المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هذا ما جرى على تطبير سند في عاشوراء 1431


الشهيد الحي
12-05-2010, 10:17 PM
يروي فضيلة الشيخ عبد العظيم المهتدي البحراني الذي كان حاضرا ، في صبيحة يوم عاشوراء الذي سبق بإسبوع مطلع السنة الميلادية 2010 ، والذي حضر فيه سماحته كشاهد عيان على الإعتداء الآثم من قبل حثالة من الإنهزاميين والجهلاء ضد المقيمين لشعائر الإدماء الحسينية أمام مأتم أبي الفضل العباس عليه السلام في قرية سند في البحرين فيقول:

إني منذ عام تقريبا متزوج بزوجة ثانية من أقاربي الذين يسكنون في سند وهي أم لثلاثة أيتام نسأل الله أن يوفقنا لرعايتهم ، فأنا أسكن بالقرب من المأتم ، وكان حضوري طبيعيا ولو مرة واحدة لأني ملتزم بالمحرّق أكثر، مضافا إلى أني كنت أريد مشاهدة موقف المعارضين بنفسي ولا أعتمد على ما ينقل لي. حقا فقد رأيت ما زادني الحزن على حال الإخوة وأنا أتمعـّن في وجوههم وأقول لنفسي هل يمكن أن يتحوّل الشيعي إلى هذه الحالة؟ ، تصوّروا المشهد : مجموعة في حدود (15) شخصاً يطبّرون أمام مأتمهم، ومجموعة في حدود (25) شخصاً من مكان آخر من المنطقة يقتحمون المكان ، فينسحب المطبـّرون إلى داخل مأتمهم لئلا تقع مصادمة مع القادمين بلا دعوة! وكانوا يهتفون (صبرنا قد نفد) (كلا كلا للتطبير) (لبيك يا خامنائي) !!!

شقـّت هذه المجموعة الثائرة صفوف المتفرّجين على المطبّرين وكانوا قد خرجوا من المأتم بعد استماعهم لقراءة المقتل الحسيني بصوت سماحة الخطيب الشيخ حسين الأميري (حفظه الله). ولقد سمح لهم أصحاب المأتم ما يقارب النصف ساعة أن يهتفوا بما يريدون ضد رغبة المأتم، ولكنهم لما أطالوا الإقامة الثقيلة على قلوب المؤمنين وأساؤا الأدب رمت نحوهم إحدى النساء المتفرّجات حذاءها ، فتوجّه بعضهم ليقتحم صفوفهنّ ويضرب صاحبة الحذاء، وهنا وقف الرجال الغيورون بوجههم فحالوا دون تقدمهم إلى النساء ، وهذا الموقف بالذات كشف لي درجة الموازين الأخلاقية المتأزمة لدى القوم ، فحتى ابن زياد اللعين لمـّا هم بضرب سيدتنا زينب عليها السلام إذ لم يتحمل ردّها المهين القاصف عليه ، سمع من يقول له : إنها إمرأة. فجمد مكانه ولم يفعل ما همّ إليه من جريمة أخرى فوق جرائمه.

ولكن نأسف أن التربية (الثورية!) لدى أهل السياسة في بلادنا لم تنتج أحسن من هذه التصرفات المسيئة للمذهب ما لا يسيء له التطبير أبداً.. وأقول بالضرس القاطع ..هذا هو الخطر الذي كنـّا ولا زلنا نحذّر أهل البحرين منه ، خطر الثورية التي تؤسس لثقافة الإستبداد والعنف والعنجهية وحماقة الخروج عن الموازين الأخلاقية...

هنا جاءني أحد المؤمنين من أصدقائي المجاهدين القدامى الذي أعرفه من صغري وتشهد له الساحة بالورع والصلاح والهجرة والتضحيات وهو ممن يصلّي صلاة الليل رغم ابتلاءاته الجسمية..
جائني وقال إن هؤلاء كما ترى لا يراعون حرمة النساء فمن الأفضل أن تدخل المأتم كيلا يسيئوا الأدب إلى شخصك الكريم، وقد قلتُ لهم يا جماعة الخير صلّوا على النبي فكاد أحدهم يضربني ، وبالمناسبة أصيب هذا الأخ العزيز بجلطة في اليوم التالي بمنزله في سند ونقل إلى المستشفى ، ولما ذكرت له أن الجماعة نشروا في المنتديات أنكم ضربتموهم قال إنهم يكذبون قطعاً فأنا وأنت كنـّا هناك ولم يحدث ذلك.. وحتى كبار القوم (فلان وفلان) جاؤا متأخرين ووقفوا مع جماعتهم بعيدين عن المأتم وهم يعلمون من قبل أن مثل هذا الحدث سوف يصدر من جماعتهم.
وتراهم يتناقضون في كذبتهم حينما كتبوا في المنتديات بأن الشيخ الأميري لم يخرج من المأتم لخوفه من المعترضين ، بينما كان سماحة الشيخ باقياً على المنبر مشغولاً بقراءة الدعاء الخاص لشفاء الأطفال الرضـّع الذين أتوا بهم آباؤهم حسب العادة السنوية ، وإذا صحّ قولهم أنهم تلقـّوا ضربًا من جماعة المأتم فلماذا يخاف الشيخ الأميري من المضروبين ويجلس في المأتم؟! إنما جلوسه وجبنه كما يعبّرون يتناسب مع كونهم هم المعتدون، وهذه هي الحقيقة، ولكن من نعم الله على المظلومين أن الذي يكذب عليهم لا يجيد الدقة الكافية في التحريف وخاصة إذا كان الموضوع يتصل بالشعائر الحسينية.

أرجع إلى بيان تسلسل الحدث لتعرفوا حجم الكارثة الأخلاقية هنا: نصحني هذا الصديق المؤمن بعدم الوقوف هناك خوفـًا على كرامتي فقلت له دعني أنظر هذه المشاهد الغريبة على أخلاق شيعة أهل البيت عليهم السلام وإذا بالفعل تقدّم نحوي أحدهم بغضبه الناري يرمي بعض الكلام الجارح ، ولكني قرّبته شبرًا ومسحت على رأسه وتحت ذقنه وأنا ألاطفه بكلمات الود ليهدأ. فلما هدأ قلت له المشاكل لا تـُحل بهذه الطريقة ، هناك أساليب أخرى أطرقوا أبوابها. قال: ما يحصل إنما بسبب دعوتك للتطبير ، أهذا يرضيك؟ قلت له إنّ هذا لا يرضي الإمام الحجّة (أرواحنا فداه) فمن أكون أنا، ولكن يا أخي ليس هنا مكان النقاش خذ رقمي واتصل لنتكلـّم ، فسجـّل رقمي عنده ولم أسمع صوته حتى الآن.
لا أود أن أذكر هذه الجزئيات لولا أنهم – هداهم الله – نشروا صورًا مفبركة في الإنترنت مكتوبة تحتها تعليقات ساخرة وهم يتبجحون بموقفهم ، وهذه طريقة الضعفاء أمام المنطق. ومثل هذا الأسلوب تجده على منتدى النائب السلفي محمد خالد، يسخرون تحت صورنا بما يعبّر عن مقدارهم ، وكأن الأساليب الطالبانية تلتقي عند المثل القائل (إن الطيور على أمثالها تقع) ! ولكن هيهات أن يوفق الله الكذابين والذين يلفقون التهمة بتفسير الصور حسب مصالحهم ، ففي أهل البحرين لا زال عقلاء شيعة وسنة يميزون بين السليم والسقيم. فحتى أبناء عديلي في سند ولا تتجاوز أعمارهم الخامسة عشر وأبوهم شخصية نيابية معروفة في الدورة البرلمانية السابقة وهو من إخواننا السنة الطيبين في سند ، منزله بالقرب من مأتم أبي الفضل العباس فاصلة أمتار ، كان أولاده واقفين في هذا الحدث ويرون الأسلوب الحضاري للإخوة!! فقالوا لي بعده مستغربين : عمو الشيخ لماذا هؤلاء يفعلون هكذا شغب، الناس أحرار يطبرون أو لا يطبرون.

أجل .. هذا ما يدركه أطفال من أهل السنة وأمهم شيعية ربتهم على مفاهيم إنسانية لم يدركها المعترضون منـّا الذين ذكـّروني بالعقلية السلفية التي نفـّذت إحدى بطولاتها قبل عاشوراء هذا العام في إسكان بسيتين في المحرق ، حيث هجموا على بيتين للشيعة وحطموا نوافذهما إعتراضا على نصب راية فوق البيتين مكتوب عليها (يا حسين) .. ولكن مع فارق واحد أن الذين هجموا في بسيتين كانوا سلفيين ، والذين هجموا في الدراز وفي سند كانوا ...

معذرة يا صاحب العصر والزمان ... لا أستطيع أن أقول أنهم شيعة !
فإذا كنا نستنكر فعل ذلك السلفي وندين إعتداءه على بيت صاحبه حر إن أراد أن ينصب راية على بيته وإن أراد لم ينصب ، فهو لم ينصبها على بيت غيره ... إذن فلنستنكر كذلك فعل ذلك الشيعي المشحون بالخطاب التحريضي من جانب واحد ، فنقول له : قف عند حدك ولا تعتدي على حرية غيرك ، فالذين يطبرون أمام مأتمهم يستندون على فتاوى مراجعهم وقد طبعوها بصورهم وأختامهم وخط أناملهم في بنرات كبيرة معلقة على جدار المأتم. وهكذا فليس مجيئ الإخوة بالطريقة المذكورة إلا خرق للأدب وفضول وتكابر على حقوق الجيران وحرية المعتقد المرجعي.

إن هذه المأساة تنبع من ثقافة الاستبداد التي لبست ثوب الدين واستغلت القضية السياسية في البلد ومعاناة المواطنين الشيعة ، والحل لا يوجد إلا بمعالجة هذه العقلية الأنانية والسعي لتحويل ثقافة الاستبداد الحزبي إلى ثقافة الإسلام العتروي الذي يسع الجميع ويحترمهم انطلاقا من حق الإنسان في الحرية وحقه في التعبير وحقه في الأمن الاجتماعي. هذا هو منهج الإمام علي عليه السلام الذي قال: «أما والله لو ثـُنيْت لي الوسادة لحكمت بين أهل التوراة بتوراتهم وبين أهل الإنجيل بإنجيلهم وبين أهل الزبور بزبورهم وبين أهل الفرقان بفرقانهم حتى يزهر كل كتاب من هذه الكتب ويقول يا رب إن علياً قضى بقضائك». أين هذا الذي استوعب قلبه الكبير لأهل الكتاب وأين جماعة شيعية لا يتحملون شيعة مثلهم ذنبهم أنهم يؤدون التطبير وفق فتاوى مراجعهم؟!

دفء المشاعر
12-13-2010, 11:16 AM
تسلم خيوو


لاخلا ولاعدم

تسنيم الدين
12-24-2010, 09:25 AM
http://m002.maktoob.com/alfrasha/ups/u/25467/30871/397500.gif

احرار الزهراء
01-26-2011, 02:25 PM
http://www.lakii.com/vb/smile/32_201.gif