المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ابو الفضل العباس والايثار


ام جواد
12-31-2008, 06:31 PM
ليس في دنيا الأنساب نسب أسمى ولا أرفع من نسب أبي الفضل العباس فهو من صحيح الأسرة العلوية التي هي من أجل وأشرف الأسر التي عرفتها الإنسانية في جميع أدوارها تلك الأسرة العريقة في أعجب والشرف التي أحدث العالم الإسلامي بعناصر الفضيلة والتضحية في سبيل الخير وأضاءت الحياة العامة بروح التقوى والإيمان.

فأبو الفضل سليل هذه الأسرة المباركة هو ابن عليّ أمير المؤمنين (عليه السلام) وكفى به فخراً أما أمه فهي السيدة الزكية فاطمة بنت حزام بن خالد، التي ولدتها الفحول - كما وصفها علي (عليه السلام) فهي تتحدر من أسرة ذائعة الصيت بين العرب بالنبل والشهامة والشجاعة والكرام وقد عرفت بالنجدة، وليس في العرب من هو أشجع من أهلها ولا أفرس، ومن قولها ملاعب الأسنة أبو براء الذي لم بعرف الناس مثله في الشجاعة.

وأبو الفضل الذي ولد سنة (26) هو في اليوم الرابع من شهر شعبان بالمدينة وسماه والده أمير المؤمنين (عليه السلام) عباساً ولا ريب أنه أستشف ما وراء الغيب أنه سيكون بطلا من أبطال الإسلام وسيكون عبوساً في وجه المنكر والباطل ومنطلق البسمات في وجه الخير كان الساعد الأيمن لأخيه الإمام الحسين (عليه السلام) في ثورته المباركة في كربلاء، كما أراد له أبوه تماماً.

فقد حمل اللواء منذ خروج الحسين (عليه السلام) من يثرب حتى انتهى إلى كربلاء بقبضة من حديد فلم يسقط منه حتى قطعت يداه وهوى صريعاً بجنب العلقمي .. ذلك النهر الذي سمي العباس بطله بعد أن هزم الجيش الذي كان يحوطه بقوى مكثفة وجندل الأبطال من حوله واحتل ماءه عدة مرات فعرف لأجل ذلك بالسقاء لقيامه بسقاية عطاشى أهل البيت (عليه السلام) حينما فرض ابن مرجانه الحصار على الماء وأقام جيوشه على الفرات ليموت الحسين وأصحابه عطشاً مما دفع العباس إلى أن يستحيل قوة مدمرة وصاعقة مرعبة تدحر الجيوش العادية وتحامي عن كتائب جيش الحق بحسن التدبير وقوة البأس حتى لقب بكبش الكتيبة وهو وسام رفيع لا يمنح آنذاك إلا للقائد الأعلى في الجيش مثله مثل لقب العميد الذي قلد به أبو الفضل أيضاً فكان بحق عميد جيش الحسين وقائد قواته المسلحة وحامي ظعينته كذلك فقد كان الراعي والحارس والكافل لمخدرات النبوة وعقائل الوحي وقد بذل قصارى جهوده في حمايتهن وحراستهن وخدمتهن فهو الذي كان يقوم بترحيلهن وإنزالهن من المحامل طيلة الطريق من يثرب إلى كربلاء.

وكان إلى جانب ذلك القمر في روعة بهائه وجميل صورته ولذا لقب بقمر بني هاشم ومثلما كان قمراً لأسرته العلوية فقد كان قمراً في دنيا الإسلام إذا أضاء الطريق للفوز بإحدى الحسنيين النصر أو الشهادة في سبيل المبدأ.

وكان أبو الفضل نعم الأخ المواسي لأخيه والناصح الأمين له في كل حياته وما تقدم عليه في حركة أو سكون و لا تخلف عنه كذلك بل كان طوع أمره ورهن إشارته.

ولأجل ذلك كله استحق العباس هذه المكانة المرموقة والجاه العظيم عند الله ورسوله والأئمة والناس أجمعين حتى أصبح باباً للحوائج ما دعا الله طالب حاجة وقدّمه بين يدي حاجته وتوسل به إلا قضاها الله له إكراما لهذا المولى المعظم والعبد الصالح المكرم في الأرض والسماء، وما قصده مكروب إلا كشف الله ما به من محن الأيام وكوارث الزمان تبياناً لعظمة منزلة أبي الفضل العباس (عليه السلام).

ولا يسع المرء إلا أن يقف إجلالاً وإكبارا لموقف بطل العلقمي العظيم يوم آثر آخاه على نفسه فضرب أروع مثال في التضحية والإيثار، ومن يتصور العباس وهو يرمي الماء من كفه مع شدة عطشه إذ يتذكر عطش أخيه الحسين وعياله فيخاطب نفسه قائلاً:

يا نفس من بعد الحسين هوني وبعــــده لا كــــنت أو تكــــــــوني

هـــذا حــسين وارد المنـــــــــون وتــــشربين بارد المــــــــــعيـــــن

من يتصور هذا المشهد الرائع من الإيثار وشرف النفس والغيرة على الأخوة، فلا يقف على رؤوس أصابعه محاولاً استشراف هذه القمة العالية والسنام الشامخ من المجد وعلو الكعب في الأخلاق الفاضلة والخصال الطيبة أملاً أن يصيبه وابلٌ من صيبّها أو أن يغرف غرفة من بحرها اللجيّ تنفعه في رحلته نحو الكمال المنشود.

والشيء الذي يدعو إلى الاعتزاز بتضحية أبي الفضل ونصرته لأخيه الحسين (عليه السلام) أنها لم تكن بدافع الأخوة والرحم الماسة وغير ذلك من الاعتبارات السائدة بين الناس وإنما كانت بدافع الإيمان الخالص بالله تعالى ذلك أن الإيمان هو الذي تفاعل مع عواطف العباس وصار عنصراً من عناصره ومقوماً من مقوماته وقد أدلى بذلك في رجزه عند ما قطعوا يمينه التي كانت تقيض براً وعطاءاً للناس قائلاً:

والله أن قطعتم يميني إني أحامي أبداً عن ديني وعن إمام صادق اليقين

إن الرجز في تلك العصور كان يمثل الأهداف والمبادئ والقيم التي من أجلها يخوض الإنسان المعارك ويقاتل حتى يستشهد في سبيلها ورجز أبي الفضل (عليه السلام) واضح وصريح في أنه إنما يقاتل دفاعاً عن الدين وعن المبادئ الإسلامية الأصيلة التي تعرضت إلى الخطر أيام الحكم الأموي الأسود كما أنه يقاتل دفاعاً عن إمام الحق المفترض الطاعة على المسلمين سبط رسول الله (صلى الله عليه وآله) وريحانته الإمام الحسين (عليه السلام) المدافع الأول عن كرامة إلى الإسلام. فهذه هي العوامل التي دفعته إلى التضحية وليس هناك أي دافع آخر وهذا هو السر في جلال تضحيته وخلودها على مرّ العصور وتتابع الأجيال.

لقد حمل أبو الفضل والمروءة العباس بن علي (عليه السلام) مشعل الحرية والكرامة وقاد قوافل الشهداء إلى ساحات الشرف وميادين العزة والنصر للشعوب الإسلامية التي كانت ترزح تحت وطأة الظلم والجور، وانطلق إلى ميادين الجهاد من أجل أن ترتفع كلمة لا إله إلا الله عالية في الأرض تلكم الكلمة التي هي منهج حياة كريمة أرادها الله لعباده من البشر الصالحين.

وقد استشهد سبع القنطرة من أجل أن يعيد للإنسان المسلم حريته المسلوبة وكرامته المهدورة وينشر بين أبناء الأمة رحمة الإسلام ونعمته الكبرى الهادفة لاستئصال الظلم والجور وبناء مجتمع لا ظلّ فيه لأي لون من ألوان الفزع والخوف والاضطراب واستشهد أبو الفضل من أجل أن يقوم حكم القرآن وينشر العدل بين الناس ويوزع عليهم خيرات الأرض فليست هي لقوم دون آخرين... فسلام على أبي الفضل يوم ولد ويوم استشهد ويوم يبعث حياً.



ويؤثرون على أنفسهم

الإيثار لغة:

قال الفيومي في المصباح المنير آثرته بالمد فضلته وقال فخر الدين الطريحى في مجمع البحرين (ويؤثرون على أنفسهم) أي يقدمون على أنفسهم من قولهم آثره على نفسه أي قدمه وفضله وقال ابن الأثير في النهاية ويستأثر عليكم أي يفضل عليكم غيركم في الفئ.



الفرق بين الإيثار والمواساة:

قال الشريف الجرجاني في (التعريفات) المواساة أن ينزل غيره منزلة نفسه في النفع له والدفع عنه والإيثار أن يقدم غيره على نفسه فيهما وهو النهاية في الإخوة ، والإيثار نتيجة العفة التي هي من فضائل النفس الأربعة الكمالية وشعبة من شعب الجود الذي هو أفضل خلق وسجية وأجل غريزة من الغرائز الإنسانية ومن أحسن ما تحلى به هذا النوع البشرى المتسلطن على عامة الأنواع قال أحمد بن أبي الربيع في (سلوك المالك) والإيثار هو كف الإنسان عن بعض حوائجه وبذلها لمستحقها ، وأن يحدث من تركيب السخاء مع العفة الإيثار على النفس وقال ابن مسكويه الخازن في (تهذيب الأخلاق) الفضائل التي تحت السخاء، الكرم، الإيثار، النبل، المواساة، السماحة، المسامحة.

أما الإيثار فهو فضيلة للنفس بها يكف الإنسان عن بعض حاجاته التي تخصه حتى يبذله لمن يستحقه وقال الغزال الشافعي في (الإحياء) أعلم أن السخاء والبخل كل منهما ينقسم إلى درجات فارفع درجات السخاء الإيثار وهو أن يجود بالمال مع الحاجة إليه وإنما السخاء عبارة عن بذل ما يحتاج إليه المحتاج أو لغير المحتاج والبذل له مع الحاجة أشد وكما أن السخاوة قد تنتهي إلى أن يسخو الإنسان على غيره مع الحاجة فالبخل قد ينتهي إلى أن يبخل على نفسه مع الحاجة فكم من بخيل يمسك المال فيمرض فلا يتداوى ويشتهى الشهوة فلا يمنعه منها إلا البخل بالثمن ولو وجدها مجانا أكلها فهذا بخل على نفسه مع الحاجة وذلك يؤثر على نفسه غيره مع أنه محتاج إليه فانظر مابين الرجلين فأن الأخلاق عطايا يضعها الله حيث يشاء وليس بعد الإيثار درجة في السخاء إلى آخر كلامه المطول وقال رشيد الوطواط في (غرر النصائح الواضحة) ويقال مراتب العطاء ثلاثة سخاء وجود وإيثار والسخاء إعطاء الأقل وإمساك الأكثر والجود إعطاء الأكثر وإمساك الأقل والإيثار إعطاء الكل من غير تمساك لشيء وهذه أشرف المراتب وأعلاها وأحقها بالمدح فان إيثار المرء غيره على نفسه أفضل من إيثار نفسه على غيره وكفى بهذه الخلة شرفا مدح الله تعالى أفضل من إيثار نفسه على غيره وكفى بهذه الخلة شرفا مدح الله تعالى أهلها بقوله (ويؤثرون على أنفسهم) الخ.

(فالإيثار) مرتبة هي أعلا مرتبة في السخاء ودرجة هي أرقى درجة في الجود وإذا كان كذلك فمراتب الإيثار لا تضبط لأنها نسبية وتختلف باختلاف الأحوال والأشخاص ويتميز منها (مرتبتان) بالإضافة إلى ما آثر به وبذله لغيره وهي (مرتبة بذل النفس) والإيثار بها وهي أعلا مراتب الإيثار ولا نعرفها في عرب الجاهلية إلا لكعب بن إمامة الأيادي وحاتم بن عبد الله الطائي وفي عرب الإسلام لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) فأنه آثر النبي (صلى الله عليه وآله) بنفسه حين بات على فراشه ليلة الهجرة وبذل نفسه له في الحروب الطاحنة التي فرت فيها أبطال الصحابة.

ولولده العباس (عليه السلام) حين آثر أخاه الحسين (عليه السلام) بنفسه وفداه بروحه وعلى سبيله سلك شهداء كربلاء فأن الجميع آثروا الحسين (عليه السلام) بنفوسهم وباقي الشهداء في سائر الحروب الدينية ليسوا كذلك لأن الشهداء مع رسول الله (صلى الله عليه وآله) لم يظهر منهم ما ظهر من أولئك من الإقدام على المنية والاقتحام على الموت مع علمهم أنهم لو تركوا لكانوا في مأمن ومنعة وموقفهم في صف الحسين (عليه السلام) لا يمنيهم بالسلامة ولا يبشرهم بالحيات أبدا وأصحاب النبي (صلى الله عليه وآله) دلائل الظفر عندهم لائحة وأمارات الغلب لهم واضحة والقرآن يخبرهم بذلك كما في بدر وخيبر (وإذ يعد كم إحدى الطائفتين أنها تكون لكم) ووعدكم (مغانم كثيرة تأخذونها) والنبي (صلى الله عليه وآله) يخبرهم بحسن العاقبة وسلامة النفس والظفر ومع ذلك يقولون (ما وعدنا الله ورسوله إلا غرروا) فأين هؤلاء ممن أذن لهم الحسين (عليه السلام) فالانصراف وأخبرهم أنهم يقتلون جميعا فيقولون لو كانت الدنيا لنا باقية وكنا فيها مخلدين لآثرنا النهوض معك على الإقامة فيها هؤلاء وأبيك جوهر الرجال ولباب الفضيلة (المرتبة الثانية) الإيثار بالقوت وهذا كثير جاهلية وإسلاما فقد آثر حاتم الطائي بقوته وبات طاويا وصنع غيره مثل صنعه من عرب الجاهلية.

أما في الإسلام فقد آثر أهل بيت الرسول بأقواتهم وباتوا طاوين ثلاثا فنزلت سورة هل أتى مدحا لهم وآية (ويؤثرون) وآثر أمير المؤمنين (عليه السلام) أصحابه مرارا عديدة كالمقداد وعمار وغيرهما وآثر ابوذر رسول الله (صلى الله عليه وآله) بالماء العذب مع شدة عطشه وآثر جماعة من الصحابة بعضهم بعضا وهم صرعى بالماء مع شدة العطش حتى ماتوا كلهم عطاشى وحديث صاع التمر مشهور عند المحدثين فأنه طاف أربعين بيتا ورجع إلى صاحبه كل واحد يؤثر به صديقه.

وآثر أبو الفضل العباس بن أمير المؤمنين أخاه الحسين (عليه السلام) بالماء فلم يشربه منع كونه شديد الظمأ فمات عطشانا.

ولكل إنسان دليلان هاديان يرشدانه إلى الفضائل ويدلانه على المحاسن والكمالات و(هما العلم والعقل) (أما العلم) فدليل إلى كل ما ثبت في الشريعة الإسلامية حسنه وحث الشارع المقدس على فعله ورغب على الإتيان به ترغيباً مؤكدا ودل عليه دلالة واضحة وهذا ما تسميه المتشرعة بالمستحب المؤكد (وأما العقل) فدليله إلى ما استحسنه العقلاء وترجح عند النبلاء ارتكابه وفضل العقل الإتيان به على الترك تفضيلا محسوسا يدركه كل عاقل بأدنى التفات واقل فكرة وروية لما يراه من تمادح العقلاء وتنويههم فيه وإطراء المتصف به إطراء بليغا وبالغا أقصى درجة الاستحسان وهذا من الشعور العربي والإحساس المختص بأهل اللسان الفصيح دون سائر الأمم والشعوب وأن لم ينكروا فضيلته ولم يشكوا في رجحانه وقد عبر الأصوليين عنه بالحسن العقلي وحيث تكامل لأبي الفضل العباس بن أمير المؤمنين عليهما السلام دليلاه وتوافق عنده مرشداه هجما به على الفضيلة النبيلة وأرشداه إلى اختيار الفعلة الحميدة وهي الإيثار بنفسه وعلى نفسه وهذه الفضيلة المعروفة في فضائل أسلافه السادات الأماجد الذين آثروا بنفوسهم وعلى نفوسهم مرارا عديدة وقد نزل القرآن المجيد في مدحهم آيات وسور تتلى في المحاريب وعلى الأعواد وتذاع في المسارح والأندية والمجتمعات.



رجحان الإيثار:

لاشك في رجحانه الشرعي لقوله تعالى في معرض المدح للمؤثرين (ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون) فأثبت سبحانه الإيثار مع الخصاصة وهي شدة الحاجة ثم قرن الفلاح بترك الشح الذي هو ضد الإيثار ومعلوم أن النفس تشح فيما لا تحتاج إليه كثيرا فكيف لا تشح بما تشتد حاجتها إليه ومن توقى هذا الشح في الخصاصة وهو الإيثار فقد أفلح عند الله وهذه الآية نزلت في أهل البيت عليهم السلام وهم أهل الكساء علي وفاطمة والحسن والحسين رغم ما زعمه بعض أهل الحديث أنها نزلت في الأنصار فآل محمد (صلى الله عليه وآله) نزل بهم ضيف وليس عندهم غير ما يكفيه فقدموه له وأطفؤا السراج لئلا يراهم ولا شيء عندهم وباتوا طاوين وقال تعالى (ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا) إلى آخر السورة وهي مع اتفاق المفسرين أنها نزلت في علي وفاطمة والحسن والحسين (عليهم السلام)، ظاهرة في مدح الإيثار لاتفاقهم أنهم بانوا ثلاثا طاوين وأطعموا هذه الأصناف الثلاثة وذلك في نذر الحسن والحسين (عليهما السلام) لما مرضا (أما الأحاديث فكثيرة) جدا منها من طريق الشيعة ما رواه الصدوق في الفقيه قال: قال (الصادق عليه السلام) (خياركم سماؤكم وشرارتكم بخلاؤكم ومن خالص الإيمان البر بالإخوان والسعي في حوائجهم وأن البار بالإخوان ليحبه الرحمن وفي ذلك مرغمة للشيطان وتزحزح عن النيران ودخول الجنان) ثم قال لجميل يا جميل (أخبر بهذا غرر أصحابك) قلت جعلت فداك من غرر أصحابي قال (هم البارون بالإخوان في العسر واليسر) ثم قال يا جميل أمان أن صاحب الكثير يهون عليه ذلك وقد مدح الله عز وجل في كتابه صاحب القليل فقال (ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون) ومن (طرق أهل السنة) ما رواه الغزال الشافعي (في أحياء العلوم) قال النبي (صلى الله عليه وآله) (أيما امرئ اشتهى شهوة فرد شهوته وآثر على نفسه غفر الله له)



القسم الأول من الإيثار

وهو الإيثار بالنفس وهو أفضل قسمي الإيثار وقال أبو تمام الطائي

يجود بالنفس إذ ظن الجواد بها والجود بالنفس أقصى غاية الجود

فمن الذين آثروا بأنفسهم (حاتم بن عبد الله الطائي) وذلك أنه مر في بلاد عنزة وهو لا يعرف فعرفه أسير في أيديهم فناداه يا أبا سفانة قتلني الأسر والقمل فتصدق علي فقال ويحك قد أسأت إلى إذ نوهت بي في غير بلاد قومي ثم جاء إلى العنزيين فقال ضعوا رجلي مكان رجله في القيد وأطلقوه ففعلوا فبقى حاتم مدة أسيرا في أيديهم حتى بلغ قومه الخبر فبعثوا بفدائه إلى العنزيين فأطلقوه وقصته مشهورة في التاريخ وهى فعلة كريمة لها عظمتها في عالم الإنسانية إلا أنها دون بذل النفس كما فعل غيره من العرب.



المؤثرون بأنفسهم في الإسلام

سيدهم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) فأنه آثر رسول الله (صلى الله عليه وآله) بحياته وفداه بنفسه وإيثاره أفضل كل إيثار في الدنيا فلا كعب ولا غيره نظيره أن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) باهي الله به ملائكته وانزل فيه قرآنا يتلى في المحاريب قوله تعالى (ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله) وقصة مبيت أمير المؤمنين (عليه السلام) على فراش رسول الله (صلى الله عليه وآله) ليلة الهجرة مشهورة عند علماء التاريخ فقد رواها من علماء أهل السنة (مفتى الشافعية دخلان في سيرته على هامش الحلبية ص 355 ج1 والبرهان الحلبي الشافعي في (سيرته إنسان العيون) ص 29 ج 2 وأبو جعفر الطبري أحد أئمة المذاهب في التاريخ ص 243 ج 2 وعبد الملك بن هشام المالكي (في سيرته) ص 76 ج 2 والسمهودي الشافعي في (وفاء الوفاء) تاريخ المدينة النبوية ص 168 ج 1 وابن الصباغ المالكي (في الفصول المهمة) ص 32 وابن طلحة الشافعي في (مطالب السؤل) ص 35 وسبط بن الجوزي الحنفي في (تذكرة خواص الأمة ص 21 وأبو حامد الغزالي الشافعي الملقب بحجة الإسلام وغيرهم كثير ولفظ الغزالي (في أحياء علوم الدين) ص 223 ج 2 وبات علي على فراش رسول الله (صلى الله عليه وآله) يفديه بنفسه ويؤثره بالحياة فأوحى الله إلى جبرائيل وميكائيل (عليهما السلام) أني قد آخيت بينكما وجعلت عمر أحد كما أطول من عمر الآخر فأيكما يؤثر صاحبة بالحياة فاختار كلاهما الحياة أحباها فأوحى اليهما أفلا كنتما مثل علي بن أبي طالب (عليه السلام) آخيت بينه وبين نبي محمد (صلى الله عليه وآله) فبات على فراشه يفديه بنفسه ويؤثره بالحياة اهبطا إلى الأرض فاحفظاه من عدوه فكان جبرائيل (عليه السلام) عند رأسه وميكائيل عند رجليه وجبرائيل (عليه السلام) يقول بخ بخ بخ من مثلك ياابن أبي طالب والله تعالى يباهي بك الملائكة فانزل الله تعالى (ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله والله رؤوف بالعباد) قال سبط بعد أن نقل مثل هذا بعينه عن تفسير الثعلبي عن ابن عباس قال أول من شرى نفسه ابتغاء مرضاة الله علي بن أبي طالب (عليه السلام) قال ابن عباس وأنشدني أمير المؤمنين (عليه السلام) شعراً قاله تلك الليلة:

وقيت بنفسي خير من وطأ الثرى ومن طاف بالبيت العتيق وبالحجــر

وبات رسول الله في الغار آمنــــا فنجاه ذو الطول العلي من المكـــــر

وبت أراعيهم وما يثبتونـــــــــــي وقد وطنت نفسي على القتل والاسر

أبو حيدر
12-31-2008, 06:54 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

آه يا أبو الفضل...,

ليتنا كنا معك يا سيدي ومولاي.

من لخدر زينب من لصرخه سكينة من لرقيه المظلومة المهضومة.

والله تبكي العين لفقدك يا حامي الضعينه.

مشكورة أختي أم جواد على المجهود المبارك وموضوعك الولائي.

بارك الله فيك ومأجورين مثابين.

كبش الكتيبه
12-31-2008, 10:07 PM
http://www.jannatalhusain.info/2009//uploads/images/JannatAlhusain-65795c5004.gif (http://www.jannatalhusain.info/2009//uploads/images/JannatAlhusain-65795c5004.gif)

كلي دلع واحساس
01-03-2009, 08:09 PM
اللهم صلي على محمد وال محمد

الله يعطيك العافيه

عاشقه العباس (ع)
01-03-2009, 09:14 PM
السلام على أبي الفضل يوم ولد ويوم استشهد ويوم يبعث حياً.
السلام عليك يا ساقي عطاشا كربلاء
السلام عليك يا كفيل الهواشم
السلام عليك ياقطيع الكفين
السلام عليك يا ذا الفضل
السلام عليك يا باب الحوائج
السلام عليك يا عضيد الحسين

عاشقة الاكرف
01-03-2009, 10:44 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


الصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

السلام على أبي الفضل يوم ولد ويوم استشهد ويوم يبعث حياً.
السلام عليك يا ساقي عطاشا كربلاء
السلام عليك يا كفيل الهواشم
السلام عليك ياقطيع الكفين
السلام عليك يا ذا الفضل
السلام عليك يا باب الحوائج
السلام عليك يا عضيد الحسين

أثير الروح
01-04-2009, 03:31 AM
اللهم صلي على محمد وال محمد


تشكري على ماطرحتي من روائع العباس

عظم الله لكم الاجر