المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الثورة الحسينية بين مفهومين الجهاد والأمر بالمعروف


نهر الجنة
12-23-2010, 01:05 AM
http://www.qatifnews.com/media/pics/1292206755.jpg (http://www.qatifnews.com/media/pics/1292206755.jpg)


ضمن فعاليات برنامج منقذ البشرية الثقافي الرابع لشهر محرم الحرام لعام 1432هـ كانت محاضرة الليلة السادسة بعنوان ( الثورة الحسينية بين مفهومين الجهاد والأمر بالمعروف ) لسماحة الشيخ عبد الكريم الحبيل .

 أشار سماحة الشيخ الحبيل في بداية محاضرته إلى أن الجهاد في الإسلام مصطلح له مفهوم أكبر مما حدّده الفقهاء في كتبهم الفقهية ، فإذا أردنا أن نتتبع هذا المعنى قرآنياً وروائياً وفقهياً فسنجد له شمولية كبيرة .
وقد تحدّث سماحته عن فضل الجهاد في سبيل الله مستشهداً بقوله تعالى : ﴿ لَّا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ ۚ فَضَّلَ اللَّـهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً ۚ وَكُلًّا وَعَدَ اللَّـهُ الْحُسْنَىٰ ۚ وَفَضَّلَ اللَّـهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْرًا عَظِيمًا ﴾ ، فالجهاد في سبيل الله هو أحد معايير التفضيل في القرآن الكريم ، ومن معايير التفضيل في القرآن التقوى ﴿ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّـهِ أَتْقَاكُمْ ۚ ﴾ ، ومن معاييره أيضاً العلم والجهاد في سبيل الله .
ثم قسّم سماحته الجهاد إلى قسمين :
1- الجهاد بمعناه الفقهي .
2- الجهاد بمعناه المفهومي .
أولاً : الجهاد بمفهومه الفقهي : وقد قسّمه الفقهاء إلى خمسة أقسام :
أ‌- جهاد الكفّار المشركين الذين لا يدينون بدين ، وهو ما عبّر عنه الفقهاء في كتبهم بدءً بدعوتهم للدخول في الإسلام قال تعالى : ﴿ وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّىٰ لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّـهِ ﴾ فبداية الجهاد تكون للمسلمين .
ب‌- جهاد أصحاب الديانات السماوية المنحرفة ( أهل الكتاب ) فهؤلاء لا يُلزمون بالدخول في الإسلام ولكنّهم يُلزمون بدفع الجزية قال تعالى : ﴿ قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّـهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّـهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّىٰ يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ ﴾ .
ت‌- الجهاد الدفاعي : الكافر هو الذي يبدأ فيه بالهجوم ،كأنْ يستحلّ بلاد المسلمين وينهب خيراتهم ويقتل أبناء المسلمين ويعتدي على أموالهم وأعراضهم ، مستشهداً بقول الإمام الراحل "قده " : ( لو غشى بلاد المسلمين عدوٌ يُخشى منه على بيضة الإسلام ومجتمعهم يجب عليه الدفاع عنها بأي وسيلة ممكنة من بذل الأموال والنفوس ) .
ث‌- جهاد البغاة :
وينقسم إلى قسمين :
1- جهاد الباغي على المسلمين : قال تعالى : ﴿ وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا ۖ فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَىٰ فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّىٰ تَفِيءَ إِلَىٰ أَمْرِ اللَّـهِ ﴾.
2- الباغي على إمام المسلمين : كالذين خرجوا على الإمام علي "ع" ونقضوا بيعته ، فهؤلاء بغاة يجب أن يرجعوا عن بغيهم فإنْ لم يفيئوا يُقاتلوا .
ج‌- جهاد الدفاع عن النفس : كأن يحاول شخص الاعتداء عليك ، فالواجب حينئذ الدفاع عن النفس .
ثم طرح سماحته تساؤلاً : هل ينطبق أي نوع من الأنواع السابقة على الإمام الحسين " ع " ؟
ثانياً : الجهاد بمفهومه الإسلامي :
وقد قسّمه إلى عشرة أقسام يُضاف إلى الخمسة السابقة ما يلي :
1- جهاد النفس : وهو ما عُبِّر عنه بالجهاد الأكبر في رواية عن الرسول " ص " : ( اعلموا أن الجهاد الأكبر هو جهاد النفس ، فاشتغلوا بجهاد أنفسكم تسعدوا ) .
2- جهاد الكلمة : ومنه ما رُوِيَ عن الرسول " ص " أنه قال : ( أفضل الجهاد كلمة عدل عند إمام جائر ) أمام سلطان جائر .
3- الجهاد التبليغي : كالمبلّغين إلى الله ، الذين يبلّغون رسالات ربهم ﴿ تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُم بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا ﴾ .
4- الجهاد بالمال : حيث رُوِيَ عن الإمام علي "ع" أنه قال : ( الله الله بالجهاد بأموالكم وأنفسكم وألسنتكم في سبيل الله ) ، وقد قسّم السيد الخوئي "قده" الجهاد في كتابه الجهاد إلى قسمين : جهاد بالمال وجهاد بالنفس .
ثم تساءل سماحته : هل كان خروج الإمام الحسين "ع" هو جهاد بالنفس ؟ فالحسين هو إمام معصوم مفترض الطاعة .
هل هو جهاد كلمة ( كلمة حق أمام سلطان جائر ) ؟ هل هو دعوة وتبليغ في سبيل الله ؟ هل هو جهاد بالمال ؟ ، فبالمفهوم العام الإسلامي هو جهاد دعوة إلى الله ، كلمة حق أمام سلطان جائر بذل للنفس ، بذل للمال ، وبالمفهوم العام هو جهاد في سبيل الله .
 الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هو فريضة إسلامية كبرى ، وقد ورد عن أهل البيت " ع " : ( بها تُقَام الفرائض ) ، وهي فرع من فروع الدين الحنيف ، وقد جاءت الآيات القرآنية والروايات عن أهل البيت منوِّهةً بفضله وشرفه قال تعالى : ﴿ وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ ﴾ ، ﴿ كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّـهِ ۗ ﴾ ،
وقد قال الإمام الحسين "ع " في الوصية التي كتبها لأخيه محمد بن الحنفية : ( هذا ما أوصى به الحسين بن علي إلى محمد بن الحنفية أن الحسين يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله جاء بالحق من عنده ، وأنّ الجنة حق ، والنار حق ، والساعة آتيةٌ لا ريب فيها ، وأنّ الله يبعث مَنْ في القبور، وإنّي لم أخرج أشراً ولا بطراً ولا مُفسداً ولا ظالماً ، وإنما خرجتُ لطلب الإصلاح في أمة جدي ، أريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر وأسير بسيرة جدي وأبي علي بن أبي طالب فمَنْ قبلني بقبول الحق فالله أولى بالحق ) .
ففي هذا الوصية تحدّث الإمام الحسين "ع" عن نفسه قائلاً بأنه :
1- لم يخرج أشراً ولا بطراً ولا مفسداً ولا ظالماً .
2- بيّن سبب خروجه وهو طلب الإصلاح في أمه جدّه المصطفى .
وأوضح بأن الفقهاء وضعوا شرائط للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وهي :
1- معرفة المنكر : وهي أن تعرف أن ما يفعله فلانٌ من الناس منكراً ، وأن ما يتركه معروف .
2- احتمال الامتثال : ( احتمال التأثير ) ففلان من الناس إذا أمرته ائتمر وإذا نهيته انتهى ، فكلامك سيؤثر فيه ، أما الإنسان الصلف الذي لا يتأثر فيسقط عندئذ أمره بالمعروف ونهيه عن المنكر .
3- الإصرار : فلو فعل أحدهم منكراً ثم ترك هذا الفعل واستغفر ربع وتاب فهو ليس متلبسٌ بالمنكر .
4- التنّجيز : أن يكون المعروف منجّزاً في حقه ، وترك المنكر منجّز في حقه ، والمعنى أنه لا يكون معذوراً في تركه المعروف وفعله المنكر ، فإذا كان معذوراً فلا تنهاه حينئذٍ أو تأمره ( مثل ترك الصيام في رمضان لعذر ) .
5- أمن الضرر: فيجب على الإنسان أن يأمن على نفسه وقت أن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ، وقد ضرب مثلاً بالشاب الذي قُتِل الأسبوع الماضي بالقطيف وذلك عندما نهى عن منكر ( سلب الرجل المسن ) .
وأشار إلى أن الإمام الحسين قال : ( أريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر ) وعليه ، كيف نطبّق شرائط الفقهاء على ما يريده الإمام الحسين "ع" من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ؟ وهل هناك أمرٌ بمعروف ونهيٌ عن منكر غير الذي كتبه الفقهاء في كتبهم الفقهية ؟
وفي معرض إجابته عن هذا التساؤل قال سماحته : عندما نقرأ الروايات والأحاديث وكلمات الفقهاء نجد أنّ هناك قسماً آخر لم يذكره الفقهاء في كتبهم وهو المنكر العام ، فهناك منكر شخصي وترك معروف شخصي ، فعندما يترك زيدٌ من الناس صيام شهر رمضان فهذه قضية شخصية لا تشكّل خطراً على الإسلام والدين الإسلامي الحنيف .
أما إذا كان المنكر عامّاً فهو ليست قضية شخصية تجعل من الإمام الحسين أن يخرج طالباً التغيير وتبديل نظام الحكم ، ويريد أن يضحّي بأهل بيته ويدعو المسلمين كافة للتضحية وبذل كل غالٍ ونفيس لرفع ذلك المنكر ، فالمعروف الذي يريد أن يأمر به الإمام الحسين "ع" هو المنكر العام الذي مسّ الدين ومسّ جسد الأمة ومسّ كيان الأمة بكاملها ، وبالتالي يجب على الإمام الحسين وعلى كل أبناء الأمة الإسلامية كافة أن تنهى عن ذلك المنكر وتأمر بفعل المعروف الذي تخلّوا عنه .
وقد تناول سماحته "المعروف من خلال أقوال وأحاديث أئمة أهل البيت عليهم السلام :
1- يقول الإمام علي "ع" في نهج البلاغة : ( أما والذي خلقَ الحَبّ ، وبرأ النسمة ، لولا حضور الحاضر وقيام الحجة بوجود الناصر وما أخذه الله على العلماء ألا يقارّوا على كظة ظالم ولا سغب مظلوم ، لألقيتُ حبلها على غاربها ، ولسقيت آخرها بكأس أولها ، ولألفيتم دنياكم هذه أزهد عندي من عفطة عنز ) ، فالإمام "ع" يطرح مفهوماً إسلامياً كبيراً وهو مسؤولية على العلماء ، تلك المسؤولية هي ما أخذه الله على العلماء ألا يقارّوا على كظة ظالم ولا سغب مظلوم ، فالعلماء مسؤوليتهم أن يغيّروا ، أن يثوروا على ذلك الظالم ، أن يزيحوا ذلك الكابوس الجاثم ( لولا ينهاهم الربانيون والأحبار عن قولهم الإثم وأكلهم السحت ) فالربانيون والأحبار هم علماء أهل الكتاب .
2- قال الإمام علي "ع" : ( إنّ مَنْ رأى عدواناً يُعمل به ، ومنكراً يُدْعى إليه فأنكره بقلبه فقد سَلِم وبَرِئ ، ومَنْ أنكره بلسانه فقد أُجِر ، ومَنْ أنكره بالسيف لتكون كلمة الله هي العليا وكلمة الظالمين هي السفلى فذلك الذي أصاب سبيل الهدى ، وقام على الطريق ، ونوّر في قلبه اليقين ) .
3- ما يرويه الإمام الحسين "ع" عن أبيه " ع " عن جده "ص" أنه قال : ( مَنْ رأى سلطاناً جائراً مستحلاًّ لحرام الله ، ناكثاً لعهد الله ، مخالفاً لسنة رسول الله ، يعمل في عباد الله بالإثم والعدوان فلم يُغيّر ما عليه بفعلٍ ولا قول ، كان حقاً على الله أن يدخله مدخله ) ، فكلّ هذا شخّصه الإمام الحسين "ع" في يزيد بن معاوية ، فيزيد رجلٌ شاربٌ للخمر ، قاتلٌ للنفس المحرّمة ، يفعل كلّ تلك المنكرات .
وقد استشهد سماحة الشيخ الحبيل بما جاء على لسان الشيخ الوائلي " رحمه الله " وهو يتحدّث عن المنكر فيقول : أنّ المنكر ينقسم إلى قسمين :
أ‌- أن يكون في قضية جانبية أي قضية لا تمسُّ المجتمع ككل ( الشخص المتهاون في صلاته – شارب الخمر ) .
ب‌- أن يكون في قضية تمسُّ المجتمع ككل ، أو في قضايا تمسُّ صميم المجتمع مثل وجود جريمة تمحق الدين ( وجود الظالم الجائر مثل يزيد ) أو خيانة للوطن ، فإنّ هذه الشروط تُلْغى حينئذٍ ( معرفة المنكر - احتمال التأثير – الإصرار – التنجّيز - أمن الضرر ) .
وخلص سماحته في نهاية محاضرته إلى أنه في هذه الحالة تتعين حالة الدفاع عن الدين والمجتمع ، ويجب على مَنْ يُسْقَطُ بهم الواجب أن يتهيأوا للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حتى لو أدّى بهم الأمر بالمعروف إلى الموت والتضحية والفداء ، وهذا هو مفهوم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الذي خرج من أجله الإمام الحسين "ع" .
فهكذا ضحّى الإمام الحسين "ع" وبذل وأعطى وقام بما أوصاه الله به ، وقدّم كل غالٍ ونفيسٍ في سبيل الدفاع عن الأمة .
السلام على الحسين ، وعلى علي بن الحسين ، وعلى أولاد الحسين ، وعلى أصحاب الحسين الذين بذلوا مهجهم دون الحسين عليه السلام .



</I>

الدمعه الحارقه
12-23-2010, 03:08 AM
ففي هذا الوصية تحدّث الإمام الحسين "ع" عن نفسه قائلاً بأنه :
1- لم يخرج أشراً ولا بطراً ولا مفسداً ولا ظالماً .
2- بيّن سبب خروجه وهو طلب الإصلاح في أمه جدّه المصطفى .
صدق من قالها ومن نقلها لك جزيل الشكر حوووبي على الطرح الراقي

z زهـٌِـرّةِ آلــيــآسٍــٌمِـيـ،ـنـِْﮯ
12-23-2010, 05:00 AM
سبحــــان الله
ألف شكر ع الطرح

تسنيم الدين
12-24-2010, 09:08 AM
http://m002.maktoob.com/alfrasha/ups/u/26978/31670/395828.bmp

حنين الروح
12-24-2010, 01:05 PM
،
يعطيك العافية
تسلم الأيادي لا هنت وبارك الله فيك
بانتظار جديدك بكل شوق
دمت بحفظ الرحمن
مودتي ~.

احرار الزهراء
12-25-2010, 12:00 AM
http://4upz.almsloob.com/uploads/images/www.almsloob.com-ec95bd8e78.gif (http://www.wrod-mjroha.com/vb/)

شمس لاتغيب
01-04-2011, 12:29 AM
http://img261.imageshack.us/img261/4018/rdd12tf.gif (http://forums.fatakat.com/thread437197)