كلي دلع واحساس
11-15-2008, 10:00 AM
هدوء تام .. حتى مع صوت الأمواج .. الذى وصل للدور التاسع .. هدوء تام .. ومع تلك الموسيقى الحالمة .. التى غفوت ونسيتها منذ البارحة .. هدوء تام .. حتى محتويات الغرفة .. توحى بهذا الهدوء .. وجهها وهى مغمضة العينين فى سبات عميق .. يوحى بهذا الهدوء .. جاء رنين الهاتف على إستحياء .. وبنفس الهدوء وقليلا من السبات .. رفعت سماعة الهاتف : - يا نهار أبيض .. أنتى لسا نايمة .. بصى أنا ححاول أأخر نفسى .. إن شاء الله أكون عندك بعد تلت ساعة .. تكونى جاهزة .. علشان منتأخرش على المحاضرة .. سلام تعود محتويات الغرفة لهدوئها .. حتى هى عادت لسباتها .. جاء رنين الهاتف مرة أخرى على إستحياء أكثر وكأنه يعتذر على الإزعاج : - خلاص خلاص .. حلبس الإيشارب البيج .. مش معقولة حتمطر النهاردة كمان .. إن شاء الله أكون عندك بعد تلت ساعة .. تكونى جاهزة .. علشان منتأخرش على المحاضرة .. سلام خمس دقائق مرت على درجة أقل قليلا من ذاك الهدوء .. حتى أتت طرقات باب الغرفة سريعة - أنتى لسا بتلبسى الكوتشى يلا حنتأخر .. أنتى مش فاتحة للشموسة ليه !! - بجد المنظر من عندكوا رائع .. رفعت عينيها من على الحذاء ورمقتها بحدة .. - بتبصيلى كدا ليه !! .. علشان ساكنة فى الدور اللى تحتك .. ونفس الأوضة .. أصلك مش فاهمة .. المنظر من عندك مختلف تماما .. هنا القلعة أوضح بكتير فمديا بُعد تاريخى قوى للمنظر .. أخذا يتسابقان على السلم .. كالمعتاد - يا بنتى خلاص راحت عليكى 15 مرة ليا قصاد 13 ليكى ومش حتسبقينى تانى .. كان زمان !! يلهثان أمام باب العمارة جراء السباق وهما يلقيان النظر على البحر والأفق .. كالمعتاد .. دقيقتان هدنة وبدأا يعبران الطريق نحو الكورنيش .. تحاول مسك يد صديقتها وهما يعبران .. تسحب يدها بعنف وغضب شديد .. كالمعتاد - بتمسكى أيدى ليه ؟ هو أنا عيلة صغيرة .. ولا علشان أنتى أطول منى .. ولا علشان ساكنة فى دور أعلى منى .. ولا علشان بتشوفى القلعة أوضح منى !! وبشكل تلقائى بعد أن عبرا الطريق أخذا هدنة أقرب للبحر والأفق .. كان عبورهما للشارع وكأنه إشارة للسماء بأن تبدأ أمطارها .. نظرت لصديقتها بعبوس وقليلا من اللوم .. - مش قولتلك ألبس البوت الأسود .. دلوقتى جزمتى البيج الجميلة اللى أنا بحبها حتبوظ .. حرام عليكى !! ومرت بعض الدقائق وهما يستمتعان بمشاهدة الأمطار والناس والباعة والبحر والأفق فى طريقهما للمترو .. وللحظة لم تجد صديقتها بجانبها .. كانت تعبر الطريق بسرعة .. خافت عليها كثيرا .. أيتها المجنونة أين تذهبين !! أخذت تحرسها بعينيها وهى فى محل البقالة ثم وهى تعبر الشارع مرة أخرى تعود لها .. نظرات من الغضب الشديد على وجهها وهى تنهرها - يا مجنونة !! أمسكت يدها برفق وهى ترجوها .. - رحت أجيب أيس كريم علشان ناكله فى المطرة .. وأخرجت واحدة من الكيس وفتحتها لها .. ربما عرفت كيف تزيل غضبها !! - طبعا حتسألينى ليه جبت الأيس كريم بتاعى بالمانجة زيك مع أنى مش بحب أيس كريم المانجة .. حرد وأقولك أنى إمبارح دوقت أيس كريم المانجة وعجبنى وحبيته .. أصلا مبقتش أحب أيس كريم الشيكولاتة قوى .. أيس كريم المانجة أحلى !! أخذا يستأنفان إستمتاعهما بالأمطار والناس والباعة والبحر والأفق .. بالإضافة الى الأيس كريم .. - عارفة أنا جبت أيس كريم ليه ؟ من فترة طويلة وأنا متخيلة نفسى باكل أيس كريم تحت المطرة .. شعور جميل .. بس للأسف .. كنت متخيلة نفسى بالبوت الأسود .. بدأا يكملان الأيس كريم فى عربة المترو وهما يضحكان على بعضهما البعض وكلتاهما تحاول أن تلتقط جزء من الأيس كريم مع إهتزاز العربة .. - هو أنتى زعلتى منى لما إتنرفزت عليكى وأنتى بتمسكى إيديا.. خلاص متزعليش .. فترة من الزمن وهى تنظر لها وقد حمل وجهها إبتسامة هادئة وكأنها تخبرها بأن غضبها قد زال ثم سألتها : - عملتى إيه فى موضوع محمد ؟ تغيرت الكثير من ملامحها حين سمعت سؤال صديقتها .. أخذت تنظر إلى أرض المترو وبصوت منخفض ردت عليها : - خلاص قفلت الموضوع وقلت لبابا رأيي الأخير .. أزدادت درجة عبوسها وأزداد معه درجة صوتها ورفعت وجهها لصديقتها وهى تخبرها - ما هو مش معقولة حرتبط بإنسان لمجرد أنه مفيهوش عيب !! ومع عبوس صديقتها .. ظلت هى على إبتسامتها الهادئة بعد أن أضافت لها قليلا من الحنان .. ثم سألتها بهدوء : - تصدقى لو قلتلك أنى كنت عارفة ؟ - عارفة إيه ؟ - عارفة أنك حيجيلك يوم وتحبى أيس كريم المانجة !! وعلى الرغم من حرارة ضحكاتهم جائت قهقهاتهم مثلجة .. قهقهات بالمانجو .._________________