المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : علي والمتخلفون عن بيعته


عاشق السستاني
09-25-2008, 11:15 AM
علي والمتخلفون عن بيعته :


وتخلف عن البيعة عبد الله بن عمر ، ومحمد بن مسلمة ، وأسامة بن زيد ، وحسان بن ثابت ، وسعد بن أبي وقاص ، فجاء عمار والأشتر إلى علي فقال
( * ) " ذوتدرأ " : ذو عز ومنعة والرجل المدافع عن حماه . " الشبا " : العلو . " الصعر " إمالة الخد عن النظر إلى الناس تهاونا وكبرا .
( 149 ) في رواية البلاذري في الانساب 5 / 91 . وروى أبو مخنف عن قيس بن أبي حازم أنه حج في العام الذي قتل فيه عثمان وكان مع عائشة ثم ذكر قريبا مما مر آنفا ، راجع ابن أبي الحديد في شرحه : ومن كلام له بعد فراغه من الجمل ، وروى أيضا انها لما بلغتها بيعة علي قالت : تعسوا ، تعسوا ، لا يردون الأمر في تيم أبدا . ( * )

عمار : يا أمير المؤمنين ! قد بايعك الناس كافة إلا هؤلاء النفر فلو دعوتهم إلى البيعة كي لا يتخلفوا في ذلك عن المهاجرين والأنصار .
فقال : يا عمار ! لا حاجة لنا في من لا يرغب فينا .
فقال الأشتر : إن هؤلاء وإن كانوا سبقوا بعضنا إلى رسول الله غير أن هذا الأمر يجب أن يجمعوا عليه ويرغبوا فيه.
فقال علي : يا مالك ! إني أعرف بالناس منك ، ودع هؤلاء يعملوا برأيهم .
فجاء سعد إلى علي وقال : والله يا أمير المؤمنين لا ريب لي في أنك أحق الناس بالخلافة وأنك أمين على الدين والدنيا غير أنه سينازعك على هذا الأمر أناس ، فلو رغبت في بيعتي لك أعطني سيفا له لسان ، يقول لي : خذ هذا ، ودع هذا .
فقال علي : أترى أحدا خالف القرآن في القول أو العمل ؟ لقد بايعني المهاجرون والأنصار على أن أعمل فيهم بكتاب الله وسنة نبيه فإن رغبت بايعت وإلا جلست في دارك فإني لست مكرهك عليه . إنتهى ( 150 ) .

أما من تخلف من بني أمية فقد ذكروا عن بيعتهم ما قاله اليعقوبي ( 151 ) في تاريخه حيث قال : إن مروان بن الحكم وسعيد بن العاص والوليد بن عقبة حضروا عند علي ، فقال الوليد وكان لسان القوم : يا هذا ! إنك قد وترتنا جميعا ، أما أنا ، فقد قتلت أبي صبرا يوم بدر ، وأما سعيد ، فقد قتلت أباه يوم بدر ، وكان أبوه ثور قريش ، وأما مروان فقد شتمت أباه وعبت على عثمان حين ضمه إليه ، وإنا نبايعك على أن تضع عنا ما أصبنا وتعفي لنا عما في أيدينا وتقتل قتلة
( 150 ) كتاب الفتوح لابن أعثم ص 163 .
( 151 ) اليعقوبي 2 / 178 ، والمسعودي عند ذكره بيعة علي ، وكتاب الفتوح لابن أعثم ص 2 / 259 260 ط . حيدر آباد ، واللفظ لليعقوبي . ( * )

صاحبنا ، فغضب علي وقال : " أما ما ذكرت من وتري إياكم فالحق وتركم ، وأما وضعي عنكم عما في أيديكم مما كان لله وللمسلمين فالعد يسعكم ، وأما قتلي قتلة عثمان فلو لزمني قتلهم اليوم لزمني قتالهم غدا ، ولكن لكم أن أحملكم على كتاب الله ، وسنة نبيه . فمن ضاق الحق عليه ، فالباطل عليه أضيق . وإن شئتم فالحقوا بملاحقكم " .
فقال مروان : " بل نبايعك ، ونقيم معك . فترى ونرى " .

__________________
السلام على الزهراء البتول