المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أهل البيت يلاحظ أن الظلم مطروح في هذه الأدعية الشريفة


اهات الجنوب
02-23-2013, 09:57 PM
اللهم صل على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين


المتتبع لدعاء أهل البيت يلاحظ أن الظلم مطروح في هذه الأدعية الشريفة على خمسة أقسام وهي:


أولاً : ظلم الإنسان لنفسه

ويتمثل في ارتكاب المعاصي والسيئات والجرأة على الله في السر والعلن، كما يشمل تضييع الأوقات وإهدار الطاقات وبذل الأموال في ما لا يرضي الله تعالى، وكل هذه المعاني يستحضرها الإنسان المؤمن وهو يردد كلمتين من دعاء كميل في ليالي الجمعة ( ظلمت نفسي ) وترديد هاتين الكلمتين يجعل الإنسان يستغرق في أجواء الندم على التفريط في حياته، وتزود هاتين الكلمتين الإنسانَ المؤمن بطاقة روحية تجعله أكثر استقامةٍ في حياته المستقبلية.


ثانيا : ظلم الإنسان للآخرين


تربينا أدعية أهل البيت على الحذر من ظلم الآخرين، يقول الإمام زين العابدين في دعاءه إذا اعـتـُدي عليه :

( اللهم فكما كرَّهتَ إليَّ أن اُظلم فقني من أن أظلم ) فالإنسان الذي لا يرضى لنفسه أن يكون مظلوماً يجب عليه أن لا يظلم الآخرين، وعندما يهم بالظلم يجب عليه أن يضع نفسَهُ في موضع المظلوم حتى ينتهي عن الظلم.


ثالثاً : الدعاء والإنسان المظلوم


نقرء في أدعيتهم عليهم السلام أن الله مطلعٌ على عباده وهو الذي يأخذ الحق للمظلوم من الظالم، وعندما سُئِلَ الإمام علي عليه السلام، كم بين السماء والأرض ؟ فقال علي عليه السلام : دعوة مظلوم

وقال الإمام زين العابدين عليه السلام في دعاءه إذا اعتدي عليه :

( يا مَن لا يخفى عليه أنباءُ المتظلمين ويا مَن لا يحتاج في قـَصَصهم إلى شهادات الشاهدين، ويا مَن قرُبتْ نصرتـُهُ من المظلومين ويا مَن بعُدَ عونُهُ عن الظالمين )

وشعور المظلوم أنَّ الله سيأخذ حقَّهُ عاجلاً أم آجلاً يهوِّنُ عليه مصيبتَهُ كما قال امام المظومين الحسين بن علي : ( هوَّن ما نزل بي أنه بعين الله ) وفي هذه الأجواء نعيش مع الإمام المهدي (عج) في دعاء الإفتتاح:

( الحمد لله الذي يؤمن الخائفين وينجي الصالحين ويرفع المستضعفين ويضع المستكبرين ويُهلكُ ملوكاً ويستخلفُ آخرين والحمد لله قاصم الجبارين مبير الظالمين مدرك الهاربين نكال الظالمين صريخ المستصرخين موضع حاجات الطالبين معتمد المؤمنين)

فنهاية الظالم هي الهلاك والخزي والعار، ويكفي أن نسأل أين الحسين المظلوم وأين يزيد الظالم في حياتنا ووجداننا.


ولكن ما ذكرناه لا يعني أن يدعو المظلوم ربه ثم يقف مكتوف الأيدي أمام الظلم الذي يتعرض إليه بل ينبغي أن يطالب بحقه و يخلص نفسه مما يتعرض إليه من ظلم بكل الوسائل المشروعة، يقول الإمام زين العابدين (ع) في دعاء مكارم الأخلاق :

( اللهم اجعل لي يداً على مَن ظلمني ولساناً على مَن خاصمني وظفراً بمن عاندني وهب لي مكراً على مَن كايدني وقدرة على من اضطهدني وتكذيباً لمن قصبني وسلامةً ممن توعدني )


من اقوال اهل البيت عليهم السلام في دعوة المظلوم


1- من حكمه (صلى الله عليه وآله وسلم):

اتقوادعوة المظلوم وإن كان كافرا، فإنها ليس دونها حجاب.


وقال صلى الله عليه واله (اتقوا دعوة المظلوم فانها تصعد الى السماء كانها شرارة.


2- عن أمير المؤمنين(عليه السلام) قال: «اغتنموا الدعاء عند خمسة مواطن: عند قراءة القرآن، وعند الاذان، وعند نزول الغيث، وعند التقاء الصفين للشهادة، وعند دعوة المظلوم فإنها ليس لها حجاب دون العرش


3- وفي أجوبة الإمام الحسن ( عليه السلام ) لمبعوث ملك الروم

قال له الحسن ( عليه السلام ) : ( جئت تسأل كم بين الحق والباطل ؟ وكم بين السماء والأرض ؟ وكم بين المشرق والمغرب ؟ وما قوس قُزَح ؟ وما المُخَنَّث ؟ ، وما عشر أشياء بعضها أشدّ من بعض ) ؟


قال الرجل : نعم .


قال الحسن ( عليه السلام ) : ( بين الحق والباطل أربع أصابع ، ما رأيته بعينك فهو حق وقد تسمع بأذنيك باطلاً ) .


وبين السماء والأرض دعوة المظلوم ، ومَدّ البصر ، وبين المشرق والمغرب مسيرة يوم للشمس .

)

رابعاً : موقف الإنسان من الظالم والمظلوم


الحياد والتفرج والسلبية أمورٌ مرفوضة في أدعية أهل البيت عليهم السلام، إذا وجد ظالم ومظلوم رأى الإنسان الظلم أمام عينيه. فعندما خرج الإمام الحسين عليه السلام، قيل لأحد الصحابه : هل ستنصر الحسين، فقال: لا ، لأنني مشغول بتلاوة القرآن. ولو أن كل أصحاب محمد (ص) تركوا الجهاد بحجة الإنشغال بتلاوة القرآن لما قامت للإسلام قائمة.

أهل البيت يربون شيعتهم على نصرة المظلومين والوقوف في وجه الظالمين، يقول الإمام زين العابدين عليه السلام في دعاءه في الإعتذار من تبعات العباد : ( اللهم إني أعتذر إليك من مظلوم ظـُلمَ بحضرتي فلم أنصره ) .


خامساً : العدل الإلهي


وتعلمنا أدعيتهم عليهم السلام أن سبحانه وتعالى أن الله لا يظلم الناس شيئاً، فقد ورد في دعاء الجوشن الكبير : ( يا مَن هو ليس بظلامٍ للعبيد ) وقد ورد في دعاء ليلة الجمعة في مفاتيح الجنان : ( وقد علمتُ أنه ليس في حكمك ظلمٌ ولا في نقمتك عجلة وإنما يعجلُ مَن يخاف القوتْ وإنما يحتاج إلى الظلم الضعيف وقد تعاليت يا إلهي عن ذلك علوَّاً كبيرا ) فينبغي على الإنسان مهما بلغت مصيبته أن يوقن بعدل الله يقول الإمام زين العابدين في دعاءه إذا اعتدي عليه ( اللهم لا تفتني بالقنوط من إنصافك ) ويقول (ع) : ( ووفقني لقبول ما قضيت لي وعلي ورضِّني بما أخذت لي ومني ).

ومن اقوال اهل البيت عليهم السلام (أتق دعوة المظلوم فإنما يسأل الله تعالى حقه وإن الله تعالى لا يمنع ذا حق حقه )