيثيني يازهراء
11-16-2010, 03:09 PM
أخي الكريم
بارك الله فيك وحماك على الطرح القيم
وجزأك خير الجزاء إن شاء الله
موفق لكل خير

رمــــز الــــمـــــحــبــه
11-16-2010, 03:26 PM
http://asas123.jeeran.com/%D8%AC%D8%B2%D8%A7%D9%83-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87-%D9%8A%D8%A7%D8%A7%D8%AE%D9%8A.gif

‏الْحَمْدُلِلَّهِ
11-16-2010, 03:52 PM
اللهم صل و سلم على محمد و آل محمد
اشكركم اعزائي على مروركم على الموضوع و تشريفكم له
و الحمدلله رب العالمين

عاشقة المهدي عليه السلام
11-16-2010, 08:37 PM
http://www.sawa24.com/forum/uploaded/21_90624904.gif (http://www.sawa24.com/forum)

شمس لاتغيب
11-16-2010, 11:43 PM
سلمت يمناك غاليتي
على الطرح الرائع
الله يعطيك العافية
دمتي بود

العروة الوثقى
11-21-2010, 02:00 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وعلى آله وعجل فرجهم

بارك الله فيك أخوي الفاضل
فعلا أخوي ما في افضل من صلاة الليل
دمته بالف بالف خير
أختك في الله العروة الوثقى

ورود ايامي
11-21-2010, 07:54 AM
http://store.a7lashe.com/upfile/images/d62627564f7.gif