المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : والطورُ والأعرافُ تبكي هل أتى – استشهاد الإمام علي


الحوزويه
08-18-2011, 12:16 PM
والطورُ والأعرافُ تبكي هل أتى – استشهاد الإمام علي علية الصلاة والسلام
فُجعَ الورى ، فالنَّيراتُ مساءُ = وبنورِ وجهِك تُشرقُ الظلماءُ
وبجانبيكَ تهجُّدُ وتلاوةٌ = والرّوحُ والأملاكُ والشُّهداءُ
وبمقلتيكَ مشارقٌ ومغاربٌ = والناسُ والأيتامُ والفقراءُ
وبراحتيكَ منابعٌ ومواردٌ = والدّينُ والتأويلُ والعلماءُ
وبمهجتيكَ تفجّعٌ وتصبّرٌ = وحوادثٌ وتضرُّعٌ ودُعاءُ
فوهبتَ روحكَ للإلهِ مُجاهداً = هيهاتَ ، في سوح الردى استِخْذاءُ
شبّت لظاها ، مَنْ فتى فرسانها = في الحربِ ، واسمُ وصيِّهِ وضّاءُ
صولاتُهُ موتُ الزؤآمِ ، وسيفُهُ = حتفٌ إلى وسط الجحيم ِ قضاءُ
عدلٌ وعلمٌ ثم تقوى في الورى = عزمٌ ومجدٌ في الوغى مضّاءُ
روحٌ تسامتْ في الحروبِ فحيّرتْ = أُمماً ولمْ يسقطْ لديكَ لواءُ
عُمْرٌ يتيهُ على الزّمانِ حسابُهُ = إنْ حشّدتْ أقلامَها الغبراءُ
بوقائعٍ شهدتْ لهنَّ الرومُ والـ = أحزابُ والأصحابُ والعلياءُ
وبرَزْتَ في بدرٍ وأُحدٍ فانحنى = تحتَ الفقارِ الشِّركُ والأعداءُ
حتى نحَرْتَ قوى الضّلالِ وأشرَقتْ = سُننُ الرسالةِ واختفى الإغواءُ
والدّينُ يصدحُ بالأذانِ وقد سَنا = نورُ الهُدى وتفرّقَ الإدجاءُ
وأتتْ عُتاةُ الظالمين بأسرِها = وتذلّلتْ لشموخِكَ الطُلقاءُ
وسجيّةٌ شهدَ الحجيجُ بفضلِها = لايستطيعُ برَدّها السُّفهاءُ
نُقِشَتْ على جيدِ الزّمانِ ودُوِّنتْ = عند الغديرِ بحقّكَ الأنباءُ
وعلى ولايتكَ المُنزّلُ ذِكرُها = هبطَ الأمينُ فزادتِ البغضاءُ
حيثُ الذئابُ لهُنَّ مكرٌ في الدُّنا = فيهِ لأصحاب النفاقِ رياءُ
ماكانَ أدهى ما تعاهدَ بعضُهُمْ = حقداً وزادَتْ تلْكمُ الغوغاءُ
شَهَروا الأسِّنةَ والرِّماحَ وغيرَها = ظُلماً فحامَتْ حولَكَ الشَّحناءُ
فرَمَتْ علوجُ أُميةٍ أحقادَها = وتحزّبتْ مِن قبلِها الجبناءُ
وغدَتْ تبارزُكَ الخوارجُ والنِّسا = والذّيبُ والحرباءُ والرّقطاءُ
وأتتْ تلّوحُ بالقميصِ وبالأنا = فنهاكَ عنها الحلمُ والسّمحاءُ
حتى إذا جاءت بجيشٍ للوغى = مَرَقَتْ فلمْ ينفعْ بها الإيواءُ
فعفوتَ عنها في القصاصِ وكيف لا = إنْ لمْ يكنْ مِن دأبكَ الإعفاءُ
طلّقتَ دُنيا ناجزتْكَ عداوةً = وربحتَ زُلفى الله وهْوَ جزاءُ
هُدِمتْ عروشُ الناكثين وبُعثِرَتْ = وتشرّفتْ بقدومِكَ الهيجاءُ
يتهيّبُ الفرسانُ حدَّ حسامِهِ = وبكفّهِ يتشرّفُ الفقراءُ
مهما كتبتُ له المديحَ يقول لي = هيهات يبلغُ وصفُهُ الأُدَباءُ
العابدُ المتنسّكُ المتخضّعُ الـ = متهجّدُ المتوكلُّ البكّاءُ
الفارسُ المتحفزُّ المتقدّمُ الـ = متمكنُ المتوثبُ المعطاءُ
ماضٍ على حقٍّ يشُقُّ صفوفَهُمْ = دحَرَ الجيوشَ فذلّتِ الزُّعماءُ
وإذا قصدتَ إلى الوغى فَغَضنْفرٌ = لايستهينُ بعزمِكَ الكُبراءُ
حتى إذا انبلجَ السّوادُ وكشّرتْ = عن نابِها يوم َالأسى الشمطاءُ
وأتى الشّقيُّ بمكرِهِ مُتخفّياً = هيهات يبقى في الصّباحِ خِباءُ
في غدرةٍ هزَّ الشّقيُّ حسامَهُ = وتزلزلَتْ مِنْ هَولِها الأرجاءُ
وتهدّمت للدين أركانُ الهدى = وتفجّرتْ كلَّ القلوبِ دماءُ
القدسُ والبيتُ العتيقِ وطيبةٌ = لك يا "عليُّ " مآتمٌ وعزاءُ
لو تستطيعُ الراسياتُ حضورَها = نَعَتِ الجبالُ عليكَ والبيداءُ
والطورُ والأعرافُ تبكي هل أتى = والتينُ والزيتونُ والإسراءُ
والنورُ والأنفالُ تنعى في السّما = والفجرُ والتوحيدُ والشّعراءُ
يومٌ توارى الصُّبحُ في إشراقه = والشمسُ والغيداءُ والجوزاءُ
والعرشُ سحَّ على الوصيِّ بدمعهِ = والرُّسلُ والأملاكُ والزهراءُ
والوحيُّ نادى في السّماءِ وقد غدا = للصوتِ من بعد ِالشّجونِ بُكاءُ
ويصيحُ والزّفراتُْ تندُبُ طاهراً = جهراً تُحارُ بوصفهِ الشّعراءُ
وغدت لك السّبعُ الشدادِ مآتماً = والبحرُ والجّناتُ والبيداءُ
قُتلَ الوصيُّ وضجّتُ الأكوانُ = وانهدَّتِ الأجيالُ والصّماءُ
والفاقداتُ نوائحٌ وثواكلٌ = وعَلَتْ وناحَتْ في الدُّنا الأشياءُ
والحُزنُ عمَّ على البسيطةِ والسّما = يأتي البعيدُ لنعْيِها ويُجاءُ
ماجئتُ قبركَ ماشياً بل زاحفاً = هيهاتَ في دنيا الثَّكول ِدواءُ
هذا يتيمُكَ في الدُّنا مُتكدّرٌ = في الكونِ لا يأتي إليه رخاءُ
ياسَيِّدَ البلغاءِ جئتكُ ناعياً = في مقلةٍ علِقَتْ بها الأقذاءُ
لمْ اسْتطعْ كتمَ الأسى في غربتي = أضحت مُفجّعةً به ِ الأعضاءُ
فعليكَ مِن هذا اليتيم سلامُهُ = وحروفُ فاتحةِ الكتاب ِرثاءُ
فوددتُ أنّي شاعرٌ أو كاتبٌ = نظمَ القريضَ فعمّهُ الإيحاءُ
أنت الوصيُّ مِن العليِّ بأمرِهِ = أنتَ القسيمُ وحولُكَ النُّجباءُ
أبو حسين الربيعي – دبي – 17/8/2011 – 16 رمضان 1432 هـ

عاشقه السبطين
08-18-2011, 03:05 PM
يسلمووووووووو اختي ع الطرح القيم
سلمت اناملك