المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : اللطم...؟!!


أبو حيدر
12-30-2008, 09:47 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة

((لأندبنك صباحاً ومساءاً ولأبكين عليك بدل الدموع دماً يا حسين))

اللطم

لقد تألم كل شيعي عاصر فاجعة الطف وكل شيعي يولد بعدها إلى يوم القيامة تألماً عاطفياً وعقائدياً لا يوازيه التألم بالكوارث الشخصية، فقد تمثلت في تلك الحادثة الرهيبة المظلومية من جانب أهل البيت في أجلى صورها، وتمثلت فيها الوحشية من جانب بني أمية في أبشع صورها، وهذا اللقاء الغريب بين المظلومية في أجلى صورها والوحشية في أبشع صورها كان جديراً بإثارة عاطفة فائرة في كل من يشعر بأقل ارتباط مع أهل البيت، بل في كل من تنبض فيه الإنسانية.
كما أنّ هذه الصدمة العظيمة نزلت على شخصية مقدسة يعتبرها الشيعة ثالث أئمتهم وابن بنت رسولهم العظيم، فكانت الصدمة جديرة بإثارة عقائدية في كل من يؤمن بالتشيع عقيدة دينية صحيحة، وقد ازدوجت هاتان الإثارتان في الشيعة، فكانت مصيبتهم بتلك الكارثة أعظم من مصيبتهم بكوارثهم الشخصية.
والإنسان المصاب يشعر بثقل المصيبة على كاهله فيحاول التسلل منها حتى يعود إلى حالته الطبيعية، ومن الناحية النفسية أنّ المصيبة إذا داهمت إنساناً لم يعرف كيف يتخلص منها فإنّه يرزح تحتها، وينكمش عليها حتى تترسب في أعماقه على صورة عقد تأكله، وتنخر فيه حتى لا تبقي منه سوى كيان منخور، وإن عرف كيف يتخلص منها فإنّها تنحسر عنه دون أن تخلف وراءها غير أثر تجريبي ينفعه ولا يؤذيه.
وطريقة التخلص من المصائب هي التعبير المناسب عنها، فإذا كانت المصيبة هينة يمكن التخلص بالتعبير اللفظي، وإذا كانت كبيرة ترفض الزوال إلا بالتعبير اللفظي والبكائي، وإن كانت أكبر احتاجت إلى تعبيرات أخرى.
وحيث إن مصيبة الشيعة بالإمام الحسين (عليه السلام) كانت أعظم المصائب احتاج التخلص منها إلى التعبير عنها بجميع ألوان التعبير.
وحيث كان الشيعة يعانون في نفس الوقت عقدة الإنكار بالنسبة إلى أنفسهم وبالنسبة إلى فاجعة الطف نفسها تحت وطأة الأحكام المعاندة التي اختلفت عليهم طوال ألف عام احتاجوا إلى أن يكون التعبير تعبيراً عاماً يخلصهم من وطأة المصيبة، ومن عقدة الإنكار، فاضطروا إلى أن يجعلوا تعبيراتهم جماهيرية علنية، فكان من الطبيعي والعفوي بالنسبة إليهم تنظيم مواكب الحزن بصورة تجمع كافة عناصر التعبير والإلفات.
غير أنّ الشيعة لم يقدروا على هذا التعبير الجريء عندما كانوا يرزحون في ظلمات بني أمية وبني العباس، وإنّما اختلفت عليهم الظروف القاسية والطبيعية اختلاف الفصول على مشاتل الورد، فاختلفت تعبيراتهم باختلافها، فنظمت تأريخهم خمسة أدوار بالتسلسل كما يلي:
الدور الأول: دور الأئمة الأطهار (عليهم السلام) الذي انحصر فيه تعبير الشيعة على تجمع نفر منهم في بيت أحدهم لإنشاد فرد منهم أبياتاً من الشعر، أو تلاوته أحاديث في رثاء أهل البيت وبكاء الآخرين بكل تكتم وإخفاء، تقية الحكومات الظالمة أن تطيش بهم في جنون، فتطير رؤوسهم إلى عروش الحكام، أو تزج بهم في أعماق السجون، وإذا لم تتمالك نساؤهم عن الصراخ لسماع المأساة واستجوبتهم الجلاوزة كان عليهم التذرع بموت صبي أو احتضار صبيّة.
والدور الثاني: دور بني العباس الذين ظهروا على المسرح باسم الانتصار للإمام الحسين (عليه السلام)، فجعلوا شعارهم السواد حداداً على شهيد كربلاء، فرغم أنّهم انتهزوا من ظلامة الإمام الحسين(عليه السلام) واجهة لأطماعهم ارتدّوا على الإمام الحسين (عليه السلام) فور ما نجحوا في انتزاع السلطة من أيدي بني أمية، لأنّهم وجدوا أنّ ثورة الحسين(عليه السلام)، لم تكن على بني أمية فحسب، وإنّما كانت على الظالمين جميعاً، فهي تهدد مصالحهم بصورة مباشرة بنفس الأسلوب الذي هددت به مصالح بني أمية، فحاولوا القضاء عليها، غير أنه كان يصعب عليهم إعلان النكوص على أعقابهم أمام الجماهير التي حركوها وركبوها ثأراً للإمام الحسين (عليه السلام)، فاتخذوا موقفاً مرتبكاً لم يزل يتأرجح حتى أخريات أيامهم، فكان أحدهم يشيد مرقد الإمام الحسين (عليه السلام)، والآخر يهدمه، وواحد منهم يشجع زيارته، والثاني يقطع الأيدي والرؤوس من الزوار، ولكن جميعهم اتفقوا على إطلاق اسم الحسين (عليه السلام) وتحديد التشيع، فتوسعت مجالس التأبين على الإمام الشهيد، وعلت برثائه المنابر ولكن في إطار محدود يفصله عن حركة التشيع.
والدور الثالث: دور البويهيين والديالمة والفاطميين ـ وخاصة أيام معز الدولة الديلمي ـ الذين رفعوا الإرهاب، وأطلقوا طاقات الشيعة، ومكنوهم من إخراج مجالس التأبين عن الدور إلى المجامع والشوارع والساحات العامة، وإعلان الحداد الرسمي العام يوم عاشوراء، وإغلاق الأسواق، وتنظيم المواكب المتجولة في الشوارع والساحات.
والدور الرابع: دور الصفويين، وخاصة عهد العلامة المجلسي الذي شجع الشيعة على ممارسة شعائرهم بكل حرية، فأضافوا إليها التمثيل الذي كان إبداعاً منهم لتجسيد المأساة.
والدور الخامس: دور الفقهاء المتأخرين، وعلى رأسهم الشيخ مرتضى الأنصاري، وآية الله الدربندي، حيث أكثرت الشيعة من مواكب السلاسل والتطبير بعد ما كانت قليلة محدودة.
والحقيقة أنّ الشيعة منذ أن استشهد الإمام الحسين (عليه السلام) أصيبوا بجرح عاصف لم يندمل، فحق لهم التعبير عن تألمهم، ولو أنّ الشيعة في عهود الأئمة (عليهم السلام) وجدوا الحرية الكاملة لأقاموا هذه الشعائر القائمة اليوم وأكثر، غير أنّهم لم يكونوا يجدون الحرية الكافية للتعبير الكامل عن مدى انفعالهم في كل العصور، لأنّ انحراف السلطات الحاكمة كان أثيراً في تحديد تعبيرهم، ولكنهم تمردوا على الكبت، وأبوا إلا انتزاع حرياتهم واحدة واحدة بالقوة تارة وبالتضحيات تارات، فساروا في الدرب الشائك حتى ملكوا إرادتهم، واستطاعوا التعبير عن تألمهم البليغ لمصرع الإمام الحسين(عليه السلام) بهذه الشعائر.
وأول موكب أتت به الشيعة في هذا المجال هو موكب ((اللطم)) وكيفيته أن يتجمع حشد من الشيعة أيام العشرة الأولى من شهر محرم الحرام، وفي وفيات المعصومين (عليهم السلام) في مكان مقدس لضرب أنفسهم لدماً على الصدور، وربما لطماً على الخدود، وضرباً على الرؤوس، فيتجردون إلى نصف أبدانهم، ويمارسون عملية اللدم واللطم بأساليب منسقة حزينة، ولتنسيق الضربات التي ينهالون بها على صدورهم يصعد شاعر على منبر وينشد قصائد منظومة بأسلوب خاص، تذكّر اللاطمين بمصائب أهل البيت، وتحافظ نبراتها على وحدة الضرب، وهم يتجاوبون مع الشاعر في ترديد بعض الأبيات، ويطلقون على هذه العملية اسم ((اللطم)) .
وهؤلاء قد يلطمون في الأماكن الخاصة، وربما ينظمون أنفسهم في سلسلة مواكب في مكان معين ثم يخرجون منه إلى الشوارع وهم يهزجون بأبيات قصيرة، ويلطمون بأسلوب معين تناسب مسيرهم، وتنتهي مسيرتهم عادة بانتهائها إلى أحد الأماكن المقدسة كالعتبات أو المساجد.
ومن الطبيعي أن يزدلف حول هذه المواكب طوال مسيرتها حشد كثير من مختلف الطبقات على جانبي الطريق، ويلتفت إليها كل من يسمع أهازيجها أو أصوات ضرباتهم الحزينة، ثم ينفعل بهذه العملية التي تشبه العمليات الانتحارية التي تكشف عن انفجار عاطفي جارف، فينفجر بالبكاء والذكريات والخواطر، وينقلب الجو الهادئ في مدينة كاملة بين لحظة وأخرى إلى جو عاطفي حزين قد لا يوجد نظيره في المآتم التي يتفرع المنبر فيها خطيب مصقع، لأنّ الخطيب مهما بلغ لا يملك سوى كلام ـ مهما بلغ ـ يكون تأثيره محدوداً، بينما يقدر موكب واحد على تطوير الجو كله في مدينة كاملة، فيتأثر به كل من يعيشه من حيث يشاء أو لا يشاء.
وبهذه الحقيقة يفسّر ما نجده من بعض القساة الذين تستعصي دموعهم على الخطباء، وتتحادر لمشهد موكب اللطم.
واللطم تعبير عفوي عن استبداد مصيبة بإنسان، فلا يختص بوقت دون وقت ومجتمع دون مجتمع، ويظهر من بعض النصوص أنّ اللطم ليس مختصاً بالدنيا، ففي الجنة لطمت الحور على الحسين(عليه السلام) كما في زيارة الناحية: ((ولطمت عليك الحور العين)) وعندما أنشد دعبل الإمام الرضا (عليه السلام) قوله:


أفاطم لو خلت الحسين مجدلاً
إذاً للطمت الخد فاطم عنده


وقد مات عطشاناً بشط فرات
وأجريت دمع العين في الوجنات

لم يقل له الإمام الرضا (عليه السلام): من أين علمت ذلك؟ لأنّه تعبير طبيعي عفوي لا بد أن يصدر عن كل من داهمته فاجعة كبرى.
ويكفي دليلاً على إباحة اللطم على المعصومين عامة وعلى الإمام الحسين (عليه السلام) خاصة عدم ورود النهي عنه، فيشمله أصل الإباحة، الثابت بالعمومات الدالة على أنّ ((كل شيء مطلق حتى يرد فيه نهي)) و((كل شيء لك حلال حتى تعرف أنه حرام)) و((الأشياء مطلقة ما لم يرد عليك أمر أو نهي)) .
ويدل على رجحان اللطم على الإمام الحسين (عليه السلام) ثلاثة أنواع من الأدلة:
النوع الأول: الأدلة العامة التي تشجع إقامة العزاء على الحسين(عليه السلام)، كقول النبي (ص) لفاطمة الزهراء (عليها السلام) عندما أخبرها بقتل الحسين(عليه السلام) فجزعت، فسلاها واصفاً شيعته بأنهم: ((يجددون العزاء جيلاً بعد جيل في كل سنة)) أي على الحسين (عليه السلام) واللطم من المظاهر الجلية لتجديد العزاء.
النوع الثاني: الأدلة الخاصة النادبة إلى اللطم على الإمام الحسين(عليه السلام)، كقول الإمام الصادق (عليه السلام) في حديثين روى أحدهما صاحب الجواهر عن خالد بن سدير، وروى الثاني الشيخ الطوسي في التهذيب: ((وقد شققن الجيوب، ولطمن الخدود على الحسين بن علي (عليهما السلام) وعلى مثله تلطم الخدود، وتشق الجيوب)).
النوع الثالث: الأدلة الخاصة التي تدل على أنّ الفاطميات لطمن على الإمام الحسين (عليه السلام) في حياته وبعد شهادته، وقد سبقت عدة أحاديث تدل على ذلك كحديث شق الجيب وغيره من الأحاديث، وفي كثير من المقاتل توجد النصوص التالية: وعندما ورد الحسين (عليه السلام) إلى كربلاء وأُخبر بمصيره ومصير آله فيها بكى النسوة، ولطمن الخدود، وشققن الجيوب .
وفي ليلة عاشوراء حينما أنشد أبياتاً ترمز إلى دنو الموت منه أهوت زينب إلى جيبها فشقته، ولطمت على وجهها، وبكى النسوة معها، ولطمن الخدود .
ولما خطب الحسين (عليه السلام) خطبته الأخيرة أمام الأعداء في يوم عاشوراء وسمعت بناته وأُخته زينب كلامه بكين، وندبن، ولطمن.
وفي رواية المفيد في وصف اليوم الحادي عشر: ((وحمل نساؤه على أحلاس أقتاب بغير وطاء، وساقوهن كما يساق سبي الترك والروم في أسر المصائب والهموم)) ولما نظرت النسوة إلى القتلى صحن وضربن وجوههن، وفي مجلس التأبين الذي أقمنه في الشام وصفن ((الفاطميات الصارخات اللاطمات على الخدود)) .
بقي هنا سؤالان:
السؤال الأول: هل أن عمل أهل بيت الحسين (عليه السلام) حجة؟
والجواب من وجهين:
أولاً: لو اعترفنا بأنّ عمل أهل بيت الحسين (عليه السلام) ليس بحجة طالما لم يكونوا معصومين، فإنّ تقرير الإمام الحسين (عليه السلام) في حياته وتقرير الإمام زين العابدين والإمام الباقر (عليهما السلام) بعد شهادة الإمام الحسين (عليه السلام) حجة، وقد كن النسوة يلطمن بمحضر من الأئمة فلم ينهوهن عنه، ولو نهاهن أحد منهم لامتنعن، ولوصل إلينا، فتقريرهم لعملهن حجة يكفي دليلاً على الجواز.
ثانياً: لا نعترف بأن عمل أهل بيت الحسين (عليه السلام) ليس بحجة، بل عملهم حجة وإن لم يكونوا معصومين، كما أنّ أعمال الفقهاء وأقوالهم حجة تكشف عن الأحكام الشرعية مع أنّهم ليسوا بمعصومين، إذ لا يشترط في حجية عمل كل أحد وقوله أن يكون معصوماً، وإلا لوجب إلغاء الإسلام كله حتى في عصور المعصومين، لأنّه لم يتمكن تسلم الإسلام من المعصومين مباشرة إلا نفر من الناس، وأما الجماهير المسلمة في كل جيل فإنها تسلمت الإسلام عن غير المعصومين، ولم يعتبر الأئمة عليهم السلام سوى الوثاقة فيمن تؤخذ عنه معالم الدين، وإذا كانت الوثاقة وحدها تكفي لجعل عمل إنسان وقوله حجة فلا أقل من أن يكون عمل أهل بيت الحسين (عليه السلام) الذين ولدوا وترعرعوا تحت تربية عدد من الأئمة الأطهار وبلغوا أقصى مراتب العدالة حجة يكشف عن رأي الشرع.
ومما يدل على حجية عمل أهل بيت الحسين (عليه السلام) أن الإمام الصادق(عليه السلام) استدل على جواز شق الجيب بعمل الفاطميات في حديثين:
أحدهما: ما روي في جواهر الكلام عن خالد بن سدير قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن رجل شق ثوبه على أبيه أو على أمه أو على أخيه أو على قريب له؟ فقال: ((لا بأس بشق الجيوب، قد شق موسى بن عمران (عليه السلام) على أخيه هارون.. ولقد شققن الجيوب ولطمن الخدود الفاطميات على الحسين بن علي (عليهم السلام) )).
وثانيهما: ما رواه الشيخ الطوسي في التهذيب عن الإمام الصادق(عليه السلام) أنّه قال: ((وقد شققن الجيوب ولطمن الخدود الفاطميات على الحسين بن علي (عليهما السلام) وعلى مثله تلطم الخدود وتشق الجيوب)) .
والسؤال الثاني: أنّ الإمام الحسين (عليه السلام) نفسه نهى نساءه عن جميع هذه الأعمال في ليلة عاشوراء حين أوصاهن بقوله: ((يا أُختاه يا أُم كلثوم، وأنت يا زينب، وأنت يا فاطمة، وأنت يا رباب انظرن إذا أنا قُتلت، فلا تشققن عليّ جيباً، ولا تخمشن عليّ وجهاً، ولا تقلن هجراً)) .
والجواب من وجهين:
أولاً: أنّه كان ينهى نساءه في هذا الكلام وأمثاله عن الجزع قبل مقتله ساعة قتله، اتقاء شماتة الأعداء، فلا يشمل نهيه غير تلك الساعة، حيث لا تكون شماتة الأعداء، وقد أعرب الإمام نفسه عن هذا السبب في ليلة عاشوراء، لما أهوت زينب إلى جيبها فشقته، ولطمت على وجهها وصاحت . قال لها الحسين: ((مهلاً، لا تشمتي القوم بنا)).
وفي يوم عاشوراء حين جزعت قال لها الإمام: (لا تشمتي بنا الأعداء) فالنهي منذ صدوره كان محدوداً بوقت خاص لسبب خاص، وهذا هو ما فهمته نساء الإمام من وصيته، فتجلّدن في تلك الساعة المتأزمة، وجزعن بعدها حتى قبضهن الله تبارك وتعالى إليه.
ثانياً: أنّ الإمام قيّد النهي بوقت معين،هو وقت الشهادة حيث قال: ((إذا قتلت)) فخصص النهي بحين الشهادة، لأنّه كان يعلم أنّ ساعة شهادته يزحف العدو على الخيام، وينتشر الأطفال في المعركة تحت سنابك الخيل وحراب العدو، فتحين مسؤولية النساء عن جميع الأطفال وإنقاذهم من العدو الأثيم، فيكون عليهن أن يتجلدن في تلك الساعة، لا لحرمة الجزع عليهن، بل لأنهن لو انصرفن في تلك الساعة إلى النياحة والبكاء تعرضن هن وأطفالهن للخطر، فلا يهبط الليل إلا على مصارع عدد من الأطفال والنساء، فكان الإمام بهذه الوصية يروم الاحتفاظ على يتاماه وأياماه.
فهي وصية مؤقتة ومخصصة للعمومات بالنسبة إلى ساعة معينة فتكون أشبه بوصيته لابنته سكينة عندما وجدها تبكي في وداعه للنساء، فصبرها بكلام نظم في البيتين التاليين:


لا تحرقي قلبي بدمعك حسرة
فإذا قتلت فأنت أولى بالذي


ما دام مني الروح في جثماني
تأتينه يا خيرة النسوان

وإذا كان اللطم مباحاً بعنوانه الثانوي لتجديد العزاء على الإمام الحسين (عليه السلام) يكون اللدم مثله بعموم الملاك والأولوية القطعية.

ونسألكم الدعاء.

الورده المحمديه
12-30-2008, 10:48 PM
يعطيك العافيه اخوي ابوحيدر
جزاك الله الف خير

أبو حيدر
12-31-2008, 08:25 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

وفقك الله أختي على المرور والرد الرائع.

مأجورين مثابين.

أبو رباب
12-31-2008, 11:57 AM
اللهم صلي على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين

يعطيك العافية على الطرحك الراااائع والقيم للموضوع

في ميزان حسناتك واجرك على الزهرااااء سلام الله عليها

أبو حيدر
12-21-2009, 06:17 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صلِ على محمد على آل محمد وعجل فرجهم الشريف

مشكورين على المرور العطر.

ومأجورين مثابين.

احرار الزهراء
01-26-2011, 02:37 PM
http://www.lakii.com/vb/smile/32_201.gif

فدوه لعيونك أني ياعمي
01-27-2011, 07:37 AM
اللَّهُمَّے صَلِّے عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلے آلِے مُحَمَّدٍ و عَـــــــجِّــــــلْــــے فَــــــــرَجَـــــــهُـــــمْے و سَــــــهِّــــلْــــے مَـــــخْــــرَجَـــهُـــمْے

جزاك الله الف الجزاء .. و جعلك الله من انصار قائم آل محمد

حنين الروح
01-27-2011, 09:54 AM
يعطييك الف عاافيه على الطرح
يسعد قلبك ع الإنتقاء
ماننحرم من هالبداع

ودي وأحتراامي..

http://forums.5ligi.com/imgcache/a7bad93aa1c4e408db2fe17ad3a8a53a.gif

ابو كاظم
01-27-2011, 02:16 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

جزاك الله خيرا اخي ابو حيدر

رمــــز الــــمـــــحــبــه
01-27-2011, 02:22 PM
http://forums.al-mohd.com/images/intro.gif


جزاك الله الف خير وجعله انشالله في ميزان حسناتك

وشكرا على الموضوع تقبل مروري


رزقنا الله وإياكم زيارته وشفاعته في الدارين...

الله يعطيك الف عافيه

كلنا فداك يامحمد
01-29-2011, 02:27 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أحسنت أخي أبو حبـــدر
وعطــر الله أنفاسك الزكيــه بعطر الولاء الحسيني
وأسأل الله لنا ولكــم الحب والعطاء الدائــم

اللهم أنصر شيعــة الحسين في جميع بقـاع العالم
أنصرهم وأيــدهم واحفظهم بعينك التى لاتنـام

رحـــم الله والــديك ...

ميمي السعوديه
01-31-2011, 08:21 PM
الله يعطيكم العافيه وماجورين

اميرة حبي نبراس
02-01-2011, 06:26 PM
مشكوووووور والله يعطيك الف عافيه

Traneem
02-01-2011, 11:05 PM
شكرا لك ...
ما ننحرم منك ..