المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : شاء الله أن يراهنّ سبايا!


أبو حيدر
12-23-2010, 03:09 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صلِ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف

http://c.shia4up.net/uploads/12931055261.jpg (http://c.shia4up.net/)

شاء الله أن يراهنّ سبايا!

نقل لنا المؤرّخون ورواة السيرة الحسينيّة جواباً للإمام الحسين بن علي (عليه السّلام) مع الصحابي عبد الله بن عباس (حبر الاُمّة) ؛ بعد نقاش طويل عن أسباب الخروج ؛ ولِمَ الخروج مع النساء والأطفال ؛ فجاء الجواب ليكون ختاماً لهذا النقاش : (( شاء الله أن يراهنَّ سبايا )) .

وتدُلُنا النقاشات والمحاورات التي جرت مع الإمام الحسين (عليه السّلام) أنّ الاُمة الإسلاميّة قد دبّت فيها روح الاسترخاء واللامبالاة بما جرى ويجري للاُمّة مقابل روح الحسين (عليه السّلام) ؛ روح الثورة والاستشهاد والتفاني ، وشعور بالهمّ الإسلامي ، والتفكّر في مصير الاُمة . هذا أوّلاً .

ثانياً : نرى أنّ الصحابة حاولوا تصوير الأمر ـ من خلال المحاورات والمناقشات ـ وكأنه نزاع شخصي ؛ والأمر لا يعدو البيتين العلوي والاُموي ، ويؤدون دور الناصح تارة والمشفق تارة اُخرى ؛ لما سيؤول إليه الأمر إذا ما خرج الحسين (عليه السّلام) وأصرّ على مواصلة المشوار .

ثالثاً : إنّ الاُمّة الإسلاميّة وكبار الصحابة آنذاك لا تنظر إلى الحسين (عليه السّلام) كإمام وحارس للشريعة الإسلاميّة كما ننظر نحن أبناء المذهب الجعفري ؛ وكأنّ الحديث الشريف الذي قاله الرسول الكريم (صلّى الله عليه وآله) : (( الحسن والحسين إمامان إن قاما وإن قعدا )) قد تمّ طمسه أو تناسته الاُمّة , وكأنّ الابتعاد عن مركز الخلافة بالنسبة لأهل البيت (عليهم السّلام) قد أصبح أمراً مسلّماً لديهم ، والخلافة لا ترتبط بمن يجسّد الرسالة الإسلاميّة ؛ ومَن تسبق إليه البيعة فقد وكِل الأمر إليه ! أمّا الحسين (عليه السّلام) فقد قال قوله : (( مثلي لا يُبايع مثلَه )) .

وبعد هذه المقدمة نتساءل : هل أراد الله سبحانه وتعالى أن يراهنّ سبايا ؟

أو لنصوغ عبارة وسؤالاً بطريقة اُخرى عن الجواب المجمل للإمام الحسين (عليه السّلام) : ما الحكمة في الأمر ؟ ألا يكفي أن يُنحر الحسين وأولاده ؛ وإخوته وصحبه (عليهم السّلام) لتُسبى النساءُ من أهل البيت وفيهن مَن لم يُرَ ظلُّها في حياة أبيها كزينب الكبرى اُخت الحسين (عليهما السّلام) ؟

وقبل الإجابة عن هذا التساؤل نعود للمحاورة ؛ حيث لم ينقل لنا المؤرّخون أيّ جواب أو تعليق من ابن عباس ؛ وسلّم بالأمر وكأنه فهم مراد الحسين (عليه السّلام) ، أو أنّه لم يجد ما يقوله بعد ذلك .

ولن ندخل في ما فكّر به ، ونكتفي بهذين الاحتمالين ؛ إمّا إنّه فهم مراد الحسين (عليه السّلام) ؛ وإمّا إنّه لم يجد جواباً .

ولنعود لنتأمل في المقولة للإجابة على التساؤل ؛ أو ما الحكمة ؛ ولِمَ (( شاء الله أن يراهنّ سبايا )) ؟

ونحن كمؤمنين نعتقد أنّ الله (سبحانه وتعالى) له حكمة في كلِّ قضية وفي كلِّ حكم ؛ والحسين (عليه السّلام) امتثل لهذا الأمر الإلهي . فالقضية إذاً ليست رغبة شخصية بقدر ما هو أمر إلهي ، والإمام الحسين (عليه السّلام) يمتثل لهذا الأمر .

ولم تحدثنا السيرة عن معارضة أو عن نقاش جرى بين الإمام الحسين (عليه السّلام) وبين النسوة ، وبينه وبين أزواج النساء ، وإنما كان تسليماً مطلقاً ؛ ممّا يدلّ على أنّه ولي الأمر المفترض الطاعة والحارس الأمين للشريعة ؛ على خلاف النظرة الاُخرى التي لا ترى فيه سوى إنّه حفيد النبي محمّد (صلّى الله عليه وآله) .

فالأمر لا يعني أنّ القضية هي رغبة للسبي فقط ، ولكن ما بعد السبي ، وتفاعلات السبي التي ستكون المحرّك للثورة والفصل الثاني لها ؛ لهذا سيستمر بسبب هذا السبي حتّى ما شاء الله (كد كيدك ؛ واسعَ سعيك ؛ فوالله لن تمحوَ ذكرنا...) .

واصطحاب النساء والأطفال ليست مغامرة أو نشوة القائد الذي لا يدرك عواقب هذا الأمر الخطير مع قوم لا يردعهم أيّ رادع ؛ ولا يراعون حرمات الله : (( كونوا عُرباً كما تزعمون )) ؛ فحتّى القيم العربية ليست لها مكان في تفكير هؤلاء الذين سيُجابههم الإمام الحسين وصحبه وأهل بيته (عليهم السّلام) . والله الذي أمر بهذا كفيل بحمايتهنّ وحفظهنّ حتّى يبلغ الله أمراً كان مفعولاً .

لقد استطاعت الأسيرات أن يطوّقن السجّانين بخطب جعلت منهم أسرى لا يستطعون فعل أيّ شيء مقابل ما قامت به السبايا . لقد تحوّل السبي إلى لعنات تصب فوق رؤوس الجلادين ، ولم يدر بخلد المعسكر الاُموي أن يتحول هذا السبي إلى سيف من نوع آخر يقلب كفّة الصراع ويحوّله إلى نصر سياسي .

لقد كان الفتح للسبايا اللاتي كلّما دخلن مجلساً لأحد الطغاة أو إلى مدينة مررن بها إلاّ وتمّ لهنّ نصراً ؛ وانحنت لهنّ أعناق الرجال بمنطق عقيلتهن وقدوتهن زينب الكبرى (عليها السّلام) .

ولكننا اليوم لا نرى في مسيرة السبايا إلاّ دموع نساء يولولنَ على القتلى ، ويندبن حظهنّ بما جرى عليهنّ ، وكأنهنّ جئن إلى أرض المعركة دون إرادتهنّ , ونسينا الدور العظيم والقوة التي أظهرتها زينب (عليها السّلام) والنساء في أرض الطف ، وفي الكوفة ، وفي مجلس ابن زياد ، ومجلس يزيد ، وفي المدن التي مررن بها .

لنعش القوة والصبر الذي عاشته زينب (عليها السّلام) وبقية النسوة اللاتي (( شاء الله أن يراهنّ سبايا )) ؛ فحقّقن ما لم يتحقق في أرض المعركة ، وتنتصر المبادئ والقيم ؛ ولتعود إلى الاُمّة جذوة الإيمان ، ولتحيا فيهم روح الثورة والاستشهاد .

أمّا أن نستدرّ عطف المستمع ليذرف الدموع ؛ لننال بها بركة ومثوبة نتقرّب بها إلى الله (سبحانه وتعالى) فهو ليس كلّ المطلوب ؛ فلا يكفي أن استدر عاطفة وأذرف دمعة مع ما لها من الأجر والثواب ؛ وإنما أعيش ما أراده الإمام الحسين وصحبه وأهل بيته (عليهم السّلام) ؛ فقد تغسل الدموع ما تغسله ، ولنخطو الخطوة التالية لنكون مع الحسين (عليه السّلام) ، ولكي لا تسبى حرائر الحسين (عليه السّلام) مرة اُخرى .

ــــــــــــــــــــ

(*) مراجعة وضبط النص (موقع معهد الإمامين الحسنين) .

ونسألكم الدعاء...~

z زهـٌِـرّةِ آلــيــآسٍــٌمِـيـ،ـنـِْﮯ
12-23-2010, 05:24 PM
يسلمـــــــــــــــــــــو...


أمنياتـــــــــي القلبية لكم بالتوفيـــــــــــق والنجاح الدائم يــــــــــــــــــــــارب..
اخي ماشاء الله عليك
ربي يعطيك صحة وسلامة
امين اللهم امين
يارب العالمين

احرار الزهراء
12-24-2010, 10:23 AM
http://vb.arabseyes.com/uploaded/33206_1186390610.gif

دموع الوديعه
12-24-2010, 11:38 AM
اللهم صل على محمد وال محمد
السسلآام علييييييييك يآأباعبدلله (ـآلحسين ) ‘‘ع‘‘
طططرح اكثر من رائع
كل الشكر لك اخي أبو حيدر
بآرك الله فييييييييك وربي يسسعدك ,,
دمت بحفظ المولئ ورعايته’’

فدوه لعيونك أني ياعمي
01-02-2011, 06:48 PM
بِـــــــــــسْـــمے الله الـــرَحــمـنـے الــرَحــيـــمے
جزاك الله الف خيرا

كلنا فداك يامحمد
01-07-2011, 07:57 PM
((ياليتنا كنا معكم فنفوز فوزاً عظيماً ))

بـارك الله فيك أخوي أبو حيـــدر
وبلغنا الله واياك زيارتهم في الدنيا
وشفاعتهم في الاخــره
يعطيك العافيه
مأجورين

بحر الجود
02-22-2011, 03:00 PM
بوركت جهودك على الطرح القيم
يعطيك العافيه
وجزاك الله الجنه وريحانها
دمت بحفظ الرحمن

مُجرد مشاآعر
04-03-2011, 04:11 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الاطهار
وعجل فرجهم ورحمنا بهـم

السلام على شبيه نبي الله مولانا اباعبدالله الحسين (ع)

جزاك الله خيراً اخي الفاضل أبو حيـدر على افادتنا بالمعلومه والحديث
وفقك الله بالدنيـــا وبالاخـــره

نسـالكم الدعـــاء

الرعد الهادر
09-11-2011, 01:17 PM
السلام عليك ياابا عبد الله الحسين

ابنت الزعفرانية
10-08-2011, 08:30 PM
اللهم صلِ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف
بارك الله فيكم

السادن
12-15-2011, 12:28 PM
حي الله جهود أبو حيدر الغالي الموالي تحياتي

مرهون
12-15-2011, 03:58 PM
اللهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين وعجل ياالهي فرجهم
فعلا هالمنطق لوكان على مسامعنا ونحن صغار لاصبحنا ما شاء الله من القوة والعزيمة والارادة,وتجددت الروح المنحدرة الى الانوارالعاليه,,لقد سمعنا من المواتم فقط هي النوحية والعزية وكأن كربلاء للنياحة والصياحة وهي أكبر
من هذا بكثير,,وسبحان الله كلمة الامام الحسين فتحت بابا للعقول التي تريد فهما وعلما ونورا, كربلاء واشرقت بنورالولي حسين,,من عالم التكوين تم الامريامسلمين,بارك الله فيك خويه وبصرك الله اكثركما بصرتنا