المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الصحابي الجليل (عمار بن ياسر) في سطور


SAIF Al-Bably
12-25-2008, 07:54 PM
نسبه :
هو عمار بن ياسر بن عامر الكناني المذحجي العنسي القحطاني،
أبو اليقظان، حليف بني مخزوم. أحد السابقين في الإسلام والجهر به.
صحابي من الولاة الشجعان ذوي الرأي. أسلم هو وأبوه ياسر وأمه سمية،
فذاقوا العذاب من حلفائهم بني مخزوم، ومات أبوه في العذاب،
وطعن أبو جهل أمه بحربة فقتلها حين كانت تعذب، وهي أول شهيدة في الإسلام.
هاجر إلى الحبشة وعاد إلى المدينة وأبلى بلاء حسنا في
وقعة بدر ووقعة الخندق وغيرها. ولاه عمر بن الخطاب على الكوفة ثم عزله عنها، .
إسلامه :
أسلم قديماً وكان من المستضعفين الذين يعذبون بمكة ليرجعوا عن دينهم.
أحرقه المشركون بالنار وشهد بدراً ولم يشهدها ابن مؤمنين غيره وشهد أحد
والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وسماه الطيب المطيب.
صفاته :
عن عمرو بن ميمون قال : أحرق المشركون عمار بن ياسر بالنار،
وكان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يمر به ويمرر يده على رأسه ويقول :
يا نار كوني برداً وسلاماً على عمار كما كنت على إبراهيم عليه السلام.
وعن عثمان بن عفان قال : أقبلت أنا ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
آخذ بيدي نتماشى في البطحاء حتى أتينا على أبي عمار وعمار وأمه وهم يعذبون.
فقال ياسر : الدهر هكذا. فقال له النبي صلى الله عليه وآله وسلم :
اصبر اللهم أغفر لآل ياسر. قال : وقد فعلت.
عن أبي عبيدة بن محمد بن عمار قال : أخذ المشركون عمار بن ياسر
فلم يتركوه حتى سب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وذكر آلهتهم بخير.
فلما أتى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال : ما وراءك ؟!! قال :
شر يا رسول الله ! ما تركت حتى نلت منك وذكرت آلهتهم بخير، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : فكيف تجد قلبك ؟ قال : أجد قلبي مطمئناً بالإيمان. قال :
فإن عادوا فعد.
وعن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال :
إن عمار ملئ إيماناً من قرنه إلى قدمه.
وعن علي عليه السلام قال : جاء عمار يستأذن على
النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال : ائذنوا له، مرحباً بالطيب المطيب.
وعن أنس بن مالك قال : قال رسول صلى الله عليه وآله وسلم :
إن الجنة تشتاق إلى ثلاثة : علي وعمار وسلمان، وقال هذا
حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث الحسن بن صالح.
وعن خالد بن سمير قال : كان عمار بن ياسر طويل الصمت،
طويل الحزن والكآبة، وكان عامة كلامه عائذاً بالله من فتنة.
وعن عامر قال : سئل عمار عن مسألة فقال : هل كان هذا بعد ؟!!
قالوا : لا. قال : فدعونا حتى يكون، فإذا كان تجشمناها لكم.
وعن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى عن أبيه عن عمار بن ياسر أنه قال :
وهو يسر إلى صفين إلى جنب الفرات : اللهم لو علم أنه أرضى لك عني
أن أرمي بنفسي من هذا الجبل فأتردى فأسقط فعلت، ولو اعلم أنه أرضى
لك عني أن ألقي نفسي في الماء فأغرق نفسي فعلت، وإني لا أقاتل
إلا أريد وجهك وأنا أرجو أن لا تخيبني وأنا أريد وجهك.


قتال الإنس والجن :
قال عمّار بن ياسر :
( قد قاتلت مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الإنس والجن،
فقيل له : ما هذا ؟!! قاتلت الإنس، فكيف قاتلت الجنَّ ؟!! قال :
نزلنا مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم منزلاً فأخذتُ قِرْبَتي،
ودَلْوي لأستقي، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :
أما أنه سيأتيكَ آتٍ يمنَعُكَ مِنَ الماء، فلمّا كنتُ على رأس البئر إذا
رجلٌ أسودٌ كأنه مَرَسٌ فقال : لا والله لا تستقي منها ذَنوباً واحداً،
فأخذته فصرعتَهُ، ثم أخذتُ حجراً فكسرتُ به أنفه ووجههُ، ثم ملأتُ
قِرْبَتي فأتيتُ بها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال :
هل أتاك على الماء من أحد ؟ فقلتُ : عبدٌ أسودٌ، فقال :
ما صنعت به ؟ فأخبرته فقال : أتَدْري مَنْ هو ؟ قلتُ : لا، قال :
ذاك الشيطان، جاء يمنعُكَ من الماء ).

حب الرسول لعمّار :
استقر المسلمون بعد الهجرة في المدينة، وأخذ عمار مكانه
عالياً بين المسلمين، وكان الرسول صلى الله عليه وآله وسلم
يحبه حباً عظيماً، يقول عنه صلى الله عليه وآله وسلم :
" إن عمّاراً مُلِئ إيماناً إلى مُشاشه -تحت عظامه- ".
وحين كان الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وأصحابه
يبنون المسجد بالمدينة إثر نزولهم، ارتجز علي بن أبي طالب عليه السلام
أنشودة راح يرددها ويرددها المسلمون معه، وأخذ عمار يرددها ويرفع صوته،
وظن بعض أصحابه أن عماراً يعرض به، فغاضبه ببعض القول
فغضب الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وقال :
" ما لهم ولعمّار ؟! يدعوهم إلى الجنة ويدعونه إلى النار،
إن عمّاراً جِلْدَة ما بين عيني وأنفي ".



بعد وفاة الرسول (ص)
وقف عمار إلى جانب أمير المؤمنين (ع)،
ودافع عن حقّه في الخلافة، وكان من المقربين منه،
واشترك معه في معاركه ضد الناكثين والقاسطين والمارقين.
حتى كانت واقعة صفين عندما تقابل جيش أمير المؤمنين (ع)
مع جيش معاوية، حيث نزل عمار إلى الميدان لقتال القوم،
وهو شيخ في الرابعة والتسعين من عمره وقد
نقل ابن الأثير أن عمار خرج إلى الناس يومها وهو يقول: «
اللهم أنك تعلم أني لو أعلم أن رضاك في أن أقدف بنفسي
في هذا البحر لفعلته، اللهم أنك تعلم لو أني أعلم أن
رضاك في أن أضع ظبة سيفي في بطني ثم انحني
عليها حتى تخرج من ظهري لفعلت، وأني
لا أعلم اليوم عملاً أرضى لك من جهاد هؤلاء الفاسقين،
ولو أعلم اليوم ما هو أرضى منه لفعلته، والله لو ضربونا حتى
بلغوا بنا سعفات هجر لعلمنا أنا على الحق وأنهم على الباطل.

وقد قاتل (رضوان الله عليه) حتى قُتل، وقد كان لمقتله
أثراً كبيراً أزال الشبهة عند كثير من الناس، وكان ذلك سبباً
لرجوع جماعة إلى أمير المؤمنين (ع) والتحاقهم به،
ذلك أن الجميع يعلمون أن رسول (ص) قال:
ويح عمّار تقتله الفئة الباغية، يدعونهم إلى الجنة ويدعونه إلى النار.

ولاية الكوفة :
لفضائله عليه السلام سارع عمر بن الخطاب
واختاره والياً للكوفة وجعل ابن مسعود معه على بيت المال،
وكتب إلى أهلها مبشراً : ( إني أبعث إليكم عمَّار بن ياسر أميراً،
وابن مسعود مُعَلماً ووزيراً، وإنهما لمن النجباء من أصحاب محمد ومن أهل بدر ).

يقول ابن أبي الهُذَيْل وهو من معاصري عمار في الكوفـة :
( رأيت عمار بن ياسر وهو أميـر الكوفة يشتري من قِثائها،
ثم يربطها بحبـل ويحملها فوق ظهـره ويمضي بها إلى داره ).
كما ناداه أحد العامة يوماً : ( يا أجدع الأذن !! فيجيبه الأمير :
خَيْر أذنيّ سببت، لقد أصيبت في سبيل الله ).



وفاته ( الشهيد ) :
حمل الإمام علي عليه السلام عماراً فوق صدره إلى
حيث صلى عليه والمسلمون معه، ثم دفنه في ثيابه،
ووقف المسلمون على قبره يعجبون، فقبل قليـل كان يغـرد :
( اليوم ألقى الأحبة محمداً وصحبه )..
وتذكروا قول الرسول صلى الله عليه وآله وسلم : " اشتاقت الجنة لعمّار ".

وقد قال عليّاً عليه السلام حين قُتِلَ عمّار :
" إنّ امْرأً من المسلمين لم يَعْظُمْ عليه قتلُ
ابن ياسر وتدخلُ به عليه المصيبةُ الموجعةُ لغيرُ رشيد،
رحِمَ الله عمّاراً يوم أسلمَ، ورحِمَ الله عمّاراً يوم قُتِلَ،
ورحِمَ الله عمّاراً يوم يُبْعث حيّاً، لقد رأيتُ عمّاراً
وما يُذْكَرُ من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
أربعةٌ إلا كان رابعاً ولا خمسةٌ إلا كان خامِساً، وما كان أحدٌ
من قدماء أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
يشكُّ أن عمّاراً قد وجَبَتْ لهُ الجنّة في غير موطن،
ولا اثنين، فهنيئاً لعمّار بالجنّة ".
ولقد قيل : " إنّ عمّاراً مع الحقِّ والحقُّ معه،
يدور عمّارٌ مع الحقّ أينما دار، وقاتِلُ عمّار في النّار ".

وعن عبد الله بن سلمة قال :
رأيت عمار بن ياسر يوم صفين شيخاً آدم في يده الحربة وإنها لترعد،
فنظر إلى عمرو بن العاص معه الراية فقال :
إن هذه الراية قد قاتلتها مع الرسول صلى الله عليه وآله وسلم
ثلاث مرات وهذه الرابعة، والله لو ضربونا حتى يبلغونا شعاف
هجر لعرفت أن صاحبنا على الحق وأنهم على الضلالة.

وعن أبي سنان الدؤلي صاحب
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال :
رأيت عمار بن ياسر دعا بشراب فأني بقدح
من لبن فشرب منه ثم قال : صدق الله ورسوله،
اليوم ألقى الأحبة محمداً وحزبه، إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال :
إن آخر شيء يرويه من الدنيا صبحة لبن ثم قال :
والله لو هزمونا حتى يبلغونا شعاف هجر لعلمنا أنا على حق وأنهم على باطل.

قال أهل السير قتل عمار بصفين
مع علي بن أبي طالب عليه السلام، قتله أبو الغادية،
ودفن في سنة سبع وثلاثين وهو ابن أربع وتسعين سنة

والله يعطيكم العافية