المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الاستمناء أو العادة السرّية في الشرع والطب


عباس محمد س
08-17-2015, 11:17 PM
الاستمناء أو العادة السرّية
في
الشرع والطّب




المبحث الاوّل
تعريف
الاستمناء:
فاءنّ العبث في الاعضاء التناسلية ـ لدي' الرجالوالنساءـ لاستدعاء الشهوة، أو خروج المني، أو كلاهما،له عدّة مصطلحات منها:
1. الخضخضة:
وهي دلك العضو التناسلي، وقد سُئل الاءمام الصادق(ع) عن الخضخضة، فقال: «اءثم عظيم، قد نهي اللهعنه».
2. نكاح اليد أو اليمين:
كما جاء عن رسول الله (ص) حيث لعن «ناكح يده».
3. العادة السرّية:
مأخوذة ممّا اعتاد عليه الاءنسان من الفعل في السرّ،والحرص علي عدم الرؤية من قبل الغير، نتيجة الخوف مناطّلاع الغير علي هذا الفعل المنبوذ، وهو الاستمناء (العادةالسرّية) التي تعني اللَّعب بالاعضاء التناسلية للحصول علياللّذة الجنسية.
4. الاستمناء:
عند الذكور: وهو أن يحك الذكر قضيبه بيده ويجرّهاعليه لعدد من المرّات مع التخيُّل اللازم لجماع، أو لامرأةبالذات، إلى أن يُمني.
عند الاءناث: هو أن تفعل المرأة مثل ذلك بنظرها، إلىأن تأتيها الرعشة فتستكفي، غير أنّه يطلق علي الاءثنيناسم الاستمناء تجوّزاً ومن باب التعميم .
وهناك رأي آخر يقول: الاستمناء، مِن الفعل استمني ،أي طلب خروج المادّة المنوّية بغير الوسائل المشروعة، سواءكان هذ العمل بيده، أم بأيِّ عضو من أعضائه، أو بيدشخص آخر .
وهناك تعريف آخر يقول: هو الاستثارة الا´لية(الميكانيكية) التي تتمُّ في الجهاز التناسلي للشخص .
اءنّ بدايات هذه العملية تحصل عند الشخص وهو واعٍ،وقد لا يشعر الشخص بنفسه اثناءها. وهي ممارسة منحرفةيتم اللجوء اءليها كبديل عن العلاقات الجنسية الطبيعية التييتعذَّر تحقيقها .
علي العموم هناك عبائر شتَّي، والمقصود واحد، وهوالعبث بالعضو التناسلي لاستدعاء الشهوة أو المنيّ أو كليهمابأسليب متعددة وبأدواة متنوعة.

المبحثص الثاني
أنواع الاستمناء
للاستمناء أنواع متعدّدة نذكر منها:
1. الاستمناء الاعتيادي habitual:
وهو الاستمناء الذي يدأب المرء عليه ويأتيه سرّاً، وقديفعله لعدَّة مرات في اليوم الواحد.
2. الاستمناء المَرَضي Pathologicalm:
وهو الاستمناء الذي يترافق مع الانحرافات الجنسية،كأن يجمع ملابس النساء أو غير ذلك من متعلقاتهنويلامسها أو يرتديها أثناء الاستمناء بيده .
2. الاستمناء الجماعي groupm:
وهو كثيراً ما يحدث في سِنِّ المراهقة، فيقوم الاولادمن نفس السنّ تقريباً بتجربة الاستمناء لمعرفة الوقت الذييستغرقونه بالمقارنة مع بعضهم البعض، أو لتحديد كميّةالمني، أو لاسباب أُخري.
4. الاستمناء الاءحليلي Vretharalm:
وهو اءدخال أداة في الاءحليل أو قناة مجري البول،وأكثر ما يكون ذلك عند الاءناث .
5. الاستمناء الشرجي analm:
ويتم ذلك بدعك الاءست، واءدخال الاءصبع به ودلكه،فتحصل اللَّذة المفضية إلى الانتصاب والاءنزال.
6. الاستمناء النفسي Psychicm:
وهو أن يركّز الشخص علي الخيالات دون سواها،ويزيد بها تهيُّجه حتي اءذا بلغ الذروة فيه يستمني .
وهناك أنواع أُخري لا داعي لذكرها .

المبحث الثالث
أسباب الاستمناء
لاشكّ ولا ريب أنّ الشخص المبتلي' بالاستمناء، هوشخص يعاني من اختلال نفسي شديد يسعي إلى تسكينهبهذه الطريقة، وإلى مشاكل عديدة لا تخلو من ضعفالاءيمان واستحواذ الشيطان، فنذكر بعضاً من الاسباب التيتدفع إلى الاستمناء:
1. الصدفة والفضول:
يدفع الفضول أو الصدفة معظم الاولاد إلى الاستمناء،وعلي الغالب لا يكون للشهوة في مخيلتهم أدني قيمة .
2. عدم تيسُّر الشريك:
وهو السبب الاكبر للاستمناء، ولذلك يلاحظ الاستمناءباليد عند معظم الكائنات التي ليست في مقدورها الحصولعلي شريك.
3. العادة:
هناك أشخاص يتعوّدون علي الاستمناء لدرجة تحولدون متعة الزواج، ولهذا تراهم يعودون إلى مزاولة هذه العادةحتّي ولو تيسرت لهم علاقات جنسية طبيعية خاصة .
4. عدم اءشباع الشهوة في الجماع:
قد يحدث احياناً أن لا يشبع أحد الشريكين شهوةالا´خر اءشباعاً كافياً، ممَّا يدفع ذاك إلى عادة الاستمناء، ولاسيَّما اللَّواتي لا يحصلن علي الرعشة الكبري في الجماع.
5. حبّ البديل والتنويع:
هناك عدد كبير من الاتصالات الجنسيّة المفتقرة إلىالاءحساس والعاطفة، تدفع الازواج عاجلاً أو آجلاً إلىالاستمناء.
6. شدَّة الشبق الجنسي:
في أحيان كثيرة يصاب المفسدون أو ضعاف النفوسبشدة الشبق الجنسي، فيزاولون الاستمناء علاوة عليالممارسة الجنسيّة الطبيعيّة .
أمَّا العوامل التي تكمن وراء الاستمناء فهي:
1. العوامل النفسية:
أ. المراهق المختل نفسياً، يتَّجه عادة إلى نفسه،والاستنماء في أوساط المجانين حالة منتشرة.
ب. اءنّ حالات الشعور بالحرمان، والتفاهة، يمكن أنتكون عاملاً للاءصابة بهذا الانحراف.
ج. اءنّ من شأن حالات المنع، واءثارة اءحساس المراهق،عن طريق التهديد والزجر المتكرّر، ان يلفت انتباهه إلىأهميّة هذه المسألة، ويوصي له بضرورة ممارستها سرَّاً .
2. الواصل الا´لية:
أ. اءنّ ملاطفة المراهق عن طريق العبث أو دلك أوعضوه التناسلي، تولّد لديه حالة من الاءثارة الجنسية.
ب. التمسح أو الالتصاق بالاعمدة أو الفراش الناعميمكن ان يكون عاملاً من عوامل الاءثارة.
3. العوامل الاجتماعية:
أ. اءنّ الاجواء التي تسود فيها علاقات الاءثارة، وتنشرفيها الصور والافلام الخليعة، خصوصاً علي التلفازوالانترنيت حيث تدفع باتجاه هذا النوع من الاءنحراف.
ب. سماع أو قراءة القصص المثيرة ذات الاءيحاءاتالمهيّجة، تبعث علي الاءثارة بنحو غير مباشر.
4. العوامل العاطفية:
أ. بعض الاشخاص الذي يعانون من عقدة الحقارة،يلجأون إلى هذه الممارسة من أجل التنفيس عن عقدتهم.
ب. من العوامل التي تدفع إلى الاستمناء، الشعوربالحاجة والانجذاب إلى القضايا العاطفية الخاطئة.
وهناك عوامل أُخري كالخلل في العلاقات،والاستحمام المختلط في حالة التعرِّي الكامل، والنوم دونارتداء لباس تحتي، وارتداء الالبسة الضيِّقة الملتصقةبالجسم، والنوم علي الافرشة الناعمة جدَّاً، وفضول الاطّلاععلي طبيعة العلاقات الجنسية بين الرجل والمرأة، و...الخ.
أبناءنا، شبابنا، لعلّ السبب الذي يضطر كثيراً منكم إلىالاستمناء واحد لا ثاني له وهو ضعف الاءيمان، فمتيانطفأت جذوة الاءيمان في القلب هان علي النفس اقترافالمعاصي. لهذا كان لزاماً أن نبيّن أهم العوامل المسببةلضعف الاءيمان، وهي:
1. البعد عن تعاليم الدين:
ومن ذلك التفريط في الصلوات الخمس التي منشأنها أن تنهي عن الفحشاء والمنكر، قال تعالي:
(فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ اَضَاعُوا الصَّلَوةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا) .
وقد فُسر اءضاعة الصلوات بتأخيرها عن وقتها،فما بالكبمن يتركها نهائياً؟ ألا يصبح صيداً سهلاً لوحش الشهوةالكاسر؟! كذلك الغفلة المسبِّبة لقسوة القلب، واللُّهاث خلفحطام الدنيا، وقلّة ذكر الله عزّ وجلّ، وهجر القرآن .
2. اتّباع خطوات الشيطان :
قال تعالي:
( وَ مِنَ الاَنْعَامِ حَمُولَةً وَ فَرْشًا كُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُاللهُ وَ لاَ تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ اءِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّمُبِينٌ).
اءنّ الشيطان له خطوات ماكرة في الوسوسة، فأوّل مايقذف في القلب خَطْرة، فاءن لم تدافعها صارت فكرة، فاءن لمتدافعها صارت عزيمة، فاءن لم تقهرها استحالت فعلاً.
ومن خطواته تزيين الحرام، كالنظر إلى النساء فيالاسواق ومشاهدة الافلام الجنسية ، ومطالعة المجلاتوالصحف الماجنة، ومتابعة ا لمواقع الفاضحة علي شبكةالاءنترنت، والجلوس أمام شاشات الفضائيات.
3. مصاحبة رفاق السُّوء:
اءنّ أقران السُّوء ما هم اءلاّ شياطين الاءنس، يزيّنونالباطل والمعصية لمن لازمهم وصاحبهم؛ فنجدهميتبادلون الصور والافلام الجنسية، وأشرطة الاغاني التيتشتمل علي الكلمات الساقطة والاشعار الهابطة، وبذلكيتعاونون علي الاءثم والعدوان. ولو علموا ما يترتب عليعملهم هذا من الاءثم العظيم، ما صاحب بعضهم بعضاً طرفةعين.
4. الانقياد لهوي النفس :
اءنّ النفس أمّارة بالسوء، كما أنّها مجبولة علي الشهوةوتحصيل أسباب اللَّذة، فاءن لم يتيسر لها السبيل إلى ما تريداستحدثت وسيلة أُخري' تشبع بها غريزتها الشهوانية، وماالاستمناء اءلاّ وسيلة من تلك الوسائل .

المبحث الرابع
حكم الاستمناء في الشرع
سوف نخصِّص هذا البحث للا´يات وللروايات الواردةفي ذمّ عادة الاستمناء «العادة السرية» وأقوال علمائنا فيها :
1. نستدلُّ علي تحريم الاستمناء بقول النبي (ص):
«ناكحُ اليدِ ملعونٌ» .
وعن سعيد بن جبير: عذَّبَ الله أُمّة كانوا يعبثونبمذاكيرهم.
وعن عطاء: سمعت قوماً يُحشرون وأيديهم حباليوأظنُّ أنهم الذين يستمنون بأيديهم.
عن أبي عبد الله (ع) أنّ أمير المؤمنين عليّاً (ع):
«أُتي اءليه برجل عبث بَذِكَرِهِ، فضرب يده حتياحمرّت، ثم زوّجه من بيت المال».
2. عن الاءمام الصادق (ع): حيث «سُئل عنالخضخضة، فقال: اءثم عظيم، قد نهي الله عنه في كتابه،وفاعله كناكح نفسه،ولو علمت بمن يفعله ما أكلت معه، فقالالسائل :
فبيّن لي يا بن رسول الله من كتاب الله فيه ؟
فقال: قول الله:
(فَمَنِ ابْتَغَي وَرَاءَ ذَلِكَ فَاُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ) .
وهو ـ أي الخضخضة ـ وراء ذلك، فقال الرجل: أيُّماأكبر، الزنا أو هي؟ فقال: هو ذنب عظيم، قد قال القائل:بعض الذنب أهون من بعض ».
أقوال علمائنا:
1. الشهيد الاوّل والثاني (رض) :
قالا: «الاستمناء وهو استدعاء اءخراج المني باليد، وهوحرام يوجب التعزير بما يراه الحاكم ؛ لقوله تعالي:
(اءِلاَّ عَلَي اَزْوَاجِهِمْ اَوْ مَا مَلَكَتْ اَيْمَانُهُمْ فَاءِنَّهُمْغَيْرُ مَلُومِينَ * فَمَنِ ابْتَغَي وَرَاءَ ذَلِكَ فَاُولَئِكَ هُمُالْعَادُونَ ).
وهذا الفعل ممَّا وراء ذلك.
وعن النبي (ص) وآله أنّه لعن الناكِحَ كفَّهُ.
2. قال الشيخ أبو جعفر الطوسي:
«الاستمناء باليد محرَّم اءجماعاً ؛ لقوله:
(اءِلاَّ عَلَي اَزْوَاجِهِمْ اَوْ مَا مَلَكَتْ اَيْمَانُهُمْ فَاءِنَّهُمْغَيْرُ مَلُومِينَ * فَمَنِ ابْتَغَي وَرَاءَ ذَلِكَ فَاُولَئِكَ هُمُالْعَادُونَ ).
وهذا ـ أي الاستمناء ـ من وراء ذلك .
وروي عنه (ع) أنَّه قال: ملعون سبعة، فذكر فيها الناكحكفه .
3. قال المحقق الحلي:
«من استمني بيده، عُزِّر، وتقديره ـ أي التعزير ـ منوطبنظر الاءمام.
وفي رواية: أنّ علياً (ع) ضرب يده ـ أي المستمني ـحتَّي احمرَّت ».
4. قال الشيخ محمد حسين النجفي صاحب الجواهر:
«من استمني بيده، أو بغيرها من أعضائه عزِّر؛ لانَّهفعل محرَّماً، بل كبيرةً .
وفي الصحيح عن الاءمام الصادق (ع) عن الخضخضة،قال،: «من الفواحش».
وعنه (ع) «ثلاثة لا يكلّمهم الله ولا ينظر اءليهم ولايزكّيهم ولهم عذاب اليم : الناتف شّيبه، والناكح نفسه،والمنكوح في دبره».
وكذلك لعن النبي (ص) «الناكِحَ كفَّه».
5. الاءمام السيد الخوئي:
«من استمني بيده أو بغيرها عزّره الحاكم حسبما رآهمن المصلحة».
6. الاءمام روح الله الخميني:
«من استمني بيده أو بغيرها من أعضائه عزّر».

المبحث الخامس
مضارُّ الاستمناء
أحكام الله الشرعية ناشئةعن مصالح ومفاسد، فعندمانهي عن الاستمناء أو العادة السرّية كان ذلك لوجود مفسدةفي هذا العمل، وفي البحث نأتي بكلام أهل الطبِّ ليُؤكّدواهذه المفسدة الناتجة من عملية الاستمناء، ولشدَّة خبثهذه العملية، فقد أفرد لها بعض علماء الطبِّ المتخصصينبالامراض الجنسية كتباً مستقلة ذكروا فيها مساوي هذهالعادة الذميمة، والمضار التي تحدث من جرّائها. علي العمومسأذكر أهمّ الكلمات والشهادات والاقوال التي شهدتوتحدَّثت عن مضارّ الاستمناء، وهي:
1. الطبيب الروماني ايسوس يقول:
«اءنّ العادة السرّيّة تضعف الجسم فيهزل، والوجهفيصفر ـ والعينين فتغوران، وينطفي نورهما، ويحدث مثلذلك لسائر الاعضاء، ولا تكون النتيجة غير الصرع أو العميأو غير ذلك من الا´لام والامراض» .
2. الدكتور باداديك يقول:
«ظهور بثور صغيرة قليلاً وهي ذات لون أبيض قريبإلى الصفرة في الجراح الملتحمة حديثاً، أو التي في دورالالتحام، اءذا كان المصاب بهذه الجراح يمارس هذه العملية،فاءذا انقطع المصاب عن هذا الفعل زالت البثور، وتمّ التحامالجروح سريعاً».
3. الدكتور بياترا يقول:
«من الاءمارات ذات الدلالة علي تحكُّم الشهواتبالمراهق. واستسلامه إلى العادة السريّة السيلان، أيخروجالسائل المنوي من تلقاء نفسه، أو بمجرد انتصاب القضيببتأثير عامل من العوامل، وفي ذلك تبديد لماء الحياة، ممَّايجعل الفتي المراهق عرضة لاشدِّ الامراض فتكاً».
4. پول ريبو يقول:
«ما أفظع أن يحتلب الاءنسان بيده، وأن يستمني كلّماعنّ له ذلك!! فاءنّه اءن فعل ذلك رؤي مصطرباً في مشيته،محني الظهر، قد خرج من فتوّته وشبابه باختياره، اءذ يعتريهالصداع والخور، والرهق من الحياة، فيبدو مريضاً » .
5. الدكتور جون ايف دبليو ميكر يقول:
«فالاءفراط بالاستمناء، والاستمرار عليه، هو عليالاغلب مظهر للاضطراب النفسي، بدلاً من أن يكون سبباًله، فالعادة السرِّية تنشأ بين المصابين بالهستريا» .
6. الدكتور شاكر الخوري يقول:
«يتسبب عن الاستمناء جميع الامراض الطارئة عليالجسم، منها الامراض العقلية، كالجنون والبوخندريا،وأمراض الرئة كالسل والربو، وأمراض القصب، واخصّهاالخفقان وداء بوط، وهو تسَوُّس العمود الفقري».
7. ويشير موديس دبس بقوله:
«اءنّ الاعراض العادية لممارسة الاستمناء معروفةللجميع، وهي:
اصفرار الوجه، وظهور بقعة سوداء حول العين،والخمول والكسل،وضعف التركيز، وتظاهر الشخص فيمعظم الاحيان بنوع من الخبل والحياء المفرط، والميل إلىالعزلة واختلالات في النوم».
8 . الدكتور عبد ا لمنعم الحفني يقول:
«ما يلحق المستمني من أذي يترّتب أساساً عليمشاعر الذنب التي تعقب الاستمناء، وتستمر هذه المشاعرمع المراهق لسنوات، وتستنفذ الكثير من طاقته النفسيةوتهدرها هدراً .
وقد يرد المراهق كل ما يصيبه من أمراض لممارسةالاستمناء، وقد يحسب أنّ حبّ الشباب وهزال جسمهوالدمال التي تصيبه، وضعف بصره، وتخلفه عن التحصيلفي الدراسة، وحالات التوهان والشُّرود، وضمور كتفيه اءنماهي بسبب الاءدمان علي الاستمناء».
وهناك مضار أُخري' للاستمناء نذكرها:
1. مضار اُخروية:
اءنّ ممارسة ا لعادة السرِّية تجعل صاحبها محلّ سخطالله لفعله هذا ا لمحرم والذنب الكبير، وهو ملعون من قبلالرسول (ص) كما اشرنا إلى ذلك في السابق، فالممارسللاستمناء سوف ينال عقاباً من الله، ومحاسبة من قبلالحاكم الشرعي.
2. اضرار بيولوجية:
أ. حدوث ورم في قناة النطفة، وغدَّة البروستات، وفيالجزء الاخير من المجري البولي.
ب. خطر تمزّق البكارة بالنسبة للاءناث، نتيجة العبثالزائد والشعور با´لام أثناء الحيض، واضطراب في الدورةالشهرية، واءفرازات جراحية.
ج. تراخي العضلات التناسلية، اصفرار الوجه، طنينالاُذنين، فقر الدم، تضرُّر نمو النخاع.
3. الاضرار النفسية:
أ. الاستثارة العصبية بفعل الهيجان الجنسي.
ب. اضطرابات نفسية وخُلقية، بسبب الاستمرارعليذلك، والكسل والاكتئاب وانسداد الشهية، وضعف الاءرادةوالثقة.
ج. سرعة الاغتياض والحساسية تجاه المسائلالبسيطة، والجبن والخجل المفرط.
والشعور بالحقارة والخوف والقلق المستمرّين مناحتمال انكشاف امره، أو تمزيق البكارة وافتقاد الذروة.
4. الاضرار الاجتماعية:
أ. يؤدّي إلى الاعتزال عن المجتمع، والاستغراق فيدنيا اللّذات.
ب. يولّد لدي الشخص سوء الظنِّ والحسد تجاهالا´خرين الذين يتمتعون بالنشاط والحيوية.
ج. عدم الشعور بالاءشباع الجنسي، بعد الزواج يؤدِّيإلى برود العلاقات الزوجية.
5. الاضرار العضوية:
أ. افتقاد لذَّة الجماع حين الزواج.
ب. الاءجهاد والضعف العضلي، والاءصابة بالاءنزالالمبكِّر.
خلاصة الكلام:
لقد أثبت الطبُّ الحديث أنّ الاستمناء له أضرار بالغةبدنياً ونفسياً وعقلياً .
الاضرار البدنية:
1. خور وهزال في الجسم.
2. ضعف الاعضاء التناسلية وعجزها عن أداء وظائفهاالاساسية.
3. الاءصابة بمرض البروستات الخطير.
4. العقم نتيجة استنزاف ملايين الحيوانات المنويةوذهابها سدي.
5. دوالي الخصيتين.
6. ضعف النظر واعوجاج في الظهر وانكباب الكتفين.
7. آلام في المفاصل.
8. اضطراب في وظائف الجهاز الهضمي.
9. انتقال الجراثيم من العضو إلى اليد، ومن ثم إلىالفم عند الشروع في تناول الطعام.
الاضرار النفسية والعقلية:
1. توتر وقلق دائمان.
2. الخجل المفرط وتأنيب الضمير المستمر.
3. تبلُّد في الاءحساس.
4. الزهد في الزواج .
5. الخواء الروحي والكسل وكثرة النسيان.
6. التردُّد في التفكير، واسترسال العقل في أوهاموتخيلات فارغة .


المبحث السادس
علاج الاستمناء
العلاج :
اءنّ الدواء لا يمكن أن يكون مؤثّراً ما لم يقتنعالمتعاطي بجدواه، ويصبر علي مرارته ؛ لكي يعود بعد ذلكمعافيً سليماً باءذن الله تعالي. والعلاج هنا علاج شرعي وآخرسببي.
العلاج السببي :
1. اصرف وقتلك الذي هو حياتك وعمرك فيما ينفعكـ لا سيما وقت الفراغ ـ وذلك في نشاطات مفيدة كممارسةالرياضة، ومنها السباحة وتعلُّم الرماية وركوب الخيل، كذلكمن الاشياء المفيدة قراءة الكتب النافعة ثقافياً ودينياًوالمشاركة في النشاطات الصيفية الهادفة.
2. أكثر من زيارة الرحم، ففي ذلك أجر عظيم، وتسليةللنفس، واءشغال لها عما حرمّ الله، وتبادل لاطراف الحديثالمباح مع الاقارب والاحباب.
3. اضرب في الارض لتحصيل أسباب الرزق، ومنذلك العمل في تجارة مباحة، أو الالتحاق بأحد المعاهد لنيلمؤهلات تساعدك في الحصول علي وظيفة مناسبة تكسبمن ورائها مالاً تنفق منه علي نفسك، وتستعين به علي أُمورحياتك.
4. زيارة الاماكن المقدَّسة المنتشرة في أرجاءالمعمورة، مع المحافظة علي الصلوات الخمس وقتاً وأداءً،والحرص علي اصطحاب الصالحين في رحلاتك وجولاتك،فاءن لم تفعل فاعلم أنّ الوحدة خير من رفيق السوء.
أخي الشاب:
اءنك متي ما صدقت النية، وعزمت باءخلاص علي تركهذه العادة، فاءنّ الله سيعينك وينصرك علي نفسك،ويجعللك سلطاناً علي هواك والشيطان، فلا يستطيعاناءليكسبيلاً، اعتصم بحبل الله ولا تستكن لوساوس الشيطان،فاءنَّه سيحاول استغلال اءدمانك علي هذه العادة ليثير شهوتكويلهب غريزتك ؛ كي يوقعك في شراك المعصية من جديد.
وفي الختام أسأل الله أن يغفر لنا، ويعيننا علي جهادأنفسنا، كما أسأله أن يوفقنا لما فيه صلاحنا دنيا وآخرة، اءنَّهسميع مجيب.
أما العلاج الشرعي وهو الاهمّ فهو:
1. التوبة الصادقة إلى الله عزَّوجلَّ، الذي يقبل التوبةعن عباده ويعفو عن السيئات، تب إلى الله من جميع الذنوبولاتسوّف، فكم من مدفون تحت الثري يتمنّي أن يعودللدنيا ليتوب من ذنوبه، ولكن هيهات ذلك.
2. طلب العون من الله عزّ وجلّ، ودعاؤه والفرار اءليهكلّما راودتك نفسك، فاءن الله سيعينك ويصرف عنك أسبابالارتكاس، قال تعالي:
(وَ قَالَ رَبُّكُمُ ادْعُوني اَسْتَجِبْ لَكُمْ اءِنَّ الَّذِينَيَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ ).
وقال سبحانه:
( اَمْ مَنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ اءِذَا دَعَاهُ وَ يَكْشِفُالسُّوءَ وَ يَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الاَرْضِ اَاءِلَهٌ مَعَ اللهِ قَلِيلاً مَاتَذَكَّرُونَ) .
أليس الاستمناء من السوء الذي تريد أن يكشفه اللهعنك؟
3. غضّ البصر عن محارم الله، فقد أخبر المصطفيعليه الصلاة والسلام أنّ العينين تزنيان، وزناهما النظر فيما حرم الله، كما أنّ النظر سهم مسموم من سهام اءبليسيثير الشهوة الخامدة، فيجعل منها بركاناً، ولابدّ للبركان منمتنفّس، فاءن لم يجد متنفّساً مباحاً ثار بقوة فيما حرّم الله،ولا يسلم من ذلك اءلاّ من عصمه الله.
4. بادر إلى الوضوء كلّما راودتك نفسك وصلِّ ركعتينتُقبِل فيهما علي الله بقلبك وعقلك، وذلك أنّ الوضوء يكسرحدّة الشهوة، والصلاة تنهي عن الفحشاء والمنكر.
5. الاءكثار من الصيام الذي هو من أنفع الوسائل،ذلكانّ الصوم يخمد نار الشهوة التي تتخذ من الطعام وقوداً لها.
6. استحضر عظمة الله الذي يراك كلّما مارست هذهالعادة القذرة، وتذكر يوم الحساب عندما تقف بين يدي اللهفيذكِّرك بما كنت تعمل في الدنيا.
7. بادر إلى الزَّواج، فاءنّه أنجع وأفضل وسيلةلنيلالراحة النفسيّة وهدوء البال، وقطع الطريق أمام الاوهاموالتخيّلات الباطلة التي تجرّ النفس إلى الوقوع في الحرام.
8. ابتعد قدر الاءمكان عن مواطن الفتن كالاسواق،كذلك تجنَّب رفاق السوء الذين لم تجنِ منهم سوي تضييعالوقت في أُمور تافهة، واكتساب ذنوب تندم علي فعلها يومالقيامة.
9. الصبر والمجاهدة في سبيل الله فاءنّ الله سيكونمعك وسوف يثيبك علي صبرك وجهادك لنفسك، قالتعالي:
(يَا اَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَ الصَّلَوةِ اءِنَّاللهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ) .
وقال جلَّ شأنه:
(وَ الَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَ اءِنَّ اللهَلَمَعَ الُْمحْسِنِينَ ).


القوانين التسعة
تمهيد للدخول:
فأقول لكل من أراد التخلّص من هذه العادة: اءنه توجدتسعة قوانين أو تسع خطوات ـ اءن صحّ التعبير ـ ، يجبلمن كان مصاباً وأراد الخلاص من هذ العادة، أو كان غيرمصاب وأراد أن يفعل الشيء الذي يجنِّبه الوقوع في شراكهذه العادة، فعليهما أن يسيرا عليها بدقَّة وحرص منهما علياءتمام المهمّة الحاسمة، والنهاية الناجحة، والا´ن اءذا كان قدعزم علي هذا بنيّة صادقة، وبعد التَّوبة النَّصوح لله تعاليوتبارك.
اءنّ الموضوع الاوّل الذي يجب أن ينتبه اءليه الاءخوةالمصابون بهذه العادة، هو اءمكان القضاء علي هذه العادة«الاستمناء» ذات الا´ثار الوخيمة، اءذا عولجت بصورةصحيحة مستمرّة مع العزيمة والاءصرار، ويشهد بذلكالاطبّاء وكثير من الافراد الذين كانوا مصابين بهذه العادة،وقد دخلوا في الصراع معها في مرحلة التخلّص منها، وفعلاًتمكَّنوا من التخلّص منها علي الاءطلاق، وبعد هذا لا يمكنأن يعودوا اءليها بأي حالٍ من الاحوال.
وأيضاً الشيء الذي يجلب الانتباه هو أنّ أكثر الا´ثارالسلبية التي تنتج عن هذه العادة، سترتفع عن المصاب بعدمدّة قصيرة من فترة تركها؛ لانّ نموَّ الشباب المتزايديستطيع أن يعوض أكثر ما فقده الجسم في زمان ممارسةهذه العادة، وكما أنّ جراحات الاطفال والشباب تلتئمبسرعة، فاءنّ آثار هذه العادة السلبية سترتفع بعد مدة قصيرةمن زمان تركها، اءن شاء الله تعالي.
اءنّ هؤلاء الشباب المصابين بهذه العادة وهم في يأسمن شفائهم وتحسنهم، أو أنَّهم متردِّدون في ذلك، عليغير صواب في هذا التصوّر ؛ فاءنّ اليأس والتردُّد يشكّلانأكبر مانع في طريق شفائهم.
وعلي هذا الاساس فاءنّ أوّل وأهمّ موضوع يجب أنيؤمن به المصاب، هو اءمكان الشفاء وترك هذه العادةالمشؤومة، والتخلّص من عواقبها السلبية، يمكن التعويضفيها بعد الترك ولو لمراحل وخطوات عدَّة، مثل أن يقومالشخص بالعلاج الطبيِّ لتعويض النقص والمرض الحادثفي الجسم، من جرّاء هذه العادة أو وضع برنامج غذائيمدروس ؛ لكي يعوِّض الجسم هذه الخسارة الحادثة منهذه العادة.
أمّا الا´ن وقد وضعنا القدم علي أول الطريق في علاجهؤلاء الاءخوة المصابين بالعادة السرِّية، يجب عليهم أنيهيئوا أنفسهم لاستعمال واءجراء هذه القوانين الموضوعة.
أقول للاءخوة: اءنّ هذه القوانين ربّما ظهرت لاوّل وهلةانَّها بسيطة في نظر البعض من القرّاء، ولكنَّ أهميتها وآثارهاالمنتجة ستظهر حين وبعد العمل بها، وكذلك بعد التخلُّصمن هذه العادة المدمّرة للشباب والشابات، بل هي مدمِّرةلقوي الشعوب الفكرية والجسدية، إلى غير ذلك، مثل القيموالدين والاخلاق... الخ .

القانون الاوّل
«اجتناب أي تحريك جنسي غير طبيعي».
اءذا اعتقد الشباب والشابات ـ وعلي الخصوصالمصابين بهذه العادة ـ بأنّهم لا يتلوّثون بأيِّ انحرافجنسي أو غيره ، من جرّاء مشاهدتهم للافلام الخليعة،التي ليس لها هدف غير القضايا الجنسية، والّتي تعرض فيدور السينما وأجهزة التلفاز، وكذلك من صرف أوقاتهم فيمطالعة القصص والروايات الغرامية، والنظر إلى الصورالخليعة في المجلات الاستعمارية المبتذلة في الاسواقالاءسلامية، ومن المعروف أنّ الناشر والمباشر لهذه الاعمال،ليس اءلاّ من الغرب الحاقد علي الاُمّة الاءسلامية، واءن لميكن هذا الشخص أمريكيّاً أو أوروبّياً أو غيره، لابدّ أنّ هذاالشخص متأثر بالفكر الغربي أو الشرقي إلى حدّ كبير، وهذاالشيء ليس قولي، واءنَّما هذا هو الملموس في المجتمعاتالاءسلامية، اءذ لو ذهب شخص إلى أيِّ دولة في الغرب أوالشرق من الدول التي تكون عندها هذه الافكار، ويكونهذا الشخص ليس صاحب شخصية اءسلامية يمكنالاعتماد عليها في مثل هذه الظروف، فتراه يحسُّ بالتضاؤلأمام هذه الافكار، وليس له اءلاّ أن يتبعهم في هذه الافكار،وبهذا وغيره يمكن للغرب تصدير أفكارهم الهدّامة، وعليالمواطن المسلم أن يتقبّل هذه الافكار دون أيّما نقاش، واءذاناقش علي الفور يُتَّهم بأنَّه رجعي وغير متحضِّر، ويكونمنبوذاً عندهم، وهذا ما قاله بعض الاءخوة ممَّن ذهبوا إلىهذه الدول الاءستعمارية.
اءذاً، فالشباب علي غير صواب اءذا اعتقدوا أنّ مثل هذاالتحريك الذي ليس له مبرّر، يمكن أن يغيّر مسيرةأفكارهم عن مسائل الحياة الاصلية، ويجرّهم إلى المسائلالجنسية، ويتركهم ليل نهار في حالة اضطراب عصبيٍّ دائم،ويسبب لهم آثاراً غير مرغوب فيها وغير مرضية في حدّذاتها.
اءذاً يجب علي كلّ الشباب الاعزّاء والشابات المؤمنات،خاصّةً أولئك المبتلين بهذه العادة الخبيثة، أن يتجنّبواالاُمور السالفة الذكر، وذلك بامتناعهم عن رؤية الافلامالخليعة ومطالعة القصص الغرامية، وغير ذلك ممَّا يعكّرهدوءهم الفكري، أو يكون الامتناع عن أشياء أُخري' عندمايحسّ هذا الشاب أو هذه الشابة أنّه قد تأثَّر بهذا الشيء،فعليه علي الفور الامتناع والترك.
وكلّ هذا الانشغال لا يكون اءلاّ بسبب الفراغ الذييحسُّ به الشباب والشابات في هذا العصر الحضاريّ الجديد،وفي هذا التطوّر السريع، فلاجل النجاح في هذه المُهمَّةيجب عليهم أن ينتخبوا لانفسهم هوايات صحيحةوسليمة، لملء أوقات فراغهم، كما يجب عليهم وبمساعدةالاهل والاصدقاء السالمين منهم أن ينظّموا برنامجاً مُسَبَقاًلهذه الاوقات، ومن هذه الهوايات:
1. الرياضة الفردية أو الجماعية.
2. التنزُّه في الهواء الطلق مع الاصدقاء و مع الناس فيالحدائق العامة المعدّة للتنزُّه، لا لاجل شيء آخر، مثل بعضالحدائق في الدول الغربية الّتي تكون مخصصة لتقابلالاحبّاء.
3. مطالعة الكتب المفيدة والنافعة، مثل الكتبالاخلاقية الّتي تخوّف من النار وتذكّر بعذاب الله تعالي، وأيكتاب فيه فائدة فقهية أو علمية فهو جيّد للقراءة.
4. ممارسة الاعمال الزراعية أو التجاريّة المفيدةوالمسلِّية في نفس الوقت، وهذا العمل أو النتيجة هيالمنشودة ؛ لكي لا يجلب الملل الذي يدعو إلى فشلالمسيرة.
5. ممارسة أيّ عمل من الاعمال اليدوية بصورةعامّة، مثل الرسم والخط أو صنع الاشكال الجمالية وغيرها.
6. ممارسة أي عمل من الاعمال التي تشغل الذهنعن التفكير في هذه العادة بصورة عامة، مثل جمع الاشعارأو القصص الادبية أو الوقائع التاريخية المشهورة، وأثر هذهالاعمال كبير ونافع، حيث يمكن لهذا الشخص الذي يجمعالمعلومات الادبية أن يكون مؤلّفاً أو كاتباً للقصص أو شاعراً،فيكون حائزاً علي عدَّة فوائد .
7. ممارسة هواية جمع الطوابع وأمثالها منالاشياءالجميلة النادرة، وغيرها من الاشياء القيّمة مادّياً أو تاريخياً.
8. الاشتراك في الندوات العلمية المختلفة، وبلا شكانّ المقصود من اءقامة الندوات ليس هو الجنس، ويجبكذلك الحضور والمشاركة في معارض الكتاب التي تقام بينفترة وفترة أو بشكل دائم ومستمر.


القانون الثاني
«تهيئة برنامج لملء وقت الفراغ وتقسيمه تقسيماًجيّداً مُنسَّقاً».
يجب علي المصابين بهذا الداء الخطير أن ينظّموالكلِّ أوقاتهم برنامجاً معيناً، بحيث يقضون بذلك عليأوقات الفراغ.
نحن لا نقول: يجب عليهم أن يقرأوا ويتعلّموا بصورةدائمة، فاءذا كانوا في المتنزَّه أو في حالة القيام برياضة معينةمثلاً، فهم في حالة نشاط وحيوية ولديهم برنامج مُنظَّم،وهذا غاية المطلوب من هذا القانون.
وليعلم الشباب والشابات المصابون بهذه العادة، انّه كمايقول المثل: الحاجة أُمُّ الاختراع.
فاءنّ الفراغ أساس الانحراف، سواء أكان انحرافاًاجتماعياً مثل السرقة وغيرها، أم أخلاقيّاً مثل الجنسالمنحرف وغيره، فهما علي حدٍّ سواء.
ومن الافضل لكلِّ الشباب والشابات ـ سواء كانوامصابين أم غير مصابين ـ أن ينظّموا برنامجاً لطول اليوم،بحيث يستوعب ساعات اليوم ويزيد عليها، وبشكل دائم،بحيث يصبح فكر الاءنسان مشغولاً دائماً؛ لانّ الانشغالالفكري الكثير المستمر له أثر عميق في صرف الذهنوالقوي' الشهوانية عن التفكير والممارسة للعادات الجنسيةغير الطبيعية، وغيرها من العادات المنبوذة عند العقل .
وقد ثبت بالتجربة والاستقراء أنّ الافراد المعتادينعلي التدخين بكميات كبيرة، يدخّنون في أوقات الفراغأضعاف ما يدخّنون في ساعات العمل .
والعامل المؤثر في هذا التفاوت الفاحش، ناتج منانشغال الفكر بأعمال صغيرة، وانصرافه عن الاعمال غيرالمفيدة أو الضارَّة في أيَّام وساعات الفراغ .
والخلاصة أنّ المصابين بعادة حقيرة كهذه، اءذا لميملكوا برنامجاً يقضي علي وقت الفراغ تماماً، فاءنّهم لا ولنيستطيعوا أن يتركوا مثل هذه العادة الحقيرة بسهولة ويسر.
ومن المؤكّد أنّ تنظيم برنامج كهذا سيساعدهم عليقطع مراحل مهمة، وعقبات صعبة، في طريق تركهاوالتخلُّص منها بدون ردّة فعل.
وعلي العموم فاءنّ تنظيم جدول كهذا، يكون نافعاً لكلّالشباب والشابات سواء كانوا من المصابين أم من غيرالمصابين، وسوف يشعرون من وضع جدول كهذا بالنتيجةالهادفة، وعلي الخصوص طلاب المدارس ؛ لانّ الجدوليُنظِّم الوقت للدراسة والمذاكرة، إلى غيره من هذه النتائجالهادفة.


القانون الثالث
«العادة لكي تزول لابدّ أن تخلفها عادة تساويها قُوَّةوتعاكسها اتجاهاً».
قانون نيتون الثالث يقول:
«لكلِّ فعل ردَّةُ فعل تساويه قوة وتخالفه اتجاهاً».
ويقول علماء الاجتماع:
«لاجل ترك عادة سيئة يجب التعوُّد علي عادة حسنة،ووضعها خلفاً للعادة السيئة».
وأمَّا قولي سابقاً «تساويها قوة وتعاكسها... الخ» أي أنهيجب علي الاخ المصاب أن يبحث عن أيَّةِ عادة سليمةيرغب اءليها أكثر من العادات الاُخري' المختلفة، ويحاولوضع هذه العادة مكان العادة القبيحة المعتاد عليها.
فمثلاً الاشخاص المقامرون، مع أنَّهم يرون أضرارالقمار، ويحسُّون بها، اءلاّ أنّهم غير مستعدين لتركه، وعليحدّ قولهم «عندما يحين وقت اللّعب هنالك قوة غير مرئيةتقودهم كالاسري إلى اللَّعب الذي لا يستسيغه العقل».ويرفضه الضمير والوجدان الاءنساني.
ولهذا يجب علي مثل هؤلاء الاشخاص المعتادين، أنيتغلَّبوا علي مثل هذه العادة المنبوذة، ويحلّوا محلَّها ألعاباًبعيدة عن القلق النفسي والاضطرابات العصبية، وهذهالالعاب تكون مثلاً:
سباقات رياضية علي الجياد، محل لعب القمار، وذلكعند حلول وقت لعبه وفي الساعة التي اعتاد فيها ممارسةهذه اللعبة الفاسدة، أو أيَّةِ عادة خبيثة.
وفي موضوع العادات الجنسية الشاذَّة، يجب عليالمصابين بها أن يشغلوا أنفسهم، بالخصوص في الاوقاتالتي يتولَّد في أنفسهم الدافع نحو هذه العادة وممارستها، أنيشغلوا أنفسهم بالبرامج التي وضعوها سابقاً لمثل هذهالعادة، ومثل هذه الاوقات، ثم يجب عليهم أن يستمرّواعليها حتي تصبح عادة تخلف العادة السيّئة المعتاد عليها.
ويجب علي المصاب بهذه العادة أن يكون في اختيارهللعادة الّتي تخلف العادة المراد تركها، أن يراعي حبّ هذهالعادة الجديدة وقربها إلى نفسه، فمثلاً: هو معتاد علي العادةالسريِّة، ويريد أن يتركها، فعليه أن يختار عادة تخلف هذهالعادة، كالقراءة أو الكتابة أو زيارة الاهل والاقرباء، فيضعهذه العادة الجديدة في نفس المكان، وفي وقت العادةالسابقة، وهي العادة السرّية، فبهذا يمكن أن يعتاد عليالعادة الجديدة ويترك العادة القديمة إلى الابد.


القانون الرابع
وهو تجنُّب الاءنعزال والاءنزواء عن المجتمعات السليمةوتجنُّب الوحدة» .
يجب علي كلّ المصابين أن يجتنبوا تماماً الانعزالوالوحدة ، عن المجتمعات السليمة غير المبتلية بهذه العادة،بل بعموم العادات السيّئة، ولا بدّ من عدم بقائهم بصورةمنعزلة، وعدم بقائهم في المنزل لوحدهم، وعدم الذهاببمفردهم للمناطق الخالية من الناس لاجل القراءة أو التنزُّه.
ويجب عليهم بمجرد أن يجدوا أنفسهم في محيطخالٍ من الناس أن يخرجوا منه علي الفور.
ويجب أن يتذكَّروا دائماً هذه المسألة، وهي أنه مناللازم عليهم أن يشغلوا أنفسهم بأعمال سليمة ومفيدة،بمجرد أن يشعروا بدافع يُحرِّكهم نحو هذه العادة.
اءنّ الوحدة والانزواء والانعزال ـ كلّ هذا ـ محيط كفيلبتربية ميكروب الانحراف، وهذه العادة في فكر الشبابالذين يريدون أن يكونوا سعداء سالمين من جميعالامراض، وفي أمان من أخطار العادة السرّية، وهي أكبرميكروب كفيل بتحطيم طموحاتهم الدنيوية والنفسية، ولهذاأُؤكّد وأكرّر التأكيد، عليهم اجتناب الوحدة، وعدم تركمشاركة الا´خرين السالمين من هذه العادة في حياتهم، بلأُؤكِّد عليهم المخالطة والمشاركة في كلّ المناسبات التييمكن أن تفيد هذا الشخص المعتاد علي العادة، وعليالخصوص مشاركة المجتمعات السليمة من هذه العادة أوغيرها، لكي لا يبتلي بعادات أُخري' غير هذه العادة، فيزيدبلاءهُ بلاءً آخر، فلهذا يجب عليهم تجنُّب المبتلين بالعاداتالاُخري' .
وأيضاً ينبغي للمصاب عدم النوم لوحده في الغرفة، بليشارك معه في غرفة النوم أخاه الاصغر أو أن ينام مع أخيهالاكبر في غرفته اءذا أمكن.
وكذلك للفتيات المبتليات بمثل هذه العادة المُدمِّرة.وهذا شيء مجرّب وفعّال للخلاص من هذه العادة الخبيثةأو غيرها، مثل شرب الخمر أو استعمال الحشيش أو غيرهمن المُخدِّرات.

القانون الخامس
«عدم التفريط في الزواج المتعقل في أوّل فرصة».
اءنّ هؤلاء الاءخوة المصابين يجب عليهم أن يتزوَّجوامتي سنحت لهم الفرصة، ولو سنحت لهم الفرصة فقطبتعيين شريكة العمر المتعارف عليها في هذا اليوم بالخطيبة،علي شرط أن يقع العقد قبل الاخذ في الزيارات، والخروجبصحبتها، فيجب عليهم أن لا يُضيِّعوا هذه الفرصة ؛ لانَّهاهي الفرصة الاكبر أثراً في نجاح هذه القوانين.
وفي الصورة التي تحذف فيها عادات الزواج وتشريفاتهالتي فرضتها البيئة والناس، واءلاّ فاءتمام الزواج ونجاحهبسيط جدّاً وغير مكلّف مادياً، ولكي يتزوّج الجميع منالاغنياء والفقراء علي حدّ سواء.
ولكن من المؤسف جدَّاً، أنه هنالك سلسلة من الاوهاموالتخيُّلات والخرافات والشروط الفاسدة، التي لم ينزل اللهبها من سلطان تلتزم بها الكثير من الاُسر، سواء كانت مُثَّقفةأو غير مُثّقفة، غنية أو غير غنية.
ولذلك تري أنّ البعض، بل أكثر الشباب المصابينبهذه العادة، يتخوّفون من الزواج ومن تبعاته المادّية التي لايملكون منها أي شيء علي الاءطلاق.
وأمّا تخوُّفهم من الفشل في الزواج وعدم اللياقةالجنسية التامة، أو الخوف من العنن بسبب الاءفراط في هذهالعادة، ليس له أيُّ مبرِّر ؛ لانهم باءجرائهم هذه القوانينالتسعة يستطيعون أن يتركوا هذه العادة بسهولة، وكذلكيُوفَّقون في جميع مراحل الزواج علي أحسن صورة وأكملوجه، وبنجاح باهر للحياة الزوجية السعيدة والمقصودة.


القانون السادس
«هذه العادة يمكن أن تزول بسهولة».
يجب علي الاءخوة المعتادين علي اءجراء وممارسة مثلهذه العادة أن يُلقِّنوا أنفسهم باستمرار، أنّهم يستطيعون أنيتركوا هذه العادة القبيحة دون أيّ عواقب .
والجدير بالذكر أنّهم سوف يواجهون شيئاً منالمصاعب، لكنَّ هذه المواجهة للمصاعب سوف تتمخَّضعن شيء سامٍ، وهو اءثبات قوة الاءرادة النابعة من قوةالاءيمان المطلق بالله وبرسوله ، وبالتعاليم الاءسلاميةالمقدّسة، وكذلك التخلّص من هذه العادة القبيحة.
ولاجل أن ينجح التلقين بصورة فعّالة، ردِّده بصورةسريعة مستمرة، كما وصفه أحد علماء النفس، وهو «الدكتورالفرنسي فكتور بوشه» حيث قال:
يجب أن يستمروا علي التلقين بالشكل التالي:
يجب أن يركّزوا فكرهم ويردّدوا الجملة التالية في كلّمحلٍّ هادي، وفي كُلِّ الوقت لا يكون فيه فكرهم مشغولاًبشيء سوي تلك العادة، وهي هذه الجملة التي يكونالتلقين علي نحوها:
«أنا أستطيع أن أترك هذه العادة بسهولة، أنا أستطيعأن أترك هذه العادة بسهولة، أنا أستطيع... الخ».
وهكذا إلى أن يردّدها عدَّة مرات ، فتوحي إلى نفسهبالعزيمة وقوة الاءرادة.
وثبت بالتجربة أنّ تكرار هذه الجملة وترديدها، له أثرعجيب في تقوية الاءرادة والعزيمة الروحيّة، في ترك هذهالعادة وكلّ عادة سيّئة.


القانون السابع
«الوقاية الكاملة من العادة السرّية».
كما يجب علي السليم الابتعاد عن الافراد المصابينبالجدري وغيره من الامراض المعدية، لاجل الابتعاد عنالعدوي بهذا المرض أو ذاك ؛ لما فيه من الخطر الوبائي.
فكذلك يجب الابتعاد عن المصابين بهذه العادةالسيِّئة، وعدم معاشرتهم علي الاءطلاق، لاجل الابتعاد عنالعدوي، وكذلك لكي يجبروهم علي ترك هذه العادة.
وعلي الخصوص في دور مكافحة هذه العادة، واءجراءهذه القوانين.
اءنّ تأثير معاشرة هؤلاء الاشخاص المصابين شديدجدَّاً، فاءنَّهم لاجل أن يخفّفوا من شعورهم بالمصيبة التيوقعوا فيها، يسعون دائماً للاءيقاع بالا´خرين في شراك هذهالعادة الحقيرة الموبقة .
ولهذا نجدهم يظهرون هذه العادة القبيحة بمظهرحسن وجذّاب في نفس الوقت.
ولكنّ الشباب الاذكياء، وأصحاب الاءيمان القوي، لايقعون في مثل هذه المصائد الشيطانية أبداً، ولو كانالاحسن لهم الابتعاد عنهم وعدم مخالطتهم ولو بشكلعابر.


القانون الثامن
«التقوية العامّة للفكر وللجسد والعناية المركَّزةبالغذاء».
يجب علي المصابين بهذه العادة في مراحل تطبيقهذه القوانين وبعد الخلاص منها، أن يُركِّزوا علي تقويةالفكر عندهم ؛ لكي لا يعتاد الفكر علي الجمود والخمول،وكذلك العناية بالرياضة المناسبة لكلّ شخص حسب طاقته.
كذلك اءنّ الغذاء الكامل والغنيّ بجميع الفيتامينات،يوجب تقوية جميع أعضاء الجسم والعقل منها، ويؤثِّر التأثيرالواضح في مكافحة هذه العادة التي تتغذَّي غالباً علي جوهردم الجسم عند الشباب، وتحلّ قواه، وتعطّل نموّه، وتعجّلبه إلى الشيخوخة المبكِّرة.
فالغذاء الكامل يساعد الجسم علي تعويض القوة التيسلبتها هذه العادة، وخصوصاً اءذا كان الشباب المصاب لميتخطَّ مرحلة النموّ الجسماني.
وأيضاً ينبغي لهم الاستحمام بالماء المعتدل البرودةفي الاوقات المناسبة، وعلي الخصوص اءذا كان المصابأحسَّ من نفسه الرغبة في ممارسة هذه العادة، وعدمالاءطالة في الحمام حين الاستحمام يساعد كثيراً علي تركها؛لانَّه يقوم بتبريد حرارة الدم الذي يغلي في شرايينه نحوعمل هذه العادة، ويطفي حالة الهيجان عنده.
كما يجب علي المصابين من الشباب وغير المصابين،أن لا يلبسوا الملابس الضيقة التي تساعد علي تحرُّكالشهوة الجنسية غير الطبيعية للاعضاء، والاماكن الحسَّاسةوالشديدة التأثُّر والاستجابة بسرعة إلى هذا التحريك، منالجنسين اءناثاً وذكوراً، وعلي وجه الخصوص الاءناث فيمواضع كثيرة منها الثديين والفخذين وأسفل البطن، إلىغير ذلك.
وأيضاً لانّ مثل هذه الالبسة تُؤثِّر علي نموِّ الشباببالشكل المطلوب لكمال أجسامهم الطبيعي، وهذا واضحأيضاً، حيث يسبِّب الحدّ من الحركة في التصرُّفات، ويسبِّبلهم مشاكل كثيرة معروفة، وكذلك انّ اءبراز المفاتن للاجانبمحرّم في الشريعة الاءسلامية المقدّسة، وكذلك يخالفالاخلاق الاءسلامية الحميدة، الواجب علي كلّ مسلمومسلمة الاتباع والانصياع لها.


القانون التاسع
«الاستعانة بالاءيمان والقرآن والعقائد الدينية، هو البابالاول والاخير الذي منه يمكن الخروج إلى بَرِّ الامان منشراك هذه العادة الشيطانية».
يجب علي الاءخوة المصابين بهذه العادة وغيرها أنيأخذوا صوب الاتجاه الديني، وتقوية اءيمانهم بالقرآن الكريمبكلِّ آية فيه، قراءةً وتمعّناً في معانيها التي تخرج الاءنسانمن عالمه إلى عالم الملكوت ؛ ليلبس من حللها أقدسهاوأبهاها.
وقد أوصي الرسول الاكرم (ص)، الذين لا يستطيعونالنكاح المشروع، أن يكثروا من قراءة القرآن الحكيم،ووصية الرسول (ص) لم تأتِ عبثاً، بل أتت بعد علمه بمايؤثِّرهُ القرآن في نفوس البشر بالاءيمان المطلق .
وأيضاً عليهم الانشغال بالعقائد والاحكام الدينيةومحاولة تطبيقها، وجعل نفسه مصداقاً لها في كلّ وقت منالاوقات، وعدم التساهل بها ولو كان علي فراش الموت.
وبهذا لا يدع مجالاً لمثل هذه العادة أن تتسلَّل إلىفكره المحصّن بالاءيمان والعقائد، وكلّ الدروع الاءلهيةالمحمَّديةِ المقدسة.
لانّ هذه الاُمور المُتقدِّمة وتطبيقها تطبيقاً كاملاًصحيحاً، هو أكبر دافع ومشجّع للخلاص من شراك هذهالعادة وغيرها من العادات السيّئة.
وهذا شيء طبيعي ؛ لانَّ الاءنسان الذي يسعي نحوالكمال، يذهب ويطرد كلّ فكرة شيطانية تحاول أن تصدّهعن المسير في هذه الجادَّة الاءلهية المُقدَّسة.
كما يجب علي هؤلاء المصابين أن لا ينظروا إلىأنفسهم نظرة المُبعدين عن رحمة الله تبارك وتعالي، بليجب عليهم أن يرجوا لطفه ورحمته، ويسألوه بخشوعوانقطاع تاميَّن في كلّ صلاة وبعدها، بأن يساعدهم عليالخلاص وترك هذه العادة القبيحة برحمته وقدرته .
وبكلِّ تأكيد، فاءنّ الله تبارك وتعالي سيساعدهم عليذلك متي سألوه بانقطاع تامٍّ واءخلاص، وسينتصرون فيهذه المعركة الحيوية الصعبة حتماً.
ويجب عليهم أن يتذكروا دائماً، أنّ الله تبارك وتعالي،موجودٌ وحاضر في كلّ مكان وزمان، وأن لا يسمحوالانفسهم بمثل هذه الافعال القبيحة أمام الله، وبمحضر منهعزّوجلّ ذكره.


خاتمة القوانين التسعة
أقول لجميع الا´باء الاعزّاء وللاءخوة الكرام: يجب أنيكون هنالك تعاون كبير بين الاب والابن في كلّ شيء،وأن تكون المعاملة من الاب للابن علي اعتباره أنَّه كبيرالعقل، وأن يكون الاب ناصحاً له حين المشورة منه، وبدونالمشورة علي شرط أن لا يكون فيها اءشعار لهذا الشاب أنَّهيخضع لمراقبة الاب له، واءلاّ اءذا شعر بهذا فسوف يتعلَّم هذاالشاب الكذب في الاُمور الا´تية مع التكتُّم عليها، ويكونفريسة سهلة للوحوش الضارية.
وكذلك يجب علي الابن ـ بما أنّه قليل التجاربوعديم الخبرة في هذه الحياة الكبيرة ـ أن يرجع إلى والدهأو أخيه الذي يكبره سنّاً، ويكون صادقاً في السؤال وفيالاءخبار، لكي يكون في تجنُّب عن الاخطار الشيطانية،ومكائد الشيطان.
وبالطبع انّ هذا الكلام ليس خاصّاً بالاب والابن، واءنَّماهو كذلك متعيِّنٌ علي الاُمِّ والبنت، واءنّما نحن قلنا هذا فقطعلي نحو المثال لا غير.
اءذاً فعلينا نحن الا´باء والاُمَّهات، أن نكون مهتمّين،وعلي علم بمشاكل أبنائنا الصغار والكبار، ويجب أن تتوفَّرَالحكمة في جميع المعاملات بينهما.
ونحن نلاحظ بعض الا´باء يكونون في التعامل معأبنائهم في غاية القسوة والشكوك، لما يثير في نفس الابنعدَّة أشياء معروفة للجميع، والبعض الا´خر نراهم لا يعتنونبشيء من مشاكل أبنائهم فيقولون: هم كبار وأحرار فيجميع أعمالهم وتعاملهم.
ومن البديهيات أنّ الطرفين علي غير صواب؛ لانَّهيجب أن يكون التعامل بغير تفريط أو اءفراط .


6. في حقل الشعر
مرّ علينا في الفصول السابقة حكم الاءسلام في هذاالشذوذ، كما قرأنا مجموعة ضخمة من الشهادات الطبيةالقيّمة، وآراء جهابذة العلم والادب، وكلّها مجمعة علياستقذار هذا الانحراف، وبيان مضارِّه وآثاره السيّئة، ونتائجهالوخيمة. ونقرأ الا´ن ما قيل فيها من الشعر :
1. قال العلاَّمة الطبيب محمد الخليلي:
يا وَلوعاً بالعادَةِ السِّرّيّةكُفَّ عنها من قَبلِ لُقيا المَنِيّهْ
أفَتَدري ماذا عَمِلتَ بِنَفسٍكُنْتَ اورَدْتَها مَهاوِي الرَدِيَّهْ
بِعْتَ نَفْساً ثَمِينَةً بِرَخيصٍدُونَ عِلْمٍ هادٍ وَدُونَ رَوِيَّهْ
فَبِها ضَعفُ كُلِّ اجْهِزَةِ الجِسمِوَفَقْدُ اللَّذائِذِ الجِنسِيَّهْ
بَلْ وَفَقْدُ الاعصابِ قُوَّتَها فيحَرَكاتٍ، وفي القُوَي الفِكْرِيّهْ
وضياعُ الهَضمِ الذي فيهِ تَوليدُدَمِ الجِسمِ وانعدامُ الشَّهِيَّهْ
حَيثُ يُرْدِيكَ ذا بِفَقرٍ الدَّمِالعامِ، وَهَذا أساسُ كُلِّ بَلِيَّهْ
وَهُزالِ العِظامِ حَتَّي عَنِ المَشيفَتُمسي ضَعِيفاً كَمِثْلِ الرَّمِيَّهْ
أو سَتَبْقي فَرِيسَةَ الشَّلَلِ العامِوَمَرْمَي امرَاضِكَ العَقْلِيَّهْ
واءذا ما شكَكْتَ في صِدقِ قَوْليفَلَدَيْكَ الدَّلائِلُ الحِسِّيَّهْ
فانظُرِ العامِلَ المُلِحَّ هَزِيلاًدُونَ فِكْرٍ في فعِلِهِ وَرَوِيَّهْ
اصفَرَ اللَّونِ غائِرَ العَينِ يَنْسَيِكُلَّ شَيْءٍ وَلَيس يُدْرِكُ غَيَّهْ
تائِهَ الطَّرْفِ لَيسَ يَفَهمُ ما يَسْمَعُبَلْ لَمْ يَكُنْ يَرَي مَرْئيَّهْ
وَتَأمَّلْ تَعرِفْ خَسَاسَةَ هَذاالفِعْلِ فاترُكهُ فَهْوَ شَرُّ رَدِيَّهْ
2. وقال الاستاذ مجيد عبد الحميد ناجي:
وناكِحٍ مِن لُؤْمِهِ كَفَّهُوَتارِكٍ رَشْفَ ثُغُورِ المِلاحْ
قَدْ خَانَ حَتَّي كَفَّهُ خِسَّةًفَلَيسَ يُرجي مِنهُ جَلْبُ الفَلاحْ
عَوَّدَهُ السَّفحُ لِماءِ الحَيافَبئِسما عَوَّدَه مِن سِفاحْ
3. وقال بعضهم:
اقولُ لِمَنْ يَرجُو الحَياةَ سَعيدَةًوَيَطْلُبُ مِنها ما يُحِبُّ ويَعْشَقُ
ويَنْعُمُ بِاللَّذّاتِ خِلْواً مِنَ الاسي'سَلِيماً مِنَ البَلْوي' ومَسَراهُ مُشرِقُ
خُذِ الحِذْرَ أيّامَ الشَّبابِ فَاءنّهامَزالِقُ فيها كَمْ مِنَ النَّاسِ يَزْلَقُ
هُنالِكَ عاداتٌ بِها يَسْلَمُ الفَتَيوأُخْرَي بِعَكْسٍ حَوْلَهُ تَتَدفَّقُ
فَخُذْ أفضَلَ العادَاتِ تَحيا بِصِحَّةٍواءلاّ فسُقمٌ ما حَييتَ مُحُقّقُ
4. وقال بعضهم:
العادَةُ السِّريّةُ الشَّهواءُ، يا أفْعَي الشَّبابِافعَي تَمَزّقُ عُمْرَ اعصابٍ، تُشَوِّهُها بِعَابِ
اُوّاهُ مِن لَسَعاتِها، أُوّاهُ مِن مُرِّ العَذَابِاُوّاهُ من اءيذائِها (العصبيِّ) انّي و (العصابي)
دَاءانِ في (جَسْمٍ) وَ (عَقْلٍ) انذرا بالاءضْطِرابِالجسمَ في اعصابِهِ في مُقْلَتينِ بِلا شِهابِ
العقلُ في اءشراقِهِ حَتَّي لَيُوشِكُ بالذِّهابِأُوّاهُ مِن لَسْعَينِ اءن ظَلاَّ بِلا أيِّ اجتِنابِ

المصادر
. القرآن الكريم .
. آداب الثقافة الجنسية: علي دخيل، ط : الاُولي، المحجةالبيضاء.
. مشاكل جنسية: أحمد الاءحسائي، ط : الاُولي، مؤسسةالبلاغ.
. دنيا المراهقات: محمد الشرفي، ط : الاُولي، دار النبلاء.
. الموسوعة النفسية الجنسية: د. عبد المنعم الحفني، ط :الثالثة، مكتبة مدبولي.
. العلاقات الجنسية: شهاب الدين الحسيني، ط : الاُولي،دار النبلاء.
. الثقافة الجنسية: د. روح الله الخالقي، ط : الاُولي، دارالنبلاء .
. الكافي: الشيخ محمد بن يعقوب الكليني.
. بحار الانوار: العلامة المجلسي .
. مصادر دينية عديدة.

فهرس محتويات الكتاب
المقدّمة:5
المبحث الاوّل9
تعريف9
الاستمناء: :9
1. الخضخضة:9
2. نكاح اليد أو اليمين:10
3. العادة السرّية:10
4. الاستمناء:10
المبحثص الثاني13
أنواع الاستمناء13
1. الاستمناء الاعتيادي habitual:13
2. الاستمناء المَرَضي Pathologicalm:13
2. الاستمناء الجماعي groupm:13
4. الاستمناء الاءحليلي Vretharalm:14
5. الاستمناء الشرجي analm:14
6. الاستمناء النفسي Psychicm:14
المبحث الثالث15
أسباب الاستمناء15
1. الصدفة والفضول:15
2. عدم تيسر الشريك:15
3. العادة:16
4. عدم اءشباع الشهوة في الجماع:16
5. حبّ البديل والتنويع:16
6. شدة الشبق الجنسي:16
1. العوامل النفسية:17
2. الواصل الا´لية:17
3. العوامل الاجتماعية:18
4. العوامل العاطفية:18
1. البعد عن تعاليم الدين:19
2. اتّباع خطوات الشيطان :20
3. مصاحبة رفاق السوء:21
4. الانقياد لهوي النفس :21
المبحث الرابع23
حكم الاستمناء في الشرع23
أقوال علمائنا:24
المبحث الخامس28
مضار الاستمناء28
1. الطبيب الروماني ايسوس يقول:28
2. الدكتور باداديك يقول:29
3. الدكتور بياترا يقول:29
4. پول ريبو يقول:30
5. الدكتور جون ايف دبليو ميكر يقول:30
6. الدكتور شاكر الخوري يقول:31
7. ويشير موديس دبس بقوله:31
8 . الدكتور عبد ا لمنعم الحفني يقول:32
1. مضار اُخروية:32
2. اضرار بيولوجية:33
3. الاضرار النفسية:33
4. الاضرار الاجتماعية:34
5. الاضرار العضوية:34
خلاصة الكلام:35
الاضرار البدنية:35
الاضرار النفسية والعقلية:36
المبحث السادس37
علاج الاستمناء37
العلاج :37
العلاج السببي :37
أخي الشاب:38
أما العلاج الشرعي وهو الاهمّ فهو:39
القوانين التسعة43
تمهيد للدخول:43
القانون الاوّل46
القانون الثاني51
القانون الثالث54
القانون الرابع57
القانون الخامس59
القانون السادس61
القانون السابع63
القانون الثامن65
القانون التاسع68
خاتمة القوانين التسعة71
6. في حقل الشعر73
1. قال العلامة الطبيب محمد الخليلي:73
2. وقال الاستاذ مجيد عبد الحميد ناجي:75
3. وقال بعضهم:76
4. وقال بعضهم:76
المصادر79