المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : درس من صفين في البراءة من أعداء الدين


الشهيد الحي
12-15-2010, 06:41 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم أني أعوذ بك أن أوالي لك عدوّا ، أو أعادي لك وليّا ، أو أسخط لك رضا ، أو أرضى لك سخطا ، أو أقول لحقٍ هذا باطل ، أو أقول لباطلٍ هذا حق.

يُظهر بعض الأفراد أنفسهم بمظهر الدين وهم لا دين لهم ، وهؤلاء الأفراد يشكّلون خطرًا على الأمة هو أكثر من خطر الأفراد الذين لا دين لهم ولا يعلنون ديانتهم ، لذلك فإن فضح الفئة الأولى واجبٌ شرعًا كيلا تنخدع الأمة بهم ، فالأمة ببساطتها يضللها الإعلام المضلل ، وعليه فعلى من يعرف حقائق الذين لا دين لهم ويظهرون أنفسهم بمظهر الدين أن يفضحهم ، لكن المشكلة تكمن في أن الإعلام المضلل غامر ومحيط فالأمة ليس لها بتلك السهولة والسرعة أن تفلت من دائرة الإعلام المضلل لكي تقبل وتصغي على أحد الناصحين الذي يفضح الإعلام المضلل للأمة ولكن على أي حال ينبغي على الإنسان المسلم أن يفكر في النقد الذي يسمعه فربما هذا النقد يكون هو الصحيح والإعلام الحاكم يكون هو الباطل ؛ فعلى سبيل المثال كان معاوية وأمثال معاوية من الذين استعان بهم معاوية فأعانوه لا يبيّنون واقعهم للأمة وإنما العكس فقد أظهروا انفسهم بمظهر المتديّن الحريص على الدين ، فكان أمير المؤمنين يفضحهم رغم صعوبة المهمة ، ففي حرب صفين عندما أحس معاوية بالانهزام بعد أن رأى بأم عينيه بوادر الانهزام ورأى أن استمراره ولو قليلا في الحرب يعني انهزامه وانتصار أمير المؤمنين «صلوات الله عليه» اضطر حينها إلى إستشارة عمرو بن العاص عن شيء من الخطط التي يعرف بها لكونه داهية من دهاة العرب فأشار عليه عمرو بن العاص بخطة في ذهنه قد خبّئها لهذا اليوم والخطة هي أن يأمر عسكره بجمع كل ما لديهم من المصاحف فيجعلوها على رؤوس الرماح ويجعل طليعة الجيش – أي صفوفه الأمامية – تحمل هذه الرماح فإذا حملت الصفوف الأمامية من الجيش هذه الرماح التي فوقها المصاحف وطلب أصحاب الرماح من جيش علي بن أبي طالب الاحتكام إلى القرآن لا يتمكن جيش علي بن أبي طالب أن يفعل شيئـًا فإذا حملوا على أصحاب الرماح وقتلوهم تسقط الرماح وتبعًا لسقوطها يسقط القرآن وإذا سقط القرآن تذهب نسخه تحت سنابك الخيول وتتلوث بالدماء وما اشبه فهذا يحمل الناس على بغض علي بن أبي طالب فيقول الناس أن علي بن أبي طالب لا يحترم حتى القرآن الكريم ، وإذا أدرك علي بن أبي طالب هذه الحقيقة فلم يأمر جيشه بالحملة على أصحاب الرماح فالحرب تتوقف ، وإذا توقفت الحرب فنحن نتمكن أن نستعد للجولات القادمة وحتى نتكمن أن نستمر في هذه الخطة ، وبالفعل اختار أمير المؤمنين «عليه السلام» الشق الثاني واستمر معاوية وجماعته في هذه الخطة وانتهت الحرب وصارت قضية التحكيم المخزية وصارت قضية الخوارج وانتصر معاوية دنيويًا ؛ فقام أمير المؤمنين «عليه السلام» بفضح هذه الخطة في وقتها في ظل الإعلام المضلل الجارف الذي تجري فيه الناس ، وبعد ذلك فهموا الناس وندموا ولكن بعد خراب البصرة والكوفة معًا كما يقول المثل.
والآن وبعد أن مضت المشكلة في صفين بقت لنا العبرة منها وهي إذا رأينا نقد ضد تيّار الإعلام المضلل نجعل أنفسنا تتأمل قليلاً في النقد فإذا لم نقبل النقد نرجع إلى العقل فنفكر في النقد ونحاور في النقد ونتأمل في النقد ونبحث في النقد حتى لا تتكرر المشكلة.

ولنا عبرة في أمير المؤمنين «عليه السلام» الذي كان يقنت بلعن رجالٍ يسمّيهم باسمائهم منهم معاوية بن أبي سفيان وعمرو بن العاص وأبو الأعور السلمي وأبو موسى الأشعري.
فعلى الشيعي الحق التابع لأمير المؤمنين «عليه السلام» أن يقتدي بإمامه في البراءة من الرجال الملاحدة والنواصب المتمظهرين بالإسلام في العصر الراهن، جهارًا ، وفي قنوت الصلاة إن شاء ذلك.

أبو حيدر
02-28-2012, 11:02 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صلِ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف

مشكور على المجهود المميز وعساك على قوة.

حوري88
02-28-2012, 02:57 PM
يعطيك العافية

يسلمووووووووو

كاوه الاركوازي
02-28-2012, 03:14 PM
جزاك الله خير