المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حصري:((((لن تضلوا بعدي )))) بقلم راغب


ragheb
01-04-2009, 09:02 AM
بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين ولعنة الله على أعداء محمد وآل محمد حتى قيام يوم الدين ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم اللهم اشرح لي صدري ويسر لي أمري واحلل عقدة من لساني يفقهوا
قولي.
السلام عليكم في بعض ما قمت بالبحث فيه في باب العقائد فأحببت أن أضع هذا الموضوع كهدية للأخوة في آخر أبحاثنا العقائدية التي توصلنا لها والتي غابت عن الكثيرين متمنيا أن أقدم موضوعي هذا بمناسبة يوم السابع من محرم الذي يذكر فيه إستشهاد أبو الفضل العباس (ع) وهو ومقارنتي لروايتين موجودتين في صحاح السنة والتي لاحظت وجود عبارة مشتركة بين الروايتين ألا وهي ((((لن تضلوا بعدي ))))
بما أن القرآن هو رسالة والنبي هو رسول الله فمن الطبيعي عندما يرسل الله إلينا رسول لتبيان الرسالة يجب أن يقوم بهذا الدور الرسول لأن من المسلم به أن لا يتحدث الله مع الناس مباشرة ليشرح ويوضح لهم هذه الرسالة فوجود الرسول هو لعدة إعتبارات من حيث الإختيار وصفات الرسول يجب أن تتحلى بالصدق والأمانة والعصمة لكي نؤمن بأن ما يحمله من رسالة هو صحيح ومن ثم إذا قرأنا الرسالة القرآنية نجد أن الله يحثنا على إتباع ما يأمرنا به النبي ومن خلال الكتاب والنبي يتم التكامل من التنزيل والتأويل والتطبيق فيكون النبي والكتاب متلازمان لأن الله قال العناوين والنبي شرح التفاصيل إذ لا بد من وجود النبي لكي نعرف ما يطلبه الله منا .
وقبل وفاة النبي جاء حديث الثقلين لكي يؤكد هذا الترابط بين الكتاب والنبي عبر العترة الطاهرة ليقول لنا النبي في حديث الثقلين ما يلي :
في رواية صحيحة ذكرها صحيح مسلم والترمذي والحاكم بلغت حد التواتر:
(( تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبداً كتاب الله وعترتى أهل بيتي فإنهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض يوم القيامة ))
وإذا قارنا هذه الرواية بالرواية الآتية التي رويت في البخاري ومسلم وهي :
فقد اتفق المحدثون وأجمعوا على أن النبي قال لمن حضر عنده وهو في مرضه الذي توفي فيه: إئتوني بورق ودواة لأكتب لكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي!!
فعارضه جماعة فقال أحدهم: إن الرجل ليهجر كفانا كتاب الله!! وعارضه آخرون فقالوا: دعوا رسول الله (ص) ليوصي.
فكثر اللغط، فقال (ص): قوموا عني فإنه لا ينبغي النزاع عند نبي!
ولو لاحظنا وقارنا الروايتين نجد أن هناك قاسم مشترك وهو عبارة :
((((لن تضلوا بعدي )))) فالنبي أشار في الرواية الأولى بأن التمسك بالثقلين لن يضل الناس بتمسكهم بهما .
وفي الرواية الثانية عندما أراد النبي أن يؤكد حديث الثقلين طالبا منهم أن يأتوه بدواة وقلم ليكتب لهم كتاب لن يضلوا بعده عاجله الثاني متهما النبي أنه يهجر قائلا كفانا كتاب الله أي نكتفي بالثقل الأول ولا حاجة لنا بالثقل الثاني متهما النبي بالهجران ولأن عبارة ((((لن تضلوا بعدي )))) جاءت لتؤكد الحديث الأول ومحاولة عمر بتر وفصل الثقلين عن بعضهما البعض مما يؤدي إلى ضلال الأمة من بعد النبي لقول النبي لن تضلوا بعدي وهذا تأكيد على تلازم النبي وأهل بيته مع القرآن
لأنه يوجب الهداية تأكيدا لقول الله : ما أتاكم به الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا .
لذا في معرفة عمر قول النبي إئتوني بورق ودواة لأكتب لكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي!!
علم بوجود لن تضلوا بعدي وما كان من حديث النبي عن الثقلين إذ أن النبي لم يقل عبارة لن تضلوا بعدي إلا بحديث الثقلين وقد أراد النبي أن يؤكد وصيته الأخيرة عن الثقلين قبل رحيله عن هذه الأمة
فجاء البتر العمري للحديث وحتى لا يعيده الرسول كتأكيد على السامعين عاجله عمر بقوله كفانا كتاب الله لأنه علم بما يريد النبي وهو تأكيد التمسك بالكتاب والعترة فسارعه عمر بقوله كفانا كتاب الله قاطعا الطريق على النبي بتأكيده التمسك بالثقلين قائلا أنه يكفيه الثقل الأول أي القرآن وبمعنى لا حاجة لنا بالثقل الثاني أي العترة وهذا مما أدى إلى تعرض عمر لشخص النبي بقوله :
إن الرجل ليهجر كفانا كتاب الله!!
وهذا ما جعل إبن عباس أن يسمي تلك الرزية برزية الخميس
قائلا : إن الرزية كل الرزية ما حال بين رسول الله وبين أن يكتب لهم ذلك الكتاب من اختلافهم ولغطهم
ولعل العبارة المهمة التي قالها النبي منذ حوالي 1400 عاما
وهي عبارة ((((لن تضلوا بعدي )))) جاءت متناسقة ومتناسبة لما يريد
تأكيده النبي من حديث الثقلين وهو نفس ترديد عبارة ((((لن تضلوا بعدي )))) ورد عمر بكلمته كفانا كتاب الله هو لمعرفة عمر ما ينوي قوله النبي ولكن عبارة النبي ((((لن تضلوا بعدي )))) التي نقلتها جميع الكتب جاءت لتوضح ما أراده النبي في تلك اللحظة وبرغم تغيير السنة من عمر فأبقى عمر على هذه العبارة لإطمئنانه أنه أوقف النبي عن تبليغه للثقلين فلم يعرف أن عبارة ((((لن تضلوا بعدي ))))
وإجابته أنه كفانا كتاب الله ستفضح مخططه يوما ما لأن النبي يكفي أن يقول عبارة ((((لن تضلوا بعدي )))) لكي يكون هناك من يبدأ بفك هذا اللغز الذي غاب عن إبن الخطاب لأن الله قد يحمي دينه بعبارات
لكي يكون له الحجة البالغة على الناس :
قال الله تعالى :
يريدون أن يطفؤوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون
( التوبة : 32 )
هذا بغض النظر عن تهجم عمر على النبي والإختلاف الذي حصل بحضرة النبي وتأكيد ذلك وصف ابن عباس هذا الحدث بالرزية .
لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَن تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ (49:2)
إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ عِندَ رَسُولِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَى لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ (49:3)
فبالفعل يجب أن نقف طويلا لنتفكر بهذه الرزية وعبارة ((((لن تضلوا بعدي )))) فضحت تلك المؤامرة والنبي سوف يحتج على الذين كفروا بهذه العبارة فعندها لا ينفع الإعتذار يوم لا ينفع لا مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم .