المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الفدرالية ؟؟؟!!!


هاشم الهاشمي
12-29-2008, 07:56 AM
خيارات متعددة, لشكل الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية في العراق..... ملكية دستورية .. وجمهورية ديمقراطية....وفدرالية اتحادية .... خيارات لم يكن لأبناء العراق أي دور في قبول أو رفض أي منها ...خيارات طرحت أمام جمعية وطنية ( منتخبة ) هكذا يطلق عليها ! يشرف عليها ويديرها الحاكم الأمريكي برايمر... تكتب الدستور وتسن القوانين تحت رقابته وإشرافه... لتختار في نهاية المطاف النظام الفدرالي الاتحادي ليكون النظام الأمثل لإدارة شؤون العراقيين...!!!وليكرس ذلك الدستور أيضا نظاما للمحاصصة الطائفية والعرقية والحزبية , سرعان ما تناسخ في مفاصل الدولة المختلفة ليفتح الأبواب أمام الدعوة إلى الإسراع لتطبيق الفدرالية ,, مسلسل كتبت سيناريوهاته تحت جنح الظلام .. لتشتعل بعد ذلك الصراعات بين الفرقاء على المنافع والمكاسب ..
نعم أيها العراقيون ..... أشتعل العراق من أقصاه إلى أقصاه بنيران الصراع الطائفي المفتعل .. وأغرق في بحار من دماء شعبه التي أريقت نتيجة للصراع بين المليشيات المختلفة .... ذبح أبناءه بأيادي مختلفة لتعزيز الانقسامات العرقية والمذهبية في بلادنا الجريحة....
والمحصلة أيها الأخوة ..هي تغييب الإرادة الوطنية في اختيار شكل الحياة السياسية والاقتصادية , وانتشار الفوضى الإدارية التي أطبقت على مؤسسات الدولة المختلفة نتيجة لاستشراء القيم المصلحية للأفراد والجماعات وللأحزاب والتشكيلات المتصارعة ... فوضى أريد من خلالها تمرير مشاريع إقليمية وأخرى دولية وأول هذه المشاريع وأخطرها مشروع الفدرالية !!!.
لنرجع إلى تأريخ الدولة العربية الإسلامية .. لنتصفح أوراقه .. ولنحلل أحداثه تحليلا موضوعيا .. أحبتي .. .... حينما أنكفأ الحس العقائدي وخبا الوهج العاطفي عند المسلمين الأوائل.. تسلل أصحاب المصالح اللامشروعة إلى مراكز القيادة والزعامة تدفعهم المصالح الشخصية والقبلية مستغلين جهل الناس بمصالحهم العامة ... وراحوا يقسمون البلدان والأقاليم وفقا لمنظومة العلاقات الأسرية والقبلية والمصالح المشتركة داخل مؤسسات الدولة ... حتى وصل الأمر إلى حد التمرد والعصيان على السلطة الشرعية الحاكمة .. فهاهو معاوية يصل إلى أمارة الشام وفقا لهذا المبدأ ويستغل خيراتها ويمنع الحكومة المركزية منها.. ولينشأ دولة داخل دولة ...يسن القوانين .. ويبني الجيوش ..بعيدا عنها ..مستغلا تلك النعرة العشائرية في مشروعه الانفصالي في ولاية الشام تدعمه في ذلك الدولة البيزنطية العدو الأول للدولة العربية الإسلامية .. ومن جهة أخرى وفي ولاية البصرة نجد أن الحال واحد , كما هو في الشام ...تمرد وعصيان على حكومة المركز... معارك طاحنة ودماء غزيرة وارتباك أصاب حركة المجتمع العربي الإسلامي نتيجة لتغليب المصلحة الفردية والعشائرية على المصلحة العامة .
ولنفس الأسباب أيها العراقيون ... المصالح الحزبية والتوجهات الطائفية والعرقية ستتسبب في أضعاف سلطة الدولة المركزية وتغرقها في بحار من الصراعات التي لا يعرف احد نهايتها.. فإذا كانت حكومة المركز الآن غير قادرة على الإمساك بزمام المبادرة .. وقبل البدء في تطبيق مشروع الفدرالية على عزل أو معاقبة أي مسؤول إداري أو امني فكيف سيكون حالها بعد تطبيقها ..!!
لقد صدرت أيها الأخوة العديد من الأوامر والقرارات التي تقضي بمعاقبة العديد من المسؤولين الإداريين والأمنيين الرفيعي المستوى لوجود فساد مالي أو إداري رافق تأديتهم لمهامهم حسب ما ذكرته التقارير الحكومية ... ولكنها أوامر جوبهت بالرفض والعصيان في وقت لا يزال فيه نوع من مركزة القرار ظاهرا ..!! فكيف إذا استلم هؤلاء المعاقبون المتشبثون بمقاعدهم مسؤوليات إدارة المحافظات بعيدا عن رقابة الدولة المباشرة ....؟ ماذا سيحدث...؟ ، نأخذ الجواب من التأريخ أيها الأخوة .. نعم تماما كما فعل معاوية .... هكذا سيفعلون .!!
أحبتي ..... نحن لسنا بصدد الوقوف أمام تحديث منظومة الإدارة والاقتصاد والسياسة في البلاد لا لا وألف لا نحن مع كل ما من شأنه أن يرفع الضرر والمعاناة التي لحقت بأبناء الشعب لعقود طويلة ..... فنحن مع كل سياسة تهدف إلى حفظ أموال العراقيين ودماءهم ..... مع كل سياسة تسهم في تعزيز روح المواطنة وتزيل أسباب التوتر والاحتقان ، يضع صنّاعها المصالح العليا فوق كل اعتبار ..... ولكننا نعتقد إن الظروف غير ملائمة بسبب ارتباك المشهد السياسي والاجتماعي وتعقّده وأزمة الثقة التي تعيشها الاتجاهات السياسية المختلفة ...
أهلنا ...... نحن نؤكد على التزامنا بالدفاع عن حقوقكم وحقوق أجيالكم .. ومستقبلكم ومستقبل أبنائكم ... هدفنا أن تعيشوا في وطنكم آمنين مستقرين ..منعّمين بثرواتكم ومواردكم ....
فمن الأسس التي يعتمدها دعاة الفدرالية ويحاولوا إيهام الرأي العام بها فلقد وضعوا أيها الأخوة معاناة الشعب وآلامه والحرمان الذي تعرض له في زمن النظام السابق, شعارا ومنطلقا لتمرير مخططاتهم .. لقد عملوا من اجل استغلال محرومية الشعب بدلا من أن يعملوا على رفعها .. ولقد أصبح معروفا للداني والقاصي وبدون أي جهد وعناء أن الأساس الوحيد الذي يلوح به الفرحون بخيرات الفدرالية ..!!هو النفط .. هذه الثروة الوطنية , هي الأساس والدافع والمحفز الرئيسي الذي يقف وراء الهجمة الواسعة والمحاولات المستمرة لتكوين الفدراليات في العراق .. ويتضح هذا .. أيها الأحبة من خلال معرفة فحوى وجوهر الخطاب اليومي الذي يردده السياسيون ويضغط بقوة على أبناء العراق... ذلك الخطاب الذي يحاول ملامسة احتياجات المواطن المحروم .. وكما قلنا .. فهم يحاولون استغلال محرومية المواطن ومعاناته التي يعد الفساد المالي والإداري الناجم عن سياساتهم أحد ابرز أسبابها ....
يلوحون للمواطن بأن الثروات النفطية ستكون بأيدي الأقاليم وأنهم سيتعاملون مع هذه الثروات بالشكل الذي يقلب الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية رأسا على عقب !!!! إنها حقا سياسة تجهيل وتشويش يقصد من وراءها استغلال المواطن .... سياسة تحمل في طياتها تمردا وعصيانا على الدستور الذي يتشدقون بالالتزام ببنوده...
وبهذا المعنى ترفع الأحزاب الكردية المسيطرة شعاراتها الانفصالية ...
أيها الأخوة ... إذا كان الموضوع الرئيسي هو ضمان توزيع الثروات الطبيعية بين المواطنين في الأقاليم أو المحافظات ... أفلم يضمن الدستور توزيعها على كافة المناطق العراقية ..؟!!! وإذا كان من الدوافع المعلنة أيضا ضمان عدم عودة الدكتاتورية إلى سلطة الدولة مرة أخرى من خلال نقل العديد من صلاحياتها إلى الأقاليم .. فما بالكم بتغلغل هذه الجهات في كافة مؤسسات الدولة وتوزيعها للمناصب الإدارية والأمنية على طريقة المحاصصة الحزبية وأحكام سيطرتها عليها ..
إنها وصفة لإشعال العراق والمنطقة بنيران الصراعات الطائفية والعرقية والحزبية ..
فإذا كانت الفدرالية الحل الأمثل لشيعة العراق أو سنته وعربه وأكراده ... فلماذا لا يكون نفس النموذج قابلا للتطبيق مع عرب إيران مثلا وأكراد تركيا وشيعة السعودية ... ؟!!
أيها الأخوة انه ملف التقسيم تحت ذرائع مختلفة لو فتح لا سامح الله فستجتاح رياحه المنطقة بكاملها ولن يستطيع أي احد منا كيف يمكن الخروج منه ..وسيتحول الجسد السياسي العراقي إلى شظايا متناثرة من الأحزاب والجماعات المتصارعة على مكامن القوة والنفوذ...
أحبتي .... إن الإصرار على تطبيق الفدرالية اعتمادا على تثقيف طائفي وعرقي أو على أساس الاستحواذ على الثروات , لن يحقق القناعة الحقيقة عند العراقيين ,, لأنهم جميعا يدركون الآن إن الضرب على الأوتار الطائفية والعرقية قد جلب لهم أشكالا من المآسي والقتل والدمار .
إذن .. إذا كان هذا هو أساس وجوهر الفدرالية التي يجري الإعداد لها فأن المتيقن والمعروف هو أنها ستفضي إلى تقسيم العراق وستتكفل بتدمير نسيجه الاجتماعي وتحرق الأخضر واليابس ولا تبقي شيئا من مرتكزات القوة في هذا البلد ..
ونكرر القول إننا عندما نقف أمام مشروع الفدرالية إنما ننطلق من الحرص على عدم انجرار العراق إلى مزيد من التشرذم والقتل والدمار وأملا في إيجاد ظروف ملائمة ومناسبة .. اقتصادية واجتماعية سليمة وصحيحة ... حينها يستطيع العراقيون اختيار النظام السياسي والإداري الملائم ....
ومن هنا وبعد أن عرفنا السرّاق الذين لا يخجلون حينما يطلبون من الناس انتخابهم يجب علينا أن نفهم الناس نفهمهم هذه الأفكار الصحيحة الصالحة والتي تساعدنا على إنقاذ العراق من الدمار المهلك أو التقليل منه وعلينا أن نأخذ بنظر الاعتبار أن فتنة الفيدرالية وما يترتب عليها من تقسيم وتفرقة وتشظي لأبناء العراق على أساس الدين أو الطائفة أو على أساس البيوتات هو القضاء على العراق ووحدته وتراثه وحضارته وجعله يعيش في بحور الظلام والدمار إلى ما شاء الله فالحذر الحذر من فتنة لاتبقي ولا تذر .

ك.رونالدو17
12-29-2008, 03:31 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلِّ على محمد وآل محمد
السلام على يارسول الله وعلى ال بيتك الطيبين الطاهرين
السلام على اصحاب الكساء محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين والتسعة المعصومين من ولد الحسين
السلام على فاطمة وابيها وبعلها وبينيها والسر المستودع فيها
السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى اولاد الحسين وعلى اصحاب الحسين
مشكورين
الله يعطيكم العافية