المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الامام المهدي عجل الله فرجة هل هو ميت ام حي


الدراجي
09-13-2008, 04:34 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرج قائم ال محمد
المهدي هل هو حي أم أنه سيولد بعد ذلك

تعتبر مسألة الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) من المسائل الأساسيّة في بحث الإمامة الخاصّة، من هنا ورد التركيز عليها في التراث الشيعي، بما يناسب موقعها المهم هذا. كما إنّ فكرة مجيء المصلح في آخر الزمان، فكرة لا خلاف عليها بين علماء المسلمين عامّة، حيث اتفقت كلمتهم إلاّ من شذّ منهم، على أنّه لابدّ أن يأتي في آخر الزمان من يصلح الأرض، ويملأها قسطاً وعدلاً، بعد أن مُلئت ظلماً وجوراً. وممن صرّح بأحاديث المهدي، الترمذي في السنن، والنيسابوري في المستدرك، والبغوي في مصابيح السنّة، وابن الأثير في النهاية، وابن تيميّة في منهاج السنّة، والذهبي في تلخيص المستدرك، والتفتازاني في شرح المقاصد، والهيثمي في مجمع الزوائد، والجزري الدمشقي في أسنى المطالب، والصبّان في إسعاف الراغبين، والشوكاني وعشرات غيرهم.(1)
وصحح النيسابوري كثيراً من روايات المهدي، وعبّر عن طائفة منها بأنّها صحيحة على شرط الشيخين ولم يخرّجاه، كحديث أم سلمة حول خسف البيداء الذي يكون في زمن المهدي(2)، وحديث ابن مسعود (لا تذهب الدنيا حتّى يملك العرب رجل من أهل بيتي، يواطئ اسمه اسمي)(3)، وحديث ثوبان حول الرايات التي توطّئ للمهدي سلطانه(4)، وحديث أبي سعيد: (المهدي منّي أجلى الجبهة)(5)، وحديث أبي سعيد أيضاً: (لا تقوم الساعة حتّى تُملأ الأرض ظلماً وجوراً وعدواناً، ثمّ يخرج من أهل بيتي من يملأها قسطاً وعدلاً)(6)، وحديث محمّد ابن الحنفيّة عن أبيه علي(عليه السلام) أنّه قال، وقد سأله رجل عن المهدي: (ذاك يخـرج في آخر الزمان)(7). وعبّر عن طائفة ثانية منها، بأنّها صحيحة على شرط مسلم ولم يخرّجه، كحديث أبي سعيد الخدري: (المهدي منّا أهل البيت)(8)، وحديثه الآخر أيضاً: (تملأ الأرض جوراً وظلماً فيخرج رجل من عترتي).(9)
وعبّر عن طائفة ثالثة بأنّها صحيحة الإسناد ولم يخرّجاه، كحديث أبي سعيد: (ينزل باُمّتي في آخر الزمان بلاء شديد، فيبعث الله عزّ وجلّ من عترتي، فيملأ الأرض قسطاً وعدلاً، كما ملئت ظلماً وجوراً)(10)، وحديث أبي سعيد أيضاً: (يخرج في آخر أمّتي المهدي).(11) بل صرّح بعض الأعلام بتواتر هذه الأحاديث، كالأبري في مناقب الشافعي، كما نقل ذلك المزّي في تهذيبه(12)، والقرطبي في التذكرة(13)، والعسقلاني في تهذيب التهذيب(14)، والسخاوي في فتح المغيث، والسيوطي في مصباح الزجاجة، والمتقي الهندي في البرهان في علامات مهدي آخر الزمان، والبرزنجي في الإشاعة لأشراط الساعة، وعشرات غير هؤلاء لا مجال لذكرهم في هذه العجالة.(15)
فمثلاً، قال ابن حجر في تهذيب التهذيب، نقلاً عن الأبري في ترجمة محمّد بن خالد الجندي: (وقد تواترت الأخبار، واستفاضت بكثرة رواتها، عن المصطفى(صلى الله عليه وآله) في المهدي، وأنّه من أهل بيته، وأنّه يملك سبع سنين، ويملأ الأرض عدلاً، وأنّ عيسى (عليه السلام) يخرج فيساعده على قتل الدجّال، وأنّه يؤمّ هذه الأمّة، وعيسى خلفه).(16)
وقال أيضاً: (وفي صلاة عيسى (عليه السلام) خلف رجل من هذه الأمّة، مع كونه في آخر الزمان، وقرب قيام الساعة، دلالة للصحيح من الأقوال (أنّ الأرض لا تخلو من قائم لله بحجّة) والله العالم).(17)
ولم يقتصر الأمر على المتقدّمين من علماء المسلمين، بل نجد ذلك واضحاً في كتابات المتأخّرين أيضاً، حيث صرّح أهل التحقيق منهم، بصحّة أحاديث المهدي، بل بتواترها، كالشيخ محمّد الخضر المصري، والشيخ محمّد فؤاد عبدالباقي، وأبو الأعلى المودودي، وناصر الدين الألباني، والشيخ حمود التويجري، والشيخ عبدالعزيز بن باز، وغيرهم.(18)
وقال الشيخ منصور علي ناصف في كتابه (التاج الجامع للأصول): (اشتهر بين العلماء سلفاً وخلفاً، أنّه في آخر الزمان، لابدّ من ظهور رجل من أهل البيت، يسمّى المهدي، يستولي على الممالك الإسلاميّة، ويتبعه المسلمون، ويعدل بينهم، ويؤيّد الدين، وبعده يظهر الدجّال، وينزل عيسى (عليه السلام) فيقتله، أو يتعاون عيسى مع المهدي على قتله. وقد روى أحاديث المهدي، جماعة من خيار الصحابة، وخرّجها أكابر المحدّثين، كأبي داود والترمذي، وابن ماجة...، ولقد أخطأ من ضعّف أحاديث المهدي كلّها، كابن خلدون وغيره).(19)
وقال ابن باز: (فأمر المهدي معلوم، والأحاديث فيه مستفيضة، بل متواترة متعاضدة، وقد حكى غير واحد من أهل العلم تواترها... وهي متواترة تواتراً معنويّاً، لكثرة طرقها واختلاف مخارجها، وصحابتها، ورواتها، وألفاظها، فهي تدل على أنّ هذا الشخص الموعود به، أمره حقّ ثابت وخروجه حق).(20)
وقال أيضاً: (ولقد تأمّلت ما ورد في هذا الباب من أحاديث، فاتضح لي صحّة كثير منها، كما بيّن ذلك العلماء الموثوق بعلمهم ودرايتهم، كأبي داود، والترمذي، والخطّابي، ومحمّد بن الحسين الآبري، وشيخ الإسلام ابن تيميّة، والعلاّمة ابن القيّم، والشوكاني وغيرهم).(21) وقد ورد في معجم أحاديث الإمام المهدي ما يقرب من (2000 رواية) عن رسول الله وأهل بيته تعرّضت لمختلف شؤون المهدي، كالأبحاث المتعلّقة بمرحلة ما قبل ظهور المهدي (عجّل الله فرجه)، ثمّ ما يتعلّق بشخصيّته، وحركة ظهوره، وأحداثها، ثمّ ما يكون بعده.(22)
إذن، فمسألة ظهور المهدي في آخر الزمان، وأنّه من أهل بيته (صلى الله عليه وآله) وعترته، وأنّه يملأ الأرض قسطاً وعدلاً، ممّا لا ريب فيها، ولا مجال للتشكيك والتردّد إزاءها، وبتعبير الشيخ محمود التويجري: (أنّه لا ينكر خروجه إلاّ جاهل أو مكابر).(23) ولقد أجاد بعض الكتّاب المعاصرين حيث قال: (إنّ في عالم الدجل، الكثير من الذين يدّعون العلم ويتاجرون بالورع، يريدون أن يجعلون تراثنا خالياً من الهواء...، لقد رفض فكرة المهدي رجال هناك، أمثال (غولد سابهر) و(فلهوزن) فاتبعهم رجال هنا، من منطلق أنّهم يأكلون كلّ طعام يأتي من هناك).(24)
نعم، الذي وقع الخلاف فيه بين علماء المسلمين، إنّما هو في جهة أخرى من البحث، هي: هل المهدي حي؟ ولكنّه غائب مستور، كما ذهب إلى ذلك أتباع مدرسة أهل البيت (عليهم السلام) تبعاً للروايات الصحيحة الواردة عن النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) وأئمّة أهل البيت(عليهم السلام)، أمّ سيولد بعد ذلك؟ كما هو الاتجاه العام عند مدرسة الخلفاء. من هنا لابدّ أن ينصبّ الحديث على إثبات أنّ المهدي المنتظر حي أم لا؟ ويمكن ذكر طريقين في هذه العجالة لإثبات حياته:
الطريق الأوّل: وهو الطريق غير المباشر، إن صحّ التعبير، وذلك بأن يقال: بعد أن ثبتت ضرورة استمرار وجود معصوم، لا يفارق الكتاب ولا يفارقه الكتاب، كما هو نص حديث الثقلين، وأنّ هؤلاء المعصومين لا يتجاوز عددهم (12) كما هو مقتضى أحاديث (خلفائي من بعدي اثنا عشر) وأنّ هؤلاء هم علي والحسن والحسين وتسعة من صلب الحسين (عليهم السلام) ينتهون بالمهدي المنتظر، كما هو نص عشرات الروايات من الفريقين، إذن يثبت بالدلالة الإلتزاميّة العقليّة، أنّ الإمام الثاني عشر حيٌّ يُرزق لكنّه غائب مستور عن الخلق لحكمة إلهيّة في ذلك. ومن الواضح أنّ هذا الطريق يثبت لنا وجود إمام معصوم غائب ، هو المهدي المنتظر ابن الإمام الحسن العسكري (عليه السلام) الذي ينتهي نسبه إلى الإمام الحسين بن علي(عليهما السلام).
ولكنّه لا يتعرّض لتفاصيل سنة ولادته، وكيفيّة ذلك، ومن هي أمّه، ومتى غاب، وهل له غيبة واحدة أم أكثر. إلاّ أنّ هذا لا يؤثّر في أصل فكرة إثبات وجوده وأنّه حيٌّ غائب، لأنّ الضرورة النقليّة وما يلزمها عقلاً تثبت هذه الحقيقة. وهنا أود الإشارة إلى أن دعوى ضرورة وجود معصوم بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) بل عدم خلو كل زمان من معصوم، ليست من مختصات مدرسة أهل البيت (عليهم السلام) كما يتهم بعضٌ الشيعة الإمامية بذلك، بل هناك جملة من أعلام المسلمين، ذهبوا الى ضرورة وجود معصوم في كل زمان.
قال الفخر الرازي في تفسيره، ذيل قوله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ) (التوبة: 119): إنه تعالى أمر المؤمنين بالكون مع الصادقين. ومتى وجب الكون مع الصادقين فلا بد من وجود الصادقين في كل وقت.
فإن قيل: لِم لا يجوز أن يقال: إن المراد بقوله: (وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ) أي كونوا على طريقة الصادقين، كما أن الرجل إذا قال لولده: كن معه الصالحين، لا يفيد إلا ذلك. سلمنا ذلك، لكن نقول: إن هذا الأمر كان موجوداً في زمان الرسول فقط، فكان هذا أمراً بالكون مع الرسول، فلا يدل على وجود صادق في سائر الأزمنة.
والجواب عن الأول: إن قوله (وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ) أمر بموافقه الصادقين، ونهي عن مفارقتهم، وذلك مشروط بوجود الصادقين. وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب. فدلّت هذه الآية على وجود الصادقين. وقوله: إنه محمول على أن يكونوا على طريقة الصادقين، فنقول: إنه عدول عن الظاهر من غير دليل.
قوله: هذا الأمر مختص بزمان رسول الله عليه الصلاة والسلام:
قلنا: هذا باطل لوجوه:
الأول: أنه ثبت بالتواتر الظاهر من دين محمد (عليه الصلاة والسلام) أن التكاليف المذكورة في القرآن متوجهة إلى المكلفين إلى قيام القيامة، فكان الأمر في هذا التكليف كذلك.

1: الروايات التي تبشّر بظهوره (عجّل الله فرجه) : 657 رواية
2: الروايات التي تبيّن أنّه يملأ الأرض عدلاً وقسطاً : 123 رواية
3: الروايات التي تثبّت أنّ المهدي المنتظر من أهل البيت : 389 رواية
4: الروايات التي تبيّن أنّه من ولد أمير المؤمنين (عليه السلام) : 214 رواية
5: الروايات التي تثبّت أنّه من ولد فاطمة الزهراء (عليهما السلام): 192 رواية
6: الروايات التي تقول إنّه من ولد الإمام الحسين (عليه السلام) : 185 رواية
7: الروايات التي تقول إنه التاسع من ولد الإمام الحسين (عليه السلام) : 148 رواية
8: الروايات التي تقول إنه من ولد علي بن الحسين(عليهما السلام): 185 رواية
9: الروايات التي تقول إنه من ولد محمّد الباقر (عليه السلام) : 103 رواية
10: الروايات التي تقول إنه من ولد الصادق (عليه السلام) : 103 رواية
11: الروايات التي تقول إنه السادس من ولد الصادق (عليه السلام): 99 رواية
12: الروايات التي تقول إنه من ولد موسى بن جعفر (عليهما السلام):101 رواية
13: الروايات التي تقول إنه الخامس من ولد موسى بن جعفر (عليهما السلام): 98 رواية
14: الروايات التي تقول إنه الرابع من ولد علي بن موسى الرضا (عليه السلام): 95 رواية
15: الروايات التي تقول إنه الثالث من ولد محمّد بن علي التقي (عليه السلام): 90 رواية
16: الروايات التي تقول إنه من ولد علي الهادي (عليه السلام) : 90 رواية

الموضوع منقول من منتديات مؤسسة مهدي الامم الثقافية
__________________