المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قصة الأخوان المجوسيان


بيبي امورة
02-12-2011, 08:47 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صلي على محمد وال بيت محمد الطيبين الطاهرين وعجل فرجهم..

كان في زمن مالك بن دينار اخوان مجوسيان , عبدَ احدهما النار ثلاث وسبعين سنة , والاخر عبد النار خمة وثلاثين سنة .
ثم قال الأخ الأصغر للأكبر : ياأخي نعبد ألنار كذا و كذا سنة تعال نختبرها أن احرقتنا لم نعبدها وأن لم تحرقنا نعبدها الى الموت .
فأوقدا ناراً فقال الاخ الاصغر للأكبر : انت تضع يدك في النار اولاً أم انا أضعها ؟
فقال : بل انت تضع يدك .
فوضع الأصغر يده في النار فأحرقت يده فقال : ويحك ونزع يده وقال لها : يا نار أعبدك منذ خمسة وثلاثين سنة فتؤذينني .
ثم قال لأخيه : يا اخي تعال نتركها . فقال الأكبر : لا اترك عبادتي للنار .
وتركها ألأصغر وجاء مع زوجته وعياله الى باب مالك بن دينار وهو جالس واعظاً وقص عليه القصة وعرض عليه وعلى ال بيته الأسلام .
فبكى الناس كلهم فرحاً . ثم قال له مالك بن دينار: أجلس معنا وأصحابي اجمع لك منهم شيئاً من أموال الدنيا .
قال الأخ الأصغر : لا أريد أن ابيع الدين بالدنيا . ثم انصرف فوجد خرابة فدخل فيها مع عياله .
فعبدوا الله تعالى , فلما أصبح قالت أمرأته : اذهب الى السوق وأطلب عملاً وأشتري به طعاماً ..
فذهب الى السوق فلم يجد عملاً , فقال في نفسه : أعمل لله تعالى .
فدخل المسجد وصلى الى الليل .
ثم رجع الى الخرابة صفر اليدين , فقالت له زوجته : ألم تجد شيئاً ؟ .
قال : عملت اليوم لواحد وقال اعطيك أجرتك غداً , فباتوا جياعاً ..
فلما أصبح ذهب الى السوق فلم يجد عملاً فعمل لله كذلك , ثم رجع الى الخرابة صفر اليدين , فسألته زوجته فأجاب كما أجاب البارحة . فباتو جياعاً .
فلما أصبحوا كان اليوم جمعة فلم يجد فيه عملاً .
فذهب الى المسجد وصلى ركعتي الجمعى ورفع يده الى السماء وقال : (يارب بحرمة هذا الدين وبحرمة هذا اليوم أرفع حزن نفقة عيالي عن قلبي , وأني استحي من عيالي أخاف عليهم أن يرجعوا الى دين اخي الأكبر بسبب
ألجوع ) .
فلما دخل وقت الظهر جاء شخص الى باب تلك الخرابة وقرع الباب فخرجت زوجته فأذا هو شاب حسن الوجه بيده طبق من ذهب مغطى بمنديل فقال لها : خذي هذا وقولي لزوجك هذا اجرة عملك لله تعالى في يوم الجمعة فأن العمل القليل في هذا اليوم كثير عند الله تعالى اجراً .
فأخذت الطبق فكشفت غطائه فأذا فيه ألف دينار فأخذت ديناراً واحداً وذهبت الى الصراف فوزنه الصراف فزاد وزنه على ذهب الدنيا مرتين فنظر الصراف الى نقشه فعلم انه ليس من دنانير الدنيا فقال لها من اين وجدت هذا , فقصت عليه القصة . فقال لها : اعرضي علي الأسلام فعرضته عليه فأسلم الصراف فدفع اليها الفاً من ذهب الدنيا فلما صلى الشاب الجمعة جاء الى منزله صفر اليدين فوضع في منديله شيئاً من التراب . وقال في نفسه : لو سألتنني زوجتي وقالت ما فعلت ؟ اقول : فعلت بالدقيق .
فلما دخل الى بيته وجد فيه ريح الطعام . فوضع المنديل عند الباب كي لا تشعر هي . ثم سألها : عما رأى في البيت فقصت عليه القصة فسجد لله تعالى شكراً لما جاء من عند الله تعالى .

اللهم صلي على محمد وال بيت محمد الطيبين الطاهرين .