المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الشيخ عبد الزهرة الكعبي (قدس)في سطور


حيدر الشيرازي
11-29-2008, 08:15 PM
خطيبنا الشهيد الشيخ عبد الزهرة الكعبي (قدسسره) ناعية الطف بخطابته ومنبره الشريف، وإخلاصه في تلك الخدمة الشريفةالمقدسة. ولقد خلّده بحق منبره في العاشر من المحرم الذي كان يتلو فيهالقصة الكاملة لجهاد الحسين(عليه السلام) ومن ناصره من أهل بيته وأصحابهومأساة استشهادهم في طف كربلاء، فكان مجلس شيخنا الكعبي (قدس سره) يعقد فيبداية سوق العرب الواقع في كربلاء المقدسة في ذلك اليوم بحضور آلافالمستمعين، والذي عرف بـ (مقتل الحسين) يذاع بنصه الكامل من دار الإذاعةالعراقية منذ عام 1959م. وقد أذيع لمرتين في نفس العام صباحاً ومساءاً،لأن أربعة عشر ألف طلب برقي وهاتفي انهالت على وزير الثقافة والإرشاد ودارالإذاعة طالبةً تكرار إذاعته. ثم بادرت إذاعة الأهواز لإذاعته في اليومالعاشر من كل عام، واعتاد القسم العربي لإذاعته في طهران من كل عام كذلك. كماأذيعت أقسام منه عبر إذاعة الكويت لبعض السنين. بل ولا أبالغ إن قلت إنجيلنا هذا من الكهول والشباب لا يشعر بأثر يوم العاشر من المحرم بذلك الشعورالعظيم ما لم يستمع إلى قصته الكاملة بصوت الشهيد الشيخ الكعبي (قدس سره) الذي يتراءى لكل مستمع إنه يتحدث من ساحة الجهاد والفداء في كربلاء يومالعاشر من محرم (عام 61هـ) ولا تكاد تجد بيتاً من بيوت الشيعة في العراقوالخليج وخوزستان ولبنان وغيرها إلا وقد اقتنى من الأشرطة المسجلة للمقتلبصوت الشيخ الكعبي (قدس سره). بل وتعتبر هذه الأشرطة من الباقياتالصالحات والآثار المباركات له (قدس سره) لما لها من التأثير البالغ في أوساطأبناء المذاهب الإسلامية الأخرى كذلك حيث اعتنق كثير منهم مذهب أهل البيت (عليهم السلام) بل أصبحوا من الدعاة إليه بتأليفاتهم كالأستاذ إدريس الحسينيمؤلف كتاب (لقد شيعني الحسين)، والأستاذ صائب عبد الحميد مؤلف كتاب (نشأةالتشيع والشيعة). كما وسجلت آلاف النسخ من هذه الأشرطة وانتشرت في بعضدول أفريقيا مؤثرة في مستمعيها هناك. وقد طبع هذا المجلس المفصل لواقعةكربلاء بكتاب خصص لقراءة المقتل يوم العاشر بعنوان (الحسين قتيل العبرة). كما وكان شهيدنا معروفاً بقراءته تكملة مأساة الطف مبتدئاً من مسيرالعائلة المخدرة معالإمام السجاد (عليه السلام) يوم الحادي عشر من المحرموجهادهم ومصائبهم في الكوفة والشام حتى وصولهم يوم الأربعين إلى كربلاءمنتهياً بإيابهم إلى المدينة فكان شهيدنا (قدس سره) يتلوها في الزيارةالمليونية ـ التي يحضرها المسلمون بمختلف أقطارهم وجنسياتهم ـ يوم الأربعينبجوار حرم سيد الشهداء الحسين (عليه السلام)حيث تحضرها تلك الجموع الغفيرةبمواكبها من العراق وغيره في الحسينية الطهرانية
. نسبه وولادته ونشأته :

هو الخطيب الشهيد الشيخعبد الزهرة بن فلاح بن عباس بن وادي آل منصور من قبيلة بني كعب الشهيرة. وقدنزحت أسرته من المشخاب واستوطنت كربلاء. ولد الشهيد الكعبي في مدينةالمشخاب يوم الخامس من شهر جمادى الأولى عام (1337هـ ـ 1907م) ذكرى مولدالصديقة الطاهرة الزهراء(عليها السلام) ولذلك سمي بـ (عبد الزهرة). نشأوترعرع في ربوع كربلاء المقدسة بعد أن شد عوده وقوي ساعده دخل معاهد العلموالأدب عند الكتاتيب آنذاك يسمى بـ(الملا) فتعلم القراءة والكتابة وحفظالقرآن الكريم كله وهو في سن مبكر خلال ستة أشهر على يد المرحوم الشيخ محمدالسراج في الصحن الحسيني الشريف، وفي علم العروض على يد الشيخ عبد الحسينالحويزي، ثم أصبح من أساتذه الحوزة العلمية الشريفة في كربلاء حيث كان يلقيدروسه في الفقه الإسلامي واللغة العربية وفن الخطابة على عدد من طلبة الحوزةوالعلوم الدينية وتولى التدريس في مدرسة الإمام القائم ومدرسة السيد المجددالشيرازي ومدرسة (باد كوبة) الدينية وغيرها كما درس الأحاديث النبوية وخطبنهج البلاغة. حضر مباديء العلوم على الحجة الشيخ علي بن فليح الرماحي، ثمدرس الفقه والأصول على العلامة الشيخ محمد داود الخطيب، وأخذ المنطق والبلاغةعلى العلامة الحجة الشيخ جعفر الرشتي. أما الخطابة فقد أخذها علىالخطيبين الجليلين الشيخ محمد مهدي المازندراني الحائري المعروف بـ(الواعظ) وخطيب كربلاء الأوحد الشيخ محسن بن حسن أبو الحب الخفاجي ثم برع فيها واشتهر،وذاع صيته في الآفاق مخلصاً متفانياً في خدمة الإمام سيد الشهداء (عليهالسلام). فكانت له المجالس العامرة بالجماهير من الرجال والنساء والأطفالفي مساجد كربلاء وحسينياتها ودورها وأسواقها فضلاً عن مجالسه في مدن العراقالأخرى مثل بغداد والنجف الأشرف والحلة والدجيل والمشخاب والبصرة والديوانيةوالشطرة والمجر الكبير والأهواز. وقد سافر لعدد من الدول العربية من أجلالتبليغ بإشارة من مراجع الدين العظام أمثال آية الله السيد محسن الحكيم وآيةالله السيد الشيرازي وبعض أهل العلم والفضيلة فذهب إلى دولة البحرين والقطيفوالإحساء وجنوب إيران وغيرها من البلدان خارج العراق. ونال إعجاب المستمعينوتأثرهم بمجالسه، لما له من دور متميز في هذا الفن، فضلاً عن سجاياه الحميدةوطباعه الكريمة التي شهد بها له الصديق والعدو والقريب والبعيد. دروس من خطابته :

امتاز الشهيدالكعبي (قدس سره) بقدرته المنبرية الفائقة المتمثلة في قوة البيان والشجاعةفي عرض الأفكار المقدسة للإسلام الحنيف وفي مهمة الأمر بالمعروف والنهي عنالمنكر، كما كان مهتم بحفظ القرآن الكريم، والتأكيد على حفظ الأحاديث الشريفةللنبي7 وأهل بيته الكرام (عليهم السلام) بنصها، فضلاً عن اهتمامه بالجانبالأدبي بانتقائه البليغ من عيون الشعر وعلى هذا يمكننا أن نستفيد بأن الموادالأولية للمنبر الحسيني الشريفومقوماته هي:

1ـ القرآنالكريم.
2ـ الأحاديث والخطب النبوية.
3ـ الشعر العربي الأصيل. ثميأتي بعدها اختيار موضوع المنبر من التاريخ والأخلاق والتفسير والسيرةوغيرها. وقد هيأ الشهيد الشيخ الكعبي (قدس سره) جيلاً من الخطباء البارعينبخطاباتهم وتأثيرهم في المجتمع، فكان يؤكد عليهم في دروسه بالاهتمام بالمنبرالشريف ومقوماته وعوامل التوفيق لخدمته المقدسة، فتخرج من تحت منبره ودرسهعدد من الخطباء الكبار يربو عددهم على (300) خطيب حسيني بارع منتشرون فيالبلاد الإسلامية أمثال الشيخ ضياء الشيخ حمزة الزبيدي والخطيب الشيخ علىالساعدي والخطيب الشيخ عبد الرضا الصافي والخطيب الشيخ عبد الحميد المهاجروالسيد محمود الخطيب والشيخ أحمد عصفور وغيرهم. جهاده ومعاناته :عُرف (قدس سره) بإخلاصه وتفانيه في خدمة أهل البيت (عليهم السلام) ولما كان زاهداًفي الدنيا وحطامها، فلقد كان معروفاً بجهاده أينما حل، ومناهضته ضد الباطلوالانحراف والظلم والجور والتعدي مهما كانت نتائجه والمعاناة بسببه حيثالمضايقة من قبل الطغاة وأعوانهم لمن سلك هذا السبيل المقدس المناصر للحق علىمر العصور كما هو معروف. ولقد كان له دور متميز بجهاده في تربية الجيل منالشباب بالثقافة الإسلامية والتسلح بالوعي بمخاطر الانحراف والظلم وذلك منخلال منبره ومشاركته في مشاريع التوعية والتربية أينما حل (رضوان الله تعالىعليه). أي أنه كان يتميز من دون باقي أقرانه بالجرأة المشهودة واهتمامهبالشباب وكان يمانع من إخراج الأطفال من المجلس قائلاً: (إن اهتمامنا عملياًينبغي أن ينصب على هؤلاء لأنهم الثمرة في المستقبل. وكذلك تميز بالذكاء وقوةحافظته حيث الخزين العلمي الذي كان يتبين من خلال مجالسه المؤثرة في مستمعيهفكان يطرح المعلومات التاريخية والبحوث العقائدية والتي لا يراجع بها كتاباًفي موسم التبليغ. وساهم مع وجهاء بعض المناطق التي كان يذهب إليها فيموسم التبليغ في حل كثير من المشاكل الاجتماعية والعائلية مهتماً بإصلاح ذاتالبين. وكما سعى في تزويج كثير من الشباب المؤمن بالمال والجاه مؤثراً فيأوساط المجتمع وعلى العموم فلقد كان عالماً عاملاً مجاهداً، دمث الأخلاقمتواضعاً، لا يشعر جليسه بأي حرج في طرح الأسئلة معروف بالنوادر وظرف الحديثوالمزاح المتزن. وقد نقل عن جهاده ومواقفه الشيخ ضياء الزبيدي وهو منتلامذته قائلاً:
(تم اعتقال الشهيد السيد حسن الشيرازي (قدس سره) من قبلالسلطة البعثية الجائرة في العراق على أثر اختلاق اعتراف من قبل (رشيد مصلح) أحد رموز حكومة عبد الرحمن عارف حيث ظهر (مصلح) أمام الملأ وعبر شاشاتالتلفزيون موجهاً الاتهام للسيد الشيرازي (قدس سره) بأنه كان يشجعه علىالإطاحة بحكومة البعث في العراق. فاعتقل السيد على أثرها فبادر بعض خطباءكربلاء برفع برقية إلى (البكر) طالبين إطلاق سراح السيد، فما كان من السلطةإلا أصدرت أمراً باعتقال الموقعين على البرقية وهم الشيخ عبد الزهرة الكعبي،الشيخ حمزة الزبيدي، السيد كاظم القزويني والسيد مرتضى القزويني والشيخ عبدالحميد المهاجر. فتمكنت السلطة من اعتقال الشيخ الكعبي والشيخ حمزةالزبيدي واختفى الآخرون. فكان اعتقال الكعبي والزبيدي في دائرة أمن كربلاءلمدة ثلاثة أيام نُقلا بعدها إلى مركز أمن (الحرية) ثم مديرية الأمن العامةفي بغداد. بعدها تم نقلهما إلى سجن (بعقوبة) حيث حكم عليهما بالحجزالإحترازي لمدة أربعة أشهر أُطلق سراحهما بعدها وذلك عام 1969م. الكعبيوالأدب العربييتبادر إلى الذهن عندما يذكر الشيخ الكعبي مقتل الحسين،وخطابة المنبر إلا إن للشيخ الخطيب باع طويل في الأدب العربي بقسميه الفصيحوالدارج، فقد ذكر المرجاني في كتابه خطباء المنبر إن له ديوان شعر تحت عنوان: (دموع الأسى) ولا يزال مخطوطاً، ولا يعلم عما اعتراه من التلف أو الضياع ومننماذج شعره في مدح الإمام الصادق(عليه السلام): لأبي الكـاظم الإمامأيــادٍ سـابقات تعــمُّ كـلَّ البريـةأظـهرها الله في شرعة طه بعـدإخفــائها فعادت بهـيةرويــت عنـه للأنام علوم هي كانت من قبل ذاك خفيةفحفظنا تـلك العلوم ومن ذا قـد عرفنا بالفرقة الجعـفرية

استشهاده :

ولا يزال يواصل مسيرته الجهاديةالمقدسة، سيما جهاده المنبري الذي كان مدوياً، ولم يكترث فيه من مضايقاتالطغاة وأساليبهم القمعية الإرهابية، فما كان منهم إلا أن سخّروا بعضجلاوزتهم لدسّ السمّ القاتل إليه في القهوة التي قدمت له في مجلس فاتحة حضرهالشيخ الكعبي وبعض تلامذته، فرجع إلى مجلسه في صحن العباس (عليه السلام) وأثناء قراءته أصابته حالة إغماء سقط على أثرها من على المنبر وفي طريقه إلىالمستشفى عرجت روحه الطاهرة إلى ربها راضيةً مرضية في ليلة شهادة فاطمةالزهراء (عليها السلام) يوم 6/ 6/ 1974م،
أعقب الشهيد الكعبي (قدس سره) ولدين هما (علي، عبد الحسين). تشييعه :

كان يوماً مشهوداً في مدينة كربلاء بل في العراق، فقد زحفتالجماهير من كل حدب وصوب للاشتراك في تشييع جثمانه المقدس عبر الخط الطويل منداره إلى مرقده في الوادي القديم بعد إتمام الزيارة والصلاة عليه. وكانتمراسيم تشييعه مشابهةً تماماً لمراسيم تشييع مراجع الدين الكبار، حيث وضعجثمانه في (العماري) وهي نعش خشبي كبير يوضع فيه التابوتاحتراماًللمتوفى. ثم انطلقت المسيرات العزائية الحزينة في مقدمة الجنازة. وقدضجت لوفاته كثير من البلاد الإسلامية فكتبت عنه الصحف والمجلات وأقيمت علىروحه مجالس الفاتحة في كثيرمن البلاد داخل العراق وخارجه.

ثآر الله
10-17-2009, 04:11 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على حمد وال محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
بارك الله فيك
وجزاك خير جزاء المحسنين
اتمنى لكم التوفيق والنجاح الدائم
دمتم بود

دمعة زينب (ع)
10-17-2009, 06:42 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
مشكوووووور والله يعطيك الف عافيه

محمد البيضاني
10-20-2009, 03:52 PM
اللَّهُمَّے صَلِّے عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِے مُحَمَّدٍ وعَجِّلْے فَرَجَهُمْے والعَنْے أعْدَاءَهُمے

بارك الله بيك أخي العزيز على طرح سيرة العلماء الاجلاء
بنتظار كل جديد لخدمة الدين والمذهب
تحياتي ودعواتي
محمد