المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رضا الله رضانا اهل البيت


مسلم كاظم
08-23-2008, 08:01 PM
سمعنا الامام الحسين (عليه السلام ) فيما سبق في الخطبة المروية عنه انه قال : رضا الله رضانا اهل البيت هنا اعطاء فكرة كافية عن ذلك فان فهم هذه الجملة يحتوي على تقسيمين .
التقسيم الاول : النظ الى معنى الرضا في هذه الجملة فاننا تارة نفهم نفس الرضا بصفته عاطفة نفسية محبوبة .واخرى نفهم منها .الامر المرضي يعني الذي يتعلق به الرضا . كما هو المتعارف عرفا التعبير عن بذلك ولو مجازا .
التقسيم الثاني :النظر الى ماهو المبتدا والخبر في هذه الجملة فانه قد يكون (رضا الله ) مبتدا و( رضانا ) خبره كما هو مقتضى الترتيب اللفظي لهذه الجملة كما انه قد يكون العكس صحيحا وهو هن يكون (رضا الله )خبرا مقدما و(رضانا )مبتدا مؤخر واذا لاحضنا كلا التقسيمين كانت الاحتمالات اربعة بضرب اثنين في اثنين ولكل من هذه الاحتمالات معناها المهم ويمكن ان نعطي فيما يلي بعض الامثلة لذلك في المفهوم التالي .
الفهم الاول ان يكونالرضا بمعنى الامر المرضي ويكون (رضا الله )في هذه الجملة هو المبتدا فيكون المعنى :ان الامر الذي يرضاها الله (عز وجل ) نرضاه نحن اهل البيت . وهذا هو الفهم الاعتيادي والمناسب مع السياق في هذه الخطبة من حيث انه (عليه السلام ) يعبر عن رضاه بمقلته لانه امر مرضي لله عز وجل .
الفهم الثاني :ان يكون الرضا بمعنى الامر المرضي ويكون (رضا الله ) في هذه الجملة خبرا مقدما فيكون المعنى :ان الامر الذي نرضاه نحن اهل البيت يرضاه الله عز وجل او قل :هو مرضي لله عزوجل بدوره .
وهذا امر صحيح وعلى القاعدة مطابق لما ورد منهم عليهم السلام بمضمون :اننا اعطينا الله ما يريد فاعطنا ما نريد فتكون الجملة بمعنى الفقرة الثانية من هذه الجملة كما هو واضح للقارئ للبيت .
المفهوم الثالث : ان يكون المراد با لرضا معناها المطابقي وليس الامر المرضي ويكون (رضا الله) في هذه الجملة مبتدا وليس خبرا مقدما . فيكون المعنى ان رضا الله سبحانه هورضا اهل البيت (عليهم السلام) وهذا امر صحيح ايضا ومطابق للقاعدة لان الفلاسفة والمتكلمين المسلمين قالوا : انه ورد في الكتاب الكريم والسنة الشرفة نسبة كثير من الامور الى الله سبحانه كالرضا والغضب والحب والبغض والكره والارادة وغير ذلك من الصفات مع انه قد ثبت في مورد واخر ان الله تعالى ليس محلا للحوادث ويستحل فيه ذلك : وكل هذه الامور من قبيل العوطف المتجددة التي تستحيل على ذات الله سبحانه فكيف صح نسبتها اليه في الكتاب والسنة