المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : منزلة الإمام العسكريّ عليه السّلام لدى جماهير الشيعة


.ابوفاضل.
02-15-2011, 11:07 PM
منزلة الإمام العسكريّ عليه السّلام لدى جماهير الشيعة
عاش الإمام العسكريّ عليه السّلام وسط جماهير شيعته، يتعاهدهم ويُحسن إليهم ويأمرهم بالتآخي والتآلف، وقد بالغ في رعاية شيعته إلى الحدّ الذي كان يحذّرهم معه من أعين السلطة التي كانت ترصد حركاتهم وسكناتهم. وقد روى ابن شهرآشوب أنّ الإمام العسكريّ عليه السّلام قال للحسن بن محمد العقيقيّ ومحمّد بن إبراهيم العمريّ ـ وكانا معه في الحبس ـ: لولا أنّ فيكم مَن ليس منكم، لأعلمتُكم متى يُفرج عنكم ـ وأومأ عليه السّلام إلى الجُمَحيّ أن يخرج فخرج ـ فقال أبو محمّد عليه السّلام: هذا الرجل ليس منكم فاحذروه؛ وإنّ في ثيابه قصّة ( ورقة ) قد كتبها إلى السلطان يُخبره بما تقولون؛ فقام بعضُهم ففتّش ثيابه، فوجدوا القصّة يذكرهم فيها بكلّ عظيمة .
ورأينا الإمام العسكريّ عليه السّلام يكتب إلى عليّ بن الحسين بن بابويه القمّي:... عليك بالصبر وانتظار الفرج؛ قال النبيّ صلّى الله عليه وآله: « أفضل أعمال أمّتي انتظار الفرج »؛ ولا يزال شيعتنا في حُزن حتّى يظهر ولدي الذي بشّر به النبيّ صلّى الله عليه وآله، يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما مُلئت جوراً وظلماً؛ فاصبر يا شيخي يا أبا الحسن عليّ، وأْمُرْ جميع شيعتي بالصبر، فإنّ الأرض لله يُورثها مَن يشاء من عباده والعاقبة للمتّقين، والسّلام عليك وعلى جميع شيعتنا ورحمة الله وبركاته، وصلّى الله على محمّد وآله .
وقد بادل الشيعة إمامهم عليه السّلام الودَّ والحبّ والاحترام، ولذلك رأينا أحمد بن عبيدالله بن خاقان ـ وكان شديد النصب والانحراف عن أهل البيت ـ يقول عن الإمام العسكريّ عليه السّلام: ما رأيتُ ولا عرفتُ من العَلَويّة مثل الحسن بن عليّ بن محمّد بن الرضا في هَدْيه وسُكونه، وعفافه ونُبله وكرمه عند أهل بيته وبني هاشم كافّة، وتقديمهم له على ذوي السنّ منهم والخطر، وكذلك كانت حاله عند القوّاد والوزراء وعامّة الناس .
وروى ابن شهرآشوب أنّ جعفر الكذّاب اجتهد في أن يقوم مقام الإمام الحسن العسكريّ عليه السّلام بعد وفاته فلم يقبله أحد، بل بَرِئوا منه ولقبّوه الكذّاب، فورد على عبدالله بن خاقان وقال: اجعل لي مرتبة أخي وأنا أوصل إليك في كلّ سنة عشرين ألف دينار، فزبره وقال: يا أحمق! إنّ السلطان جرّد سيفه في الذين زعموا أنّ أباك وأخاك أئمّة ليردّهم عن ذلك فلم يتهيّأ له؛ فإن كنتَ عند شيعة أبيك وأخيك إماماً، فلا حاجة بك إلى مرتب؛ ثمّ أمر أن يُحجَب عنه .
وروى الطبرسيّ أنّه لمّا ذاع خبر وفاة الإمام العسكريّ عليه السّلام صارت « سُرّ من رأى » ضجّةً واحدة، وعُطّلت الأسواق، وركب بنو هاشم والقُوّاد، وسائر الناس إلى جنازته، فكانت « سرّ من رأى » يومئذٍ شبيهاً بالقيامة .

احرار الزهراء
02-15-2011, 11:13 PM
http://vb.arabseyes.com/uploaded/33206_1186390610.gif