المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من مواعظ الرسول (ص) لأبي ذر الغفاري (ر )


صلاتي حياتي
06-08-2015, 05:19 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم


قال أبوذر رضي الله عنه. ودخلت يوما على رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وهو في المسجد جالس وحده فاغتنمت خلوته ، فقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : يا أباذر : إن للمسجد تحية ، قلت : وما تحيته يا رسول الله ؟ قال : ركعتان تركعهما.
ثم التفت إليه فقلت : يا رسول الله أمرتني بالصلاة ، فما الصلاة ؟ قال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : الصلاة خير موضوع فمن شاء أقل ومن شاء أكثر.
قلت : يا رسول الله أي الاعمال أحب إلى الله عزوجل ؟ قال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : الايمان بالله ، ثم الجهاد في سبيله.
قلت : يا رسول الله أي المؤمنين أكمل إيمانا ؟ قال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : أحسنهم خلقا.
قلت : وأي المؤمنين أفضل ؟ قال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : من سلم المسلمون من لسانه ويده.
قلت : وأي الهجرة أفضل ؟ قال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : من هجر السوء.
قلت : وأي الليل أفضل ؟ قال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : جوف الليل الغابر.
قلت : فأي الصلاة أفضل ؟ قال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : طول القنوت.
قلت فأي الصوم أفضل ؟ قال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : فرض مجزئ وعندالله أضعاف ذلك.
قلت : وفأي الصدقة أفضل ؟ قال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : جهد من مقل إلى فقير في سر.
قلت : وأي الزكاة أفضل ؟ قال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : أغلاها ثمنا وأنفسها عند أهلها.
قلت : وأي الجهاد أفضل ؟ قال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : ما عقر فيه جواده واهريق دمه.
قلت : وأي آية أنزلها الله عليك أعظم ؟ قال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : آية الكرسي.
قال قلت : يا رسول الله فما كانت صحف إبراهيم ( عليه السلام ) ؟ قال : كانت أمثالا كلها : أيها الملك المسلط المبتلي إني لم أبعثك لتجتمع الدنيا بعضها على بعض ولكني بعثتك لترد عني دعوة المظلوم ، فإني لا أردها وإن كانت من كافر أو فاجر فجوره على نفسه. وكان فيها أمثال : وعلى العاقل ما لم يكن مغلوبا على عقله أن يكون له ثلاث ساعات : ساعة يناجي فيها ربه ، وساعة يفكر فيها في صنع الله تعالى ، وساعة يحاسب فيها نفسه فيما قدم وأخر ، وساعة يخلو فيها بحاجته من الحلال من المطعم والمشرب. وعلى العاقل أن يكون ظاعنا إلا في ثلاث : تزود لمعاد ، أو مرمة لمعاش ، أو لذة في غير محرم. وعلى العاقل أن يكون بصيرا بزمانه ، مقبلا على شأنه ، حافظا للسانه. ومن حسب كلامه من عمله قل كلامه إلا فيما يعنيه.
قلت : يا رسول الله فما كانت صحف موسى ( عليه السلام ) ؟ قال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : كانت عبرا كلها : عجب لمن أيقن بالنار ثم ضحك ، عجب لمن أيقن بالموت كيف يفرح ، عجب لمن أبصر الدنيا وتقلبها بأهلها حالا بعد حال ثم هو يطمئن إليها ، عجب لمن أيقن بالحساب غدا ثم لم يعمل.
قلت : يا رسول الله فهل في الدنيا شيء مما كان في صحف إبراهيم وموسى عليهما السلام مما أنزله الله عليك ؟ قال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : إقرأ يا أباذر : قد أفلح من تزكى ، وذكر اسم ربه فصلى ، بل تؤثرون الحياة الدنيا ، والاخرة خير وأبقى ، إن هذا ـ يعني ذكره هذه الاربع الايات ـ لفي الصحف الاولى ، صحف إبراهيم وموسى.
قلت : يا رسول الله أوصني ؟ قال : أوصيك بتقوى الله ، فإنه رأس أمرك كله.
فقلت : يا رسول الله زدني ؟ قال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : عليك بتلاوة القرآن وذكر الله عز وجل ، فإنه ذكر لك في السماء ونور في الارض.
قلت : يا رسول الله زدني ؟ قال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : عليك بالجهاد ، فإنه رهبانية أمتي.
قلت : يا رسول الله زدني ؟ قال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : عليك بالصمت إلا من خير ، فإنه مطردة للشيطان عنك وعون لك على امور دينك.
قلت : يا رسول الله زدني ؟ قال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : إياك وكثرة الضحك ، فإنه يميت القلب ويذهب بنور الوجه.
قلت : يا رسول الله زدني ؟ قال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : انظر إلى من هو تحتك ولا تنظر إلى من هو فوقك ، فإنه أجدر أن لا تزدري نعمة الله عليك.
قلت : يا رسول الله زدني ؟ قال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : صل قرابتك وإن قطعوك. وأحب المساكين وأكثر مجالستهم.
قلت : يا رسول الله زدني ؟ قال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : قل الحق وإن كان مرا.
قلت : يا رسول الله زدني ؟ قال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : لا تخف في الله لومة لائم.
قلت : يا رسول الله زدني ؟ قال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : يا أباذر : ليردك عن الناس ما تعرف من نفسك ولا تجر عليهم فيما تأتي ، فكفى بالرجل عيبا أن يعرف من الناس ما يجهل من نفسه ويجر عليهم فيما يأتي. قال : ثم ضرب على صدري وقال : يا أباذر : لا عقل كالتدبير ، ولا ورع كالكف عن المحارم ، ولا حسب كحسن الخلق.
________________
مكارم الأخلاق : للشيخ الجليل رضي الدين أبي نصر الحسن بن الفضل الطبرسي


اللهم صل على محمد وآل محمد الأوصياء الراضين المرضيين بأفضل صلواتك وبارك عليهم بأفضل بركاتك
والسلام عليهم وعلى أرواحهم وأجسادهم ورحمة الله وبركاته