المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رئيس دولة جزر القمر زار المرجع الاعلى الشيرازي


حيدر الشيرازي
10-05-2011, 08:45 PM
5 /اكتوبر/ 2011
http://ebaa.net/bin/ImgShow.php?aid=8514


قم المقدسة - اباء : قام بزيارة المرجع الديني الاعلى سماحة آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي دام ظله، فضيلة السيد أحمد عبد الله سامبا رئيس جمهورية جزر القمر(1) السابق برفقة السيد أحمد نجيب المرزوقي سفير جزر القمر في العاصمة الإيرانية طهران، وذلك في بيته المكرّم بمدينة قم المقدّسة، عصر يوم الاثنين الموافق للخامس من شهر ذي القعدة الحرام 1432 للهجرة. فرحّب سماحته بالضيفين الكريمين، وقال: الدنيا يومان، فيوم لك ويوم عليك، وهذا هو حال الدنيا لكل إنسان. فلذا على الإنسان أن لا يبطر إذا كانت الأمور الدنيوية تجري لصالحه، وإذا كانت عليه فعليه أن يصبر. فهكذا عاش مولانا رسول الله صلى الله عليه وآله، وهكذا عاش مولانا الإمام أمير المؤمنين صلوات الله عليه.


وقال السيد أحمد سامبا لسماحة المرجع الشيرازي: إنني وبعد أن تربّيت على أيديكم في هذه الديار ورجوعي إلى جزر القمر ابتليت بالتصدّي للحكم في حكومة عربية ـ إسلامية ـ أفريقية لمدّة خمس سنوات، وقبل أربعة أشهر واحتراماً للدستور سلّمت الحكم بالطرق الشرعية، ومنذ أن تخلّيت عن الحكم بات زملائي ومن هم حولي يسألونني: ماذا ستفعل الآن؟ ففكّرت في نفسي وصمّمت على انه إن جئت لإيران أن ألتقي بسماحتكم وأسألكم: ماذا يجب عليّ فعله؟


فقال سماحة المرجع الشيرازي دام ظله: خذ من الحكماء للجهّال، ومن أصحاب الثروات الطائلة للفقراء.


وعقّب سماحته: إن الله تعالى خلق كل إنسان مستقلاً عن غيره، ومنحه شيئين لا ثالث لهما، وهما: القناعات والشهوات، وبتعبير القرآن الكريم وبتعبير رسول الله صلى الله عليه وآله وباقي رسل الله عليهم السلام، منحه: العقل والنفس. فالعقل يأمر بالخير، وتأمر النفس بما يشتهيه الإنسان من خير أو شر. فكلما تعارض العقل والنفس، وتعارضت القناعات والشهوات، فعلى الإنسان أن يعزم على تقديم القناعات على الشهوات دوماً.


وذكر سماحته مثالاً على ذلك وقال: إن الإنسان المصاب بمرض السكري عليه أن يمتنع عن أكل الحلوى. فعقله يأمره أن يمتنع عن الحلوى، ولكن النفس تأمره بأكلها، فإذا رضخ للنفس وأكل الحلوى، فالنتيجة ستكون معلومة وهي تدهور صحته، وربما يؤدّي به ذلك إلى الموت. وهكذا هو الحال بالنسبة لباقي أمور الإنسان في الدنيا.

وأضاف سماحته: إن أبا ذر الغفاري رضوان الله تعالى عليه كان يعيش في بني غفار وكانوا مشركين، لكنه في لحظة واحدة فكّر وفضّل قناعاته فآمن برسول الله صلى الله عليه وآله، فصار أبي ذر الذي نعرفه اليوم وخلّده التاريخ.

وأكّد دام ظله: إن الناس كلهم في الدنيا لديهم مشاكل، والمهم هو أن يعزم المرء على اتّباع قناعاته وترك شهواته، في كل شيء، في الحياة العائلية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والصحيّة، فهذا هو مقياس الله تبارك وتعالى الذي جعله لعباده، ومقياس القرآن الكريم ومقياس رسول الله صلى الله عليه وآله، ومقياس رسل الله عليهم السلام جميعاً.

فقال السيد سامبا: أتمنى أن أكون ممن يتبع القناعات ويترك الشهوات.

وختم المرجع الشيرازي دام ظله حديثه مع الضيف الكريم بالحديث عن تقوى الله تعالى وما لها من الفضائل والآثار الإيجابية على الإنسان في حياته بالدنيا والآخرة، بالأخص في نيله المراتب الرفيعة، والتوفيق، والمدد من الله تعالى، والسعادة، وقال:

علينا جميعاً أن نعلم بأننا إن كنا لا نرى الله تعالى، فإنه جلّ وعلا يرانا، في كل صغيرة وكبيرة. فلذا علينا أن نستحضر دوماً في أذهاننا وعقولنا وقلوبنا بأن الله سبحانه يراقبنا، وعلينا أيضاً أن نتوجّه إليه عزّ وجلّ وإلى أهل البيت صلوات الله عليهم دائماً.
http://www.s-alshirazi.com/news/1432/11/images/03/01.jpg

1) جزر القُمُر (الاسم الرسمي: الإتّحاد القُمُري) هي دولة مكونة من جزر تقع في المحيط الهندي على مقربة من الساحل الشرقي لإفريقيا على النهاية الشمالية لقناة موزمبيق بين شمالي مدغشقر وشمال شرق موزمبيق..