تاج النور
02-03-2011, 11:56 AM
التناسخ وعودة الأرواح
تاريخ وابتداع فكرة التناسخ أودعوه الأرواح
موضوع عودة الأرواح بعد الموت إلى أبدان أخرى من أقدم المواضيع التي كانت وما زالت محل بحث في أوساط البشرية أنه التناسخ المذكور عنه في الكتب الفلسفية وكتب العقائد والأديان.
وعلى الرغم من أن بعض المدافعين عن هذه العقيدة غير مستعدين لقبول عنوان (التناسخ ) لعقيدتهم ولكن يجب أن تؤخذ المصطلحات العلمية بنظر الاعتبار فكل العلماء العظام لا يفهمون التناسخ إلا بأنه عودة الأرواح للحياة مجددا في أبدان أخرى في هذا العالم وتمسك هؤلاء الأفراد بإنكار وحذف اسم التناسخ من عقيدتهم لم يكن له مأخذ علمي ولا يوافق قول أحد من الفلاسفة و العلماء ولنأخذ نموذجا من ذلك:
العلامة الحلي في شرح ما قاله الخواجة نصير الدين الطوسي في كتاب تجريد الاعتقاد حول التناسخ يقول :"التناسخ يعني أن الروح التي هي مبدأ شخصية ووجود الإنسان إذا انتقلت إلى بدن أخر فإنها تكون أساس وجوده "
وتستعمل كلمة التناسخ أيضا بهذا المعنى في حديث الشيخ الرئيس أبي علي ابن سينا في كتابه (الإشارات ) في بحث التناسخ وكذلك في حديث الخواجة نصير الدين الطوسي في "شرح الإشارات" وفي حديث صدر المتألهين في "الأسفار"
كذلك يظهر هذا المعنى جليا من حديث الفيلسوف المعروف الملا عبد الرزاق اللاهيجي في كتابة (كوهر مراد) وحديث الحكيم المشهور الملأ هادي السبزاوي في 0شرح المنظومة"
كتب الكاتب الإسلامي المعروف محمد فريد وجدي في دائرة معارف القرن العشرين تحت عنوان التناسخ المجلد العاشر صفحة 173 :
"التناسخ هو مذهب الذين يعتقدون بأن الروح بعد مفارقتها البدن تنتقل إلى بدن حيوان أو إنسان آخر حتى تصل إلى الكمال وتليق للحياة بين الأرواح المتعالية في عالم القدس"
هذه نماذج من أحاديث العلماء والفلاسفة الكبار في معنى التناسخ وليس بمقدورنا أن نحصل على معنى آخر للتناسخ لدى أي عالم .
أحيانا يطلقون (التناسخ) على رجوع الروح إلى بدن إنسان أخر وأحيانا يطلقونها بالمعنى الأعم وهو الرجوع إلى بدن حيوان أو إنسان .
بعض الفلاسفة توسعوا أكثر في هذا البحث واعتبروه أربع مراحل :
1- النسخ وتعني رجوع الروح في بدن إنسان آخر
2- المسخ عندما تحل الروح في بدن الحيوان
3- الفسخ عندما تتعلق الروح بالنبات
4- الرسخ عندما تتعلق بأحد الجمادات
ودلائل إبطال التناسخ وعدم إمكان رجوع الروح إلى حياة أخرى في هذا العالم تشمل جميع هذه المراحل ..
يعتقد العلماء والمؤرخون أن المحل الأصلي لولادة هذه العقيدة هو بلاد الهند والصين وأساسها كان موجودا في الأديان القديمة ولازال ثم نفذ من هناك أوساط الأقوام والشعوب الأخرى وعلى قول الشهرستاني في كتابه (الملل والنحل ) : إن هذه العقيدة أفسدت أغلب الأقوام
الاحترم الحالي الذي يبذله الهندوس تجاه الحيوانات يرتبط إلى حد ما بهذه العقيدة
من الجدير بالذكر هنا أن من المسلم به أننا لا نجد أحدا في أوساط الفرق الإسلامية يعتقد بالتناسخ إذ أن رجوع الروح إلى الحياة الجديدة في هذا العالم سيتناقض مع نصوص القرآن الكريم
إلا أن هناك مجموعة صغيرة تلاحظ بين الفرق الإسلامية تدعى التناسخية كان لها وجود في الماضي أما الأن فلم يبق إلا اسمها في كتب "الملل والنحل "
أما العقيدة المذكورة فقد ظهر لها اليوم أتباع في المحافل الروحية الأوربية يدافعون عنها بسماجة خاصة وهناك قلة في مجتمعنا إتبعوا أولئك بأعين عمياء وآذان صماء من غير أن يلاحظوا اللوازم الفاسدة لهذه العقيدة .
من أين نبعت عودة الروح إلى بدن آخر؟
يستفاد من مجموعة البحوث التي في كتب تاريخ (العقائد والمذاهب)أن الهدف الأساسي لاعتقاد بعض أتباع الأديان القديمة بمسألة عودة الروح يعود إلى أحد الأمور التالية :
1- إنكار البعث والعالم الآخر
فبعض أولئك لكونهم لم يعتقدوا بالعالم الآخر وتوهموا استحالته ولكونهم من جهة أخرى يرون أن عدم مجازاة الأخيار والأشرار مخالف لعدالة الله تعالى لذا اعتقدوا بأن روح الأخيار ترجع مجددا إلى بدن آخر في هذا العالم لتتصل ببدن أكثر سعادة من الأول لترى أعمالها الخيرة السابقة وروح الأشرار ترجع إلى الأبدان التي تعيش في ألم وعذاب أو في ابدان ناقصي الخلقة لترى جزاء أعمالها السيئة .
2- ملاحظة الأطفال المرضى والمعوقين
و مجموعة أخرى بسبب مشاهدتها الأطفال المعوقين و المرضى ترسخت في أذهانهم أن هؤلاء الأطفال الأبرياء لم يخلقهم الله بهذه الصورة ويبتليهم بهذا العذاب وحتما إن الأرواح التي في أبدانهم هي أرواح شريرة ومذنبة وظالمة جعلها الله في هذه الأبدان ليريها جزاء أعمالها وأرجعت مجددا لهذا العالم لتتعذب فيه !
3- العوامل النفسية
يعتقد أن أحد الأسباب النفسية لهذه العقيدة هو الهزائم المختلفة التي كان يواجهها الكثير وكان رد الفعل النفسي لتلك الهزائم والإخفاقات يظهر بأشكال مختلفة أحيانا تظهر بشكل (تعلق بالنفس ) والحصول على ضالته في عالم الخيال .
وبعض آخر يجعل عودة الروح إلى الحياة الجديدة في هذا العالم سبيلا لتهدئة أفكاره المضطربة.
الدليل الأول على إبطال عقيدة التناسخ :
1- عدم إمكانية الرجعة..
2- نحن نعلم أن الكائنات الحية في هذا العالم لا تهدأ لحظة واحدة وهي دائما في تغير من حالة إلى أخرى ومن مرحلة إلى أخرى أكثر كمالا.
النطفة المتكونة في رحم الأم هي في حركة دائبة ليلا ونهارا في بدء تكوينها لا ترى إلا بصعوبة شاقة وليس لها شبه بالإنسان ولكنها سرعان ما تطوي أدوارها التكاملية لتتخذ في النهاية شكل الإنسان .
الشيء الذي يستحيل إمكانه في هذا القانون هو العودة والرجوع إلى الوراء فالجنين عندما يكتمل نموه ولا يعود الرحم صالحا له فإنه وبأمر طبيعي يصدر من مبدأ الخلق يخرج من ذلك الرحم كما في الفاكهة الناضجة عند سقوطها من الشجرة .
والفلاسفة السابقون يعبرون أحيانا عن هذه الحقيقة بشكل آخر ويقولون : الكائن إذا تحول من القوة إلى الفعل فلا يمكنه الرجوع إلى الحالة الأولى القوة .
ولكن الاعتقاد بالتناسخ يخالف هذا القانون المسلم به
هذه العقيدة تقول :إن الإنسان يموت وروحه تنفصل عن جسده كما في الفاكهة الناضجة أو غير الناضجة الساقطة من الشجرة ولكن سرعان ما تعود هذه الروح إلى جسد آخر ولتبدأ من جديد بتلك الأدوار أولا في داخل النطفة ثم تخرج بشكل جنين كامل وتتولد مرة أخرى .
ثم تطوي مراحل الطفولة مرة أخرى بكل مشاكلها ومرارتها وحلاوتها
هذه هي الرجعية الواضحة هذا هو الرجوع بكل معناه هذه هي الخطوة الكبيرة إلى الأدوار السالفة ..
الشخص الذي يكون عابدا لله معتقد بنظام كائنات عالم الوجود وأنه مطابق لإرادة أزلية ويدار وفق سلسلة قوانين صحيحة كيف يمكنه أن ينسب هذا العمل الأحمق إلى خالق العالم العظيم ويقول بعد أن يطوي الكائن كل أدواره التكاملية بشكل كامل أوناقص فإنه يرجع مرة أخرى إلى حالته الأولى ليبدأ من الصفر ؟
الدليل الثاني :الروح لا تستطيع الحياة إلا في بدنها
من الذي لايعلم أن روح الطفل هي طفل مثلة ورح الشاب هي شابة نشطة وثائرة وساخنة مثله ؟
إن روح الإنسان وبدنه على علاقة وثيقة جدا ببعضهما ويؤثر أحدهما في الأخر تأثير مباشرا إن الروح في الوقت الذي تكون فيه كائنا فوق المادة هي على ارتباط واتحاد وثيق بالجسم والمادة ..
ما لا تستطيع الروح إبداعه
كيف يمكن لروح إنسان في الخمسين من عمرة وقد طوت أدوارها المختلفة كيف يمكنها أن تستقر في جنين صغير وبعد الولادة تكون كروح الطفل تحمل تصرفات الأطفال تبكي وتعاند وتصرخ وتلعب وتخاصم كالأطفال .
جميع الفرق الإسلامية تتفق على أن الروح بعد نهاية هذه الحياة لن تعود إلى بدن آخر في هذا العالم وعلماء الشيعة والسنة أدانوا بكل صراحة عقيدة التناسخ واعتبروها إحدى خرافات الأديان القديمة الهندية
وفي الإسلام لم يؤمن أحد بهذه العقيدة إلا فرقة التناسخية وأولئك لم يأخذوا هذه العقيدة عن القرآن ولكن اقتبسوها من الهنود ومما تناقلته العرب من فلسفة أولئك ..
ومن الآيات التي ترفض عقيدة التناسخ ما يأتي :
قال تعالى :"حتى إذا جاء أحدهم الموت قال رب ارجعون لعلي أعمل صالحا فيما تركت كلا إنها كلمة هو قائلها "
هذه الآية تنفي بصراحة رجوع الأرواح إلى هذه الحياة لتدارك ما فات في الماضي ..
قال تعالى " كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتا فأحياكم ثم يميتكم ثم يحيكم ثم إلية ترجعون"
هذه الآية تثبت أن هناك حياة واحدة بعد الموت وتلك الحياة تكون في يوم القيامة والرجوع إلية سبحانه والاتصال بالأزل والحياة في دار الخلود ..
وفي خطب الإمام علي علية السلام في نهج البلاغة تلاحظ بعض العبارات التي تبطل عقيدة التناسخ كقوله في الأموات لا عن قبيح يستطيعون انتقالا ولا في حسن يستطيعون ازديادا ...
كتاب: الارتباط بالأرواح لناصر مكارم الشيرازي
تاريخ وابتداع فكرة التناسخ أودعوه الأرواح
موضوع عودة الأرواح بعد الموت إلى أبدان أخرى من أقدم المواضيع التي كانت وما زالت محل بحث في أوساط البشرية أنه التناسخ المذكور عنه في الكتب الفلسفية وكتب العقائد والأديان.
وعلى الرغم من أن بعض المدافعين عن هذه العقيدة غير مستعدين لقبول عنوان (التناسخ ) لعقيدتهم ولكن يجب أن تؤخذ المصطلحات العلمية بنظر الاعتبار فكل العلماء العظام لا يفهمون التناسخ إلا بأنه عودة الأرواح للحياة مجددا في أبدان أخرى في هذا العالم وتمسك هؤلاء الأفراد بإنكار وحذف اسم التناسخ من عقيدتهم لم يكن له مأخذ علمي ولا يوافق قول أحد من الفلاسفة و العلماء ولنأخذ نموذجا من ذلك:
العلامة الحلي في شرح ما قاله الخواجة نصير الدين الطوسي في كتاب تجريد الاعتقاد حول التناسخ يقول :"التناسخ يعني أن الروح التي هي مبدأ شخصية ووجود الإنسان إذا انتقلت إلى بدن أخر فإنها تكون أساس وجوده "
وتستعمل كلمة التناسخ أيضا بهذا المعنى في حديث الشيخ الرئيس أبي علي ابن سينا في كتابه (الإشارات ) في بحث التناسخ وكذلك في حديث الخواجة نصير الدين الطوسي في "شرح الإشارات" وفي حديث صدر المتألهين في "الأسفار"
كذلك يظهر هذا المعنى جليا من حديث الفيلسوف المعروف الملا عبد الرزاق اللاهيجي في كتابة (كوهر مراد) وحديث الحكيم المشهور الملأ هادي السبزاوي في 0شرح المنظومة"
كتب الكاتب الإسلامي المعروف محمد فريد وجدي في دائرة معارف القرن العشرين تحت عنوان التناسخ المجلد العاشر صفحة 173 :
"التناسخ هو مذهب الذين يعتقدون بأن الروح بعد مفارقتها البدن تنتقل إلى بدن حيوان أو إنسان آخر حتى تصل إلى الكمال وتليق للحياة بين الأرواح المتعالية في عالم القدس"
هذه نماذج من أحاديث العلماء والفلاسفة الكبار في معنى التناسخ وليس بمقدورنا أن نحصل على معنى آخر للتناسخ لدى أي عالم .
أحيانا يطلقون (التناسخ) على رجوع الروح إلى بدن إنسان أخر وأحيانا يطلقونها بالمعنى الأعم وهو الرجوع إلى بدن حيوان أو إنسان .
بعض الفلاسفة توسعوا أكثر في هذا البحث واعتبروه أربع مراحل :
1- النسخ وتعني رجوع الروح في بدن إنسان آخر
2- المسخ عندما تحل الروح في بدن الحيوان
3- الفسخ عندما تتعلق الروح بالنبات
4- الرسخ عندما تتعلق بأحد الجمادات
ودلائل إبطال التناسخ وعدم إمكان رجوع الروح إلى حياة أخرى في هذا العالم تشمل جميع هذه المراحل ..
يعتقد العلماء والمؤرخون أن المحل الأصلي لولادة هذه العقيدة هو بلاد الهند والصين وأساسها كان موجودا في الأديان القديمة ولازال ثم نفذ من هناك أوساط الأقوام والشعوب الأخرى وعلى قول الشهرستاني في كتابه (الملل والنحل ) : إن هذه العقيدة أفسدت أغلب الأقوام
الاحترم الحالي الذي يبذله الهندوس تجاه الحيوانات يرتبط إلى حد ما بهذه العقيدة
من الجدير بالذكر هنا أن من المسلم به أننا لا نجد أحدا في أوساط الفرق الإسلامية يعتقد بالتناسخ إذ أن رجوع الروح إلى الحياة الجديدة في هذا العالم سيتناقض مع نصوص القرآن الكريم
إلا أن هناك مجموعة صغيرة تلاحظ بين الفرق الإسلامية تدعى التناسخية كان لها وجود في الماضي أما الأن فلم يبق إلا اسمها في كتب "الملل والنحل "
أما العقيدة المذكورة فقد ظهر لها اليوم أتباع في المحافل الروحية الأوربية يدافعون عنها بسماجة خاصة وهناك قلة في مجتمعنا إتبعوا أولئك بأعين عمياء وآذان صماء من غير أن يلاحظوا اللوازم الفاسدة لهذه العقيدة .
من أين نبعت عودة الروح إلى بدن آخر؟
يستفاد من مجموعة البحوث التي في كتب تاريخ (العقائد والمذاهب)أن الهدف الأساسي لاعتقاد بعض أتباع الأديان القديمة بمسألة عودة الروح يعود إلى أحد الأمور التالية :
1- إنكار البعث والعالم الآخر
فبعض أولئك لكونهم لم يعتقدوا بالعالم الآخر وتوهموا استحالته ولكونهم من جهة أخرى يرون أن عدم مجازاة الأخيار والأشرار مخالف لعدالة الله تعالى لذا اعتقدوا بأن روح الأخيار ترجع مجددا إلى بدن آخر في هذا العالم لتتصل ببدن أكثر سعادة من الأول لترى أعمالها الخيرة السابقة وروح الأشرار ترجع إلى الأبدان التي تعيش في ألم وعذاب أو في ابدان ناقصي الخلقة لترى جزاء أعمالها السيئة .
2- ملاحظة الأطفال المرضى والمعوقين
و مجموعة أخرى بسبب مشاهدتها الأطفال المعوقين و المرضى ترسخت في أذهانهم أن هؤلاء الأطفال الأبرياء لم يخلقهم الله بهذه الصورة ويبتليهم بهذا العذاب وحتما إن الأرواح التي في أبدانهم هي أرواح شريرة ومذنبة وظالمة جعلها الله في هذه الأبدان ليريها جزاء أعمالها وأرجعت مجددا لهذا العالم لتتعذب فيه !
3- العوامل النفسية
يعتقد أن أحد الأسباب النفسية لهذه العقيدة هو الهزائم المختلفة التي كان يواجهها الكثير وكان رد الفعل النفسي لتلك الهزائم والإخفاقات يظهر بأشكال مختلفة أحيانا تظهر بشكل (تعلق بالنفس ) والحصول على ضالته في عالم الخيال .
وبعض آخر يجعل عودة الروح إلى الحياة الجديدة في هذا العالم سبيلا لتهدئة أفكاره المضطربة.
الدليل الأول على إبطال عقيدة التناسخ :
1- عدم إمكانية الرجعة..
2- نحن نعلم أن الكائنات الحية في هذا العالم لا تهدأ لحظة واحدة وهي دائما في تغير من حالة إلى أخرى ومن مرحلة إلى أخرى أكثر كمالا.
النطفة المتكونة في رحم الأم هي في حركة دائبة ليلا ونهارا في بدء تكوينها لا ترى إلا بصعوبة شاقة وليس لها شبه بالإنسان ولكنها سرعان ما تطوي أدوارها التكاملية لتتخذ في النهاية شكل الإنسان .
الشيء الذي يستحيل إمكانه في هذا القانون هو العودة والرجوع إلى الوراء فالجنين عندما يكتمل نموه ولا يعود الرحم صالحا له فإنه وبأمر طبيعي يصدر من مبدأ الخلق يخرج من ذلك الرحم كما في الفاكهة الناضجة عند سقوطها من الشجرة .
والفلاسفة السابقون يعبرون أحيانا عن هذه الحقيقة بشكل آخر ويقولون : الكائن إذا تحول من القوة إلى الفعل فلا يمكنه الرجوع إلى الحالة الأولى القوة .
ولكن الاعتقاد بالتناسخ يخالف هذا القانون المسلم به
هذه العقيدة تقول :إن الإنسان يموت وروحه تنفصل عن جسده كما في الفاكهة الناضجة أو غير الناضجة الساقطة من الشجرة ولكن سرعان ما تعود هذه الروح إلى جسد آخر ولتبدأ من جديد بتلك الأدوار أولا في داخل النطفة ثم تخرج بشكل جنين كامل وتتولد مرة أخرى .
ثم تطوي مراحل الطفولة مرة أخرى بكل مشاكلها ومرارتها وحلاوتها
هذه هي الرجعية الواضحة هذا هو الرجوع بكل معناه هذه هي الخطوة الكبيرة إلى الأدوار السالفة ..
الشخص الذي يكون عابدا لله معتقد بنظام كائنات عالم الوجود وأنه مطابق لإرادة أزلية ويدار وفق سلسلة قوانين صحيحة كيف يمكنه أن ينسب هذا العمل الأحمق إلى خالق العالم العظيم ويقول بعد أن يطوي الكائن كل أدواره التكاملية بشكل كامل أوناقص فإنه يرجع مرة أخرى إلى حالته الأولى ليبدأ من الصفر ؟
الدليل الثاني :الروح لا تستطيع الحياة إلا في بدنها
من الذي لايعلم أن روح الطفل هي طفل مثلة ورح الشاب هي شابة نشطة وثائرة وساخنة مثله ؟
إن روح الإنسان وبدنه على علاقة وثيقة جدا ببعضهما ويؤثر أحدهما في الأخر تأثير مباشرا إن الروح في الوقت الذي تكون فيه كائنا فوق المادة هي على ارتباط واتحاد وثيق بالجسم والمادة ..
ما لا تستطيع الروح إبداعه
كيف يمكن لروح إنسان في الخمسين من عمرة وقد طوت أدوارها المختلفة كيف يمكنها أن تستقر في جنين صغير وبعد الولادة تكون كروح الطفل تحمل تصرفات الأطفال تبكي وتعاند وتصرخ وتلعب وتخاصم كالأطفال .
جميع الفرق الإسلامية تتفق على أن الروح بعد نهاية هذه الحياة لن تعود إلى بدن آخر في هذا العالم وعلماء الشيعة والسنة أدانوا بكل صراحة عقيدة التناسخ واعتبروها إحدى خرافات الأديان القديمة الهندية
وفي الإسلام لم يؤمن أحد بهذه العقيدة إلا فرقة التناسخية وأولئك لم يأخذوا هذه العقيدة عن القرآن ولكن اقتبسوها من الهنود ومما تناقلته العرب من فلسفة أولئك ..
ومن الآيات التي ترفض عقيدة التناسخ ما يأتي :
قال تعالى :"حتى إذا جاء أحدهم الموت قال رب ارجعون لعلي أعمل صالحا فيما تركت كلا إنها كلمة هو قائلها "
هذه الآية تنفي بصراحة رجوع الأرواح إلى هذه الحياة لتدارك ما فات في الماضي ..
قال تعالى " كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتا فأحياكم ثم يميتكم ثم يحيكم ثم إلية ترجعون"
هذه الآية تثبت أن هناك حياة واحدة بعد الموت وتلك الحياة تكون في يوم القيامة والرجوع إلية سبحانه والاتصال بالأزل والحياة في دار الخلود ..
وفي خطب الإمام علي علية السلام في نهج البلاغة تلاحظ بعض العبارات التي تبطل عقيدة التناسخ كقوله في الأموات لا عن قبيح يستطيعون انتقالا ولا في حسن يستطيعون ازديادا ...
كتاب: الارتباط بالأرواح لناصر مكارم الشيرازي