المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : خطبة الإمام الحسن ( عليه السلام ) بعد توليه أمر الخلافة


خادم زينب
10-10-2012, 02:45 PM
خطبة الإمام الحسن ( عليه السلام ) بعد توليه أمر الخلافة

قال ( عليه السلام ) : نحن حزب الله الغالبون ، وعشيرة رسول الله الأقربون ، وأهل بيته الطيّبون الطاهرون ، وأحد الثقلين اللذين خلّفهما رسول الله (صلى الله عليه وآله ) في أمّته ، والثاني كتاب الله ، فيه تفصيل كل شيء ، لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ، والمعوّل علينا في تفسيره ، لا نظن تأويله بل نتيقّن حقائقه ، فأطيعونا فإنّ طاعتنا مفروضة ، إذ كانت بطاعة الله عز وجل ورسوله مقرونة .
قال الله عز وجل : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ ) ، ( وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ ) .
وأحذّركم الإصغاء لهتاف الشيطان ، فإنّه لكم عدو مبين ، وتكونوا كأوليائه الذين قال لهم : ( لاَ غَالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النَّاسِ وَإِنِّي جَارٌ لَّكُمْ فَلَمَّا تَرَاءتِ الْفِئَتَانِ نَكَصَ عَلَى عَقِبَيْهِ وَقَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِّنكُمْ إِنِّي أَرَى مَا لاَ تَرَوْنَ ) ، فتلقون إلى الرماح وزراً ، وإلى السيوف جزراً ، وللعمد حطماً ، وللسهام غرضاً ، ثمّ ( لاَ يَنفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِن قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا ) .

خطبة الإمام الحسن ( عليه السلام ) بعد شهادة أمير المؤمنين ( عليه السلام )

خطب ( عليه السلام ) بعد شهادة أبيه : فحمد الله وأثنى عليه ، وذكر أمير المؤمنين علياً ، فقال : ( خاتم الأوصياء ، ووصي خاتم الأنبياء ، وأمير الصدّيقين والشهداء والصالحين ) .
ثمّ قال : ( يا أيها الناس : لقد فارقكم رجل ما سبقه الأوّلون بعلم ، ولا يدركه الآخرون ، لقد كان رسول الله (صلى الله عليه وآله ) يعطيه الراية ، فيقاتل جبرائيل عن يمينه ، ومكائيل عن يساره ، فما يرجع حتّى يفتح الله عليه ، والله لقد قبضه الله عز وجل في الليلة التي قبض فيها وصي موسى ( عليه السلام ) ، وعرج بروحه في الليلة التي فيها رفع عيسى ( عليه السلام ) ، وفي الليلة التي أنزل فيها الفرقان ، والله ما ترك ذهباً ولا فضةً إلاّ شيئاً على صبي له ، وما ترك في بيت المال إلاّ سبعمائة وخمسين درهماً ، فضلت عن عطائه ، أراد أن يشتري بها خادماً لأم كلثوم ) .
ثمّ قال : ( من عرفني فقد عرفني ، ومن لم يعرفني فأنا الحسن بن محمّد النبي (صلى الله عليه وآله ) ، ثمّ تلا هذه الآية ـ قول يوسف ( عليه السلام ) ـ : ( وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آبَآئِـي إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ ) .
ثم أخذ في كتاب الله عز وجل فقال : ( أنا ابن البشير ، وأنا ابن النذير ، وأنا ابن الداعي إلى الله باذنه ، وأنا ابن السراج المنير ، وأنا ابن الطهر الذي أرسل رحمة للعالمين ، وأنا من أهل البيت الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً ، وأنا من أهل البيت الذين افترض الله تعالى ولايتهم ومودّتهم ، فقال فيما أنزل على محمّد : ( قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى وَمَن يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَّزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْنًا ) ، واقتراف الحسنة مودّتنا ) .

خطبة الإمام الحسن ( عليه السلام ) بعد الصلح مع معاوية

لمّا أُبرم‏ الصلح ، التمس معاوية من الإمام الحسن ( ‏ عليه السلام ) أن يتكلّم بمجمع من الناس ، ويُعلِمهم أنّه قد بايع معاوية ، فأجابه إلى ذلك ، فصعد المنبر ، فحمد الله وأثنى عليه ، وصلّى‏ على نبيّه محمّد (صلى الله عليه وآله ) ، ثمّ قال :
( أيّها الناس : إنّ أكيّس الكيس التقي ، وأحمق الحمق الفجور ، والله ولو أنّكم طلبتم ما بين جابرقا وجابرصا مَن جدّه رسول الله ( ‏صلى الله عليه وآله ) ما وجدتموه غيري ، وغير أخي الحسين ، وقد علمتم أنّ الله تعالى جلّ ذكره وعزّ اسمه هداكم بجدّي محمّد ، وأنقذكم به من الضلالة ، وخلّصكم به من الجهالة ، وأعزّكم به بعد الذلّة ، وكثّركم به بعد القلّة .
وأنّ معاوية نازعني حقّاً هو لي دونه ، فتركته‏ لصلاح الأُمّة وقطع الفتنة ، وقد كنتم بايعتموني على أن تُسالموا من سالمت ، وتحاربوا من حاربت ، فرأيت أن أُسالم لمعاوية ، وأضع الحرب بيني وبينه ، وقد رأيت أنّ حقن دماء المسلمين خيرٌ من سفكها ، ولم‏ أُرد بذلك إلاّ صلاحكم وبقاءكم ، وَإِنْ أَدْرِى لَعَلَّهُ فِتْنَةٌ لَّكُمْ وَمَتَاعٌ إِلَى‏ حِينٍ‏ ) .

خطبة الإمام الحسن ( عليه السلام ) بعد طلب معاوية منه

خطب ( عليه السلام ) حين قال له معاوية بعد الصلح : أذكر فضلنا .
فحمد الله وأثنى عليه ، وصلّى على محمّد النبي وآله ، ثمّ قال : ( من عرفني فقد عرفني ، ومن لم يعرفني فأنا الحسن ابن رسول الله ، أنا ابن البشير النذير ، أنا ابن المصطفى بالرسالة ، أنا ابن من صلّت عليه الملائكة ، أنا ابن من شرفت به الأمّة ، أنا ابن من كان جبرائيل السفير من الله إليه ، أنا ابن من بعث رحمة للعالمين ، أجمعين ) .
فلم يقدر معاوية أن يكتم عداوته وحسده ، فقال : يا حسن عليك بالرطب ، فانعته لنا .
قال ( عليه السلام ) : ( نعم يا معاوية ، الريح تلقحه ، والشمس تنفخه ، والقمر يلوّنه ، والحر ينضجه ، والليل يبرده ) .
ثمّ أقبل على منطقه فقال : ( أنا ابن المستجاب الدعوة ، أنا ابن من كان من ربّه كقاب قوسين أو أدنى ، أنا ابن الشفيع المطاع ، أنا ابن مكّة ومنى ، أنا ابن من خضعت له قريش رغماً ، أنا ابن من سعد تابعه وشقي خاذله ، أنا ابن من جعلت الأرض له طهوراً ومسجداً ، أنا ابن من كانت أخبار السماء إليه تترى ، أنا ابن من أذهب الله عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً ) .
فقال معاوية : أظن نفسك يا حسن تنازعك إلى الخلافة ؟
فقال ( عليه السلام ) : ( ويلك يا معاوية ، إنّما الخليفة من سار بسيرة رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، وعمل بطاعة الله ، ولعمري إنّا لأعلام الهدى ، ومنار التقى ، ولكنّك يا معاوية ممّن أبار السنن ، وأحيا البدع ، واتخذ عباد الله خولاً ، ودين الله لعباً ، فكان قد أخمل ما أنت فيه ، فعشت يسيراً ، وبقيت عليك تبعاته .
يا معاوية ، والله لقد خلق الله مدينتين ، إحديهما بالمشرق ، والأخرى بالمغرب ، أسماهما جابلقاً وجابلساً ، ما بعث الله إليهما أحداً غير جدي رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ) .
فقال معاوية : يا أبا محمّد ، أخبرنا عن ليلة القدر ؟
قال ( عليه السلام ) : ( نعم ، عن مثل هذا فاسأل ، إنّ الله خلق السماوات سبعاً ، والأرضين سبعاً ، والجن من سبع ، والأنس من سبع ، فتطلب من ليلة ثلاث وعشرين إلى ليلة سبع وعشرين ) .

خطبة الإمام الحسن ( عليه السلام ) في التوحيد

أمر الإمام علي ( عليه السلام ) ولده الإمام الحسن ( عليه السلام ) ليخطب الناس في مسجد الكوفة ، فصعد المنبر ، وقال : ( الحمد لله الواحد بغير تشبيه ، والدائم بغير تكوين ، القائم بغير كلفة ، الخالق بغير منصبة ، والموصوف بغير غاية ، المعروف بغير محدود ، العزيز ، لم يزل قديماً في القدم ، ردعت القلوب لهيبته ، وذهلت العقول لعزّته ، وخضعت الرقاب لقدرته ، فليس يخطر على قلب بشر مبلغ جبروته ، ولا يبلغ الناس كنه جلاله ، ولا يفصح الواصفون منهم لكُنه عظمته ، ولا تبلغه العلماء بألبابها ، ولا أهل التفكّر بتدابير أُمورها ، أعلم خلقه به الذي بالحدّ لا يصفه ، يُدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير ... ) .
وجاء اليه رجل فقال له : يابن رسول الله ! صف لي ربّك كأنّي أنظر إليه ؟
فأطرق الإمام الحسن ( عليه السلام ) مليّاً ، ثمّ رفع رأسه فأجابه : ( الحمد لله الذي لم يكن له أوّل معلوم ، ولا آخر متناه ، ولا قبل مدرك ، ولا بعد محدود ، ولا أمد بحتّى ، ولا شخص فيتجزّأ ، ولا اختلاف صفة فيتناهى ، فلا تدرك العقول وأوهامها ، ولا الفكر وخطراتها ، ولا الألباب وأذهانها صفته ، فيقول : متى ، ولا بدئ ممّا ، ولا ظاهر على ما ، ولا باطن فيما ، ولا تارك فهلاّ ، خلق الخلق فكان بديئاً بديعاً ، ابتدأ ما ابتدع ، وابتدع ما ابتدأ ، وفعل ما أراد ، وأراد ما استزاد ) .

خطبة الإمام الحسن (عليه السلام ) في الكوفة يحث فيها على الجهاد

قال (عليه السلام ) : الحمد لله العزيز الجبّار ، الواحد القهّار ، الكبير المتعال ، سواء منكم من أسرّ القول ومن جهر به ، ومن هو مستخف بالليل وسارب بالنهار ، أحمده على حسن البلاء ، وتظاهر النعماء ، وعلى ما أحببنا ، وكرهنا من شدّة ورخاء ، وأشهد أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له ، وأنّ محمّداً عبده ورسوله ، أمتن علينا بنبوّته ، واختصّه برسالته ، وأنزل عليه وحيه ، واصطفاه على جميع خلقه ، وأرسله إلى الإنس والجن حين عبدت الأوثان ، وأطيع الشيطان ، وجحد الرحمان ، فصلّى الله عليه وآله ، وجزاه أفضل ما جزى المرسلين .
أمّا بعد : فإنّي لا أقول لكم إلاّ ما تعرفون : إنّ أمير المؤمنين علي بن أبي طالب أرشد الله أمره ، وأعزّه ونصره ، بعثني إليكم يدعوكم إلى الصواب ، والعمل بالكتاب ، والجهاد في سبيل الله ، وإن كان في عاجل ذلك ما تكرهون ، فإن في آجله ما تحبّون إن شاء الله .
ولقد علمتم أنّ علياً صلّى مع رسول الله (صلى الله عليه وآله ) وحده ، وإنّه يوم صدّق به لفي عاشرة من سنّه ، ثمّ شهد مع رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) جميع مشاهده ، وكان من اجتهاده في مرضاة الله وطاعة رسوله ، وآثاره الحسنة في الإسلام ما قد بلغكم .
ولم يزل رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) راضياً عنه حتّى غمّضه بيده ، وغسّله وحده ، والملائكة أعوانه ، والفضل ابن عمّه ينقل إليه الماء ، ثمّ أدخله حفرته ، وأوصاه بقضاء دينه ، وعداته ، وغير ذلك من أموره ، كل ذلك مَن الله عليه ، ثمّ والله ما دعا إلى نفسه ، ولقد تداكّ الناس عليه تداكّ الإبل الهيم عند ورودها ، فبايعوه طائعين .
ثمّ نكث منهم ناكثون بلا حدث أحدثه ، ولا خلاف أتاه ، حسداً له وبغياً عليه ، فعليكم عباد الله بتقوى الله وطاعته ، والجد والصبر ، والاستعانة بالله ، والخفوف إلى ما دعاكم إليه أمير المؤمنين ، عصمنا الله وإيّاكم بما عصم به أولياءه وأهل طاعته ، وألهمنا وإيّاكم تقواه ، وأعاننا وإيّاكم على جهاد أعدائه ؛ واستغفر الله العظيم لي ولكم[/color][/size]

أم سيد علي..
10-20-2012, 06:23 PM
هم ال البيت من زقوا العلم زقا
السلام على مولاي كريم اهل البيت الحسن ابن علي ابن ابي طالب روحي
فداهما وسلامي عليهما وعلى ابائهما الطاهرين

روح العقيله
11-02-2012, 02:37 PM
جزاك الله خير الجزاء

روح العقيله
11-02-2012, 02:58 PM
جزاك الله خير الجزاء

روح العقيله
11-02-2012, 03:04 PM
جزاك الله خير الجزاء

خادمة رقية
11-05-2012, 12:10 PM
احسنتم موضوع جدا جميل

تحياتي لكم

z زهـٌِـرّةِ آلــيــآسٍــٌمِـيـ،ـنـِْﮯ
11-15-2012, 01:11 AM
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم

يعطيك العافيه
على الطرح القيم
بوركت جهودك
وفي ميزان حسناتك
تحيااتي

خادم زينب
01-26-2013, 07:49 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صل على محمد وال محمد

كل الشكرلكم لمروركم الكريم وردكم الرئع

وربي لايحرمني نوركم تحيتي لكم

منتهى
03-12-2013, 01:53 PM
بارك الله فيك وفيما طرحتي
جعله في ميزان اعمالك
موفقين