المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الإمامُ المهدي عليه السلام بين الغيبِ والشهادة


أم الحسن و الشهيد
04-11-2012, 11:04 PM
اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف




الإمامُ المهدي عليه السلام بين الغيبِ والشهادة مَددٌ إلهي حكيم

http://www.wlidk.net/upfiles/nlm94493.gif
إنّ الإيمان بثنائية الغيب والشهادة تُعتبر حقيقة بمثابة النظام بالمعنى اللغوي والذي يَلفُّ في خيطه كل مفردات الشخصية المؤمنة دينيا لذا جعل الله تعالى هذه الثنائية من اُولى صفات المتقين بحسب ترتب الصفات التي ذكرها القرآن الكريم تراتبيا وجوديا فالمُلاحَظ في سياقية القرآن الكريم في أُولى آيات سورة البقرة هو أهتمامه بهذه الثنائية بصورة كبيرة على مستوى الأيمان بالله تعالى وبرسله وخاصة رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وآله وسلم

وماأُنزل إليه وماأُنزل من قبله إهتماما يستبطن في ذاتياته صور الغيب والشهادة المتعددة حياتيا فمثلاً الشخص الذي عاش في وقت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وآمن بماأُنزل على نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم فهذه صورة من صور الشهادة وإيمانه بماأُنزل على الرسل من قبله صورة من صور الإيمان بالغيب

أما نحن اليوم فإيماننا بنبوة النبي الخاتم محمدصلى الله عليه وآله وسلم وإمامة الأئمة الأثني عشر تمثل لنا غيبا محضا إذ لم نشهد نحن وقت نبوة نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم ولآ إمامة الأئمة الأثني عشر عليهم السلام

نعم نحن آلان نعيشُ ثنائية الغيب والشهادة بالنسبة لإمامنا المهدي عجل الله فرجه فمن جهة ولادته عليه السلام وغيبتة الصغرى وبدء غيبتة الكبرى هذا كله غيبا محضا بالنسبة لنا إذ أننا لم نحسه وجودا فعليا ولكن وجوده آلان بين ظهرانينا هو وجودا غيبيا وشهادتيا في نفس الوقت

فعدم رؤيتنا له شخصانيا وإمكاننا من الأتصال به يُمثل جنبة الغيب لنا ووجوده في حد ذاته ومساحاته العملية هو شهادة وجودية علينا بإعتباره يرانا ولانراه عليه السلام أو هو لم يخرج عن مساحة عالم الشهادة في عالمنا الدنيوي

وعلى هذا الأساسُ القرآني المتين يتطلبُ إيماننا بالإمام المهدي عليه السلام تفعيل جنبتي الإيمان بالغيب والشهادة معا إيمانا إندكاكيا لاتفكيك فيه لأنّك ترى كل الأنبياء والرسل والأئمة المعصومين عليهم السلام ركزوا على هذه الحقيقة الدينية تركيزا كبيرا فلا تجد نبي أو إمام إلاّ وأكد على ضرورة الإيمان بالغيب المكنون شدّا للأنسان بهذه الحقيقة الوجودية

فألله تعالى بالنسبة لنا غيبا مطلقا فلِمَ لا نؤمن بما أسس له سبحانه من الأيمان بالغيب أي غيب غيبٌ لحقيقته تعالى أوغيب لبعثة الرسل من قبل أو غيبة الإمام المهدي عليه السلام في عالم الشهادة ومن هنا يجب الألتفات عقديا لما تفرضة موضوعة الإيمان بالغيب علينا إذ أنها تمثل الحاجة الفعلية لأستلهام مدد الغيب الألهي للناس أجمعين

ففي حالة ترك ورفض الناس للإيمان بالغيب فسوف يُحاصرون بضغوطات وفروضات عالم الطبيعة القهري ويركنون إلى عقولهم أو غرائزهم أو علومهم كما يصنع اليوم أرباب الحضارات المادية المتقوقعة في تعاطيها وأشيائها مع عالم الشهادة فحسب فلا العقل البشري ولا مُنجزاته المعرفية والعلمية تتمكن اليوم من سد وملء الفراغ في الحاجة والأستمداد من الغيب مهما بلغ التطور العلمي والتقني

إذلايمكن للأنسان أن يتصل بعالم الغيب إلا بسلطان وهو لامحالة إما أن يكون نبي أو إمام معصوم منصوب من قبله تعالى وهذا مانؤمن به قطعا لأنّ الله تعالى لايسمح لأحد الأطلاع على الغيب إلاّ لمن أرتضى من رسول
كما في قوله تعالى

حتى إذا رأوا ما يُوعدون فسيعلمون من أضعف ناصرا وأقل عددا* قُل إن أدري أقريبٌ ما تُوعدون أم يجعل له ربي أمدا* عالمُ الغيب فلايُظهر على غيبه أحدا* إلاّ مَن ارتضى من رسول فإنه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصدا* ليعلم أن قد بلّغوا رسالات ربهم واحاط بما لديهم وأحصى كل شيء عددا

سورة الجن الآيات من 24 - 28

وهنا تلويحٌ رائع في حكايته لتعاطي الإنسان المؤمن مع الغيب الألهي السديد ففي الأيتين الأوليتين من صورة الجن تقطع الآية بحتمية تحقق المغيبات الموعود بتحققها إلهيا كما هو حالنا اليوم نحن المُنتَظِرين لفرج وظهور إمامنا المهدي عليه السلام

حتى إذا رأوا ما يُوعدون فسيعلمون من أضعف ناصرا وأقل عددا


http://www.wlidk.net/upfiles/i3d94801.gif

وهذه الأية ترمز إلى إمكانية بل وجوبية تحقق الوعود الألهية للمؤمنين في نهاية المطاف والآية التي يعدها هي الأخرى تبثُ روح الإيمان بالغيب في كيانية الأنسان المؤمن وترديدها الإستفهامي يرمز إلى حقيقة الإنتظار لتحقق أهداف الغيب في عالم الشهادة

قُل أن أدري أقريبٌ ما توعدون أم يجعل له ربي أمدا


http://www.wlidk.net/upfiles/tac94702.gif
ثمّ تأتي الأيات التالية لتؤسس هي الأخرى لضرورة إرتباط المعصوم بالغيب نبي أكان أم إمام منصوب إلهيا وعلى طول زمنية عالم الشهادة ولانتعجب من إرتباط مهدينا الموعود اليوم بعالم الغيب مباشرة إذ أنّ الآية هذه صريحة في إرتباط نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم مباشرة بالغيب

إلاّمن إرتضى من رسول


http://www.wlidk.net/upfiles/1an94702.gif
وهذا الرسول هو رسولنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم يا مسلمين وبإجماع كل المفسرين

فعن الإمام على بن موسى الرضا عليه السلام أنه قال في تفسير هذه الآية الشريفة

أنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هو المُرتضى عند الله تعالى ونحن ورثة ذلك الرسول الذي أطلعه الله على الغيب فعلّمنا ما كان ويكون إلى يوم القيامة

هامش ص182 في جواهر الكلام - الجواهري ج1

ويقيناً أنّ الإمام المهدي عليه السلام هو الوريث المعصوم لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وآل بيته المعصومين

إنّ الأرض يرثها عبادي الصالحون


http://www.wlidk.net/upfiles/qaz94702.gif
وأخيراً نقول إنّ التعاطي الأحادي الرؤية أي الأيمان بعالم الشهادة فحسب في هذه الحياة مع الأشياء لايُحقق لنا حلاّ كاملاً في الأجابة عن أسئلتنا الوجودية دينيا ودنيويا فلا العلم الحديث يستطيع ان يُهذب الغرائز البشرية ولا يُربي الوجدان الأخلاقي

ولايمكن له أن يكون بديلاً وضعيا عن الدين وإنما الدين هو الوحيد الذي يُلبي الإجابة كاملة عن اسئلتنا الوجودية اليوم وخاصة مايتعلق بأسئلة الغيبة الكبرى لإمامنا المهدي عليه السلام

فإذن إهتمامنا بالإيمان بالغيب هو من جهة أمرٌ ديني عقدي ومن جهة اخرى هو حلُ عقلاني مريح ومطمئن لحيرة النفس في هذه الحياة الدنيا وختاما ختاما مسكا بقوله تعالى

ألم*ذلك الكتابُ لاريبَ فيه هُدىً للمتقين* الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون



http://www.wlidk.net/upfiles/ird94613.gif



نسألكم الدعاء

*نور الحسين*
04-26-2012, 09:12 PM
اللهم صل على محمد وال محمد
اللهم عجل فرج صاحب الزماني
يسلمو اختي
على طرح نورني
الله يعطيك العافيه
جعلناا الله وايكم من انصار صاحب الزمان

نــدى العقيلة
04-27-2012, 03:33 AM
مشكورة علي الطرح في ميزان حسناتك
اللهم صل على محمد وعلى آل محمد

أم الحسن و الشهيد
05-30-2012, 11:18 PM
لمروركم رووونق خآآصص ♥