المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الوهابية والغلاة :


عاشق السستاني
09-25-2008, 11:21 AM
الغلاة هم الذين بالغوا في تعظيم بعض الرجال فرفعوهم فوق منازل البشر . وفي الوقت الذي كان فيه محمد بن عبد الوهاب يبشر بدعوته الجديدة في نجد ، كان رجل آخر يبشر بدعوة أخرى جدد فيها كثيرا مما كان قد اندرس من عقائد الغلاة الأوائل الذين غلوا في الإمام علي وأهل البيت عليهم السلام ، وقد شابهت دعوته دعوة محمد بن عبد الوهاب في تكفير من خالفة من المسلمين وفي الطعن على الصحابة ، وزادت هذه الأخيرة على الوهابية فصرحت بتكفير أغلب الصحابة . . ذلك الرجل هو ( الشيخ أحمد الأحسائي المتوفى سنة 1241 ه‍ ) ، وسمي أتباعه ( الشيخية ) . ولما مات أحمد الأحسائي كان خليفة كاظم الرشتي ومقره مدينة كربلاء . فما هو موقف الوهابية من هذه الدعوة المعاصرة لها ؟ لقد غزت الوهابية مدينة كربلاء في الوقت الذي كان يتمركز فيها الشيخية وزعيمهم كاظم الرشتي ، وعلى عادتهم في سائر حروبهم قتلوا آلاف الرجال والأطفال والنساء ونهبوا الأموال وخربوا البيوت ، ولكن في أثناء ذلك منحوا كاظم الرشتي الأمان ، وجعلوا بيته أمنا ، ومن لجأ ألية فهو أمن ( الوهابية نقد وتحليل للدكتور همايون همتي : 24 ) إنه موقف يكشف عن حقيقة الوهابية ، ويفضح زيف ادعائهم في إخلاص التوحيد ومحاربة الشرك وهنا التفاتة إلى الوراء . . مع ابن تيمية الذي يزعم الوهابية أنه قدوتهم وإمامهم ، وموقفه من إحدى الفرق الغالية . . وهي الفرقة اليزيدية التي غلت بيزيد بن معاوية : ومنهم ( العدوية ) نسبة إلى عدي بن مسافر الذي كان قدوتهم أولا ثم غلوا فيه وفي يزيد ، وقد عاصر ابن تيمية فترة نمو هذه الفرقة وكان له معهم موقف يثير الكثير من الشكوك وعلامات الاستفهام . فابن تيمية مشهور بحدته وهجومه على سائر الفرق الإسلامية ووصفها بالضلال والزيغ والانحراف ، فكيف خاطب هؤلاء الغلاة المشركين ؟ لقد كتب إليهم كتابا استهله بكلام عجيب يصفهم فيه بالإسلام والإيمان ، ويسدي لهم النصح بأسلوب أخوي هادئ لا تجد منه حرفا واحدا في كلامه عن الفرق الإسلامية الأخرى كالأشعرية والشيعة الإمامية والزيدية والمعتزلة والمرجئة وغيرهم . فقال : ( من أحمد بن تيمية إلى من يصل إليه هذا الكتاب من المسلمين المنتسبين إلى السنة والجماعة ، المنتمين إلى جماعة الشيخ العارف القدوة أبي البركات عدي ابن مسافر الأموي رحمه الله ، ومن نحى نحوهم وفقهم الله لسلوك سبيله وأعانهم على طاعته وطاعة رسوله . . سلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، وبعد . . ) ( الوصية الكبرى لابن تيمية : 5 ) وهكذا جعلهم من المسلمين المنتسبين إلى السنة والجماعة مع أنهم من الغلاة بلا خلاف ، والغلاة مشركون خارجون عن الإسلام بإجماع الفرق الإسلامية ، وبمقتضى الكتاب والسنة ، لأنهم أخلوا بالتوحيد فخرجوا منه إلى الشرك فهل سيكون في هذه المواقف عبرة ؟