المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : دراسة في دعاء السِمات


حيدر الشيرازي
07-23-2011, 02:15 PM
البحث حول دعاء السمات سيكون في عدة نقاط:
1-حول تسميته .
2- حول رواته.
3- متى يُدعى به.
4- حول عبارات غامضة وردت فيه.
1- التسمية :

وردت عدة أقوال في سبب التسمية :
أ- السِمات - بكسر السين - جمع سمة، والسمة العلامة، كأنّ هذا الدعاء عليه علامات الإجابة ([1)]. وقوله: كأن ...الخ، استظهار من الشيخ إبراهيم بن علي الكفعمي، أي أن الكفعمي يقول لعل هذا هو سبب التسمية .
ب- وقال بعضهم : اسمه (سمة)، ومعنى سمة : الاسم الأعظم ([2)]. ولا نعرف صاحب هذا الرأي، ولا ندري من أين استقى هذا الفهم، فهل وجد في رواية ما أن معنى سمة هو الاسم الأعظم؟! لأننا لا نجد في المعنى اللغوي أن من معاني سمة: الاسم الأعظم. نعم ربما ينتصر لهذا الرأي بما ذكره المقدس السيد عبد الأعلى السبزواري في تفسيره للبسملة([3)]، وذلك وفق منهج لغوي يسير عليه هو وجملة من المحققين من أن الاسم يصح أن يكون أصله من السمو بمعنى الرفعة أومن الوسم بمعنى العلامة، لأنه يصح رجوع أحد المعنيين إلى الآخر في شيء يجمعهما وهو ما عبر عنه بالجامع القريب وهذا الجامع هو البروز والظهور لأن الرفعة هي من جهة علامة والعلامة هي من جهة رفعة للشيء وهما يستلزمان البروز والظهور([4)]. فالاسم هو السمة. ولكن الرأي المذكور أعلاه يقول إن معنى سمة: الاسم الأعظم ؟! ولم يقل إن سمة واسم شيء واحد، فلا يمكن القبول بكون السمة معناها الاسم الأعظم .
ج - ويسمى أيضًا دعاء الشبّور . والشبّور هو البوق([5)]. أوشيء ينفخ فيه وليس بعربي ([6)]. أو القمع ([7)]. والعلة في تسميته بدعاء الشبّور كما يذكر الشيخ الكفعمي (ت900هـ) في كتابه البلد الأمين ([8)] عن الإمام الصادق:
أن يوشع بن نون عند محاربته للعماليق خاف منهم فأمر الخواص ممن معه في جيشه أن يكتبوا أسماء العماليق واحدًا واحدًا على جرار ويقرأ بهذا الدعاء في قرن مثقوب من قرون الضأن ..الخ([9)] .
وقال بعضهم الشبور أي السبت فيكون المقصود أن دعاء الشبور دعاء يوم السبت وهذا غير صحيح لأن الشبور غير (شبت שבת )وهو يوم السبت بالعبرية .
بعد هذه الجولة في تسمية الدعاء فإن ما اتضح لي من تسميته هو أن (سمات) معناه: الأسماء باللغة العبرية، فإن شم بالعبرية يعني اسم بالعربية وشمو تعني اسمه وشمي يعني اسمي ([10)]وشموت يعني أسماء وهي جمع اسم، حيث أن إحدى طرق الجمع في العبرية بالواو والتاء، ثم تركت الشين كما في كثير من الكلمات التي تنطق في العبرية بالشين وفي العربية بالسين وهي كثيرة جدًّا ومنها على سبيل المثال شلوم التي تعني في العربية سلام .
وقد سمي سفر الخروج وهو السفر الثاني من التوراة باسم أول كلمتين فيه وهي : ( واله شموت) أي وهذه الأسماء([11)].
ويؤيد أن دعاء السمات هو دعاء الأسماء أن الدعاء مليء بذكر عبارة (اسم)، ويؤيده أيضًا ما ورد أن فيه الاسم الأعظم .

شبهة حول الدعاء
في يوم الجمعة 8-4-1419هـ كنت في النجف الأشرف، والتقيتُ هناك بأحد الأدباء العراقيين، ودار بيننا الحديث، فسألته عما قيل في اتهام الخاقاني صاحب شعراء الغري بأنه يقول إن دعاء السمات دعاء يهودي، قال الأديب: أنا أيضاً أقول إن هذا الدعاء يهودي؟!.
كانت هذه الكلمات مما دفعني للبحث في هذا الدعاء العظيم، وإني لأتعجب منهما؟! ألما يطلعا على ما ذكر حول هذا الدعاء في كتب الأدعية ؟! ففيها إجابة تساؤلهما، وتوضيح ما اشتبها فيه من التقليل من قيمته.
فقد سئل العمري : ما بال الناس تدعوا بدعاء الشبور الذي لليهود على من سرق منهم وهم ملعونون ... فقال : إن لذلك علتان علة ظاهرة وعلة باطنة فأما الظاهرة: فإنها أسماء الله ومدائحه إلا أنها عندهم مبتورة وعندنا صحيحة موفورة عن سادتنا أهل الذكر، نقلها لنا خلف عن سلف، حتى وصلت إلينا.
وأما الباطنة فإنا روّينا عن العالم عليه السلام أنه قال: إذا دعا المؤمن يقول الله عزوجل: صوت احب أن أسمعه اقضوا حاجته واجعلوها معلقة بين السماء والأرض حتى يكثر دعاؤه شوقا مني إليه، وإذا دعا الكافر يقول الله عزوجل: صوت أكره سماعه اقضوا حاجته وعجلوها له حتى لا
أسمع صوته، ويشتغل بما طلبه عن خشوعه([12)].
فالعلة الظاهرة التي ذكرها العمري أن هذا الدعاء مليء بأسماء الله وصفاته فليست من حق اليهود وحدهم بل هي فكر توحيدي عام بل هي عندهم مشوهة ومعطلة وعندنا ذات معانٍ صحيحة .
ولو كان هذا الدعاء يهوديًا فكيف يذكر فيه النبي عيسى ونبينا محمد عليه وعلى نبينا وآله الصلاة والسلام .
2- رواة الدعاء([13)]
روى هذا الدعاء :
- أبو عبد الله أحمد بن محمد بن عياش الجوهري : ( اضطرب في آخر عمره ... وقال النجاشي : وشيوخنا يضعفونه / النجاشي ص86).
- عن أبي الحسين عبد العزيز بن أحمد بن محمد الحسني : ( لم أجد له ترجمة ).
- عن محمد بن علي بن الحسن بن يحيى الراشدي من ولد الحسين بن راشد ( لم يذكره الرجاليون /مستدركات علم رجال الحديث للنمازي ج7ص222).
- عن الحسين بن أحمد بن عمر بن الصباح (لم يذكره الرجاليون /مستدركات علم رجال الحديث للنمازي ج3ص90).
- عن أبي جعفر محمد بن عثمان بن سعيد العمري ( النائب الثاني لصاحب الزمان C وهوثقة ).
- عن محمد بن عثمان العمري (النائب الأول لصاحب الزمان وهو ثقة ).
- عن محمد بن راشد ( لم أجده . وفي رواية ابن طاووس محمد بن أسلم . ومحمد بن أسلم قال فيه النجاشي ص260: غالٍ فاسد المذهب ).
- عن محمد بن سنان ( مختلف فيه ضعفه النجاشي، ووثقه المفيد مرة وضعفه مرة أخرى ).
- عن المفضل بن عمر الجعفي (قال النجاشي : فاسد المذهب، مضطرب الرواية . ووثقه الشيخ المفيد والشيخ الطوسي ).
ويرى السيد الخوئي أن النجاشي أضبط من المفيد([14)] فهو يرى تضعيف محمد ابن سنان والمفضل بن عمر الجعفي . إلا أن الشيخ مسلم الداوري - تلميذ السيد الخوئي - يرى وثاقة محمد بن سنان والمفضل الجعفي ([15)]. إلا أن بقية السند لا يخلو من إشكال .
وقد سئل السيد الخوئي كما في كتاب منية السائل([16)] ص 224:
( س ) من ضمن أعمال يوم الجمعة ومن ضمن الأدعية الواردة فيه دعاء السمات فما مدى ثبوت مسند هذا الدعاء عندكم وما مدى قبول سماحتكم لبعض الفقرات الواردة في المتن ؟
( ج ) لم يظهر لنا قوة سنده .
فيظهر أن السيد الخوئي يرى ضعف سنده من ضعف محمد بن سنان والمفضل بن عمر الجعفي، وجهالة بعض من ورد في سنده . وهنا السيد الخوئي Q لم يذكر رأيه في مضمون فقرات الدعاء.
وبما أن الدعاء يدخل ضمن دائرة السنن، فهو مما يتسامح فيه وفق قاعدة التسامح في أدلة السنن، و الذي يستندون فيها على حديث حسن مشتهر متلقى بالقبول، وهو من سمع شيئاً من الثواب على شيء فصنعه كان له أجرُهُ وإن لم يكن على ما بلغه)(17 .
ويقول الشيخ بهاء الدين العاملي : وهذا هو سبب تساهل فقهائنا في البحث عن دلائل السنن بقولهم باستحباب بعض الأعمال التي ورد بها أخبار ضعيفة، وحكمهم بترتب الثواب عليها. فلا يرد عليهم أنهم قد اتفقوا على أن الحديث الضعيف لا تثبت به الأحكام الشرعية والاستحباب حكم شرعي، لأن حكمهم باستحباب تلك الأعمال، وترتب الأعمال عليها ليس مستنداً في الحقيقة إلى تلك الأحاديث الضعيفة، بل إلى هذا الحديث الحسن المشتهر المعتضد بغيره من الأحاديث(18 .
وذكر ابن طاووس(ت664هـ) سندًا آخر لا يخلو من الإشكالات الواردة على السند المتقدم من الضعف والجهالة .
وقال السيد أبوالقاسم بن السيد محمد باقر الحسينی العلوی الدهکردي(ره) في (لَمَعات فی شرح دعاء السمات) - وهو من أساتذة السيد حسين البروجردي المرجع الديني المعروف - ما ترجمته : " وأما سند الرواية - يقصد رواية دعاء السمات - فليس متصف بالصحة المصطلحة عند المتأخرين، لأنهم ضعفوا أحمد بن محمد بن عياش الجوهري ... وسائر رجال السند إلى محمد بن عثمان مجهولون وغير مذكورين في علم الرجال "([19)] .
وقال أيضًا : " ولكن اشتهار هذا الدعاء في سائر الأعصار عند العصابة المحقة وسيرة العلماء الأتقياء في جميع الأعصار والأمصار على المواظبة على قراءته و نقل العلماءالأجلة في کُتبهم على وجه الأعتماد مثل شيخ ‌الطائفه في المصباح و الکفعمی في الجنة‌الواقيه، بل في رسالة مفردة في شرحه صفوه الصفات فی شرح دعاء السمات و السيدالجليل القدر ابن طاوس في جمال الأسبوع و الشيخ الأزهد الأجل محمدبن علی الجَبَعی، جد شيخنا البهائی بخطه([20)] وعلو مضامين هذا الدعاء، بالنحو الذي تأبى الأذهان المستقيمه أن يكون من غير أرباب الوحي إذا لا يعلَمُ تفسيرها و لا تأويلها إلا الراسخُون فی العلم فعلو متنه يغني عن ملاحظة سنده، فهومتصف بالصحة عند القدماء علاوة على انطباق مضاميه مع ما هو المقطوع فی الخارج وعلاوة على کفاية العمومات الدالة على الترغيب و التحريض على الدعاء، وعلاوة على التسامح في أدلة السنن المشهورة بين الأصحاب و ثبوت الرجحان بعنوان الأنقياد و رجاء حصول الثواب، وهو ما أراه، ليس بمعنى ثبوت الرُجحان الذاتی؛ اذ لا دليل يعتمد عليه، بل بمعنی ثبوته بعنوان ثانوی عارض له، و هو عنوان الانقياد، و الله الهادی إلی سبيل‌الرشاد " .
3- متى يدعى بهذا الدعاء
جاء في الرواية أن الباقر Cقال: " ... فاتخذوه - أي هذا الدعاء – على من اضطهدكم من سائر الناس " ([21)]. أي أن هذا الدعاء للإنتقام من الأعداء . ولذا قال الراوي عن أبي جعفر العمري : " ... فنحن نحب أن تملي علينا دعاء السمات الذي هو للشبور حتى ندعو به على ظالمنا ومضطهدنا والمخاتلين لنا والمتعززين علينا " . وأيضًا جاء في البلد الأمين([22)] أن بعض نسخ الدعاء جاء في آخرها : ... وانتقم من أعداء آل محمد ... وانتقم لي من فلان ... واكفني مؤنة إنسان سوء وجار سوء ...الخ .
4- حول عبارات غامضة وردت فيه
أول من أشار إلى بعض مفرداته الغامضة هو ابن طاووس في كتابه جمال الأسبوع، وشرح دعاء السمات الشيخ الكفعمي في كتاب مستقل، اسمه (صفوة الصفات في شرح دعاء السمات) وهو غير مطبوع([23)]. ويوجد شروحات مختصرة للكفعمي أيضًا ضمن كتابه البلد الأمين في أسفل الدعاء وهي كما يبدو الموجودة في كتابه صفوة الصفات ، وكذلك توجد هذه الشروحات في حاشية كتابه الآخر ( جنة الأمان الواقية وجنة الإيمان الباقية ) ولكنها من وضع المحقق للكتاب([24)]، كما أن الشيخ المجلسي له شرح آخر في البحار اعتمد فيه على صفوة الصفات. وبحسب التتبع القاصر فإن من جاء بعدهم لم يزد شيئًا في خصوص العبارات الغامضة .
وابن طاووس شرح بعض الكلمات فقط فقال :
" ورأيت في بعض تفسير كلمات في هذه الدعوات :
-أن (جبل حوريث ) وقيل حوريثا هو الجبل الذي خاطب الله جل جلاله موسى في أول خطابه، وتابوت يوسف حمل إلى ناحية جبل حوريثا من ناحية طور سيناء.
-و( بحر سوف) بلسان العبرية (يوم([25)] سوف) أي يم سوف.
-و(ساعير) جبل يدعى جبل السراء كان عيسى يناجي الله جل جلاله عليه.
-و(جبل فاران) هو الجبل الذي كان محمد 2 يناجي الله جل جلاله عليه وهو قريب من مكة ".
وبما أن ابن طاووس أقدم من أشار إلى هذه الأسماء فإننا سنعلق على كلامه .
- جبل حوريث
جاء في نسخة مصباح المتهجد المطبوع سنة : 1411 - 1991 م والناشر له: مؤسسة فقه الشيعة - بيروت – لبنان مع تقديم علي أصغر مرواريد، وفي هامش النسخة المطبوعة التي أعتمد فيها على أكثر من نسخة أن نسختين من هذه النسخ ورد فيها (حوريب). وهذا غير مستبعد حيث الباء العبرية تنطق أقرب إلى الفاء والفاء قريبة من الثاء .
وقد ورد اسم هذا الجبل في التوراة بهذا اللفظ ( حوريب ) وذكر هناك أن الله كلم موسى ورأى النار([26)]، فبناء على هذا – وجود النسخ من مصباح المتهجد، واتفاقها مع لفظ التوراة مع اتحاد المعنى - يكون لفظ حوريب هو الأقرب إلا إذا قلنا إن ناسخ المصباح اطلع على نسخة من التوراة فصحح الاسم وفقها.
- ساعير
ورد ذكره أيضًا في التوراة في عدة مواضع، وذكره الإمام الرضا في مناظرته مع رأس الجالوت في مجلس المأمون وقال الإمام لرأس الجالوت: " هل تنكر أن التوراة تقول لكم : جاء النور من جبل طور سيناء، وأضاء لنا من جبل ساعير، واستعلن علينا من جبل فاران ... أما قوله جاء النور من جبل طور سيناء فذلك وحي الله تبارك وتعالى الذي أنزله على موسى على جبل طور سيناء، وأما قوله وأضاء لنا من جبل ساعير: فهو الجبل الذي أوحى الله عز وجل إلى عيسى ابن مريم وهو عليه، وأما قوله : واستعلن علينا من جبل فاران، فذلك جبل من جبال مكة بينها وبينه يوم " ([27)].
وجاء في التوراة في السفر الخامس : " الرب تجلى فظهر على سنين، وأشرف على جبل ساعير، وأشرف من جبل فاران وأتى من ربوات القدس، من يمينه نار شريعة لهم ".([28)]
- فاران
(برية فاران) جاء ذكرها في سفر العدد 26:13، وكذا سفر العدد 15: 24-26. وقال العلامة البلاغي :إذا أردنا اكتشاف برية فاران من علامات التوراة ومضامينها، فلا بد أن نقول : إن برية فاران واقعة في شرقي جبل الشراة، وهو السلسلة الممتدة في شرقي الأردن فبحيرة لوط فوادي العربة فخليج العقبة فالبحر الأحمر إلى الحجاز ومن رؤوسها جبال مكة ... فالمراد من برية فاران هي البرية الواقعة في شرقي سلسلة جبل الشراة فإنه لا برية له في غربه ... وهذه البرية هي الشاملة للحجاز ومكة فالتوراة ذكرت منزل إسماعيل في مكة والحجاز لا بالتعيين بل بالجهة الشاملة ([29)]" .([30)]
- قوله: فوق إحساس الكروبين: الكَرّوبيّون : خَلْقٌ من الملائكة، و جبرئيل هو رأس الْكَرُوبِيِّينَ والكَرّوبيّون هم سادة الملائكة و المقربون منهم ([31)] . و أصل هذه التسمية من " كَرُبَ " أي قَرُبَ ، و كَرُبَت الشمس أي قربت للمغيب .
والمراد من " إحساس الْكَرُوبِيِّينَ " أصوات الْكَرُوبِيِّينَ ، و الحس و الحسيس هو الصوت الخفي ، و المعنى هو أن كلام الله جَلَّ جَلالُه أعلى من كل شي‏ء ، و فوق كل شي‏ء ،لأنه فوق أصوات الْكَرُوبِيِّينَ .
قال العلامة المجلسي : و يمكن أن يكون المراد بـ " فوق إحساس الْكَرُوبِيِّينَ " أن المكان الذي حدث فيه ذلك الصوت كان فوق أمكنتهم، أو كان ذلك الصوت أخفى من أصواتهم ، فالمراد فوقها في الخفاء، كما قيل في قوله تعالى سبحانه: ﴿ بَعُوضَةً فَما فَوْقَها ﴾
- قوله : بربوات المقدسين: الربوة – بحسب التوراة والإنجيل – : الكثير، فقد جاء في الترجمة السبعينية للتوراة: "واستعلن من جبل فاران، ومعه ربوة من أطهار الملائكة عن يمينه، فوهب لهم وأحبهم، ورحم شعبهم، وباركهم وبارك على أظهاره، وهم يدركون آثار رجليك، ويقبلون من كلماتك. أسلم لنا موسى مثله، وأعطاهم ميراثاً لجماعة يعقوب ". وفي ترجمة الآباء اليسوعيين: "وتجلى من جبل فاران، وأتى من ربى القدس، وعن يمينه قبس شريعة لهم" .
وفي ترجمة 1622م " شرف من جبل فاران، وجاء مع ربوات القدس، من يمينه الشريعة "، ومعنى ربوات القدس أي ألوف القديسين الأطهار، كما في ترجمة 1841م " واستعلن من جبل فاران، ومعه ألوف الأطهار، في يمينه سنة من نار ". واستخدام ربوات بمعنى ألوف أو الجماعات الكثيرة معهود في الكتاب المقدس "ألوف ألوف تخدمه، وربوات ربوات وقوف قدامه" (دانيال7/10)، ومثله قوله: "كان يقول: ارجع يا رب إلى ربوات ألوف إسرائيل" (العدد 10/36)، فالربوات القادمين من فاران هم الجماعات الكثيرة من القديسين، الآتين مع قدوسهم الذي تلألأ في فاران. وجاء في قاموس الفيروزبادي : الربوة بالكسر : عشرة آلاف درهم ... والربو: الجماعة .
وجاء في حاشية القاموس : الربوة اسم للجماعة وقال بعضهم : هي عشرة آلاف نقلاً عن كتاب المحكم والأساس وليس فيهما التصريح بلفظ الدرهم أي مطلق العشرة آلاف.
-قوله : وانزجر لها العمق الأكبر : انزجر أي خضع . والعمق الأكبر إشارة إلى عالم الإمكان وهو أول مخلوق وهو الاسم الأعظم . وليس المقصود من الاسم الأعظم لفظ أومعنى وصورة ذهنية لشيء ما بل المقصود الوجود العيني الخارجي للفظ الاسم الأعظم ، كما لو تصورت صورة الماء أو لفظت بلفظ الماء أو شربت الماء، فإن لفظ الماء وصورته الذهنية لا يغنيان عن شرب الماء فكذلك الاسم الأعظم يكون التأثير لوجوده العيني والخارجي وليس للفظه ولا لصورته الذهنية . فانزجار العمق الأكبر خضوع عالم الإمكان الذي أوجده تعالى له تعالى .


(http://imam3abbas.com/vb/#)
([1)] البحار ج87 ص64 نقلاً عن الكفعمي في كتابه ( صفوة الصفات في شرح دعاء السمات) .

([2)] المصدر السابق .

([3)] مواهب الرحمن ج1 ص12.

([4)] مواهب الرحمن ج1 ص12 ط مؤسسة المنار .

([5)] صحاح الجوهري .

([6)] المعرب للجواليقي ص 414. وفي الهامش : في السريانية : شيبورا ، وفي العبرية ש ו פ ר (شوفار) حيث الباء عندهم تنطق قريبًا من الفاء، وفي الفارسية : شبور وشيبور وهو دخيل في الفارسية من السريانية . والسريانية إحدى اللهجات العربية وكذلك العبرية لهجة من اللهجات العربية كما يرى الدكتور محمد التونجي في كتابه دروس اللغة العبرية . وجاء أيضًا في القاموس المحيط : الشّبر – بالتحريك - .... وشيء يتعاطاه النصارى كالقربان أو القربان بعينه .... والإنجيل .

([7)] القاموس المحيط .

([8)] البلد الأمين ص134 ط الأعلمي .

([9)] جاء ذكر الشبور في بعض مجامع الحديث منها ما رواه أبو داود بإسناده إلى بعض الأنصار قال: اهتم النبي صلى الله عليه وسلم للصلاة كيف يجمع الناس لها فقيل له: انصب راية عند حضور الصلاة، فإذا رأوها آذن بعضهم بعضاً فلم يعجبه ذلك، قال: فذكر له القنع يعني الشبور، وقال زياد شبور اليهود فلم يعجبه ذلك، وقال: هو من أمر اليهود، قال: فذكر له الناقوس فقال: هو من أمر النصارى، فانصرف عبد الله بن زيد بن عبد ربه وهو مهتم لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأري الأذان في منامه، قال: فغدا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره، فقال له: يا رسول الله إني لبين نائم ويقظان إذ أتاني آت، فأراني الأذان، قال وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه قد رآه قبل ذلك فكتمه عشرين يوماً، قال: ثم أخبر النبي صلى الله عليه وسلم فقال له: ((ما منعك أن تخبرني؟ فقال: سبقني عبد الله بن زيد فاستحييت)). ([أبو داود ح498)].

([10)] معجم الطلاب / عربي – عبري ، إعداد محمد التونجي ط دار الكتب العلمية ، و(اكتب وتكلم العبرية ) إعداد بدر عقيلي ط دار الشمال – طرابلس 2004م.

([11)] الهدى إلى دين المصطفى ج 1 ص18 من موسوعة العلامة البلاغي ط مركز العلوم والثقافة الإسلامية .

([12)] - البحار ج 87ص 102.

([13)] البحار ج87ص60 .

([14)] كتاب الصلاة ج1 ص420 .

([15)] أصول علم الرجال ص556-588 .

([16)] جمعه ورتبه : موسى مفيد الدين عاصي1412 - 1991 م.

(17 الكافي ج2 ص87 ح1.

(18 الأربعين حديث: 389.

([19)] ص38.

([20)] خاتمة مستدرک الوسائل(ج1، ص30).

([21)] البحار 87ص64نقلاً عن صفوة الصفات .

([22)] البلد الأمين ص 140.

([23)] توجد نسخة مخطوطة منه في مكتبة كاشف الغطاء في النجف الأشرف ولكنها غير واضحة في القرص الليزري .

([24)] تحقيق محمود محمد القبيسي ط مكتبة الولاء .

([25)] يم . وهي عينها في العربية فاليم هو البحر .

([26)] سفر دباريم ( أي سفر الخروج )، الفصل الثامن عشر ، السورة الخامسة . والإصحاح الثالث من سفر الخروج . وسفر تثنية الاشتراع 18:15.

([27)] توحيد الصدوق ص427، والاحتجاج للطبرسي .

([28)] كنز الفوائد للكراجكي ص91 .

([29)] كما جاء " كان الله مع الغلام فكبر.وسكن في البرية وكان ينمو رامي قوس، وسكن في برية فاران، وأخذت له أمه زوجة من أرض مصر " (التكوين 21/20-21).

([30)] الهدى إلى دين المصطفى مج 2: 543.

([31)] راجع : مجمع البحرين : 2 / 159 ، للعلامة فخر الدين بن محمد الطريحي ، الطبعة الثانية سنة : 1365 شمسية ، مكتبة المرتضوي ، طهران / إيران

أم الحسن و الشهيد
07-23-2011, 03:42 PM
اللهم صل ع محمد وآل محمد وعجل فرج قآئمهم الشريف

احسنت آخي حيدر

بوركت الطرح

لاهنت

ورود حيدرية
07-23-2011, 04:50 PM
http://img217.imageshack.us/img217/3351/8499085461mq4d.gif