عباس محمد س
08-16-2015, 11:55 PM
ان ابا بكر لم يكن له أي دور في غزوات رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يضرب بسيف ولم يرم بسهم ولم يريق أي دم كما يقول ابو جعفر الاسكافي :
لم يرم ابو بكر بسهم قط ولا سل سيفا ولا اراق دما. ( شرح نهج البلاغة ج13 ص293. )
الخ
) كان أبو بكر وعمر في بدر في الصفوف الخلفية
اخترع أتباع أبي بكر دوراً له في بدر فزعموا أنه لم يقاتل لأن النبي(ص) استبقاه معه في العريش أي في الخيمة ليستشيره في إدارة المعركة !
قال ابن هشام(2/457):« ثم عدَّل رسول الله (ص) الصفوف ورجع إلى العريش، فدخله ومعه فيه أبو بكر الصديق، ليس معه فيه غيره ».
لكنهم رووا أن سعداً كان يحرسون النبي(ص) .قال ابن هشام(2/458): «وسعد بن معاذ قائم على باب العريش الذي فيه رسول الله (ص) متوشحٌ السيف، في نفر من الأنصار، يحرسون رسول الله يخافون عليه كرة العدو».
ومن جهة أخرى رووا أن النبي(ص) قاتل في بدر قتالاً شديداً ولم يكن معه أبو بكر ولا عمر، فأين كانا؟! قال علي(ع) :«لقد رأيتني يوم بدر ونحن نلوذ بالنبي(ص) وهو أقربنا إلى العدو، وكان من أشد الناس يومئذ بأساً » ! (مجمع الزوائد:9/12، بطرق، وحسنه، وابن أبي شيبة:7/578، وتاريخ دمشق:4/14، وكنز العمال:10/397، عن عدة مصادر وقال إن الطبري صححه.
إذن لا بد من القول إن أبا بكر كان كعمر يحفظ نفسه في الصفوف الخلفية، فقد حدَّثَ عمر عن نفسه بأنه كان في أطراف المعركة فرأى العاص بن أبي أحيحة فهابه وهرب منه ! قال لابنه سعيد بن العاص:«مالي أراك معرضاً كأني قتلت أباك؟ إني لم أقتله ولكن قتله أبو حسن ! رأيته يبحث للقتال كما يبحث الثور بقرنه فإذا شدقاه قد أزبدا كالوزغ فهبته وزِغْتُ عنه فقال إليَّ أين يا ابن الخطاب! وصمد له عليٌّ فتناوله، فما رمت من مكاني حتى قتله !
فقال له علي: اللهم غفراً ذهب الشرك بما فيه ومحى الإسلام ما تقدم فما لك تهيِّج الناس عليَّ ؟ فكفَّ عمر وقال سعيد: أما إنه ما كان يسرني أن يكون قاتل أبي غير ابن عمه علي ». (ابن هشام: 2/464، والصحيح من السيرة: 5/62).
ومع ذلك ادعوا أن عمر كان في العريش ! وغرضهم تفضيلهما على علي(ع) الذي تحمل نصف أعباء المعركة وجندل بسيفه نصف قتلى بدر من طغاة قريش!
وقد أجاب علماؤنا على ذلك، فقال الشريف المرتضى في الفصول المختارة/34: «إن المعتزلة والحشوية يدعون أن جلوس أبي بكر وعمر مع رسول الله(ص) في العريش أفضل من جهاد أمير المؤمنين(ع) بالسيف لأنهما كانا مع النبي(ص) في مستقره يدبران الأمر معه، ولولا أنهما أفضل الخلق عنده لما اختصهما بالجلوس معه.. الى أن قال: فأما ما توهموه من أنه حبسهما للإستعانة برأيهما، فقد ثبت أنه كان كاملاً وأنهما كانا ناقصين عن كماله، وكان معصوماً وكانا غير معصومين، وكان مؤيداً بالملائكة وكانا غير مؤيدين، وكان يوحى إليه وينزل القرآن عليه، ولم يكونا كذلك، فأي فقر يحصل له مع ما وصفناه إليهما » انتهى.
أسئلة:
س1: هل أن رواية العريش أو خيمة النبي(ص) في بدر صحيحة ؟وهل كان فيها أبو بكر، ولما قاتل النبي(ص) لماذا بقي أبو بكر في الخيمة ولم يقاتل معه ؟!
س2: قال الله تعالى في الصحابة أهل بدر: كَمَا أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِنْ بَيْتِكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ فَرِيقًا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ لَكَارِهُونَ. يُجَادِلُونَكَ فِي الْحَقِّ بَعْدَ مَا تَبَيَّنَ كَأَنَّمَا يُسَاقُونَ إِلَى الْمَوْتِ وَهُمْ يَنْظُرُونَ. وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللهُ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ أَنَّهَا لَكُمْ وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ وَيُرِيدُ اللهُ أَنْ يُحِقَّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَيَقْطَعَ دَابِرَ الْكَافِرِينَ. فمن هم هؤلاء الذين كأنما يساقون الى الموت ؟!
س3: قال مسلم في صحيحه:5/170: « شاور حين بلغه إقبال أبي سفيان، قال فتكلم أبو بكر فأعرض عنه، ثم تكلم عمر فأعرض عنه ». وفي الدر المنثور: 3/165: «فقال عمر بن الخطاب: يا رسول الله، إنها قريش وعزها ! والله ما ذلت منذ عزت، ولا آمنت منذ كفرت، والله لتقاتلنك، فتأهب لذلك أهبته واعدد له عدته».
وروى البخاري (5/187) قول المقداد: « يا رسول الله إنا لا نقول لك كما قالت بنو إسرائيل لموسى: فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ، ولكن إمض ونحن معك ! فكأنه سُرِّيَ عن رسول الله».فلماذا أعرض النبي(ص) عنهما، وهل المقداد أفضل منهما وأشجع ؟!
س4: هل تعتبرون عمر من الفارين في بدر، لأنه قال إنه رأى العاص بن العاص في معركة بدر فهرب منه: « رأيته يبحث للقتال كما يبحث الثور بقرنه فإذا شدقاه قد أزبدا كالوزغ فهبته وزغت عنه ! فقال: إلى أين يا ابن الخطاب »! (ابن هشام: 2/464)
س5: مهما فرضتم دور الشيخين في بدر، فهل يصح قياسه بدور علي(ع) ؟
س6: ما رأيكم في مناقشة المأمون لفقهاء عصره لما جمعهم وناظرهم في أفضلية علي(ع) ، فقال لإسحاق بن إبراهيم بن إسماعيل بن حماد بن زيد: « أي الأعمال كانت أفضل بعد السبق إلى الإسلام ؟ قلت: الجهاد في سبيل الله، قال: صدقت، فهل تجد لأحد من أصحاب رسول الله ما تجد لعلي في الجهاد ؟
قلت: في أي وقت ؟ قال في أي الأوقات شئت !قلت: بدر قال: لا أريد غيرها فهل تجد لأحد إلا دون ما تجد لعلي يوم بدر ؟ أخبرني كم قتلى بدر ؟ قلت: نيف وستون رجلاً من المشركين قال: فكم قتل علي وحده؟ . قلت: لا أدري، قال: ثلاثة وعشرين، أو اثنين وعشرين، والأربعون لسائر الناس . قلت: يا أمير المؤمنين: كان أبو بكر مع رسول الله (ص) في عريشه، قال ماذا يصنع ؟ قلت: يدبر، قال: ويحك يدبر دون رسول الله، أو معه شريكاً، أم افتقاراً من رسول الله إلى رأيه؟ أي الثلاث أحب إليك؟ قلت: أعوذ بالله أن يدبر أبو بكر دون رسول الله أو يكون معه شريكاً، أو أن يكون برسول الله (ص)افتقار إلى رأيه !
قال: فما الفضيلة بالعريش إذا كان الأمر كذلك ؟ أليس من ضرب بسيفه بين يدي رسول الله أفضل ممن هو جالس ؟ قلت: يا أمير المؤمنين كل الجيش كان مجاهداً، قال: صدقت كل مجاهد، ولكن الضارب بالسيف المحامي عن رسول الله (ص)وعن الجالس أفضل من الجالس، أما قرأت كتاب الله: لا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فَضَّلَ اللهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً وَكُلاً وَعَدَ اللهُ الْحُسْنَى وَفَضَّلَ اللهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْرًا عَظِيمًا . قلت: وكان أبو بكر وعمر مجاهدين، قال: فهل كان لأبي بكر وعمر فضل على من لم يشهد ذلك المشهد؟ قلت: نعم، قال: فكذلك سبق الباذل نفسه فضل أبي بكر وعمر . قلت: أجل ». أبو بكر بن أبي قحافة للخليلي/178، ونفحات الأزهار للميلاني:13/175، عن العقد الفريد لابن عبد ربه:5/349.
) فرار أبي بكر وعمر في معركة أحُد
زعموا أن أبا بكر ثبت في أحد ولم يهرب، فقال ابن سعد في الطبقات:2/42: «وثبت معه عصابة من أصحابه أربعة عشر رجلاً، سبعة من المهاجرين فيهم أبو بكر الصديق .وسبعة من الأنصار» لكنهم كذبوا أنفسهم فزعموا أنه كان من أول الراجعين من الهزيمة ! ففي الطبقات(3/155): «عن عائشه قالت: حدثني أبو بكر قال: كنت في أول من فاء الى رسول الله (ص) يوم أحد » .
وقال الطبري في تفسيره:4/193:>خطب عمر يوم الجمعة فقرأ آل عمران..قال: لما كان يوم أحد.. ففررت حتى صعدت الجبل، فلقد رأيتني أنزو كأنني أروى والناس يقولون: قتل محمد< !
وفي سيرة ابن إسحاق:3/309، وغيرها، أن أنس بن النضر:« انتهى إلى عمر بن الخطاب وطلحة بن عبيد الله في رجال من المهاجرين والأنصار وقد ألقوا بأيديهم (انهاروا) فقال: ما يجلسكم؟! قالوا: قتل رسول الله ! قال: فما تظنون بالحياة بعده؟! قوموا فموتوا على ما مات عليه رسول الله ! ثم استقبل القوم فقاتل حتى قتل(رحمه الله) ».
وفي الصحيح من السيرة (6/183): «ويدل على فراره: جميع ما تقدم في ثبات أمير المؤمنين(ع) وما تقدم في فرار سعد...عن عائشة:كان أبو بكر إذا ذكر يوم أحد بكى وقال:كنت أول من فاء يوم أحد » !
أسئلة:
س1: قال الله تعالى في وصف الصحابة يوم أحد: وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ حَتَّى إذا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الأمر وَعَصَيْتُمْ مِنْ بَعْدِ مَا أَرَاكُمْ مَا تُحِبُّونَ..
فهل هم قسم واحد جمعوا الصفات الثلاث : الفشل والجبن ومنازعة النبي(ص) في القيادة، وعصيانه، أم هم ثلاثة أقسام ؟
س2: وقال تعالى في وصفهم : ثُمَّ أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُعَاسًا يَغْشَى طَائِفَةً مِنْكُمْ وَطَائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنْفُسُهُمْ يَظُنُّونَ بِاللهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ يَقُولُونَ هَلْ لَنَا مِنَ الأمر مِنْ شَئٍْ قُلْ إِنَّ الأمر كُلَّهُ للهِ يُخْفُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ مَا لايُبْدُونَ لَكَ يَقُولُونَ لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الأمر شَئٌ مَا قُتِلْنَا هَاهُنَا قُلْ لَوْ كُنْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلَى مَضَاجِعِهِمْ..فمن هم الذين أنزل الله عليهم النعاس وكانوا مؤمنين لكن ضعفوا وانهزموا ؟ ومن هم الذين ظلت عيونهم تبحلق، واعترضوا على قيادة النبي (ص) ، وأرادوا أن يكونوا شركاءه في القيادة، وكانوا منافقين يخفون ذلك عن النبي(ص) ؟
س3: هل توافقون على قولهم إن سبب الهزيمة في أحُد هو أن النبي(ص) أخطأ في قيادته ولو أطاعهم لما انهزموا : لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الأمر شَئٌ مَا قُتِلْنَا هَاهُنَا !
وأنه أخطأ في بدر بأخده الفداء من القرشيين ! قال عمر: « فلما كان عام أحد من العام المقبل عوقبوا بما صنعوا يوم بدر من أخذهم الفداء فقتل منهم سبعون، وفرَّ أصحاب رسول الله عن النبي، فكسرت رباعيته وهشمت البيضة على رأسه وسال الدم على وجههوأنزل الله: أَوَلَمّآ أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَمِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ بأخذكم الفداء »! (مجمع الزوائد: 6/115) .
س4: من هو الصحابي القرشي الذي فرَّ يوم أحد، وقال:«والذي نفسي بيده لئن كان قتل النبي لنعطينهم بأيدينا ! إنهم لعشائرنا وإخواننا ! وقالوا: لو أن محمداً كان نبياً لم يهزم ولكنه قد قتل! فترخصوا في الفرار حينئذ» ! (الدر المنثور: 2/80)
ومن هم مرضى القلوب: «قال أهل المرض والإرتياب والنفاق حين فرَّ الناس عن النبي: قد قتل محمد، فالحقوا بدينكم الأول »! (تفسير الطبري: 4/151) .
س5: روينا أن النبي(ص) أمر علياً(ع) أن يجيب أبا سفيان يوم أحد عندما قال: أعلُ هبل! فأجابه: الله أعلى وأجل! وزعم رواة السلطة أن عمر أجابه، مع أن عمر كان على الجبل وكان أبو سفيان في الوادي، فأين كان عمر عندما أجابه ؟!
. س6: هل عندكم نص على أن أبا بكر وعمر قاتلا يوم أحد، أو رجعا من الفرار قبل دفن النبي(ص) للشهداء ؟!
س7: قال ابن هشام: 2/282:« وكان ضرار لحق عمر بن الخطاب يوم أحد فجعل يضربه بعرض الرمح ويقول: أنج يا بن الخطاب، لا أقتلك، فكان عمر يعرفها له بعد إسلامه ».فمتى كانت هذه الحادثة، ولماذا قررت قريش أن لاتقتل عمر ؟!
) فرار أبي بكر وعمر في غزوة الخندق
كتبنا في السيرة النبوية عند أهل البيت(عليهم السلام) عن معركة الخندق: «وأكثر ما أضعف المسلمين أن بعضهم أخذ يستأذنون النبي(ص) ليتفقدوا بيوتهم فيذهبون ولايعودون ! وبعضهم يطلب الإذن لحماية بيته بحجة أنه قريب من قريظة ! وبعضهم هرب بدون استئذان ! هذه هي الصورة الصحيحة للصحابة في غزوة الأحزاب، لكن رواة قريش أخفوا الصحابة مرضى القلوب والفارين، الذين عصوا النبي(ص) وكذبوا عليه في سبب الإستئذان، أو تأخروا عن المدة المجازة، وهو فرار مخفي لكنه فرار كامل جامع للشروط الشرعية، وقد فضحه في آيات الأحزاب بقوله: وَلَقَدْ كَانُوا عَاهَدُوا اللهَ مِنْ قَبْلُ لا يُوَلُّونَ الأَدْبَارَ وَكَانَ عَهْدُ اللهِ مَسْئُولاً، فسماه بأشد أسماء الفرار ! وفضحته أحاديثهم الصحيحة، أولها: حديث ابن عمر قال: « بعثني خالي عثمان بن مظعون لآتيه بلحاف فأتيت النبي فاستأذنته وهو بالخندق فأذن لي وقال: من لقيت فقل لهم إن رسول الله يأمركم أن ترجعوا، وكان ذلك في برد شديد، فخرجت ولقيت الناس فقلت لهم إن رسول الله يأمركم أن ترجعوا . قال:فلا والله ما عطف عليَّ منهم اثنان أو واحد»! (رواه الطبراني في الأوسط:5/275، وصححه في مجمع الزوائد:6/135).
وثانيها: حديث حذيفة، رواه الحاكم (3/31) وصححه، ووثقه في الزوائد (6/136):«إن الناس تفرقوا عن رسول الله(ص) ليلة الأحزاب فلم يبق معه إلا اثنا عشر رجلاً ! فأتاني رسول الله وأنا جاثم من البرد وقال: يا ابن اليمان قم فانطلق إلى عسكر الأحزاب فانظر إلى حالهم . قلت: يا رسول الله والذي بعثك بالحق ما قمت إليك إلاحياء منك من البرد.».
وثالثها: حديث عائشة الذي رواه أحمد(6/141)ومصادر السيرة والزوائد (6/138) وحسَّنه وقد وصفت فيه اختباء جماعة من الصحابة في حديقة، منهم عمر وطلحة، وذكرت أن عمر كان يتخوف من الهزيمة والفرار العام !
روى محمد بن سليمان في مناقب علي(ع) :1/222، بسنده عن ربيعة السعدي، وروته مصادر الطرفين ،قال ربيعة:«أتيت حذيفة بن اليمان فقلت: يا أبا عبد الله إنا نتحدث في علي وفي مناقبه فيقول لنا أهل البصرة إنكم لتفرطون في علي وفي مناقبه، فهل أنت تحدثني في علي بحديث؟فقال حذيفة: يا ربيعة إنك لتسألني عن رجل والذي نفسي بيده لو وضع عمل جميع أصحاب محمد(ص) في كفة الميزان من يوم بعث الله محمداً إلى يوم الناس هذا ووضع عمل علي يوماً واحداً في الكفة الأخرى لرجح عمله على جميع أعمالهم ! فقال ربيعة: هذا الذي لا يقام له ولا يقعد !
فقال حذيفة: وكيف لا يُحتمل هذا يا ملكعان (يا أحمق) ! أين كان أبو بكر وعمر وحذيفة ثكلتك أمك، وجميع أصحاب محمد يوم عمرو بن عبد ود ينادي للمبارزة ؟فأحجم الناس كلهم ما خلا علياً فقتله الله على يديه؟! والذي نفسي بيده لعمله ذلك اليوم أعظم عند الله من جميع أعمال أمة محمد إلى يوم القيامة» !
أسئلة:
س1: روى أحمد(6/141)ومصادر السيرة وحسنه في الزوائد (6/138)، وصف عائشة لاختباء جماعة من الصحابة في حديقة، منهم عمر وطلحة، وأن عمر كان يتخوف من الفرار العام ! ففي أي حديقة كان أبو بكر يومها ؟!
س2: بعد أن قتل علي(ع) عمرو بن ود، أمر النبي(ص) عمر بن الخطاب أن يبرز الى ضرار بن الخطاب فنكص عنه ! هل تعرفون لماذا؟!
س3:كيف تقبلون رواية بخاري (1/147) «أن عمر بن الخطاب جاء يوم الخندق بعد ما غربت الشمس فجعل يسب كفار قريش ! قال: يا رسول الله ماكدت أصلي العصر حتى كادت الشمس تغرب؟ قال النبي(ص): والله ما صليتها، فقمنا إلى بطحان فتوضأ للصلاة وتوضأنا لها فصلى العصر بعد ما غربت الشمس ثم صلى بعدها المغرب» !
وهي لا تنطبق على أحداث يوم الخندق، ولا تتفق مع مقام النبي(ص) وعصمته ؟ راجع ما كتبناه في السيرة، وفي هذا الكتاب:1/171.
س4: رويتم مدح النبي(ص) لعلي(ع) بمثل قوله:«لمبارزة علي بن أبي طالب لعمرو بن عبد ود يوم الخندق أفضل من أعمال أمتي إلى يوم القيامة»(الحاكم:3/32) وقوله(ص) : «مبارزة علي بن أبي طالب لعمرو بن عبد ود يوم الخندق أفضل من عمل أمتي إلى يوم القيامة». (تاريخ دمشق:50/333)! فهل رويتم مدحاً مشابهاً لغيره؟!
) فرار أبي بكر وعمر في غزوة خيبر !
عندما فتح النبي(ص) حصون النطاة والشق: « انهزم من سلم من يهود تلك الحصون إلى حصون الكتيبة، وهي ثلاثة حصون: القموص والوطيح وسلالم وكان أعظم حصون خيبر القموص » (عون المعبود: 8/172).« فتحصنوا معهم في القموص أشد التحصين، مغلقين عليهم لايبرزون ». (الواقدي: 2/670).
وحاصرهم بضعاً وعشرين يوماً (تاريخ خليفة/49).وكان النبي(ص) يصلي بالمسلمين كل يوم صلاة الفجر ثم يصطفُّون ثم يذهبون لمهاجمة الحصن، وقد أعطى أبا بكر قيادة الحملة ثم أعطاها لعمر، فرجعا منهزمين !
ففي أمالي المفيد/56، عن سعد بن أبي وقاص قال:«بعث رسول الله(ص) برايته إلى خيبر مع أبي بكر فردها، فبعث بها مع عمر فردها، فغضب رسول الله(ص) وقال: لأعطين الراية غداً رجلاً يحبه الله ورسوله ويحب الله ورسوله، كراراً غير فرار، لا يرجع حتى يفتح الله على يديه »!
واعترفوا أن محاصرة النبي(ص) لخيبر طالت نحو شهر وكان النبي(ص) يعطي الراية كل يوم لأحد الصحابة، فيحملون على الحصن ويرجعون فاشلين !
واعترفوا بفرار الشيخين بالمسلمين ! وأن النبي(ص) غضب وأحضر علياً(ع) ولعله كان في منطقة النطاة من خيبر، وقال: لأعطين الراية غداً رجلاً يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله، كرار غير فرار، لايرجع حتى يفتح الله على يديه !
«دعا أبا بكر فعقد له لواءً ثم بعثه فسار بالناس فانهزم حتى إذا بلغ ورجع، فدعا عمر فعقد له لواءً فسار ثم رجع منهزماً بالناس ! فقال رسول الله: لأعطين الراية رجلاً يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله يفتح الله له ليس بفرار .» (سنن النسائي :5/108، وصححه في الزوائد :9/124).
«بعث أبا بكر فسار بالناس فانهزم حتى رجع إليه، وبعث عمر فانهزم بالناس حتى انتهى إليه، فقال رسول الله (ص):لأعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله، يفتح الله له ليس بفرار ) (مصنف ابن أبي شيبة:8/522).
«بعث رسول الله(ص) أبا بكر بن أبي قحافة برايته إلى بعض حصون خيبر، فقاتل، فرجع ولم يك فتحاً وقد جهد، ثم بعث عمر بن الخطاب الغد، فقاتل، ثم رجع ولم يك فتحاًوقد جهد، فقال رسول الله:لأعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله، يفتح الله على يديه ليس بفرار»! (الحارث/218، والطبراني الكبير:7/35).
يتبع
لم يرم ابو بكر بسهم قط ولا سل سيفا ولا اراق دما. ( شرح نهج البلاغة ج13 ص293. )
الخ
) كان أبو بكر وعمر في بدر في الصفوف الخلفية
اخترع أتباع أبي بكر دوراً له في بدر فزعموا أنه لم يقاتل لأن النبي(ص) استبقاه معه في العريش أي في الخيمة ليستشيره في إدارة المعركة !
قال ابن هشام(2/457):« ثم عدَّل رسول الله (ص) الصفوف ورجع إلى العريش، فدخله ومعه فيه أبو بكر الصديق، ليس معه فيه غيره ».
لكنهم رووا أن سعداً كان يحرسون النبي(ص) .قال ابن هشام(2/458): «وسعد بن معاذ قائم على باب العريش الذي فيه رسول الله (ص) متوشحٌ السيف، في نفر من الأنصار، يحرسون رسول الله يخافون عليه كرة العدو».
ومن جهة أخرى رووا أن النبي(ص) قاتل في بدر قتالاً شديداً ولم يكن معه أبو بكر ولا عمر، فأين كانا؟! قال علي(ع) :«لقد رأيتني يوم بدر ونحن نلوذ بالنبي(ص) وهو أقربنا إلى العدو، وكان من أشد الناس يومئذ بأساً » ! (مجمع الزوائد:9/12، بطرق، وحسنه، وابن أبي شيبة:7/578، وتاريخ دمشق:4/14، وكنز العمال:10/397، عن عدة مصادر وقال إن الطبري صححه.
إذن لا بد من القول إن أبا بكر كان كعمر يحفظ نفسه في الصفوف الخلفية، فقد حدَّثَ عمر عن نفسه بأنه كان في أطراف المعركة فرأى العاص بن أبي أحيحة فهابه وهرب منه ! قال لابنه سعيد بن العاص:«مالي أراك معرضاً كأني قتلت أباك؟ إني لم أقتله ولكن قتله أبو حسن ! رأيته يبحث للقتال كما يبحث الثور بقرنه فإذا شدقاه قد أزبدا كالوزغ فهبته وزِغْتُ عنه فقال إليَّ أين يا ابن الخطاب! وصمد له عليٌّ فتناوله، فما رمت من مكاني حتى قتله !
فقال له علي: اللهم غفراً ذهب الشرك بما فيه ومحى الإسلام ما تقدم فما لك تهيِّج الناس عليَّ ؟ فكفَّ عمر وقال سعيد: أما إنه ما كان يسرني أن يكون قاتل أبي غير ابن عمه علي ». (ابن هشام: 2/464، والصحيح من السيرة: 5/62).
ومع ذلك ادعوا أن عمر كان في العريش ! وغرضهم تفضيلهما على علي(ع) الذي تحمل نصف أعباء المعركة وجندل بسيفه نصف قتلى بدر من طغاة قريش!
وقد أجاب علماؤنا على ذلك، فقال الشريف المرتضى في الفصول المختارة/34: «إن المعتزلة والحشوية يدعون أن جلوس أبي بكر وعمر مع رسول الله(ص) في العريش أفضل من جهاد أمير المؤمنين(ع) بالسيف لأنهما كانا مع النبي(ص) في مستقره يدبران الأمر معه، ولولا أنهما أفضل الخلق عنده لما اختصهما بالجلوس معه.. الى أن قال: فأما ما توهموه من أنه حبسهما للإستعانة برأيهما، فقد ثبت أنه كان كاملاً وأنهما كانا ناقصين عن كماله، وكان معصوماً وكانا غير معصومين، وكان مؤيداً بالملائكة وكانا غير مؤيدين، وكان يوحى إليه وينزل القرآن عليه، ولم يكونا كذلك، فأي فقر يحصل له مع ما وصفناه إليهما » انتهى.
أسئلة:
س1: هل أن رواية العريش أو خيمة النبي(ص) في بدر صحيحة ؟وهل كان فيها أبو بكر، ولما قاتل النبي(ص) لماذا بقي أبو بكر في الخيمة ولم يقاتل معه ؟!
س2: قال الله تعالى في الصحابة أهل بدر: كَمَا أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِنْ بَيْتِكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ فَرِيقًا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ لَكَارِهُونَ. يُجَادِلُونَكَ فِي الْحَقِّ بَعْدَ مَا تَبَيَّنَ كَأَنَّمَا يُسَاقُونَ إِلَى الْمَوْتِ وَهُمْ يَنْظُرُونَ. وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللهُ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ أَنَّهَا لَكُمْ وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ وَيُرِيدُ اللهُ أَنْ يُحِقَّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَيَقْطَعَ دَابِرَ الْكَافِرِينَ. فمن هم هؤلاء الذين كأنما يساقون الى الموت ؟!
س3: قال مسلم في صحيحه:5/170: « شاور حين بلغه إقبال أبي سفيان، قال فتكلم أبو بكر فأعرض عنه، ثم تكلم عمر فأعرض عنه ». وفي الدر المنثور: 3/165: «فقال عمر بن الخطاب: يا رسول الله، إنها قريش وعزها ! والله ما ذلت منذ عزت، ولا آمنت منذ كفرت، والله لتقاتلنك، فتأهب لذلك أهبته واعدد له عدته».
وروى البخاري (5/187) قول المقداد: « يا رسول الله إنا لا نقول لك كما قالت بنو إسرائيل لموسى: فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ، ولكن إمض ونحن معك ! فكأنه سُرِّيَ عن رسول الله».فلماذا أعرض النبي(ص) عنهما، وهل المقداد أفضل منهما وأشجع ؟!
س4: هل تعتبرون عمر من الفارين في بدر، لأنه قال إنه رأى العاص بن العاص في معركة بدر فهرب منه: « رأيته يبحث للقتال كما يبحث الثور بقرنه فإذا شدقاه قد أزبدا كالوزغ فهبته وزغت عنه ! فقال: إلى أين يا ابن الخطاب »! (ابن هشام: 2/464)
س5: مهما فرضتم دور الشيخين في بدر، فهل يصح قياسه بدور علي(ع) ؟
س6: ما رأيكم في مناقشة المأمون لفقهاء عصره لما جمعهم وناظرهم في أفضلية علي(ع) ، فقال لإسحاق بن إبراهيم بن إسماعيل بن حماد بن زيد: « أي الأعمال كانت أفضل بعد السبق إلى الإسلام ؟ قلت: الجهاد في سبيل الله، قال: صدقت، فهل تجد لأحد من أصحاب رسول الله ما تجد لعلي في الجهاد ؟
قلت: في أي وقت ؟ قال في أي الأوقات شئت !قلت: بدر قال: لا أريد غيرها فهل تجد لأحد إلا دون ما تجد لعلي يوم بدر ؟ أخبرني كم قتلى بدر ؟ قلت: نيف وستون رجلاً من المشركين قال: فكم قتل علي وحده؟ . قلت: لا أدري، قال: ثلاثة وعشرين، أو اثنين وعشرين، والأربعون لسائر الناس . قلت: يا أمير المؤمنين: كان أبو بكر مع رسول الله (ص) في عريشه، قال ماذا يصنع ؟ قلت: يدبر، قال: ويحك يدبر دون رسول الله، أو معه شريكاً، أم افتقاراً من رسول الله إلى رأيه؟ أي الثلاث أحب إليك؟ قلت: أعوذ بالله أن يدبر أبو بكر دون رسول الله أو يكون معه شريكاً، أو أن يكون برسول الله (ص)افتقار إلى رأيه !
قال: فما الفضيلة بالعريش إذا كان الأمر كذلك ؟ أليس من ضرب بسيفه بين يدي رسول الله أفضل ممن هو جالس ؟ قلت: يا أمير المؤمنين كل الجيش كان مجاهداً، قال: صدقت كل مجاهد، ولكن الضارب بالسيف المحامي عن رسول الله (ص)وعن الجالس أفضل من الجالس، أما قرأت كتاب الله: لا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فَضَّلَ اللهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً وَكُلاً وَعَدَ اللهُ الْحُسْنَى وَفَضَّلَ اللهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْرًا عَظِيمًا . قلت: وكان أبو بكر وعمر مجاهدين، قال: فهل كان لأبي بكر وعمر فضل على من لم يشهد ذلك المشهد؟ قلت: نعم، قال: فكذلك سبق الباذل نفسه فضل أبي بكر وعمر . قلت: أجل ». أبو بكر بن أبي قحافة للخليلي/178، ونفحات الأزهار للميلاني:13/175، عن العقد الفريد لابن عبد ربه:5/349.
) فرار أبي بكر وعمر في معركة أحُد
زعموا أن أبا بكر ثبت في أحد ولم يهرب، فقال ابن سعد في الطبقات:2/42: «وثبت معه عصابة من أصحابه أربعة عشر رجلاً، سبعة من المهاجرين فيهم أبو بكر الصديق .وسبعة من الأنصار» لكنهم كذبوا أنفسهم فزعموا أنه كان من أول الراجعين من الهزيمة ! ففي الطبقات(3/155): «عن عائشه قالت: حدثني أبو بكر قال: كنت في أول من فاء الى رسول الله (ص) يوم أحد » .
وقال الطبري في تفسيره:4/193:>خطب عمر يوم الجمعة فقرأ آل عمران..قال: لما كان يوم أحد.. ففررت حتى صعدت الجبل، فلقد رأيتني أنزو كأنني أروى والناس يقولون: قتل محمد< !
وفي سيرة ابن إسحاق:3/309، وغيرها، أن أنس بن النضر:« انتهى إلى عمر بن الخطاب وطلحة بن عبيد الله في رجال من المهاجرين والأنصار وقد ألقوا بأيديهم (انهاروا) فقال: ما يجلسكم؟! قالوا: قتل رسول الله ! قال: فما تظنون بالحياة بعده؟! قوموا فموتوا على ما مات عليه رسول الله ! ثم استقبل القوم فقاتل حتى قتل(رحمه الله) ».
وفي الصحيح من السيرة (6/183): «ويدل على فراره: جميع ما تقدم في ثبات أمير المؤمنين(ع) وما تقدم في فرار سعد...عن عائشة:كان أبو بكر إذا ذكر يوم أحد بكى وقال:كنت أول من فاء يوم أحد » !
أسئلة:
س1: قال الله تعالى في وصف الصحابة يوم أحد: وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ حَتَّى إذا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الأمر وَعَصَيْتُمْ مِنْ بَعْدِ مَا أَرَاكُمْ مَا تُحِبُّونَ..
فهل هم قسم واحد جمعوا الصفات الثلاث : الفشل والجبن ومنازعة النبي(ص) في القيادة، وعصيانه، أم هم ثلاثة أقسام ؟
س2: وقال تعالى في وصفهم : ثُمَّ أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُعَاسًا يَغْشَى طَائِفَةً مِنْكُمْ وَطَائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنْفُسُهُمْ يَظُنُّونَ بِاللهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ يَقُولُونَ هَلْ لَنَا مِنَ الأمر مِنْ شَئٍْ قُلْ إِنَّ الأمر كُلَّهُ للهِ يُخْفُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ مَا لايُبْدُونَ لَكَ يَقُولُونَ لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الأمر شَئٌ مَا قُتِلْنَا هَاهُنَا قُلْ لَوْ كُنْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلَى مَضَاجِعِهِمْ..فمن هم الذين أنزل الله عليهم النعاس وكانوا مؤمنين لكن ضعفوا وانهزموا ؟ ومن هم الذين ظلت عيونهم تبحلق، واعترضوا على قيادة النبي (ص) ، وأرادوا أن يكونوا شركاءه في القيادة، وكانوا منافقين يخفون ذلك عن النبي(ص) ؟
س3: هل توافقون على قولهم إن سبب الهزيمة في أحُد هو أن النبي(ص) أخطأ في قيادته ولو أطاعهم لما انهزموا : لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الأمر شَئٌ مَا قُتِلْنَا هَاهُنَا !
وأنه أخطأ في بدر بأخده الفداء من القرشيين ! قال عمر: « فلما كان عام أحد من العام المقبل عوقبوا بما صنعوا يوم بدر من أخذهم الفداء فقتل منهم سبعون، وفرَّ أصحاب رسول الله عن النبي، فكسرت رباعيته وهشمت البيضة على رأسه وسال الدم على وجههوأنزل الله: أَوَلَمّآ أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَمِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ بأخذكم الفداء »! (مجمع الزوائد: 6/115) .
س4: من هو الصحابي القرشي الذي فرَّ يوم أحد، وقال:«والذي نفسي بيده لئن كان قتل النبي لنعطينهم بأيدينا ! إنهم لعشائرنا وإخواننا ! وقالوا: لو أن محمداً كان نبياً لم يهزم ولكنه قد قتل! فترخصوا في الفرار حينئذ» ! (الدر المنثور: 2/80)
ومن هم مرضى القلوب: «قال أهل المرض والإرتياب والنفاق حين فرَّ الناس عن النبي: قد قتل محمد، فالحقوا بدينكم الأول »! (تفسير الطبري: 4/151) .
س5: روينا أن النبي(ص) أمر علياً(ع) أن يجيب أبا سفيان يوم أحد عندما قال: أعلُ هبل! فأجابه: الله أعلى وأجل! وزعم رواة السلطة أن عمر أجابه، مع أن عمر كان على الجبل وكان أبو سفيان في الوادي، فأين كان عمر عندما أجابه ؟!
. س6: هل عندكم نص على أن أبا بكر وعمر قاتلا يوم أحد، أو رجعا من الفرار قبل دفن النبي(ص) للشهداء ؟!
س7: قال ابن هشام: 2/282:« وكان ضرار لحق عمر بن الخطاب يوم أحد فجعل يضربه بعرض الرمح ويقول: أنج يا بن الخطاب، لا أقتلك، فكان عمر يعرفها له بعد إسلامه ».فمتى كانت هذه الحادثة، ولماذا قررت قريش أن لاتقتل عمر ؟!
) فرار أبي بكر وعمر في غزوة الخندق
كتبنا في السيرة النبوية عند أهل البيت(عليهم السلام) عن معركة الخندق: «وأكثر ما أضعف المسلمين أن بعضهم أخذ يستأذنون النبي(ص) ليتفقدوا بيوتهم فيذهبون ولايعودون ! وبعضهم يطلب الإذن لحماية بيته بحجة أنه قريب من قريظة ! وبعضهم هرب بدون استئذان ! هذه هي الصورة الصحيحة للصحابة في غزوة الأحزاب، لكن رواة قريش أخفوا الصحابة مرضى القلوب والفارين، الذين عصوا النبي(ص) وكذبوا عليه في سبب الإستئذان، أو تأخروا عن المدة المجازة، وهو فرار مخفي لكنه فرار كامل جامع للشروط الشرعية، وقد فضحه في آيات الأحزاب بقوله: وَلَقَدْ كَانُوا عَاهَدُوا اللهَ مِنْ قَبْلُ لا يُوَلُّونَ الأَدْبَارَ وَكَانَ عَهْدُ اللهِ مَسْئُولاً، فسماه بأشد أسماء الفرار ! وفضحته أحاديثهم الصحيحة، أولها: حديث ابن عمر قال: « بعثني خالي عثمان بن مظعون لآتيه بلحاف فأتيت النبي فاستأذنته وهو بالخندق فأذن لي وقال: من لقيت فقل لهم إن رسول الله يأمركم أن ترجعوا، وكان ذلك في برد شديد، فخرجت ولقيت الناس فقلت لهم إن رسول الله يأمركم أن ترجعوا . قال:فلا والله ما عطف عليَّ منهم اثنان أو واحد»! (رواه الطبراني في الأوسط:5/275، وصححه في مجمع الزوائد:6/135).
وثانيها: حديث حذيفة، رواه الحاكم (3/31) وصححه، ووثقه في الزوائد (6/136):«إن الناس تفرقوا عن رسول الله(ص) ليلة الأحزاب فلم يبق معه إلا اثنا عشر رجلاً ! فأتاني رسول الله وأنا جاثم من البرد وقال: يا ابن اليمان قم فانطلق إلى عسكر الأحزاب فانظر إلى حالهم . قلت: يا رسول الله والذي بعثك بالحق ما قمت إليك إلاحياء منك من البرد.».
وثالثها: حديث عائشة الذي رواه أحمد(6/141)ومصادر السيرة والزوائد (6/138) وحسَّنه وقد وصفت فيه اختباء جماعة من الصحابة في حديقة، منهم عمر وطلحة، وذكرت أن عمر كان يتخوف من الهزيمة والفرار العام !
روى محمد بن سليمان في مناقب علي(ع) :1/222، بسنده عن ربيعة السعدي، وروته مصادر الطرفين ،قال ربيعة:«أتيت حذيفة بن اليمان فقلت: يا أبا عبد الله إنا نتحدث في علي وفي مناقبه فيقول لنا أهل البصرة إنكم لتفرطون في علي وفي مناقبه، فهل أنت تحدثني في علي بحديث؟فقال حذيفة: يا ربيعة إنك لتسألني عن رجل والذي نفسي بيده لو وضع عمل جميع أصحاب محمد(ص) في كفة الميزان من يوم بعث الله محمداً إلى يوم الناس هذا ووضع عمل علي يوماً واحداً في الكفة الأخرى لرجح عمله على جميع أعمالهم ! فقال ربيعة: هذا الذي لا يقام له ولا يقعد !
فقال حذيفة: وكيف لا يُحتمل هذا يا ملكعان (يا أحمق) ! أين كان أبو بكر وعمر وحذيفة ثكلتك أمك، وجميع أصحاب محمد يوم عمرو بن عبد ود ينادي للمبارزة ؟فأحجم الناس كلهم ما خلا علياً فقتله الله على يديه؟! والذي نفسي بيده لعمله ذلك اليوم أعظم عند الله من جميع أعمال أمة محمد إلى يوم القيامة» !
أسئلة:
س1: روى أحمد(6/141)ومصادر السيرة وحسنه في الزوائد (6/138)، وصف عائشة لاختباء جماعة من الصحابة في حديقة، منهم عمر وطلحة، وأن عمر كان يتخوف من الفرار العام ! ففي أي حديقة كان أبو بكر يومها ؟!
س2: بعد أن قتل علي(ع) عمرو بن ود، أمر النبي(ص) عمر بن الخطاب أن يبرز الى ضرار بن الخطاب فنكص عنه ! هل تعرفون لماذا؟!
س3:كيف تقبلون رواية بخاري (1/147) «أن عمر بن الخطاب جاء يوم الخندق بعد ما غربت الشمس فجعل يسب كفار قريش ! قال: يا رسول الله ماكدت أصلي العصر حتى كادت الشمس تغرب؟ قال النبي(ص): والله ما صليتها، فقمنا إلى بطحان فتوضأ للصلاة وتوضأنا لها فصلى العصر بعد ما غربت الشمس ثم صلى بعدها المغرب» !
وهي لا تنطبق على أحداث يوم الخندق، ولا تتفق مع مقام النبي(ص) وعصمته ؟ راجع ما كتبناه في السيرة، وفي هذا الكتاب:1/171.
س4: رويتم مدح النبي(ص) لعلي(ع) بمثل قوله:«لمبارزة علي بن أبي طالب لعمرو بن عبد ود يوم الخندق أفضل من أعمال أمتي إلى يوم القيامة»(الحاكم:3/32) وقوله(ص) : «مبارزة علي بن أبي طالب لعمرو بن عبد ود يوم الخندق أفضل من عمل أمتي إلى يوم القيامة». (تاريخ دمشق:50/333)! فهل رويتم مدحاً مشابهاً لغيره؟!
) فرار أبي بكر وعمر في غزوة خيبر !
عندما فتح النبي(ص) حصون النطاة والشق: « انهزم من سلم من يهود تلك الحصون إلى حصون الكتيبة، وهي ثلاثة حصون: القموص والوطيح وسلالم وكان أعظم حصون خيبر القموص » (عون المعبود: 8/172).« فتحصنوا معهم في القموص أشد التحصين، مغلقين عليهم لايبرزون ». (الواقدي: 2/670).
وحاصرهم بضعاً وعشرين يوماً (تاريخ خليفة/49).وكان النبي(ص) يصلي بالمسلمين كل يوم صلاة الفجر ثم يصطفُّون ثم يذهبون لمهاجمة الحصن، وقد أعطى أبا بكر قيادة الحملة ثم أعطاها لعمر، فرجعا منهزمين !
ففي أمالي المفيد/56، عن سعد بن أبي وقاص قال:«بعث رسول الله(ص) برايته إلى خيبر مع أبي بكر فردها، فبعث بها مع عمر فردها، فغضب رسول الله(ص) وقال: لأعطين الراية غداً رجلاً يحبه الله ورسوله ويحب الله ورسوله، كراراً غير فرار، لا يرجع حتى يفتح الله على يديه »!
واعترفوا أن محاصرة النبي(ص) لخيبر طالت نحو شهر وكان النبي(ص) يعطي الراية كل يوم لأحد الصحابة، فيحملون على الحصن ويرجعون فاشلين !
واعترفوا بفرار الشيخين بالمسلمين ! وأن النبي(ص) غضب وأحضر علياً(ع) ولعله كان في منطقة النطاة من خيبر، وقال: لأعطين الراية غداً رجلاً يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله، كرار غير فرار، لايرجع حتى يفتح الله على يديه !
«دعا أبا بكر فعقد له لواءً ثم بعثه فسار بالناس فانهزم حتى إذا بلغ ورجع، فدعا عمر فعقد له لواءً فسار ثم رجع منهزماً بالناس ! فقال رسول الله: لأعطين الراية رجلاً يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله يفتح الله له ليس بفرار .» (سنن النسائي :5/108، وصححه في الزوائد :9/124).
«بعث أبا بكر فسار بالناس فانهزم حتى رجع إليه، وبعث عمر فانهزم بالناس حتى انتهى إليه، فقال رسول الله (ص):لأعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله، يفتح الله له ليس بفرار ) (مصنف ابن أبي شيبة:8/522).
«بعث رسول الله(ص) أبا بكر بن أبي قحافة برايته إلى بعض حصون خيبر، فقاتل، فرجع ولم يك فتحاً وقد جهد، ثم بعث عمر بن الخطاب الغد، فقاتل، ثم رجع ولم يك فتحاًوقد جهد، فقال رسول الله:لأعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله، يفتح الله على يديه ليس بفرار»! (الحارث/218، والطبراني الكبير:7/35).
يتبع