المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : (واعبد ربك حتى يأتيك اليقين)


شمس لاتغيب
11-17-2011, 12:22 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين وعجل لوليك الأمر الفرج
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الأثر المهم المترتب على العبادة هو اليقين (واعبد ربك حتى يأتيك اليقين)..

وتعليق الحكم على الوصف، مشعر بعلية ذلك الوصف، اعبد ربك لأنه ربك، والرب تعني المالك والمدبر، إن مبديء الوجود هو المالك والمدبر، فعلى الإنسان أن يعبد ربه، لأنه مدبره، أليس الإنسان محتاجاً؟ لا يستطيع الإنسان أن يقضي حاجاته فلابد من غني مطلق يقضي حاجات الناس، وليس ذلك إلا الله سبحانه، فهو المدبر لأمور الناس.

وما العبادة إلا للاستفادة من كمال ونفع المعبود، لذا كان تعليق الحكم على الوصف، فقوله تعالى: (واعبد ربك) ناظر إلى قضية استدلالية، أي لأنه ربك فاعبده فلا تعبد الله لأجل الرزق، وهو رحيم، ولكن لا تعبده من أجل أن لا يدخلك النار، لتكن همتك عالية، فلا تعبد لأجل أن لا تذهب إلى جهنم، بل لا تعبد من أجل أن تدخل الجنة، وإن كان هو يدخلك الجنة، إذن لأي شيء تكون العبادة؟ إنها من أجل أن نصل إلى مقام الشهود، فلا توجد لذة أفضل من نعمة المعرفة.

في سورة الرحمن ذكر الله عز وجل أول نعمة، وهي نعمة قراءة القرآن، (الرحمن * علم القرآن)، فتعليم القرآن ومعرفته وفهمه نعمة كبرى.

وبعد ذلك يذكر نعم الجنة، فلا يوجد أعلى من نعمة المعرفة والشهود واليقين، وعندما يشاهد الإنسان أسرار الوجود، فإنه لا يحس بلذات العالم الأخرى، الإنسان الذي يصل إلى مقام اليقين، يرى باطن العالم، ويرى داخله، ويشاهد باطن الآخرين، فهو لا يعتمد على نفسه، ولا على الغير، ولا يستعين بأحد، لأنه يعلم أنه لا يوجد سوى الله، فإذا وصل إلى مقام كهذا، عندئذ يتعلق بمحبوبه، ويعبده لأجل ذاته.

فمن المؤسف أن يترك الإنسان المعاصي خوف جهنم، من الأفضل أن يجعل الإنسان نفسه أعلى وأسمى من الذنب، من الأفضل والأحسن أن يعبد الإنسان ربه لذاته، لا من أجل أن لا يدخل إلى جهنم.

يعلمنا القرآن الكريم ويقول: (واعبد ربك حتى يأتيك اليقين)، وقد ذكر الله عز وجل أسماء الذين تنعموا بنعمة اليقين، مثل إبراهيم الخليل، فقال: لقد وصل إبراهيم الخليل إلى مقام اليقين، فإذا كان الكلام على تحطيم الأصنام فهو، وإذا كان الكلام على تحمل تلك النار فهو، حيث قال تعالى: (حرقوه وانصروا آلهتكم)، فهو (ع) لم يعتمد على أحد، ولم يلتجئ إلى أحد، وقام بتحطيم الأصنام وحده، لأنه كان من أهل اليقين، وعندما يمدحه الله عز وجل في القرآن الكريم يقول: (وكذلك نري إبراهيم ملكوت السماوات والأرض وليكون من الموقنين)، نحن نطلع إبراهيم الخليل على باطن العالم لكي يصل إلى المقام الشامخ ألا وهو اليقين، والله سبحانه يدعونا إلى أن نعثر على الطريق الموصل إلى باطن العالم، فمثلاً عندما تدخلون مكتبة عامة، تجدون الكتب معروضة للجميع دون استثناء أما الكتب الخطية والكتب الشخصية فإنها لا تعرض للجميع، كما إن مفتاح تلك الخزينة التي توضع فيها الكتب الخطية لا يعطى لأي أحد، فالله سبحانه يقول: إن لعالم الخلقة ملكوتاً، وإن له باطناً، وإن له خزائن، وهذا الباطن والخزائن هي كتاب التكوين، وقد اطلع إبراهيم الخليل عليه وأنتم أيضاً انظروا لعلكم ترون شيئاً

فارس النور
11-17-2011, 08:15 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
مشكوووووور والله يعطيك الف عافيه

علي البغدادي
11-17-2011, 08:25 PM
http://dc15.arabsh.com/i/03576/qhza294cvici.jpg

شمس لاتغيب
11-18-2011, 03:25 AM
كم اسعدني تواجدكم العطر في متصفحي
دمتم بود

مكيدة المُلحدين
11-18-2011, 11:26 PM
مشكورة على الموضوعالله يعطيك العافية

شمس لاتغيب
11-20-2011, 12:40 AM
كم اسعدني تواجدك العطر في متصفحي
دمت في حفظ الرحمن