المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الصوم وشهر رمضان


الاستاذ
09-14-2008, 12:18 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

في هذا الموجز لم نقتصر بالحديث عن الصوم فقط بل يشمل شهر رمضان بصورة عامة ليله ونهاره خاصة وان لياليه تشمل أفضل الليالي وهي ليلة القدر المباركة . وقد ورد الكثير من النصوص التي تشير الى شهر رمضان وأفضليته وتشير الى أعمال كثيرة في لياليه كما يوجد كثير من الأعمال في أوقات النهار .

لقد ورد عن النبي الأكرم(صلى الله عليه وآله وسلم): { أيها الناس إنه قد أقبل إليكم شهر الله بالبركة والرحمة والمغفرة , شهر هو عند الله أفضل الشهور , وأيامه أفضل الأيام , ولياليه أفضل الليالي , وساعاته أفضل الساعات , وهو شهر دُعيتم فيه الى ضيافة الله وجعلتم فيه من أهل كرامة الله ... } . وعن الإمام زين العابدين( عليه السلام ): { ... ثم آثرتنا به على سائر الأمم واصطفيتنا دون أهل الملل , فصمنا بأمرك نهاره , وقمنا بعونك ليله...} .

ذكرنا سابقاً أن الشارع المقدس تبنى توجيه العبادات ومنها العبادة في شهر رمضان بما يحقق التكافل والتكامل في الشخصية الإسلامية والمجتمع الإسلامي , والكلام في شهر رمضان يكون على مستويين :



الأول : مستوى الشخص والفرد

أكد الإسلام في موارد كثيرة على أن الحياة الدنيا جسر للآخرة وأنها دار اختبار وابتلاء , وان الواجب على الإنسان العاقل السويّ أن يؤجل شهواته ويسيطر عليها ويوجهها بما يرضى به الشارع المقدس لترتيب الجزاء والثواب , وبخلاف ذلك يترتب العقاب في الدنيا وفي الآخرة ( أجارنا الله ذلك ) وقد عالج الإسلام مشكلة الانقياد وراء الشهوات والتمسك بالدنيا بأساليب عديدة منها ما أوجبه من صوم شهر رمضان وما حَث عليه من العبادات في أيام شهر رمضان ولياليه , وعلى مستوى الفرد نلاحظ العلاج شمل ثلاثة جوانب رئيسية تعالج مشاكل كثيرة منها ما ذكر أعلاه, والغرض من ذلك كله هو الوصول بالفرد الى التكامل وبالتالي انعكاس ذلك وتأثيره في تكامل المجتمع .

أولاً : الجانب الحيوي ( البايولوجي ) .

لقد أوجب المولى الشرعي الصوم في شهر رمضان , ومن فوائد الصوم الفائدة الصحية فهو يزكي ويقي البدن من العديد من الأمراض والجراثيم بما يقارب المئتين حسب إخبار بعض أهل الاختصاص , ونحن نعلم أن حاجة الإنسان الى الطعام والشراب مثلاً ضرورية لتحقيق التوازن الحيوي له , والإسلام لم يترك هذه الحاجة والرغبة بدون ضابطة وقانون يتحكم بها بل جعل لها سلوكاً متوازناً ومناسباً , حيث بيّن الأضرار والمضاعفات السلبية المترتبة على الشبع في الأكل والشرب وغيرهما من حيث الصحة الجسمية , وقد حث على عدم تناول الطعام إلا مع الحاجة الملحّة إليه , وإذا تناول الطعام فلا يُشبع نفسه ويتخمها فعلى الإنسان المسلم أن يكون في كل أوقاته على قدر من الجوع والعطش والحاجة الى المأكل والمشرب , وقد أثبتت البحوث الطبية صحة هذا البرنامج الغذائي الإسلامي .

وقد ورد كثير من الإشارات العبادية في توصيات أهل البيت(عليهم السلام) بخصوص هذا البرنامج الغذائي الصحي الإسلامي .

1- عن الإمام علي( عليه السلام) لأبنه الحسن(عليه السلام): [ ألا أُعلمك أربع خصال تستغني بها عن الطب , قال : بلى .

قال : لا تجلس على الطعام إلا وأنت جائع ولا تقم عن الطعام إلا وأنت وتشتهيه ... ] .

2- عن الإمام علي ( عليه السلام) : [ لكل شيء زكاة وزكاة البدن الصوم ] .

3- وعن الإمام الصادق( عليه السلام): [ ليس بد لابن آدم من أكلة يقيم بها صلبه , فإذا أكل أحدكم طعاماً فليجعل ثلث بطنه للطعام , وثلث للشراب , وثلث بطنه للنَفَس ] .

4- وعنه( عليه السلام ): [كل داء من التخمة ] .

5- وعنه( عليه السلام):[ إياكم و الإكثار من الماء فإنه مادة لكل داء]

6- وعنه(عليه السلام): [ لا يشرب أحدكم الماء حتى يشتهيه , فإذا اشتهاه فليقلّ منه ] .