المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ينتقصون شخصيه الرسول(ص) وينسبون اليه الخطأ


السوسن
01-23-2011, 06:48 PM
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل الله فرجهم الشريف
يكفيك أن تقرأ ما كتب رواتهمومفسروهم وفقهاؤهم في الآيات التي تتعلق بشخصية النبي صلى الله عليه وآله ، أمثالقوله تعالى: عَفَا اللهُ عَنْكَ لِمَ أَذِنْتَ لَهُمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكَالَّذِينَ صَدَقُوا وَتَعْلَمَ الْكَاذِبِينَ. (سورة التوبة:43) .
ولو أردنا أن نستعرض رواياتهموكلماتهم في ذلك لطال الكلام ، فنكتفي منها بنماذج تثبت أن التنقيص من شخصية النبيصلى الله عليه وآله عندهم منهجٌ ، وليس فلتةً من راوٍ أو مفسر ، ولا حالةً نادرةًلا يقاس عليها !
وقد تتحير في سبب تبنيهم لهذاالمنهج الخاطئ الظالم لرسول الله صلى الله عليه وآله وأنبياء الله عموماً عليهمالسلام .. لكنك تجده في مديحهم المطلق وغلوهم في أبي بكر وعمر، وابنتيهما عائشةوحفصة ، وبعضهم يضيف اليهم عثمان ومعاوية، وبعضهم يضيف بقية الحكام ! فقد عصموهمعملياً فلا يعترفون لهم بارتكاب أي خطأ ! بل يحكمون بضلال من لم يتولَّهُم ويعتقدبإمامتهم ، ويكفِّرون من ينتقدهم ويعدد أخطاءهم ، ويثبت معصيتهم لرسول الله صلىالله عليه وآله !
وبسبب هذا الغلو فيهم احتاجواالى تبرير أخطائهم بإثبات أخطاء للنبي صلى الله عليه وآله !!
تفسيرهم قوله تعالى: عَفَا اللهُ عَنْكَ لِمَ أَذِنْتَ لَهُمْواتهامهم النبي صلى الله عليه وآلهباتباع الظن ، لتبرير اتباع خلفائهم لظنونهم !

قال الله تعالى عن موقفالمنافين في غزوة تبوك:
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَآمَنُوا مَا لَكُمْ إذا قِيلَ لَكُمُ انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللهِ اثَّاقَلْتُمْإِلَى الأرض أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُالْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الآخِرَةِ إِلا قَلِيلٌ.
إِلا تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْعَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قوماً غَيْرَكُمْ وَلا تَضُرُّوهُ شيئاً وَاللهُعَلَى كُلِّ شَىْءٍ قَدِيرٌ . إِلا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللهُ إِذْأَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْيَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاتَحْزَنْ إِنَّ اللهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللهُ سَكِينَتَهُعَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَكَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ .
انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالاًوَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌلَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ . لَوْكَانَ عَرَضًا قريباً وَسَفَرًا قَاصِدًالاتَّبَعُوكَ وَلَكِنْ بَعُدَتْ عَلَيْهِمُ الشُّقَّةُ وَسَيَحْلِفُونَ بِاللهِلَوِ اسْتَطَعْنَا لَخَرَجْنَا مَعَكُمْ يُهْلِكُونَ أنفسهم وَاللهُ يَعْلَمُإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ .
عَفَا اللهُ عَنْكَ لِمَأَذِنْتَ لَهُمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَتَعْلَمَالْكَاذِبِينَ.
لايَسْتَئْذِنُكَ الَّذِينَيُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ أَنْ يُجَاهِدُوا بِأَمْوَالِهِمْوَأَنْفُسِهِمْ وَاللهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ . إنما يَسْتَئْذِنُكَ الَّذِينَلايُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَارْتَابَتْ قُلُوبُهُمْ فَهُمْ فِيرَيْبِهِمْ يَتَرَدَّدُونَ . وَلَوْ أَرَادُوا الْخُرُوجَ لاعَدُّوا لَهُ عُدَّةًوَلَكِنْ كَرِهَ اللهُ انْبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُوا مَعَالْقَاعِدِينَ . لَوْ خَرَجُوا فِيكُمْ مَا زَادُوكُمْ إِلا خَبَالاً وَلاوْضَعُواخِلالَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ وَاللهُعَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ . لَقَدِ ابْتَغَوُا الْفِتْنَةَ مِنْ قَبْلُ وَقَلَّبُوالَكَ الأمور حَتَّى جَاءَ الْحَقُّ وَظَهَرَ أمر اللهِ وَهُمْ كَارِهُونَ . وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ ائْذَنْ لِي وَلا تَفْتِنِّي أَلا فِي الْفِتْنَةِسَقَطُوا وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكَافِرِينَ . إِنْ تُصِبْكَ حَسَنَةٌتَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكَ مُصِيبَةٌ يَقُولُوا قَدْ أَخَذْنَا أمرنا مِنْ قَبْلُوَيَتَوَلَّوْا وَهُمْ فَرِحُونَ
قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلا مَاكَتَبَ اللهُ لَنَا هُوَ مَوْلانَا وَعَلَى اللهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ .
قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَاإِلا إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ وَنَحْنُ نَتَرَبَّصُ بِكُمْ أَنْ يُصِيبَكُمُ اللهُبِعَذَابٍ مِنْ عِنْدِهِ أَوْ بِأَيْدِينَا فَتَرَبَّصُوا أنا مَعَكُمْمُتَرَبِّصُونَ) . )سورة التوبة: 38 ـ 52(
هذه الآيات من سورة التوبة نزلتفي غزوة تبوك حيث جمع الروم جيشاً هناك لحرب النبي صلى الله عليه وآله فاستنفرالمسلمين وقصدهم بنفسه ، واستأذنه بعض المؤمنين وعدد من المنافقين أن يتخلفوا عنهمدعين أعذاراً ، فقبل منهم وأذن لهم . وفي تفسير القمي:1/293: (والمستأذنون ثمانونرجلاً من قبائل شتى) .
وفي طريق عودة النبي صلى اللهعليه وآله من تبوك نزلت سورة التوبة التي سميت الفاضحة للمنافقين عموماً ، ومنهاهذه الآيات في فضح موقفهم من غزوة تبوك .
وقد تمسك مفسروهم بقوله تعالى: عَفَا اللهُ عَنْكَ لِمَ أَذِنْتَ لَهُمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكَ الَّذِينَصَدَقُوا وَتَعْلَمَ الْكَاذِبِينَ. وقالوا إن إذن النبي صلى الله عليه وآلهللمنافقين معصية منه لربه وقد خففها بعضهم فجعلها ذنباً صغيراً !
وأطلقوا العنان لخيالهم في ذنوبالنبي صلى الله عليه وآله وأخطائه التي عاتبه الله عليها ، فعفا عن بعضها ، وعاقبهعلى بعضها كأسرى قريش في بدر !
قال السيوطي في لباب النقول فيأسباب النزول ص104: (قوله تعالى: عفا الله عنك..الآية. أخرج ابن جرير عن عمرو بنميمون الأزدي قال: إثنتان فعلهما رسول الله(ص)لم يؤمر فيها بشئ: إذنه للمنافقينوأخذه الفداء من الأسارى ، فأنزل الله: عفا الله عنك لم أذنت) ! . انتهى.
واقتصر السيوطي على هذه الروايةوارتضاها ، باعتبارها لبَّ ما رويَ في سبب نزول الآية ، كما أوردها عامة من فسرالآية وتبناها ، أو ناقش فيها .
(راجع تفسير الطبري:10/184 ،والدر المنثور للسيوطي:3/247 ، وفتح القديرللشوكاني:2/367 ، وعون المعبود:7/325 ،وتفسير زاد المسير لابن الجوزي:3/302 وفيه (وقال سفيان بن عيينة انظر إلى هذا اللطفبدأه بالعفو قبل أن يعيره بالذنب).
وقال الجصاص في أحكامالقرآن:3/152: ( وهذا يدل على أن الإستيذان في التخلف كان محظوراً عليهم ، ويدل علىصحة تأويل قوله: عفا الله عنك على أنه عفو عن ذنب وإن كان صغيراً).
وقال ابن أبي شيبة فيالمصنف:8/223: (حدثنا سفيان بن عيينة عن مسعر عن عون قال كان يقال: من أحسن اللهصورته أخبره بالعفو قبل الذنب: عفا الله عنك لم أذنت لهم) . انتهى.
وقد حاول بعضهم أن يدافع عنالنبي صلى الله عليه وآله وينفي ارتكابه لمعصية ربه كالفخر الرازي ، لكن الزمخشريزاد على الجميع فنسب اليه الجناية ! وحاشاه صلى الله عليه وآله .
قال في الكشاف:2/192: (عفا اللهعنك .كناية عن الجناية لأن العفو مرادف لها ومعناه أخطأت وبئس ما فعلت ! و(لم أذنتلهم) بيان لما كنى عنه بالعفو ، ومعناه: مالك أذنت لهم في القعود عن الغزو حيناستأذنوك واعتلوا لك بعللهم ، وهلا استأنيت بالإذن (حتى يتبين لك) من صدق في عذرهممن كذب فيه ! وقيل: شيئان فعلهما رسول الله(ص)ولم يؤمر بهما: إذنه للمنافقين،وأخذه من الأسارى ، فعاتبه الله تعالى . . . فكان عليه أن يتفحص عن كنه معاذيرهمولا يتجوز في قبولها ، فمن ثم أتاه العتاب)!! انتهى.
وقد أجاب أئمة أهل البيت عليهمالسلام وعلماء مذهبهم على ذلك بالأجوبة التالية:
الجوابالأول للإمام الرضا عليه السلام

في عيون أخبار الرضا عليهالسلام :2/174: (باب ذكر مجلس آخر للرضا عليه السلام عند المأمون في عصمة الأنبياءعليهم السلام ، وهو حديث طويل جاء فيه: (فقال المأمون: لله درك يا أبا الحسن ،فأخبرني قول الله عز وجل: لِيَغْفِرَ لَكَ اللهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَاتَأَخَّرَ ؟ قال الرضا عليه السلام : لم يكن أحد عند مشركي أهل مكة أعظم ذنباً منرسول الله صلى الله عليه وآله لأنهم كانوا يعبدون من دون الله ثلاث مأة وستين صنماً، فلما جاءهم صلى الله عليه وآله بالدعوة الى كلمة الإخلاص كبُرَ ذلك عليهم وعَظُم، وقالوا: أَجَعَلَ الآلِهَةَ إلهاً واحداً أن هَذَا لَشَئٌ عُجَابٌ. وَانْطَلَقَالْمَلأُ مِنْهُمْ أن امْشُوا وَاصْبِرُوا عَلَى آلِهَتِكُمْ أن هَذَا لَشَئٌيُرَادُ. مَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي الْمِلَّةِ الآخرة أن هَذَا إلا اخْتِلاقٌ . فلما فتح الله عز وجل على نبيه صلى الله عليه وآله مكة قال له يا محمد: إنافَتَحْنَا لَكَ(مكة)فَتْحاً مُبِيناً لِيَغْفِرَ لَكَ اللهُ مَاتَقَدَّمَمِنْ ذَنْبِكَ ، عند مشركي أهل مكة بدعائك الى توحيد الله فيما تقدم. وَمَاتَأَخَّرَ ، لأن مشركي مكة أسلم بعضهم وخرج بعضهم عن مكة ومن بقي منهم لم يقدر علىإنكار التوحيد عليه إذا دعا الناس إليه ، فصار ذنبه عندهم ذلك مغفوراً بظهوره عليهم .
فقال المأمون: لله درك أباالحسن ، فأخبرني عن قول الله عز وجل: عَفَا اللهُ عَنْكَ لِمَ أَذِنْتَ لَهُمْ ؟
قال الرضا عليه السلام :هذا ممانزل بإياك أعني واسمعي يا جارة ، خاطب الله عز وجل بذلك نبيه وأراد به أمته . وكذلكقوله تعالى: لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَالْخَاسِرِينَ ، وقوله عز وجل: وَلَوْلاأن ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُإِلَيْهِمْ شيئاً قليلاً).
وصدق الإمام الرضا عليه السلام، فالمتأمل في الآية وسياقها لايجد ذنباً أو خطأ للنبي صلى الله عليه وآله ليكونفيه عتبٌ عليه ، لأن مصبَّ الحديث عن نفاق المنافقين وتخلفهم وكذبهم . وقوله تعالىلرسوله صلى الله عليه وآله :عَفَا اللهُ عَنْكَ لِمَ أَذِنْتَ لَهُمْ ، هو فيالواقع خطابٌ لهم بأن الله كاشفهم ، وتوجيهٌ للمسلمين لأن يكشفوهم ولا يغترُّوا بهم، وفيهم سماعون لهم ! ولذا قال عليه السلام أنه من باب: إياك أعني واسمعي ياجارة:
الجواب الثانيلعدد من علمائنا

قال الشريف المرتضى رحمه اللهفي تنزيه الأنبياء ص160: (أما قوله تعالى:عفا الله عنك ، فليس يقتضي وقوع معصية ولاغفران عقاب ، ولا يمتنع أن يكون المقصود به التعظيم والملاطفة في المخاطبة ، لأنأحدنا قد يقول لغيره إذا خاطبه: أرأيت رحمك الله وغفر الله لك ، وهو لا يقصد الىالاستصفاح له عن عقاب ذنوبه ، بل ربما لم يخطر بباله أن له ذنباً ، وإنما الغرضالإجمالي في المخاطبة واستعمال ما قد صار في العادة علماً على تعظيم المخاطبوتوقيره .
وأما قوله تعالى: لمَ أذنت لهم، فظاهره الإستفهام والمراد به التقريع واستخراج ذكر علة إذنه ، وليس بواجب حمل ذلكعلى العتاب ، لأن أحدنا قد يقول لغيره لم فعلت كذا وكذا ، تارةً معاتباً ، وأخرىمستفهماً ، وتارة مقرراً ، فليس هذه اللفظة خاصة للعتاب والإنكار . وأكثر ما تقتضيهوغاية ما يمكن أن يدعى فيها أن تكون دالة على أنه صلى الله عليه وآله ترك الأولىوالأفضل ، وقد بينا أن ترك الأولى ليس بذنب ، وإن كان الثواب ينقص معه ، فإنالأنبياء عليهم السلام يجوز أن يتركوا كثيراً من النوافل). انتهى.
وقال الطوسي في تفسيرالتبيان:5/226: ( وقال أبو على الجبائي: في الآية دلالة على أن النبي صلى الله عليهوآله كان وقع منه ذنب في هذا الإذن ، قال: لأنه لا يجوز أن يقال لم فعلت ما جعلت لكفعله؟ كما لا يجوز أن يقول لم فعلت ما أمرتك بفعله . وهذا الذي ذكره غير صحيح ، لأنقوله عفا الله عنك إنما هي كلمة عتاب له صلى الله عليه وآله لمَ فعل ما كان الأولىبه أن لايفعله ، لأنه وان كان له فعله من حيث لم يكن محظوراً فإن الأولى أن لايفعله، كما يقول القائل لغيره إذا رآه يعاتب أخاً له: لم عاتبته وكلمته بما يشق عليه؟وإن كان له معاتبته وكلامه بما يثقل عليه . وكيف يكون ذلك معصية وقد قال الله فيموضع آخر: فَإِذَا اسْتَأْذَنُوكَ لِبَعْضِ شَأْنِهِمْ فَأْذَنْ لِمَنْ شِئْتَمِنْهُمْ ، وإنما أراد الله أنه كان ينبغي أن ينتظر تأكيد الوحي فيه . ومن قال هذاناسخ لذلك فعليه الدلالة) . انتهى.
وقال الطبرسي في مجمعالبيان:5/60: (وهل كان هذا الإذن قبيحاً أم لا ؟ قال الجبائي: كان قبيحاً ، ووقعصغيراً ، لأنه لا يقال في المباح لم فعلته ، وهذا غيرصحيح...الخ).
وقال المجلسي في البحار:17/46: (أقول: يجوز أن يكون إذنه صلى الله عليه وآله لهم حسناً موافقا لأمره تعالى ،ويكون العتاب متوجهاً إلى المستأذنين الذين علم الله من قبلهم النفاق ، أو إلىجماعة حملوا النبي صلى الله عليه وآله على ذلك كما مر مراراً ، ومن هذا القبيل قولهتعالى :يَاعِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَإِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللهِ ... (المائدة:116) ولا تنافي بين كون استيذانهم حراماًوإذنه صلى الله عليه وآله بحسب ما يظهرونه من الأعذار ظاهراً واجباً أو مباحاً).
وقال الطباطبائي في تفسيرالميزان:9/285 والآية كما ترى وتقدمت الإشاره إليه في مقام دعوى ظهور كذبهمونفاقهم وأنهم مفتضحون بأدنى امتحان يمتحنون به . ومن مناسبات هذا المقام إلقاءالعتاب إلى المخاطب وتوبيخه والإنكار عليه كأنه هو الذي ستر عليهم فضائح أعمالهموسوء سريرتهم ، وهو نوع من العناية الكلامية يتبين به ظهور الأمر ووضوحه ، لا يرادأزيد من ذلك فهو من أقسام البيان على طريق: إياك اعني و اسمعي يا جارة . فالمرادبالكلام إظهار هذه الدعوى لا الكشف عن تقصير النبي صلى الله عليه وآله وسوء تدبيرهفي إحياء أمر الله ، وارتكابه بذلك ذنباً حاشاه ، وأولوية عدم الإذن لهم معناها كونعدم الإذن أنسب لظهور فضيحتهم، وأنهم أحق بذلك لما بهم من سوء السريرة وفساد النية، لا لأنه كان أولى وأحرى في نفسه ، وأقرب وأمس بمصلحة الدين .
والدليل على هذا الذي ذكرناقوله تعالى بعد ثلاث آيات: لَوْ خَرَجُوا فِيكُمْ مَا زَادُوكُمْ إِلا خَبَالاًوَلأَوْضَعُوا خِلالَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ . إلى آخر الايتين ، فقد كان الأصلح أن يؤذن لهم في التخلف ليصان الجمع من الخبالوفساد الرأي وتفرق الكلمة ، والمتعين أن يقعدوا فلا يفتنوا المؤمنين بإلقاء الخلافبينهم والتفتين فيهم وفيهم ضعفاء الإيمان ومرضى القلوب ، وهم سماعون لهم ، يسرعونإلى المطاوعة لهم ، ولو لم يؤذن لهم فأظهروا الخلاف كانت الفتنه أشد ، والتفرق فيكلمه الجماعة أوضح وأبين . ويؤكد ذلك قوله تعالى بعد آيتين:وَلَوْ أَرَادُواالْخُرُوجَ لأعَدُّوا لَهُ عُدَّةً وَلَكِنْ كَرِهَ اللهُ انْبِعَاثَهُمْفَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُوا مَعَ الْقَاعِدِينَ، فقد كان تخلفهم ونفاقهمظاهراً لائحاً من عدم إعدادهم العده ، يتوسمه في وجوههم كل ذي لب ، ولا يخفى مثلذلك على مثل النبي صلى الله عليه وآله وقد نبأه الله بأخبارهم قبل نزول هذه السورةكراراً ، فكيف يصح أن يعاتب هاهنا عتاباً جدياً بأنه لمَ لمْ يكف عن الإذن ولميستعلم حالهم حتى يتبين له نفاقهم ويميز المنافقين من المؤمنين. فليس المرادبالعتاب إلا ما ذكرناه .
ومما تقدم يظهر فساد قول من قالإن الآية تدل على صدور الذنب عنه صلى الله عليه وآله لأن العفو لا يتحقق من غير ذنب، وإن الإذن كان قبيحاً منه صلى الله عليه وآله ومن صغائر الذنوب ، لأنه لا يقال فيالمباح لم فعلته. انتهى
وهذا من لعبهم بكلام الله سبحانه ولو اعترض معترض على مايهجون به في مثل المقام الذي سيقت الآية فيه لم يرضوا بذلك . وقد أوضحنا أن الآيةمسوقه لغرض غير غرض الجد في العتاب .
على أن قولهم إن المباح لايقالفيه لمَ فعلت ، فاسدٌ ، فإن من الجائز إذا شوهد من رجح غير الأولى على الأولى أنيقال له لم فعلت ذلك ورجحته على ما هو أولى منه ؟ على أنك قد عرفت أن الآية غيرمسوقه لعتاب جدي .
ونظيره ما ذكره بعض آخر حيثقال: إن بعض المفسرين ولا سيما الزمخشري قد أساؤوا الأدب في التعبير عن عفو اللهتعالى عن رسوله صلى الله عليه وآله في هذه الآية وكان يجب أن يتعلموا أعلى الأدبمعه صلى الله عليه وآله إذ أخبره ربه ومؤدبه بالعفو قبل الذنب ، وهو منتهى التكريمواللطف . وبالغ آخرون كالرازي في الطرف الآخر فأرادوا أن يثبتوا أن العفو لا يدلعلى الذنب ، وغايته أن الإذن الذي عاتبه الله عليه هو خلاف الأولى . وهو جمود معالإصطلاحات المحدثة والعرف الخاص في معنى الذنب وهو المعصية ، وما كان ينبغي لهم أنيهربوا من إثبات ما أثبته الله في كتابه تمسكاً باصطلاحاتهم وعرفهم المخالف لهولمدلول اللغه أيضاً ، فالذنب في اللغة كل عمل يستتبع ضرراً أو فوت منفعة أو مصلحةمأخوذ من ذنب الدابة وليس مرادفاً للمعصية بل أعم منها.... فقد كان النبي ص يتوسممنهم النفاق والخلاف ويعلم بما في نفوسهم ، ومع ذلك فعتابه صلى الله عليه وآله بأنهلمَ لم يكفَّ عن الإذن ولم يستعلم حالهم ولم يميزهم من غيرهم ، ليس إلا عتاباً غيرجدي للغرض الذي ذكرناه..... وقد كانوا تظاهروا بمثل ذلك يوم أحد وقد هجم عليهمالعدو في عقر دارهم فرجع ثلث الجيش الاسلامي من المعركة ولم يؤثر فيهم عظة ولاإلحاح حتى قالوا لو نعلم قتالاً لاتبعناكم، فكان ذلك أحد الأسباب العاملة في انهزامالمسلمين). انتهى.
أن العتاب المشاهد في الآيةطريقي ولا موضوعية له ، لأنه جزء من السياق الذي هو تصعيد كشف المنافقين والدعوةالى كشفهم . فلا ذنب للنبي صلى الله عليه وآله كما زعموا ، ولا عتب ، ولا ناسخ ولامنسوخ ! وأين الذنب النبوي في قوله تعالى في خطاب كريم جميل: عفا الله عنك أيهاالنبي الرحيم حيث أذنتَ لهم بكرم أخلاقك ، فتخلفوا عنك ، ولو أنك لم تأذن لهم لرأيتعصيانهم ونفاقهم !
وقد أستأذنه المنافقون من قبل في غزوة الأحزابللمدينة وقال الله عنهم: وَيَسْتَأْذِنُ فَرِيقٌ مِنْهُمُ النبي يَقُولُونَ إِنَّبُيُوتَنَا عَوْرَةٌ وَمَا هِيَ بِعَوْرَةٍ إِنْ يُرِيدُونَ إِلا فِرَارًا. (الأحزاب:13) وأنزل عليه التخيير في الإذن للمؤمنين ، وهو تخيير يشملهم لتظاهرهمبالإيمان ، فقال في سورة النور: فإذا اسْتَئْذَنُوكَ لِبَعْضِ شَأْنِهِمْ فَأْذَنْلِمَنْ شِئْتَ مِنْهُمْ..؟! وغزوة الأحزاب سنة أربع أو خمس للهجرة ، وغزوة تبوك سنةتسع للهجرة ؟!!
نوجه اليهم هذا التساؤل:
كيف تجمعون بين نسبتة المعصية والذنب الى النبي صلى الله عليه وآله وبين قوله تعالى عنه: وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى ، إِنْ هُوَ إلا وَحْيٌ يُوحَى ، فالذي لاينطق كلمة عن هوى كيف يفعل عن هوى ؟!!

*الشيخ علي الكوراني

اباالحسن
01-24-2011, 03:16 AM
وقد تتحير في سبب تبنيهم لهذاالمنهج الخاطئ الظالم لرسول الله صلى الله عليه وآله وأنبياء الله عموماً عليهمالسلام .. لكنك تجده في مديحهم المطلق وغلوهم في أبي بكر وعمر، وابنتيهما عائشةوحفصة ، وبعضهم يضيف اليهم عثمان ومعاوية، وبعضهم يضيف بقية الحكام ! فقد عصموهمعملياً فلا يعترفون لهم بارتكاب أي خطأ ! بل يحكمون بضلال من لم يتولَّهُم ويعتقدبإمامتهم ، ويكفِّرون من ينتقدهم ويعدد أخطاءهم ، ويثبت معصيتهم لرسول الله صلىالله عليه وآله !








بوركتي وعوفيتي

تحياتي لكي

دمعة من ذهب
01-25-2011, 12:49 PM
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل الله فرجهم الشريف

اتخذو من تنقيص شخصية النبي صلى الله عليه وآله عندهم منهجٌ ليجيزوا لانفسهم ارتكاب المحرمات
مشكووووووره والله يعطيك الف عافيه

السوسن
01-25-2011, 02:26 PM
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل الله فرجهم الشريف
الاخ ابا الحسن ....شكرا لمرورك الكريم
الاخت دمعه من ذهب ....شكرا لمرورك الطيب