المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الرّياضات الشّرعيّة


بو هاشم الموسوي
08-23-2015, 09:59 PM
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيم
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَعَجِّلْ فَرَجَهُمْ وَالْعَنْ عَدُوّهُم


● الرّياضات الشّرعيّة هي المنصوص عليها في القُرآن الكريم المُفسَّر بروايات أهل البيت (عليهم السّلام)، والأحاديث الشّريفة الواردة عنهم (عليهم السّلام). وهي المعبَّر عنها بلسان الشّرع المبين باسم: "الجهاد الأكبر" أو "جهاد النّفس".
وهدفها تهذيب النّفس وإصلاحها، وقد جاء عَنِ:
- النبيّ الأعظم (صلّى الله عليه وآله) أنّه قال: "إنّ أفضل الجِهاد مَنْ جاهَدَ نفسَهُ الّتي بَيْنَ جَنْبَيْه".[وسائل الشّيعة: كتاب الجِهاد].

- وقال أمير المؤمنين (صلوات الله عليه) في وصيّته لإبنه محمّد بن الحنفيّة: "يا بنيّ لا تقل ما لا تعلم بل لا تقل كلَّ ما تعلم فإنّ الله تعالى قد فرض على جوارحك كلَّها فرائض يحتجّ بها عليك يوم القيامة ويسألك عنها وذكَّرها ووعَظَها وحذّرها وأدّبها ولم يتركها سُدًى، فقال الله تعالى: {وَلا تَقْفُ ما لَيْسَ لَكَ بِه عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤادَ كُلُّ أُولئِكَ كانَ عَنْه مَسْؤُلًا}، وقال الله تعالى: {إِذْ تَلَقَّوْنَه بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْواهِكُمْ ما لَيْسَ لَكُمْ بِه عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَه هَيِّنًا وَهُوَ عِنْدَ الله عَظِيمٌ} ثمّ استعبدها بطاعته فقال عزّ وجلّ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} فهذه فريضة جامعة واجبة على الجوارح".(الحديث).[وسائل الشّيعة: كتاب الجِهاد].
ومعنى قول أمير المؤمنين (عليه السّلام): "يا بنيّ لا تقل ما لا تعلم بل لا تقل كلَّ ما تعلم".
أي أنّه في موارد يُفضّل السّكوت، لأنّ العِلم الّذي تظنّ أنّك تملكه لا يكون قطعيًّا بل مظنونًا، أو قول الإنسان ما يعلمه ككشف سرّ المؤمن وما أشبه؛ وهو مُحرَّم، وفي أوقات يكون كشف بعض العلوم والأسرار الإلهيّة المودعة عند أهل بيت النبوّة (عليهم السّلام) لا يجوز. وهو المعبّر عنه في الرّاويات الشّريفة تحت قانون: "إنّ حديث آل محمّد صعب مُستصعب":
- ففي "الكافي" الشّريف: عَنْ عبد العزيز القراطِيسيّ، قال: قال لي أبو عبد الله (عليهم السّلام): "يَا عَبْدَ الْعَزِيزِ إِنَّ الإِيمَانَ عَشْرُ دَرَجَاتٍ بِمَنْزِلَةِ السُّلَّمِ يُصْعَدُ مِنْه مِرْقَاةً بَعْدَ مِرْقَاةٍ فَلَا يَقُولَنَّ صَاحِبُ الإثْنَيْنِ لِصَاحِبِ الْوَاحِدِ لَسْتَ عَلَى شَيْءٍ حَتَّى يَنْتَهِيَ إِلَى الْعَاشِرِ فَلَا تُسْقِطْ مَنْ هُوَ دُونَكَ فَيُسْقِطَكَ مَنْ هُوَ فَوْقَكَ وإِذَا رَأَيْتَ مَنْ هُوَ أَسْفَلُ مِنْكَ بِدَرَجَةٍ فَارْفَعْه إِلَيْكَ بِرِفْقٍ ولَا تَحْمِلَنَّ عَلَيْه مَا لَا يُطِيقُ فَتَكْسِرَه فَإِنَّ مَنْ كَسَرَ مُؤْمِناً فَعَلَيْه جَبْرُه.
- وفي "بصائر الدّرجات" الشّريف: قال أمير المؤمنين (عليه السّلام): "إِنَّ حَدِيثَنَا تَشْمَئِزُّ مِنْهُ‏ الْقُلُوبُ فَمَنْ عَرَفَ فَزِيدُوهُمْ وَ مَنْ أَنْكَرَ فَذَرُوهُمْ".
لأنّه ليس كلّ النّاس لهم قابلية فهم جميع العُلوم؛ فدرجات العِلم والإيمان تتفاوت فيما بينهم. لذلك الإمام أمير المؤمنين (عليه السّلام) علّل ما ذكره بقوله: "فإنّ الله تعالى قد فرض على جوارحك كلَّها فرائض يحتجّ بها عليك يوم القيامة ويسألك عنها وذكَّرها ووعَظَها وحذّرها وأدّبها ولم يتركها سُدًى، فقال الله تعالى: {وَلا تَقْفُ ما لَيْسَ لَكَ بِه عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤادَ كُلُّ أُولئِكَ كانَ عَنْه مَسْؤُلًا}، وقال الله تعالى: {إِذْ تَلَقَّوْنَه بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْواهِكُمْ ما لَيْسَ لَكُمْ بِه عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَه هَيِّنًا وَهُوَ عِنْدَ الله عَظِيمٌ} ثمّ استعبدها بطاعته فقال عزّ وجلّ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} فهذه فريضة جامعة واجبة على الجوارح".

فالجهاد الأكبر الإلتزام بالواجبات والمندوبات والتّنزّه عن المحرّمات والمكروهات.
ومَنْ أراد معرفة الطّريقة والكيفيّة فعليه بمُراجعة موسوعة الشّيخ الحُرّ العاملي الشّريفة: "وسائل الشّيعة"، الجزء الحادي عشر مِنْ كِتاب الجِهاد، أبواب جهاد النّفس وما يُناسبه؛ ففيه (101) باب؛ وأيضًا في نفس المصدر، الجزء الحادي عشر مِنْ كِتاب الأمر بالمعروف والنّهي عن المُنكر.

ارجعوا إلى الأحاديث المذكورة في موسوعة: "وسائل الشّيعة" المُباركة؛ ففيها ما يشفي الغليل ويداوي العليل، ويُغنيكم عن أهل التصوّف والتصوّف الفلسفيّ.


عجّل الله تعالى لنور آل محمّد وسائقهم والمنتقم بأمر الله من أعدائهم الإمام بقيّة الله الأعظم (عليه وآله السّلام) الفرج ونحن معه. اللّهمّ صلِّ على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسرّ المستودع فيها والعن ظالميها.

& السيّد جهاد الموسوي &
• youtube / channel
• visiblewater.blogspot.com
• facebook