المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الأدلة على تكون التشيع أيام النبي


أملي في الحياه
12-27-2010, 08:27 PM
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم


الأدلة على تكون التشيع أيام النبي
1 - النصوص التاريخية على وصف جماعة بالتشيع أيام النبي ( ص ) وقد مرت الإشارة لذلك ، ولهذا يقول الحسن بن موسى النوبختي عند تحديده للشيعة : فالشيعة فرقة علي بن أبي طالب المسمون بشيعة علي في زمن النبي - ثم عدد جماعة منهم وقال : - وهم أول من سمي باسم التشيع لأن اسم التشيع كان قديما لشيعة إبراهيم ( 1 ) .
2 - ما عليه جمهور الباحثين والمؤرخين الذين ذهبوا إلى أن التشيع ظهر يوم السقيفة فإن ذلك ينهض دليلا على وجوده أيام النبي ( ص ) لأنه من غير المعقول أن يتبلور التشيع بأسبوع واحد - أي المدة بين وجود الرسول ووفاته بحيث يتخذ جماعة من الناس مواقف معينة ويتضح لهم اتجاه له ميزاته وخواصه فإن مثل هذه الآراء تحتاج في تكوينها وتبلورها إلى وقت ليس بالقليل وكل من له إلمام بحوادث السقيفة وموقف الممتنعين عن بيعة أبي بكر وحجاجهم في ذلك الموضوع يجزم بأن تلك المواقف لم تتكون بوقت قصير وبسرعة كهذه السرعة وذلك لوجود اتجاهات متبلورة وتأصل في طرح نظريات معينة .
3 - إن من غير المعقول أن ترد على لسان النبي ( ص ) أحاديث في تفضيل
الإمام علي ( ع ) والإشارة إلى مؤهلاته ثم يقف المسلمون من ذلك موقف غير المبالي وهم من هم في إيمانهم وطاعتهم للرسول ( ع ) ولا سيما والمواقف في ذلك قد تعددت وسأذكر لك منها .
أ - الموقف الأول : عندما نزل قوله تعالى : * ( وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ ) * 214 / من سورة الشعراء قال المؤرخون : إن النبي ( ص ) دعا عليا ( ع ) وأمره أن يصنع طعاما ويدعو آل عبد المطلب وعددهم يومئذ أربعون رجلا وبعد أن أكلوا وشربوا من لبن أعد لهم قام النبي ( ص ) وقال : يا بني عبد المطلب إني والله ما أعلم شابا من العرب جاء قومه بأفضل مما قد جئتكم به إني قد جئتكم بخير الدنيا والآخرة وقد أمرني الله أن أدعوكم إليه فأيكم يؤازرني على هذا الأمر على أن يكون أخي ووصيي وخليفتي فيكم فأحجم القول عنها جميعا - يقول علي - وقلت وإني لأحدثهم سنا وأرمصهم عينا وأعظمهم بطنا وأحمشهم ساقا : أنا يا نبي الله أكون وزيرك عليه فأخذ برقبتي ثم قال : إن هذا أخي ووصيي وخليفتي فيكم فاسمعوا له وأطيعوا ، فقام القوم يضحكون ويقولون لأبي طالب : قد أمرك أن تسمع لابنك وتطيع ( 1 ) .
ب - الموقف الثاني : يقول أبو رافع القبطي مولى رسول الله ( ص ) : دخلت على النبي وهو يوحى إليه فرأيت حية فنمت بينها وبين النبي لئلا يصل إليه أذى منها حتى انتهى عنه الوحي فأمرني بقتلها وسمعته يقول : الحمد لله الذي أكمل لعلي منته وهنيئا لعلي بتفضيل الله إياه . . وبعد أن قرأ قوله تعالى : * ( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ ) 55 / المائدة .
وقد أجمع أعلام أهل السنة والشيعة على نزول هذه الآية في علي ( ع ) ومنهم السيوطي في الدر المنثور عند تفسير الآية المذكورة وكذلك الرازي في مفاتيح الغيب والبيضاوي في
تفسير والزمخشري في الكشاف والثعلبي في تفسيره والطبرسي في مجمع البيان وغيرهم من أعلام المفسرين والمحدثين .
ومن الغريب أن يقف الآلوسي في تفسيره روح المعاني موقفا يمثل الإسفاف والركة في دفع هذه الآية عن علي ( ع ) ويريك كيف يهبط التعصب بالإنسان إلى درك مقيت وإلى تهافت غير معهود .
وإن المرء ليستغرب من هذا الرجل فإن له مواقف متناقضة من علي ( ع ) فتارة يعطيه حقه وأخرى يقف منه موقفا متشنجا وبوسع كل من قرأ الآلوسي في مؤلفاته أن يرى هذه الظاهرة .
ج‍ - الموقف الثالث : موقف النبي ( ص ) يوم غدير خم وذلك عند نزول الآية : * ( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ) * 69 / المائدة . وعندها أوقف النبي ( ص ) الركب وصنعوا له منبرا من أحداج الإبل خطب عليه خطبته المعروفة ثم أخذ بيد علي وقال : ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم ؟ قالوا : بلى ، فكررها ثلاثا ثم قال : " من كنت مولاه فهذا علي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاده وانصر من نصره واخذل من خذله " فلقيه الخليفة الثاني فقال : هنيئا لك يا ابن أبي طالب أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة .
وقد ذكر الرازي في سبب نزول الآية عشرة وجوه ومنها أنها نزلت في علي ( ع ) ثم عقب بعد ذلك بقوله : وهو قول ابن عباس والبراء بن عازب ومحمد بن علي - يريد الباقر - ( 1 ) إن حديث الغدير أخرجه جماعة من حفاظ أهل السنة وقد رواه ابن حجر في صواعقه عن ثلاثين صحابيا ونص على أن طرقه صحيحة وبعضها حسن ( 2 ) .
وأورده ابن حمزة الحنفي مخرجا له عن أبي الطفيل عامر بن واثلة بهذه
الصورة . قال : إن أسامة بن زيد قال لعلي : لست مولاي إنما مولاي رسول الله ( ص ) فقال النبي ( ص ) : كأني قد دعيت فأجبت إني تارك فيكم الثقلين أحدهما أكبر من الآخر كتاب الله وعترتي أهل بيتي فانظروا كيف تخلفوني فيهما فإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض إن الله مولاي وأنا مولى كل مؤمن من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه ( 1 ) .
وقد ألف في موضوع الغدير من السنة والشيعة ست وعشرون مؤلفا ( 2 ) ولا أريد التحدث بصراحة حديث الغدير في أولوية الإمام علي ( ع ) وتقديمه على كافة الصحابة فإن الأمر قد أشبع من قبل الباحثين ولكني أريد أن أسائل الدكتور أحمد شلبي الذي يقول إن حديث الغدير لم يرد له ذكر إلا في كتب الشيعة ، فأقول له هل هناك شئ من الشعور بالمسؤولية عندك وعند أمثالك ممن يرمون الكلام على عواهنه فأنت تحمل أمانة للأجيال فمن الأمانة هذا القول إن كتب أهل نحلتك وحفاظ قومك أوردت الحديث بمصادره الموثوقة فإذا كنت لا تقرأ أو تقرأ ولا تريد أن تعرف فاسكت يرحمك الله فهو خير لك من التعرض أما لنسبة الجهل أو العصبية ، ولا يقل عن الدكتور شلبي من يذهب إلى أن لفظ المولى هنا إنما يراد منه ابن العم فهو أحد معاني هذه اللفظة المشتركة ولا رد لي على هذا إلا أن أقول : اللهم ارحم عقولنا من المسخ .
إن هذه مجرد أمثلة من مواقف النبي ( ص ) في التنويه بفضل علي ( ع ) ولا يمكن أن تمر هذه المواقف والكثير الكثير من أمثالها دون أن تشد الناس لعلي ودون أن تدفعهم للتعرف على هذا الإنسان الذي هو وصي النبي ، الذي يشركه القرآن بالولاية العامة مع الله تعالى ورسوله ( ص ) ثم لا بد للمسلمين من إطاعة هذه الأوامر التي وردت بالنصوص والالتفات حول من وردت فيه ذلك هو معنى التشيع الذي نقول : إن النبي ( ص ) هو الذي بذر بذرته وقد أينعت في حياته وعرف جماعة بالتشيع لعلي والالتفات حوله وللتدليل على ذلك سأذكر لك أسماء الرعيل الأول من الصحابة الذين عرفوا بتشيعهم وولائهم للإمام علي عليه السلام .

رواد التشيع الأوائل
جندب بن جنادة ، أبو ذر الغفاري وعمار بن ياسر ، سلمان الفارسي ، المقداد بن عمر بن ثعلبة الكندي ، حذيفة بن اليمان صاحب سر النبي ، خزيمة ابن ثابت الأنصاري ذو الشهادتين ، الخباب بن الأرت الخزاعي أحد المعذبين في الله ، سعد بن مالك أبو سعيد الخدري ، أبو الهيثم بن التيهان الأنصاري ، قيس ابن سعد بن عبادة الأنصاري ، أنس بن الحرث بن منبه أحد شهداء كربلاء ، أبو أيوب الأنصاري خالد بن زيد الذي استضافه النبي ( ص ) عند دخوله للمدينة ، جابر بن عبد الله الأنصاري أحد أصحاب بيعة العقبة ، هاشم بن أبي وقاص المرقال فاتح جلولاء ، محمد بن الخليفة أبي بكر تلميذ علي وربيبه ، مالك بن الحرث الأشتر النخعي ، مالك بن نويرة ردف الملوك الذي قتله خالد بن الوليد ، البراء ابن عازب الأنصاري ، أبي بن كعب سيد القراء ، عبادة بن الصامت الأنصاري ، عبد الله بن مسعود صاحب وضوء النبي ( ص ) ومن سادات القراء ، أبو الأسود الدؤلي ، ظالم بن عمير واضع أسس النحو بأمر الإمام علي ، خالد بن سعيد بن أبي عامر بن أمية بن عبد شمس خامس من أسلم ، أسيد بن ثعلبة الأنصاري من أهل بدر ، الأسود بن عيسى بن وهب من أهل بدر ، بشير ابن مسعود الأنصاري من أهل بدر ومن القتلى بواقعة الحرة بالمدينة ، ثابت أبو فضالة الأنصاري من أهل بدر ، الحارث بن النعمان بن أمية الأنصاري من أهل بدر ، رافع بن خديج الأنصاري ممن شهد أحدا ولم يبلغ وأجازه النبي ( ص ) ،كعب بن عمير بن عبادة الأنصاري من أهل بدر ، سماك بن خرشة أبو دجانة الأنصاري من أهل بدر ، سهيل بن عمرو الأنصاري من أهل بدر ، عتيك بن التيهان من أهل بدر ، ثابت بن عبيد الأنصاري من أهل بدر ، ثابت بن حطيم ابن عدي الأنصاري من أهل بدر ، سهيل بن حنيف الأنصاري من أهل بدر ، أبو مسعود عقبة بن عمر من أهل بدر ، أبو رافع مولى رسول الله ( ص ) الذي شهد مشاهده كلها مع مشاهد علي ( ع ) وممن بايع البيعتين العقبة والرضوان وهاجر الهجرتين للحبشة مع جعفر وللمدينة مع المسلمين ، أبو بردة بن دينار الأنصاري من أهل بدر ، أبو عمر الأنصاري من أهل بدر ، أبو قتادة الحارث بن ربعي الأنصاري من أهل بدر ، عقبة بن عمر بن ثعلبة الأنصاري من أهل بدر ، قرظة بن كعب الأنصاري ، بشير بن عبد المنذر الأنصاري أحد النقباء ببيعة العقبة ، يزيد بن نويرة بن الحارث الأنصاري ممن شهد له النبي ( ص ) بالجنة ، ثابت بن عبد الله الأنصاري ، جبلة بن ثعلبة الأنصاري ، جبلة بن عمير بن أوس الأنصاري ، حبيب بن بديل بن ورقاء الخزاعي ، زيد بن أرقم الأنصاري شهد مع النبي ( ص ) سبعة عشر وقعة ، أعين بن ضبيعة بن ناجية التميمي ، الأصبغ بن نباتة ، يزيد الأسلمي من أهل بيعة الرضوان ، تميم بن خزام ، ثابت ابن دينار أبو حمزة الثمالي صاحب الدعاء المعروف ، جندب بن زهير الأزدي ، جعدة بن هبيرة المخزومي ، حارثة بن قدامة التميمي ، جبير بن الجناب الأنصاري ، حبيب بن مظاهر الأسدي ، حكيم بن جبلة العبدي الليثي ، خالد ابن أبي دجانة الأنصاري ، خالد بن الوليد الأنصاري ، زيد بن صوحان الليثي ، الحجاج بن غاربة الأنصاري ، زيد بن شرحبيل الأنصاري ، زيد بن جبلة التميمي ، بديل بن ورقاء الخزاعي ، أبو عثمان الأنصاري ، مسعود بن مالك الأسدي ، ثعلبة أبو عمرة الأنصاري ، أبو الطفيل عامر بن واثلة الليثي ، عبد الله بن حزام الأنصاري شهيد أحد ، سعد بن منصور الثقفي ، سعد بن الحارث ابن الصمد الأنصاري ، الحارث بن عمر الأنصاري ، سليمان بن صرد الخزاعي ، شرحبيل بن مرة الهمداني ، شبيب بن رت النميري ، سهل بن عمر
صاحب المربد ، سهيل بن عمر أخو سهل المار ذكره ، عبد الرحمن الخزاعي ، عبد الله بن خراش ، عبد الله بن سهيل الأنصاري ، عبيد الله بن العازر ، عدي ابن حاتم الطائي ، عروة بن مالك الأسلمي ، عقبة بن عامر السلمي ، عمر بن هلال الأنصاري ، عمر بن أنس بن عون الأنصاري من أهل بدر ، هند بن أبي هالة الأسدي ، وهب بن عبد الله بن مسلم بن جنادة ، هاني بن عروة المذحجي ، هبيرة بن النعمان الجعفي ، يزيد بن قيس بن عبد الله ، يزيد بن حوريت الأنصاري ، يعلى بن عمير النهدي ، أنس بن مدرك الخثعمي ، عمرو العبدي الليثي ، عميرة الليثي ، عليم بن سلمة التميمي ، عمير بن حارث السلمي ، علباء بن الهيثم بن جرير وأبوه الهيثم من قواد الحملة في قتال الفرس بواقعة ذي قار ، عون بن عبد الله الأزدي ، علاء بن عمر الأنصاري ، نهشل بن ضمرة الحنظلي ، المهاجر بن خالد المخزومي ، مخنف بن سليم العبدي الليثي ، محمد بن عمير التميمي ، حازم بن أبي حازم النجلي ، عبيد بن التيهان الأنصاري ، وهو أول المبايعين للنبي ليلة العقبة ، أبو فضالة الأنصاري ، أويس القرني الأنصاري ، زياد بن النضر الحارثي ، عوض بن علاط السلمي معاذ بن عفراء الأنصاري ، عبد الله بن سليم العبدي الليثي ، علاء بن عروة الأزدي ، القاسم بن سليم العبدي الليثي ، عبد الله بن رقية العبدي الليثي ، منقذ بن النعمان العبدي الليثي ، الحارث بن حسان الذهلي صاحب راية بكر بن وائل ، بجير بن دلجة ، يزيد بن حجية التميمي ، عامر بن قيس الطائي ، رافع الغطفاني الأشجعي ، سالم بن أبي الجعد ، عبيد بن أبي الجعد ، زياد بن أبي الجعد ، أبان ابن سعيد بن العاص بن أمية بن عبد شمس من أمراء السرايا أيام النبي ( ص ) ومن خلص أصحاب الإمام علي ( ع ) . حرملة بن المنذر الطائي أبو زبيد ، والمجموع مائة وثلاث وثلاثون .
هذه شريحة أو نماذج من الرواد الأوائل في التشيع ذكرتهم بدون انتقاء أو اختيار وإنما مررت بكتب الرجال فذكرت منها هذه المجموعة وقد نصت على
تشيعهم المصادر التالية ( 1 ) .
بعد ملاحظة هذه الشريحة من الطبقة الأولى من الشيعة تتضح لنا أمور هامة ، في موضوعنا أعرضها أمام القارئ الواعي الرائد للحق والموضوعية ، وإلا فما أكثر من يقرأ ولا يتجاوز مضمون السطور عينيه ، وقد يقرأ أحيانا ولا يريد أن يصدق ما يقرأ مع توفر شرائط الصحة فيما يقرأه ومع وجود الثقة النفسية بمضمون ما يقرأه ، ولكنه التكوين النفسي والذهني الذي ينشأ عليه الإنسان منذ الصغر فيكاد يكون غريزة من الغرائز التي يطبع عليها الإنسان .
تعقيب على الرواد من الشيعة هذه الأمور التي ذكرت أني سأعرض لها تعقيبا على نوعية الرواد الأوائل هي : أولا : إن هؤلاء الشيعة الذين مر ذكرهم مع أنهم كانوا من الذاهبين إلى أولوية الإمام علي ( ع ) بالخلافة لأنه الإمام المفترض الطاعة المنصوص عليه ومع اعتقادهم بأن من تقدم عليه أخذ ما ليس له ومع امتناع كثير منهم من البيعة للخليفة الأول واعتصامهم ببيت الإمام علي ( ع ) مع كل ذلك لم يعرف عن أحد منهم أنه شتم فردا من الصحابة أو تناوله بطريقة غير مستساغة بل كانوا أكبر من ذلك وأصلب عودا من خصومهم - مما يدل على أن بعض من عرف بظاهرة شتم الصحابة إنما صدر منه ذلك كعملية رد فعل لأفعال متعددة وسنمر على ذلك قريبا - إنهم مع اختلافهم مع الحكم لم يلجأوا إلى شتم أو بذاء لأنهم يعرفون أن الحقوق لا يوصل إليها بالشتم وليس الشتم من شيم الأبطال ، والذي يريد أن يسجل ظلامة أو يشير إلى حق سليب فإن طرق ذلك ليس منها الشتم في شئ ،



وإنما هناك مناهج سليمة في الوصول لذلك ، وقد حرص أمير المؤمنين ( ع ) على تربية أتباعه على المنهج السليم ومن مواقفه في ذلك ما رواه نصر بن مزاحم قال : مر أمير المؤمنين ( ع ) على بعض من كان في جيشه بصفين فسمعهم يشتمون معاوية وأصحابه فقال لابن عدي ولعمر بن الحمق وغيرهما : كرهت لكم أن تكونوا لعانين شتامين تشتمون وتبرأون ولكن لو وصفتم مساوئ أعمالهم فقلتم من سيرتهم كذا وكذا ومن أعمالهم كذا وكذا كان أصوب في القول وأبلغ في العذر وقلتم مكان لعنكم إياهم وبراءتكم منهم اللهم احقن دماءهم ودماءنا ، وأصلح ذات بيننا وبينهم واهدهم ، من ضلالهم حتى يعرف الحق من جهله منهم ، ويرعوي عن الغي والعدوان منهم من لهج به لكان أحب إلي وخيرا لكم فقالوا : يا أمير المؤمنين نقبل عظتك ونتأدب بأدبك ( 1 ) إن هذا الموقف منه ( ع ) ليشعرهم أن الشتم وسيلة نابية وليست كريمة ثم هي بعد ذلك تنفيس عن طاقة يمكن الاستفادة منها بادخارها وصرفها في عمل إيجابي يضاف لذلك أن الشتم مدعاة للإساءة لمقدسات الشاتم نفسه ومن هنا حرم الفقهاء شتم الصنم إذا أدى إلى شتم الله تعالى مستفيدين ذلك من قوله تعالى : * ( وَلاَ تَسُبُّواْ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ فَيَسُبُّواْ اللّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ ) * 108 / الأنعام .
من أجل ذلك كله كان الشيعة أطهر ألسنة من أن يشتموا وأبعد عن هذا الموقف النابي ولذلك رأينا كثيرا من الباحثين يؤكدون هذا الجانب في حياة الرواد الأوائل من الشيعة مع أنهم يثبتون عقيدتهم بتقديم الإمام علي ( ع ) ومن هؤلاء :
أ - الدكتور أحمد أمين : يقول عن هؤلاء إنهم قسم المقتصد الذي يرى بأن أبا بكر وعمر وعثمان ومن شايعهم أخطأوا إذ رضوا أن يكونوا خلفاء مع علمهم بفضل علي وإنه خير منهم ( 2 ) .
ب - ابن خلدون يقول : كان جماعة من الصحابة يتشيعون لعلي ويرون استحقاقه على غيره ولما عدل به إلى سواه تأففوا من ذلك وأسفوا له إلا أن القوم لرسوخ قدمهم في الدين وحرصهم على الإلفة لم يزيدوا في ذلك على النجوى بالتأفف والأسف ( 1 ) .
ج‍ - ابن حجر في الإستيعاب : يقول في ترجمة أبي الطفيل : عامر بن واثلة بن كنانة الليثي أبو الطفيل أدرك من حياة النبي ( ص ) ثمان سنين وكان مولده عام أحد ومات سنة مائة ويقال : إنه آخر من مات ممن رأى النبي ، وقد روى نحو أربعة أحاديث وكان محبا لعلي وكان من أصحابه في مشاهده وكان ثقة مأمونا يعترف بفضل الشيخين إلا أنه يقدم عليا إنتهى باختصار ( 2 ) .
وبعد هذه المقتطفات أود أن ألفت النظر أني خلال مراجعاتي كتب التاريخ لم أر في الفترة التي تمتد من بعد وفاة النبي حتى نهاية خلافة الخلفاء من عمد إلى الشتم من أصحاب الإمام ، وإنما هناك من قيم الخلفاء وقيم الإمام وحتى في أشد جمحات عاطفة الولاء لم نجد من يشتم أحدا ممن تقدم الإمام بالخلافة يقول أبو الأسود الدؤلي :
أحب محمدا حبا شديدا * وعباسا وحمزة والوصيا
يقول الأرذلون بنو قشير * طول الدهر ما تنسى عليا
أحبهم لحب الله حتى * أجئ إذا بعثت على هويا
بنو عم النبي وأقربوه * أحب الناس كلهم إليا
فإن يك حبهم رشدا أصبه * ولست بمخطئ إن كان غيا

يضاف لذلك أنه حتى في الفترة الثانية أي في عهود الأمويين كان معظم الشيعة يتورعون عن شتم أحد من الصحابة ، أو التابعين : يقول ابن خلكان في ترجمة يحيى بن يعمر : كان شيعيا من القائلين بتفضيل أهل البيت من غير تنقيص لغيرهم

السوسن
12-27-2010, 09:35 PM
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل الله فرجهم
السلام على امير المؤمنين واول المظلومين
لكن الله تعالى يقول في كتابه :

إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَاباً مُّهِيناً
(الأحزاب : 57)

شكرا للموضوع

حلم اخوه
12-27-2010, 09:50 PM
اسمح لي ابدي اعجابي بقلمكى وتميزكى واسلوبكى الراقي وتالقك
أختكى حلم اخوه

أملي في الحياه
12-27-2010, 10:24 PM
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وآلعن عدوهم

مشكورين على مروركم