المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تاريخ تشيع فلسطين


قل هو الله أحد
08-13-2011, 08:13 AM
دائما ما يسأل البعض عن تاريخ التشيّع في فلسطين وهل هو منذ زمن أو هو حديث عهد وقد يذهب البعض أيضا لنفي هذا الأمر لعدم تقبل شخصانيته لأن يكون هناك شيعة امامية في فلسطين .
يعود تاريخ وتواجد التشيّع في فلسطين إلى اول بدايات التشيع في منطقة وبلاد الشام مع مجيء الصحابي الجليل أبو ذر الغفاري للمنطقة وبدأ بشرح معنى اللبنات الاولى من فكر أمير المؤمنين علي بن أبي طالب سلام الله عليه .

وإن نظرنا الى بعض الكتب التاريخية أو لبعض الرحّالة الذين كانوا يتجولون في المناطق الاسلامية نجدهم يذكرون الى حقائق مهمة عن تاريخ التشيع في فلسطين وكثرة عددهم بل قد ذهب بعضهم إلى أن غالبية من كان يسكن في فلسطين هم من الشيعة الامامية .

وقد ذكر المقدسيّ ــ العالم الجغرافي في القرن الرابع للهجرة ــ أمر شيوع التشيّع في فلسطين وذكر أن أهالي طبريا ونصف أهالي نابلس والقدس وأغلب أهل

عمان هم من الشيعة ، وذكر أيضا عددا كبيرا من المناطق التي تتبع المذهب الشيعي ويمكن لكم أن تراجعوا كمصدر ( كتاب أحسن التقاسيم للمقدسي جزء 1 صفحة 252 / 253 .
وأيضا ذكر الكراجكيّ ( في القرن الخامس للهجرة )

أن أهل مدينة رملة في فلسطين كلهم شيعة . ( راجع دائرة المعارف الشيعية ج12 / ص 203 .
كما قد ذكر الداعية الاسماعيليّ ناصر خسرو المتوفي في 481 هـ أورد مدينة طبرية أن لا أحدا يستطيع زيارة قبر أبو هريرة نظرا لأن ساكني تلك المناطق من الشيعة ( سفر نامة 30 / 31.
وذكر أيضا انه كان قد زار فلسطين سنة 437 هـ وقال :

" إن عدد سكان القدس نحو عشرين ألفًا جلّهم شيعة'. ووصف ابن جبير المذاهب المنتشرة في فلسطين في القرن السادس الهجري أثناء
زيارته لها، فقال: 'وللشيعة في هذه البلاد أمور عجيبة، وهم أكثر من السنيين، وقد عمّوا البلاد بمذاهبهم، وهم فرق شتى،

منهم الرافضة والإمامية والإسماعيلية والزيدية والنصيرية'.
ولا يخفى عن ابن جبير كل هذا التحامل ومع ذلك أقرّ أنهم أكثر من السنة وهذا ما تذكره كل كتب التاريخ أينما توجهنا ولأي كتاب تاريخي التجأنا لا يستطيع أحد أن ينكر هذه الحقائق الساطعة كالشمس أن تاريخ فلسطين هو تاريخي من أوله

تاريخي موال لأهل البيت عليهم السلام وقد رفعوا لواء أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام أينما ذهبوا .

اذن فلسطين بغالبية سكانها هي شيعية وقد ذكرنا بعض الشواهد التاريخية على ذلك وهنا لربما يسأل سائل هل ما زال هناك شيعة في فلسطين ؟

والجواب : نعم ما زال هناك تشيّع في فلسطين وهناك أعداد كبيرة ما زالت على تشيعها رغم كل تلك المجازر والقتل والتشريد والتي أرتكبتها الحكومات المتعاقبة من زمن صلاح الدين الايوبي والذي لم يترك بيتا شيعيا او مدينة او قرية شيعية الا فتك باهلها

وارتكب أعظم المجازر التاريخية بحق الشيعة في فلسطين وعلى مشارف فلسطين وصولا الى عهد العثمانيين وما زال هذا الاضطهاد متربصا بشعبنا

إلى الان من بعض الجهلة مدعي الاسلام .
شهدت فلسطين فيما مضى فترات طرأ فيها التشيع وانتشر وذلك في القرن الرابع الهجري، خاصة تلك الفترة التي سيطرت فيها الدولة العبيدية الشيعية الإسماعيلية على بلاد الشام، فقد حاول العبيديون الفاطميون الذين كان مقرهم في

القاهرة نشر مذهبهم في الأقاليم المختلفة، ومنها فلسطين. وكان الدعاة في الأقاليم يؤدون المهمة التي كان داعي الدعاة في القاهرة يكلفهم بها من الدعاية للمذهب الشيعي الإسماعيلي.
وأنشأت الدولة العبيدية لذلك في بيت المقدس

"دار العلم الفاطمية" وكانت فرعاً لدار العلم الفاطمية بالقاهرة التي أسسها الحاكم بأمر الله، سادس الحكام العبيديين (395هـ/ 1004م)، واتخذوا هذه الدار مركز دعاية للمذهب الشيعي، فكان لها أكبر الأثر في انتشار هذا المذهب في فلسطين، وظل هذا المعهد في القدس حتى سقطت بيد الصليبيين.

وقد زار الرحالة الإسماعيلي ناصر خسرو فلسطين سنة 437هـ/ 1045م وقال "إن عدد سكان القدس نحو عشرين ألفاً جلّهم شيعة". ووصف ابن جبير المذاهب المنتشرة في فلسطين في القرن السادس الهجري أثناء زيارته لها،

فقال: "وللشيعة في هذه البلاد أمور عجيبة، وهم أكثر من السنيين، وقد عمّوا البلاد بمذاهبهم، وهم فرق شتى، منهم الرافضة والإمامية والإسماعيلية والزيدية والنصيرية".

وحين سقطت دولة العبيديين على يد صلاح الدين الأيوبي سنة 567هـ/ 1171م وقامت في مصر والشام الدولة الأيوبية، هدأت حركة التشيع،

واختفى أنصارها عن الأنظار، فقد عمل صلاح الدين على ملاحقة الشيعة ونشر مذهب الإمام الشافعي، وأنشأ لذلك المدارس ودور العلم، وعمل على مقاومة ما غرسه العبيديون في نفوس الناس من عقائد باطلة...
وهكذا انقطع الشيعة عن الناس، وأحاطوا أنفسهم بالسرية التامة.

ومع عهود الضعف والاضطراب ظهر الشيعة من جديد في فلسطين ففي عهد أحمد باشا الجزار الوالي العثماني، وقعت بينه وبين الشيعة وقائع كثيرة منها ما جرى سنة 1195هـ/1780م في قرية يارون القريبة من صفد. وقد لجأ

جماعة منهم إلى عكا، فاستأمن الجزار بعضهم،وسجن آخرين، ثم انشغل عنهم بالحملة الفرنسية على الشام ، فلما انسحب الفرنسيون عاد الجزار من جديد إلى محاربة الشيعة لفترة امتدت زهاء عشر سنوات، وأحرق كتبهم .

ووقف العثمانيون أمام الشيعة لنشر وترسيخ التشيع في فلسطين ، وبعد سقوط الدولة العثمانية ووقوع بلاد الشام تحت الاحتلال الفرنسي والبريطاني وتقسيم المنطقة، تم ضم بعض قرى جنوب لبنان الشيعية في حدود فلسطين حين جرى رسم الحدود عام 1927.



ملاحظة : نَشرتُ هذه المقالة سابقا في منتدى شيعة فلسطين

:Smiles (90)::Smiles (90)::Smiles (90):