المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : القصور الفكري و النفس البشريه


الامبراطوره ملاك
02-24-2011, 05:58 PM
بسم الله الرحمن الرحيم ..

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجة الشريف ..

الموضوع :القصور الفكري والنفس البشرية

لعلنا نعلم ان الله سبحانه وتعالى ما خلق الكون ومابه من مخلوقات الا لحكمة يريدها وسر يعلمه ,ومنها ما يتعلق بالحياة واستمرارها , ولذا فقد خلق الانسان ليجسد المفهوم الاساسي للحياة, ففطره على حب الحياة , وجعله خليفة في الارض كي يعمرها وامره باصلاحها كي تستمر الحياةالتي ارادها جل شانه في نمو وتجدد دائم .....

ولذا فان النفس البشرية قد فطرت على حب الحياة وحب البقاء فيها ما امكن, وذلك من خلال حب النفس والحفاظ عنها بتجنيبها جميع العوامل التي قد تؤدي الى الهلاك اوالفناء , والميل الى الدفاع عنها , والى جميع العوامل التي تساعد على استمرارها ونموها وتطورها,من خلال العديد من النوازع التي فطرت عليها من خلال النزعة الاساسية المتمثله بحب الحياة والاستمرار والبقاء فيها ....


وبالتالي فأن نوازع النفس البشرية هي نوازع فطرية ومنها على سبيل
المثال لا الحصر :
حب الذات ( الانانية , الاستئثار.........) , حب التملك, حب المال , حب السلطان, حب السيطرة, حب التميز, حب الانفراد, حب التمسك بالرأي وفرضه , ..........الخ

وهي نوازع موجوده في كل انسان ,فليس هناك انسان لايحب نفسه وذاته ولا يحب ان يكون ذا مال او سلطان او جاه بل ولايسعي الى ذلك جاهدا اما بطريقه او باخرى ....
الا ان ذلك يختلف من شخص الى اخر من حيث الحجم او مستوئ تأثير تلك النزعات عليه,
وطريقة تحقيقها .....
فكونها نزعات فطرية فان وجودها طبيعي وشرعي ولابد منه بالمستوئ الايجابي الذي يؤدي الى وجود الحياة واستمرارها , والا انتهى حب الانسان للحياة ...
وبالتالي لن تستمر الحياة ولا اي من اشكالها التنموية والتطويريه والتعايشيه.......الخ


وبالتالي فان هناك مستوى طبيعي وشرعي لتلك النزعات بما تتضمنه من كوامن و غرائز , وهو عندما تكون غير مؤثره على الاخرين, ومتوافقه مع كل ما يعتبر من الحقوق الطبيعية والشرعية التي تفرضها القيم والمبادئ التشريعية الالهية والمعايير الانسانية والاخلاقية , ويقرها العقل....

حيث ان من اهم صفات النفس البشرية بل وتعتبر سمة اساسية للنفس وتنعكس على جميع نزعاتها ورغباتها بالاضافة الى مالها من صفة تعاظمية ,فالنفس تميل الى الطغيان فهي تطغى حتى على صاحبها فتسعى الى ان تتحكم بالذات كاملة وتفرض سيطرة نوازعها عليها...

ولذا فان الخالق جل شأنه قد وهب الانسان العقل وهو مفطور على الحق والصواب , حتى يكون قادر على تحقيق التوازن المطلوب في ظل المعادلة الالهية للحياة .....

وهو بذلك قد ميزه على سائر المخلوقات وبما ينسجم مع الغرض من خلقه واستمرار الحياة باصلاحها من خلال اصلاح نفسه كما امره الخالق......
بالتفريق بين الحق والباطل , والخير والشر, والنفع والضر, .........الخ


بل وعلمه البيان واعطاه الحكمة وسخر له العلم ......

ومكنه في الارض وهي موطن الحياة , ومده بجميع طرق الهداية الالهية الامره بالحق والخير والصلاح والنفع , حتى يتمكن من استبيان جميع الامور ومعرفتها من خلال ادراك حقائقها ودلالاتها .....وجعله على نفسه بصيرا!!!!!!!!!

والعقل يهدي الى الحق والصواب, وهو موطن الذهن والفكر, فالذهن لمعرفة كل ما هو في محيط حياته من ثوابت ومتغيرات وجوانب مختلفه , وفهم مضمونها واستيعابه ( قيم , مبادئ, علاقات.......)
وايضا القدرة على الالمام والتعلم واكتساب المعرفه....... الخ
والفكر هو وعي الانسان لتلك المضامين والمفاهيم ومالها من دلالات , واثار.....
والتفكير فيها والتأمل من خلالها لادراك الحقائق فيها , واستبيان العقل للتمييز.....

والنفس اذا ترك لها العنان طغت على الذات الانسانيه , فتسعى الى اقصاء العقل , وتجميد الروح , فتصبح هي المسيطره على الذهن والفكر , وعلى الشعور والاحساس , وتحكمت بتشكيل جميع دوافعه السلوكيه والحياتيه والاخلاقيه....

فيصبح تفكير المرء وشعوره محدود في نطاق نزعات ورغبات نفسه ....
ويكون غير قادر على فهم حقيقة نفسه ولا نوازعها المختلفه , حتى تستبد به فلا يمكنه الرؤيه الا من خلالها .....
بل وتجد انه في حين يمارس تلك النزعات والرغبات و يماشي تعاظمها ويبيح لنفسه ان تستأثر وان تستحوذ وان تظلم وان تعتدي .....
وما الى ذلك , ويرى ان له الحق في ذلك فأنه ينكر على الاخرين ذلك ويرفض منهم ان يكونوا امامه كذلك, بل وينتقده فيهم ......

في حين ان الانسان اذا ما استطاع ان يتحكم في نفسه نتيجه لقدرته على استغلال ما لديه من قدرات ذهنيه في فهم ماسبق شرحه واستيعابه بوعي وادراك يكون قادرا على فهم حقيقة نفسه ونوازعها....

وبالتالي التحكم بها والسيطرة عليها من خلال العقل بما يهدي ويدل الى الحق والصواب, ويكبح جماحها ورفض تماديها باهوائها , ومحاسبتها وانتقادها....


النفس في منظور الإمام علي


قال كميل: سألت أمير المؤمنين فقلت له: أريد أن تعرفني نفسي.
فقال (): يا كميل، وأي الأنفس تريد أن أعرفك.
قلت: يا مولاي، هل هي إلا نفس واحدة؟
قال (): يا كميل إنما هي أربع: النامية النباتية ،
والحسية الحيوانية ، والناطقة القدسية ، والكلية الإلهية ، ولكل واحدة من هذه خمس قوى وخاصيتان.
فالنامية النباتية لها خمس قوى: جاذبة وماسكة وهاضمة ودافعة ومربية، ولها خاصيتان، الزيادة والنقصان وانبعاثهما من الكبد وهي أشبه الأشياء بنفس الحيوان.
والحسية الحيوانية لها خمس قوى: سمع وبصر وشم وذوق ولمس، ولها
خاصيتان، الشهوة والغضب، وانبعاثهما من القلب، وهي أشبه الأشياء بنفس السباع.
والناطقة القدسية ولها خمس قوى، فكر وذكر وعلم وحلم ونباهة، وليس لها انبعاث، وهي أشبه الأشياء بالنفوس الملكية، ولها خاصيتان، النزاهة والحكمة.
والكلية الإلهية ولها خمس قوى: بقاء في فناء، ونعيم في شقاء، وعز في ذل، وغنى في فقر، وصبر في بلاء، ولها خاصيتان، الرضا والتسليم، وهذه هي التي مبدؤها من الله، واليه تعود.


يقول المثل .. ( لو الضمير يتغسل زي الثياب ما صارت الناس مثل الذياب)


ودمتم بحفظ الله سبحانة ونعالى وأهل البيت (ع) ..

مجنون بحب احسين
02-25-2011, 03:20 PM
اللهم صلي على محمد وال محمد
وفقتي على الموضوع القيم
ففيه توعيه للفكر وتنبيه للفهم

علاء النجفي
02-25-2011, 04:56 PM
السلام عليكم

أحسنتم أختي على هذا الطرح
موفقين

الامبراطوره ملاك
02-26-2011, 05:30 AM
اشكركم لمروركم تسلمون